أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الضغوط الإيرانية على قوى الإسلام السياسي العراقية.. إلى أين؟















المزيد.....

الضغوط الإيرانية على قوى الإسلام السياسي العراقية.. إلى أين؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 5993 - 2018 / 9 / 13 - 22:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تمارس الدولة الإيرانية بقضها وقضيضها، بكل سلطاتها ومؤسساتها المدنية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والدينية، ضغوطاً متفاقمة ومتصاعدة يوماً بعد آخر على العراق حكومة وأحزاباً سياسية إسلامية وقومية، عربية وكردية، وميليشيات طائفية مسلحة و"منظمات مجتمع مدني!" إسلامية شيعية، من أجل إعادة إنتاج الوضع الطائفي المحاصصي القائم في العراق منذ العام 2003 حتى الوقت الحاضر، ولاسيما منذ أن تسلم المدعو إبراهيم الجعفري رئاسة الحكومة أثناء الاستفتاء على الدستور العراقي الجاري حالياً، حتى الوقت الحاضر. فلم تكتف بالهجوم الصاعق بكامل أسلحتها الإعلامية والدعائية الدينية وغير الدينية ضد رئيس الوزراء الحالي، حيدر العبادي، بسبب موقفه من العقوبات الاقتصادية الأمريكية على إيران، بل جندت كل ما تملكه من نفوذ سياسي واقتصادي واجتماعي-ديني مذهبي وعسكري للضغط على مقتدى الصدر وسائرون للموافقة على التنسيق والتعاون وتشكيل الكتلة الأكبر مع قائد ميليشيا بدر الإيرانية النزعة والتكوين والمهمات، هادي العامري، والمسؤول الأول عن قائمة "فتح" التي تضم جزءاً من قادة الحشد الشعبي، بمن فيهم قيس الخزعلي، ومن لف لفه، من أتباع إيران في العراق. وهم بالتالي، يسعون إلى نسف ما طرحته قائمة "سائرون" من أهداف ومهمات، ولاسيما الابتعاد عن المحاصصة الطائفية ومحاربة الفساد والفاسدين، وأغلبهم في الأحزاب الإسلامية السياسية وفي قوائمهم الانتخابية ومن أتباع إيران، إضافة إلى رفض النفوذ والتأثير الأجنبي على القرار العراقي، ولاسيما إيران وتركيا ودول الخليج والسعودية والولايات المتحدة الأمريكية. إن لهذه الدول كلها دون استثناء علاقات وامتداد في جميع المنظمات الإرهابية العاملة في المنطقة والخارج، ولاسيما تنظيم القاعدة وفروعه المحلية، ولهذا يفترض ألَّا نستغرب من احتمال التنسيق في التخريبات والحرائق التي أشعلت في البصرة لتشوه التظاهرات السلمية والمطالب الديمقراطية المشروعة لأهلنا في البصرة المستباحة.
إن تصريحات مقتدى الصدر اليومية المتباينة تجعل المتحالفين في "سائرون" في حيرة من أمرهم، فهم لا يستطيعون نشر تصريحات معارضة لتصريحات الصدر التي تنتقل من تحالف إلى آخر حسب مستوى الضغوط المسلطة عليه من إيران وحزب الله في لبنان وقوى داخلية ايضاً، ولاسيما من قاسم سليماني ومن معه من القوى الإيرانية المقيمة في العراق لفرض النهج الإيراني السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعسكري على العراق، أو لهوى في نفسه!
كما إن القوى السياسية الكردية في كردستان العراق تتعرض هي الأخرى إلى ضغوط مماثلة سياسية واقتصادية واجتماعية، إضافة إلى ضغوط أمنية وعسكرية، وذلك بقصف مواقع في إقليم كردستان بذريعة قصف مواقع للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني (حدكا). وقد أدى القصف الصاروخي الإيراني العدواني الأخير إلى استشهاد عدد غير قليل من المواطنات والمواطنين العراقيين والإيرانيين. ويهدف هذا الضغط إلى إقناع الكرد بكل السبل بضرورة تحالفهم مع فتح ومواصلة تأييد وجود نظام طائفي سياسي في البلاد، الذي كان، ولا يزال، السبب وراء الكوارث والمآسي التي عانى منها العرب والكرد والكلدان والآشوريين والسريان والإيزيديين والتركمان في محافظة نينوى وبقية العراقيات والعراقيين في أنحاء البلاد الأخرى، ومنهم المندائيين في جنوب ووسط العراق.
إن إعادة إنتاج نظام المحاصصة الطائفي في العراق يعني دون أدنى ريب استمرار الفساد والإرهاب والتخلف والعجز عن التنمية وتوفير الخدمات وتغيير الواقع البائس والرث الراهن والبطالة المتفشية، يعني استمرار الدمج السلبي المدمر بين الدين (المذهب) والدولة، وهي مخالفة صريحة للدستور العراقي الراهن، رغم كل سلبياته ونواقصه. كما إنها ستجعل من العراق ساحة حقيقية للصراع الديني والمذهبي والموت المتجدد للمواطنات والمواطنين بصيغ مختلفة.
لقد طرح الحزب الشيوعي العراق، في مقال مهم في جريدة طريق الشعب لهذا اليوم (13/09/2018) تحت عنوان "البرنامج الاصلاحي الحقيقي هو المخرج"، رأيه في الأهداف التي يفترض أن تحققها الحكومة العراقية القادمة، وإذ أتفق مع تلك الأسس والأهداف، يبقى السؤال المشروع الذي يطرحه واقع العراق الراهن هو: هل في مقدور تحالف بين "سائرون" و"الفتح"، ومن معه، تحقيق مثل هذه الأهداف المهمة، علماً بأن الأخير، ومن معه، خاضع من قمة رأسه إلى أخمص قدميه في الدفاع عن هيمنة إيران على القرار السياسي والاقتصادي والدولي العراقي، والذي لا يأتمر إلا بأوامر الذي يقلده مذهبياً، المرشد الإيراني، على خامنئي، على حد تصريحاته بالذات والمنشورة في كل مكان. يقول الحزب الشيوعي العراقي بوضوح ما يلي:
"ويتوجب القول ايضا في هذا السياق، ان من اهم حلقات الاصلاح تعزيز البناء المؤسسي للدولة بسلطاتها الثلاث: التنفيذية والتشريعية والقضائية، وتجاوز حالة التشظي التي كرسها نهج المحاصصة، ومعالجة مسألة السلاح خارج إطار الدولة، والتوجه الجدي نحو مكافحة الفساد وتجفيف منابعه وعوامل اعادة انتاجه، كذلك محاربة الفاسدين، واتخاذ التدابير القانونية والادارية الضرورية لتحقيق ذلك كله، واعادة هيكلة المؤسسات المعنية وذات الصلة." ثم يؤكد المقال ما يلي:
"ومن الضروري بجانب ذلك التشديد على استقلالية القرار الوطني العراقي، وقطع طريق التدخلات الخارجية، وتأمين تمتع المواطنين بحقوقهم وحرياتهم الدستورية، من دون قمع او ملاحقة او تضييق". ولا ينسى المقال تأكيد أهمية الاستجابة لمطالب الشعب في الخدمات ولاسيما الماء والكهرباء وفرص العمل.. وتخفيف معاناة الناس في كل أنحاء العراق.
أؤكد سلفاً، إن تشكلت حكومة بهذه البنية أو التحالفات، ستكون وبالاً على الشعب، لأنها تعيد إنتاج ما هو قائم الآن، ولن تكون قادرة على محاربة الفساد بالفاسدين، ولا التصدي للطائفية بالطائفيين الذين مرغوا جباه الشعب بالتراب والبؤس والفاقة والخراب، ولن تتخذ قرارات مستقلة، لأن إيران ستكون المصدرة لتلك القرارات، ولن تحل الميليشيات المسلحة لأن قادة المليشيات سيكونون في الحكم مباشرة. إنها المأساة والمهزلة المتوقعة!!!



