أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - خليل عيسى - في دعوة رياض الترك إلى انطلاقة ثورية جديدة














المزيد.....

في دعوة رياض الترك إلى انطلاقة ثورية جديدة


خليل عيسى

الحوار المتمدن-العدد: 5991 - 2018 / 9 / 11 - 23:19
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


ليس سهلاً أن تكون معارضاً سورياً للأسد وحلفائه في هذه الأيام. لم تعد مشكلتك الوحيدة إجرام عدوّك الفاشي ووحشية حلفاء روس وإيرانيين يفوقونه خسة. باتت الآن هنالك صعوبة «موضوعية» في قدرة السِيَر الذاتية للمعارضين السوريين، المليئة بلحظات الإخفاق وقصر النظر والأخطاء السياسية الفادحة، على إقناع الناس بأنّه يمكن هؤلاء أن يكونوا قيادة سياسية في المرحلة المقبلة. يحاصِرُك إرهاق جمهورك وانفضاضه عنك في لحظة يشعر فيها الجميع بأنّ الثورة مهزومة. ترتفع الأصوات المحتجة، متوعّدة كل معارض بحجة المحاسبة التي تأخّرت كثيراً. هو ربع الساعة الأخير من ليل واحدة من أكبر الثورات جرأة وتراجيدية في تاريخ البشرية الحديث.

ثمة الكثير من المرارة والغضب. بعض يريد محاكمة المناضل الثوري على ما يعتبره كارثة يومية تحلّ به في المنافي البعيدة أو في مخيمات اللاجئين. بعض آخر يكاد يحرق حيّاً أي معارض بكلامه لأنّ المرارة باتت أجبن من أن تتجرأ على لوم الأسد لحظة الهزيمة. بعض آخر يريد أن يتقرّب من المنتصر المنتظَر عبر شتم المعارضين «الذين يعيشون في الفنادق». بعض أيضاً يستميت في الدفاع عن نظرياته ومواقفه السابقة التي أثبتت فشلها بتعالٍ أجوف لا يصمد أمام الواقع وتحوّلاته. وكثير ممن كانوا ضدّ النظام بات من مصلحتهم أن يساووا بين النظام ومعارضيه. «الطرفان دمرا البلد». «لا يوجد أحد أفضل من أحد». يصل الأمر في كثير من الأوقات حدّ التماهي مع الدعاية الأسدية التي تجعل كل معارض «إرهابياً» محتملاً يقرب أو يبعد من التنظيمات الجهادية الموجودة. لهذا، كان لا بدّ من شجاعة مناضل استثنائي بقي داخل سورية كل هذا الوقت مثل رياض الترك للكلام عن المهمات التي تطرح على السوريين. قال الترك إن النضال يجب أن ينتقل من حرب تشنّ ضد نظام إلى حرب تحرر وطني تخاض ضد محتلين مستعمرين من إيرانيين وروس وأتراك وأميركيين وغيرهم. «لم يعد هناك في سورية شيء اسمه نظام بشار الأسد. هذا وهم موجود في رؤوس البعض... هناك عصابات مرتبطة بولي نعمة روسي وعصابات مرتبطة بولي نعمة إيراني وعصابات مرتبطة بولي نعمة أميركي أو تركي... هناك احتلال مباشر» (من مقابلة مع محمد علي الأتاسي في «القدس العربي»، 3 أيلول/ سبتمبر 2018).

لكن البعض اعترض على توصيف الترك لتركيا بالمحتلّ كما هو معمول به في حالة كلّ من روسيا وإيران و «حزب الله» وباقي الميليشيات العراقية. الا انه لو أردنا تنشيط ذاكرتنا سريعاً لعرفنا أنّ بركات أردوغان تغمر السوريين منذ أن أخرج المقاتلين من حلب لتوظيفهم مرتزقة في"درع الفرات»، ما عنى حينذاك تسليم المدينة للروس. بعد ذلك، كانت الغوطة واحتلال جرابلس وتهجير عفرين وأهلها. لقد كان مفعول أردوغان السياسي ضد الثورة السورية دوماً أقوى بكثير من المفعول السياسي لحلفاء الأسد. مرتزقته الذين لم يقاتلوا النظام يوماً، أفسحوا المجال للأسد خلال هجومهم على عفرينللاستحواذ على أقسام واسعة من محافظة إدلب. وفي الواقع، فإنّه من دون التنسيق التركي مع الروس والإيرانيين خلال السنوات الماضية لم يكن للمعارضة أن تخسر بالحيلة السياسية ما اكتسبته بكثير من التضحيات البشرية والبطولات العسكرية. والخطر المميت اليوم هو أنّ الثورة السورية تخسر بسبب "الطيّب" قرارها السياسي. تفقد ذاتها السياسية. وما ضغوط أردوغان الأخيرة على مقاتلي «هيئة تحرير الشام» للاستسلام إلا مثلاً أخيراً ولن يكون آخراً على هذا.


