ليلي مراد تغني سلم هارون الرشيد الموسيقي ! .

فتحي الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 5997 - 2018 / 9 / 17 - 09:59
المحور: الادب والفن
    

ليلي مراد تغني سلم هارون الرشيد الموسيقي !
.
الاصدقاء الاعزاء /
-
انشدت ليلي مراد في الفيلم المعروف "غزل البنات" لحن عبد الوهاب الشهير "أبجد هوز حطي كلمون" .. وفي الحقيقة لم يعرف أحدا وقتها لماذا أخذوا ذلك الترتيب للحروف العربية " : أ / ب / ج / د / ه / و / ز / ح / ط / ي. . . " وماذا كان يعني ذلك الاختيار لعدة حروف عربية ولماذا وضعت دون غيرها من الحروف في ذلك الترتيب !
في الواقع كان إبتكار التدوين الموسيقي أحد أكبر مشاكل تاريخ الموسيقي. وكانت كل أمة ناهضة تسعي لخلق تدوينها حفظا لألحانها من الضياع إذ لم يكن هناك أي نوع من تسجيل الألحان ولم يكن أمام كل أمة طريق لاستنقاذ ألحانها من الضياع سوي محاولة كتابة هذه الألحان باستخدام حروف اللغة المتداولة لهذا الشعب أو ذاك. هكذا كانت كل نغمة تسمي باسم حرفا من حروف اللغة فيكتب الموسيقي العربي لزميله " ج و ز " ليفهم الآخر أن عليه عزف " سي لا ري " مثلا . لم يكن هناك مدرج موسيقي من خمس خطوط ولا نغمات مرسومة عليه ولا زمن محدد طويل أو قصير لنغمة أو أخري، لم تكن هناك أسماء لنغم متدرج مثل " دو ري مي فا صول لا سي" .. أي لم تكن الكتابة الموسيقية قد تخلقت.
كان الفنانون العرب يكتبون ألحانهم لبعضهم البعض كمن يكتب أي رسالة .. حروف عربية منفردة متوالية.
كانت الإغريق تفعل الشيء نفسه بحروفها الخاصة ثم راحت تسمي كل نغمة باسم إغريقي كامل فتكتب "أوت / ليخانوس / ميزي / باراميزي / هيباتي / بارهيباتي ..." وكذلك كتبت الحضارات الأخري ألحانها بحروف من لغاتها. وعلى هذا كانت التسمية الهجائية أول أشكال "التدوين الموسيقي" هكذا عين الانسان النغمات المتوالية لألحانه ولابد إن مصر الفرعونية قد وجدت أسمائها الهيروغليفية الخاصة وإن مازلنا لم نكشف عنها النقاب!
عندما أطل عهد العباسيين في 1750 كانت تسمية النغمات هجائيا ما تزال أهم الخطوات المقطوعة على طريق ابتكار التدوين الموسيقي. وكانت الأسماء الهجائية للنغمات العباسية العشر هي :
أ / ب / ج / د / ه / و / ز / ح / ط / ي
ولم تكن الأوروبية الشائعة الإثني عشر :
دو / ري / مي / فا . . . قد ابتكرت بعد.

. . . . . . . . يا تري كيف كان اللحن الرائع لمحمد عبد الوهاب " أبجد هوز حطي كلمون" سيبدو لو أنه عرف بأنها أسماء السلم الموسيقي العباسي ؟ كبف كانت ستؤديه الفنانة الكبيرة ليلي مراد لو عرفت سره ؟ أعتقد أن اللحن كان سيتغير والغناء كان ليتبدل ! كان الخوف من هيبة التاريخ ليفسد طلاقة وبساطة هذا اللحن !
فتحي الخميسي

#فتحي_الخميسي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات