|
وقاحة الدكتاتور الإيراني ومتبعي سياسات التماشي
عبدالرحمن مهابادي
الحوار المتمدن-العدد: 5995 - 2018 / 9 / 15 - 13:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وقاحة الدكتاتور الإيراني ومتبعي سياسات التماشي نظرة جديدة إلى إرهاب النظام الإيراني في العالم بقلم عبدالرحمن مهابادي* لم يتخل النظام القائم على الإرهاب والأصولية في إيران يوما عن اغتيال وقتل المعارضين ولقد كان هذا النظام عامل وداعم الاغتيال والقتل في أنحاء مختلفة في جميع بقاع العالم. هذه الحقيقة تم تأكيدها في الأعوام الأخيرة الماضية من قبل البرلمانات القانونية والمسؤولين الدوليين البارزين حيث أطلق على هذا النظام اسم أكبر بنك وداعم وراع للإرهاب في أقصى نقاط العالم. على الرغم من إدانة هذا النظام دوليا حتى اليوم، لكن السياسات والاستراتيجيات المبنية على المصالح الاقتصادية للحكومات الغربية منعت اتخاذ خطوات عملية من أجل اعتقال ومحاكمة ومعاقبة عملاء ومسؤولي الإرهاب الحكومي لنظام الملالي. مع بدء الانتفاضات الشعبية في إيران من أجل اسقاط الديكتاتور عمد قادة هذا النظام على شحذ كل طاقتهم من أجل إخماد انتفاضة الشعب الإيراني من خلال توجيه ضربة للمقاومة. بعد تصريحات خامنئي في ٩ يناير الشهر الماضي حول دور المجاهدين في الانتفاضة بدء نظام الملالي عشية قدوم العام الإيراني الجديد ( مارس ) تنفيذ موجة جديدة من المخططات الإرهابية من خلال إرسال فرق إرهابية إلى ألبانيا. بعد ذلك في ٣٠ يونيو من العام الجاري سعى نظام الملالي لتفجير التجمع السنوي للإيرانيين في باريس من خلال استخدام فرق إرهابية وبعد فترة وجيزة أقدموا على فعل عمل مشابه ضد المقاومة في الولايات المتحدة الأمر الذي كان من الممكن أن يكون كارثة إذا تم تنفيذ أي منها. ما يثير الاهتمام بشكل كبير هو التسرع والحاجة الملحة لقادة النظام للإرهاب والاغتيال في الظروف الحالية الجديدة. بحيث أنهم أدخلوا سفارات النظام بشكل مباشر في المخططات الإرهابية ضد المقاومة الإيرانية بغض النظر عن حساسية وهشاشة الظروف التي يمرون بها. لكن اعتقال الدبلماسي الإرهابي التابع للنظام ( اسد الله اسدي ) في ألمانيا وبقية أعضاء شبكته الإرهابية في ألبانيا وفرنسا وبلجيكا وامريكا وكشوفات المقاومة الإيرانية في هذا الخصوص شكل فضيحة كبيرة لنظام الملالي. مسؤولو هذا النظام يقدمون على فعل مثل هذه الأعمال الخطيرة رغم أنهم تحت مجهر المجتمع الدولي ويقومون بتوجيه الإرهاب من قبل سفاراتهم في الدول الأمر الذي يعتبر فعلا وقحا وفاضحا. لأنه خلال الظروف التي يحشد فيها المجتمع الدولي والعالم ضد الإرهاب فإن ( التجرء على الإرهاب والاغتيال ) بشكل مضاعف هو موضوع كراهية وبغض الجمهور والمجتمع الدولي عامة. خاصة أن هذا النظام قد أصبح بحاجة ملحة لحماية ودعم وصداقة الدول الأوربية بعد خروج امريكا من الاتفاق النووي. ولهذا السبب فإن تصاعد عمليات الإعدام والإرهاب من قبل النظام في الظروف الحالية يشير قبل كل شئ للمرحلة النهائية لهذا النظام. في الفترة الأخيرة قام النظام في تاريخ ٨ سبتمبر بإعدام ثلاثة سجناء سياسيين أكراد داخل سجونه المرعبة وبالتزامن مع هذا قام بقصف مقرات الأحزاب الكردية المعارضة للنظام داخل أرض العراق بحملة صاروخية راح على أثرها عشرات الأشخاص من عناصر هذه الأحزاب بين قتيل وجريح. هناك شواهد تشير إلى أن هذه الهجمة الصاروخية قد تمت من داخل الأراضي العراقية وهذه الشواهد تقويها معلومات سابقة عن إنشاء قاعدة صاروخية من قبل نظام الملالي في منطقة السليمانية في العراق وهذه المعلومات تظهر أيضا نية النظام الإيراني إجراء تجاربه في اليمن على أرض العراق أيضا ضد معارضيه. حيث تم إطلاق الصواريخ الإيرانية من قبل ميليشيا الحوثي إلى المملكة العربية السعودية. إذا تم التأكد من حقيقة أن الصواريخ التي أطلقت على الأحزاب الكردية كانت من داخل الأراضي العراقية،فإن الحكومة والأحزاب الحاكمة في هذه المنطقة قد دخلوا في لعبة خطرة! لقد شهدنا العديد من الأمثلة التاريخية عن الدكتاتوريات ولكن الدكتاتورية الحاكمة في إيران هي مثال فريد عن الخزي والعار والوقاحة. لأنه قادة هذا النظام يعلنون ويدعون بأن إيران الحالية هي ( البلد الأكثر ديمقراطية في العالم ) و أنه (لا يوجد سجناء سياسيون في إيران) وأن إيران هي ( أكثر بلاد العالم أمنا واستقرارا ) في حين أن إيران تملك (أعلى معدل إعدام في العالم) وتعتبر (أكبر داعم للإرهاب) فيه. وأعلنت الصحف أن سبب إقدام فرنسا على وضع قيود لسفر دبلماسيها إلى إيران هو الخوف من الهجمات الإرهابية وعمليات الخطف واحتجاز الدبلماسيين في إيران كرهائن. وقالت رويترز: طلبت فرنسا من دبلوماسييها والمسؤولين بوزارة الخارجية تأجيل كل سفرياتهم غير الضرورية لإيران، مشيرة إلى محاولة تفجير تم إحباطها وذلك وفقا لما أظهرته مذكرة داخلية اطلعت عليها «رويترز». وأشارت المذكرة إلى محاولة تم إحباطها لتفجير عبوة ناسفة وسط تجمع نظمته مجاهدي خلق المعارضة قرب باريس.