عندما نتذكر أنّ الاستعمار إنّما هو مفهوم سياسي وليس مجرد توصيف عسكري، نستنتج أنّ ما قام به أردوغان فعلياً من منظور وطني سوري إنما هو احتلال سياسي للتفكير الثوري يفوق أحياناً خطورة الاستعمار العسكري المباشر. الأمر ذاته، ولو على مستوى أكثر ترسخاً، نراه في العراق، حيث لدينا بالاسم حكومة وبرلمان وانتخابات منذ عام 2003، لكن الواقع يقول أن العراق تحتله إيران: هذا ما يعرفه جيداً أهل البصرة المنتفضة اليوم. فقط من خلال الوضوح والموضوعية في توصيف شكل الاحتلال التركي ومعناه عند ذكر الاحتلالات الأخرى تبدأ عملية استعادة الإجماع الوطني في نضال ضروري ضد المحتلين جميعاً. وهو إجماع وطني إذا ما تمّ بناؤه يمكنه أن يغرف حتى من ذاك الجمهور السوري الصامت الذي يعتبره البعض موافقاً في شكل سلبي على بقاء النظام، تماماً كما افترض البعض أن سكان البصرة من الشيعة هم في جيب إيران طوال السنوات الماضية. وحده فهم دقيق لأشكال الاستعمار الموجودة في سورية والعراق لا يعتبر الأتراك «حليفاً ضالاً» هو ما سيسمح بالتفكير جدياً في عقد تحالفات تحررية ومسارات متقاطعة ونضالات موحّدة من سورية حتى اليمن. وسيسمح هذا إذا ما تجرأ المعارضون السوريون على اتخاذ وقفة نقدية منه، كما يقول الترك، برؤية القضية السورية من منظور عربي وبالخروج من حالة الإحباط القاتلة. في قلب هزيمة الثورة السورية هناك بذور تتيح تحويل الهزيمة إلى مشروع يعيد الأمل إلى الديموقراطيين العرب وليس السوريين وحدهم.

من هو الأقرب إلى السوريين في إدلب اليوم: شباب البصرة الذي حرق القنصلية الإيرانية أم أردوغان الذي يتلذذ بحبات «الكاجو» على الطاولة ذاتها مع روحاني وبوتين؟



#خليل_عيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول تبرير الخطف عند نخبة الإسلام السياسي الحاكم
- إيران والوصفة السلفادورية في العراق
- بورجوازية حزب الله و-السلسلة-
- سقوط القمّة العربيّة الإيراني
- السياسة اللبنانية والعَبَث المتعدد بالمرأة
- نسبيّة-حزب الله-وطريق التحول العراقي
- في نقد نقّاد الترامبية
- نحو إمبرياليّة أميركيّة بجناحين نوويين
- الكسل الفكري السوري بين الضلالة والهدى
- احتضار لبنان بين ثلاثة نماذج
- النرجسيّة السورية بين السوداويّة والخيانة الموضوعيّة
- في نقد الاستراتيجيّة الإعلاميّة السعودية تجاه العراق
- من أجل فهم عربي مطابِق ل -حرب تمّوز-
- -جامبيت- عربي في الانتخابات الأميركية... لم لا؟
- في أصل الصحوات السوريّة وملحقاتها
- المستعمرة اللبنانية ومهام اليسار الراهنة
- عبد الرزاق عبد الواحد أم أحمد الجلبي؟
- الإمبريالية الأميركية ونظام قتلة الأطفال
- للقضاء على لبنان توفيق خوّام
- المسيرة الثورية اللبنانيّة


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - خليل عيسى - في دعوة رياض الترك إلى انطلاقة ثورية جديدة