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلوة مع النفس بصوت مسموع حول الموقف من حقوق الإنسان
- مأساة البصرة ومهزلة الاجتماع التشريعي-التنفيذي المشترك
- أهل البصرة ينزفون دماً.. من المسؤول؟
- نقاش معرفي مع الكاتب حسن العاصي حول التنوير العربي
- البصرة الشجاعة والغاضبة ... البصرة المنتفضة...!
- هل رجلُ امريكا الأول معتوهاً أم أنه رأسماليٌ ليبرالي جديد مت ...
- هل العراق على حافة حرب إيرانية-ميليشياوية ضد الشعب العراقي؟
- تركيا تعيش بدء تفاقم أزمتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ...
- مرة أخيرة مع السيد علي الشرع بشأن واقع العراق الراهن الحلقة ...
- نقاش هادئ مع السيد علي الشرع بشأن واقع العراق الراهن (3-4) ا ...
- نقاش هادئ مع السيد علي الشرع بشأن واقع العراق الراهن (2-4)هل ...
- نقاش هادئ مع السيد علي الشرع بشأن واقع العراق الراهن 1-4
- الذكر الطيب للفقيد المناضل الاشتراكي والمفكر الشجاع سمير أمي ...
- نتائج العدّْ اليدوي وتشكيل الحكومة العراقية الجديدة
- جامعة الدول العربية وموقفها المناهض لحقوق الإنسان!!
- رأي في مقال للسيد علي الشرع -العبادي ومستشاره الاقتصادي-
- جور الاعتقال وقسوة التعذيب في العراق
- هل قادة حزب الدعوة متماثلون في كل شيء سيء؟
- طوق نجاة المرجعية الشيعية يناقض طبيعة النخب الإسلامية الحاكم ...
- لو تسنى لحزب الدعوة ان يحكم العراق بمفرده، فماذا سيحصل؟


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الضغوط الإيرانية على قوى الإسلام السياسي العراقية.. إلى أين؟