جانب آخر من وقاحة هذا النظام هو إرهاب الإنترنت. حيث في الفترة الأخيرة تم إغلاق بعض الحسابات والصفحات التي تتبع للفاشية الدينية الحاكمة في إيران على الفيس بوك والتويتر والانستغرام. الآلة الكبيرة للملالي في الفضاء الافتراضي تدار من قبل قوات الحرس ووزراة المخابرات بتكاليف باهظة سحبت من أموال الشعب الإيراني المحروم وذلك من خلال استخدام آلاف الحرسيين و البسيجيين والهكر المرتبطين بهم ووظيفتهم تقتصر على التضليل وضخ المعلومات الكاذبة وشيطنة المقاومة الإيرانية وتشوية مسار التدفق الحر للمعومات الحرة والإعلام. لقد وضع النظام الإيراني منذ مدة،إرهاب الإنترنت على جدول أعمال و أجندة وزارة الاستخبارات وقوات القدس الإرهابية،وافتتح عددا كبيرا من الحسابات الإرهابية لمواجهة انتفاضة الشعب والمقاومة الإيرانية. ما هو واضح للعيان أن الإعدام والاغتيال والحملات والهجمات الصاروخية وتباهي هذا النظام بالقوة الزائفة التي يتم اتخاذها على أعلى وأرفع مستوى في نظام الملالي لن تداوي الجروح النازفة لهذا النظام. فعزيمة الشعب الإيراني على الاستمرار بالانتفاضة أصبحت أقوى وأشد والمجتمع الإيراني قد أصبح أكثر وعيا والمقاومة الإيرانية أثبتت نفسها قبل كل شئ بأنها البديل الديمقراطي الوحيد لهذا النظام الهرم. ومن هنا نرى أن المجتمع الدولي قد توصل لضرورة أنه يجب الوقوف بشكل حاسم في وجه هذا النظام الإرهابي الحاكم في إيران وحماية ودعم المقاومة الإيرانية ضده. ليس من المستبعد في ظل العقوبات أن تغلق سفارات هذا النظام في الدول وأن يتم الاعتراف رسميا بالمقاومة الإيرانية كممثل شرعي للشعب الإيراني. *کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
[email protected]
#عبدالرحمن_مهابادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انتفاضة الشعب الإيراني تغير الوضع في العراق
-
نظرة إلى مذبحة سكان أشرف في ١ سبتمبر ٢٠
...
-
مذبحة السجناء السياسيين في إيران، لماذا ؟
-
النظام ذو الألف وجه والقوة الصارمة
-
تفاوض
-
الوضع في إيران يقترب من نقطته الانفجارية
-
هل يسعى النظام الإيراني لتأجيج حرب جديدة؟
-
إرهاب النظام الإيراني في العالم
-
مفتاح سوف يفتح قفل إيران!
-
العنوان الدقيق للبديل الديمقراطي من أجل إيران
-
صورة عن البديل الحقيقي من أجل إيران
-
شرعية البديل الديمقراطي
-
من هي القوى التي تخشى من البديل الديمقراطي ؟
-
كأس العالم لكرة القدم وفرح الشعب ..
-
مصير الفن والفنان في إيران الحالية!
-
صوت من أجل انتفاضة الشعب الإيراني في العالم
-
سأقتل، سأقتل، ذاك الذي قتل أخي !
-
بحثا عن السلاح !
-
لماذا يكذب النظام الإيراني؟!
-
المقاومة الإيرانية والمجتمع الدولي على خط مشترك واحد
المزيد.....
-
رئيس الأركان الأيرلندي: قصف القوات الإسرائيلية لموقع اليونيف
...
-
عاجل| الدول الـ10 المنتخبة بمجلس الأمن: ندعو لوقف فوري لإطلا
...
-
أسطول الأسماك الصيني قد يُشعل الحرب مع أميركا
-
نيكاراغوا تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل
-
بعد هجمات 7 أكتوبر.. كيف تغيرت الاستراتيجية الأمنية الأميركي
...
-
وسط دوامة الحرب .. هل يجري البحث عن رئيس لبنان الجديد؟
-
ماذا وراء الخلاف بين بايدن ونتانياهو حول حجم الرد الإسرائيلي
...
-
خبير لـ-الحرة-: الإنسان في معركة مع الذكاء الاصطناعي على الو
...
-
بلينكن يؤكد التزام واشنطن بحل دبلوماسي في لبنان
-
الدفاع المدني الفلسطيني بغزة ينشر تحديثا للوضع الميداني للقط
...
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|