أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير دويكات - هذه البلاد














المزيد.....

هذه البلاد


سمير دويكات

الحوار المتمدن-العدد: 5990 - 2018 / 9 / 10 - 20:19
المحور: الادب والفن
    


هذه البلاد
سمير دويكات
1
هذه البلاد
لم تعد لشعب الجبابرة
بل هي اشبه بقهوة المستوزرة
يرتادها من هم للوزارة ملحفة
وعامة الناس تخشى عبورها
او شرب قهوة فيها
او شاي الملوك
او ارجيلة معطرة
بل هي لناس ليس لهم سوى
حبرا لكتابة التقارير بمحبرة
2
وباقي الشعب
نيام منذ الساعات الاولى
ليس فيهم من له في كتابة في مفكرة
او صوتا موسيقيا
معبرا
او قراءة كتاب عن عنترة
او بيتا شعريا في معلقة
وشبابها للكرة
صياح او متابعة
او دخان من خلف اسرة
في ارجيلة مهربة
او قهوة مستوقدة
3
كل يطلب الوزارة
وان لم تكن له منصب
فهو زوج فلانة
برتبة الوزير
ورفاهية الوزير
ونثريات الوزير
وعطر الوزير
ومركبة الوزير
وفوق كرسي الوزير
لا تراهم الا في افراح بنت الوزير
او اطراح ام الوزير
كي يعبروا عن حزنهم الدفين
فهي المراسم الرسمية الباقية
واجرة الراتب
كي لا تبقى الايدي خاوية
4
في البلاد
لم نعد نسمع بلقاء الادباء
او جمهور العلماء
او خطاب وطنيا
له ابعاد وطنية
في مقارعة الاستعمار
ورد العدوان
وتحية وطنية
لكنها انقلبت
الى افراح الدكاكين
ومشروعات لها ارباح
تشبه قطعان لها دبابير
بلا مصلحة او سرقة ممسمرة
انما لجيوب معمرة
5
في البلاد
ان كانت للمواطن حاجة
طلبها من الخدم في القهوة
او سائقي مركبات الوزير
او خدم البيوت
او الفلل
او القصور
او مرافقي المراكب
فهم اقرب الى اصحاب المناصب
فلم تعد الدولة ديمقراطية
والحقوق شريعة ثورية
او رسالة مناجاة
تكتب بالعربية
بل اشارة اعجاب او ملاحظة منسية
عبر تويتر
او الفيسبوكية
فهي رسالة معبرة وقوية
6
هذه البلاد
كانت تسمى بلاد
وفيها شعب له البلاد
حتى استوطن فيها الاغراب
ولا يعرف احدا من اين اتوا؟
لكن تلك حقيقة العباد
عيش على اطراف البلاد
وعدم اكتراث بالبلاد
او العباد
وحكام فوق العباد
وقانون ليس له ثقة في العباد
وقضاء اشبه ما يكون لغير البلاد
وحق ضائع في غير البلاد
7
فمتى ستكون البلاد لنا؟
والصغار فيها يحلمون
والكبار لها يهتفون
ونكتب على حيطانها اسماء الشهداء
والجرحى
ونرسم فوقها قضبان السجون
وشعاراتنا الثورية
كما كان في يوم من الايام
8
في البلاد
اكتب هنا بلا وعي
عن بلاد لم اعد اراها
او اتحسس فيها حياة
بل اكتب لان القلم من يكتب
والكلام مدفون
قد خرج من ضيق المكان
وليس لحرية لي في مكان
9
في البلاد
في الشرق لي وطن
وبلاد
وفي الجنوب لي وطنا
وبلاد
وفي الغرب لي وطنا
وبلاد
وفي الشمال لي وطنا
وبلاد
فايهما وطني
وايهما شعبي
وايهما قيادتي الشرعية
كي لا يصفوني
بخائن البلاد
10
فاخترت الصمت في هذه البلاد
كي لا يتهم صوتي
وقلمي
ويكون لي جرما
او تهما
بلا قانون
او قاضيا طبيعيا
انما في معسكرها
فوق الرمال
وفي البعيد خلف الاسوار
في خيمة البلاد
يقرر مصير هذه البلاد



#سمير_دويكات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تخافوا الجوع
- قهر
- قراءة في الابتزاز الامريكي لفلسطين
- صوب نحو جسدي
- اعتذار
- اذهبوا لحصيد السنابل
- هذا وطني
- رسائل البارود
- قل للقلب الحزين ان اتاه الحزن
- النساء هن النواجي والهوى هن
- عشق الرجال
- ان العيون التي لنا فيها عشق
- كل الاشياء تشبه وطني
- فلسطين
- ارض القهوة
- على موائد الحكام
- في رأسي قنبلة
- الكل ينتظر
- في المعبد الصخري
- قصص ليلية


المزيد.....




- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير دويكات - هذه البلاد