أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أسامة خالد - صدام حسين من مجرم إلى بطل!














المزيد.....

صدام حسين من مجرم إلى بطل!


أسامة خالد

الحوار المتمدن-العدد: 5987 - 2018 / 9 / 7 - 08:38
المحور: حقوق الانسان
    


كأي عربي كُنت وما زلت أشوف كمية لا تصدق من التصفيق والتطبيل للديكتاتور الراحل صدام حسين، وتلقائيًا يعني كأي عربي مغسول الدماغ كُنت أصفق وأطبل مثلهم بدون ما أبحث عن المعلومة، الغريب أنه للآن الناس عم تتغنى فيه وبيتناسوا الجرائم الّي ارتكبها بحق شعبه وحق غيره طيلة الـ24 سنة.. قتل جماعي، تعذيب، اغتصاب، اغتيالات بالجملة ومعظمها كانت تُنفذ بدون محاكمة على المباشر أو وراء الكواليس.

ما ننسى الانتفاضة الشعبانية لما ثار معظم الشعب العراقي لاسقاط نظام الديكتاتور، بكل بساطة تحولت الانتفاضة لـ.. مقابر جماعية. تم انتهاك جميع مواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؛ كان يتم التمثيل بجثث القتلى بعد إعدامهم، كان يتم قتل الناس وهم جرحى بحجة أن المستشفيات ما عادت تسع، كان يتم قتل المنتفضين أمام أهاليهم وترك جثثهم معلقة على بيوتهم، كان يتم قتل الأطفال والنساء داخل بيوتهم بحجة مشاركتهم في الانتفاضة، كان يتم استخدام طائرات هليكوبتر لقتل الناس العزل الهاربين من المدن، كان يتم رمي معارضي النظام من علو شاهق أو عن طريق ربط أيديهم وأرجلهم بصخرة ورميهم في النهر.. طبعًا غير أنه كان يتم القتل عن طريق الظن والشبه، يعني لو حد مشتبه فيه كان يتم إبادة أهل منطقته بالكامل!

تتخيل معي أن السجون بعد ما امتلأت كان يتم بناء سجون تحت الأرض وعزل المنتفضين بداخلها لسنوات.. كان يتم الاغتصاب والقتل وإحراق الناس وهم أحياء بدون أي تمييز، عدد المقابر الجماعية الّي تم اكتشافها لحد عام 2013 في كامل أنحاء العراق 126 مقبرة جماعية! وأكبر مقبرة من هذه المقابر احتوت على رفات أكثر من 10000 ضحية.. وحصيلة الانتفاضة تراوحت بين 50000 – 182000 قتيل.

طبعًا ما ننسى المجازر الّي ارتكبها بحق التركمان، آلاف الأشخاص انحكم عليهم بالإعدام بدون أي تهمة، أكثر من عشرة ألاف إنسان انفقد قسرًا، غير المحاولات البشعة لطمس هويتهم وتأريخهم عن طريق هدم قراهم وتهجير سكانها لمناطق عربية بغرض تعريبهم أو إرغامهم على الهجرة خارج العراق، هذا طبعًا غير الإبادة الجماعية ضد الأكراد في حملة الأنفال الّي راح ضحيتها 50000 – 100000 مدني وتدمير حوالي 4000 قرية من أصل 4655 وتدمير 1754 مدرسة و270 مستشفى و2450 مسجد و27 كنيسة وتهجير قرابة النصف مليون كردي لمناطق تحت سيطرة النظام.. كل هذا كوم والهجوم الكيميائي على مدينة حلبجة كوم ثاني، صدام أمر الجيش بعمل إبادة جماعية بغاز الخردل والسارين والأعصاب الّي أدى لإبادة أكثر من 5500 إنسان بلحظة، وأكيد ما حد بينسى المجازر الغنية عن التعريف الّي ارتكبها بحق الشعب الكويتي.

هذا غير الانتهاكات البيئية من تجريف أكثر من 1000 كيلومتر من بساتين الدجيل، لتحطيم نظام بيئي استمر أكثر من 5000 عام في أهوار العراق عن طريق تجفيف الأهوار الّي أدت لحدوث كوارث بيئية وطبيعية من تلوث الهواء والمياه والتربة وانقراض أنواع لا حصر لها من الطيور والنباتات والحيوانات واختفاء عشرات الآلاف من السكان الأصليين.. تتخيل أن أهوار العراق كانت بتمتد لحوالي 20000 كيلومتر وحاليًا أقل من 2000 كيلومتر!

ومن الكوارث العالمية الّي ارتكبها صدام حسين بس أمر الجيش العراقي بحرق أكثر من 727 بئر نفطي في الكويت، هذا الشي تسبب بعمل سحابة دخان غطت سماء الكويت والدول المجاورة حتى وصلت اليونان والصين.. من هول الكارثة أكثر من 100 ألف شخص مات في بنغلاديش بسبب ارتفاع منسوب مياه الأمطار السامة نتيجة حرق آبار النفط، فما بالك بالضرر الّي لحق الشعب الكويتي والشعوب المحيطة.

المفارقة العجيبة أن المجرم صار بطل قومي بيوم وليلة! كل هذا عن طريق شي واحد؛ استغلال الإعلام. صدام حسين استغل تعاطف العرب عن طريق قصف إسرائيل بـ39 صاروخ، هذا الشي أعفاه من كل المجازر الّي ارتكبها.. دماء الأطفال والنساء الّي لطخت وجهه صارت في مهب الريح وما حد بيتكلم عنها، لأن المتاجرة بالقضية الفلسطينية تجارة ناجحة وبتجيب نتائج فخلانا هذا الشي ندخل في أبواب النفاق واللاإنسانية.

في النهاية، الجرائم موثقة، كل ما عليك إنك بس تبحث بنفسك عن صحة المعلومات، ممكن ما تكون تأثرت من الحقائق والأرقام الّي ذكرتها، لونك كنت في الأحداث لكان عرفت مقدار الألم الّي تحمله الشعب العراقي تحت حكم الديكتاتور صدام حسين، لونك بس حاولت تتخيل مشهد لطفل واحد عم يموت نتيجة غاز الأعصاب من بين آلاف الأطفال لكان حسيت بمقدار الألم، وراح تتألم أكثر لو تخيلت أن هذا الطفل هو طفلك.



#أسامة_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدام حسين من مجرم إلى بطل!


المزيد.....




- الرئيسان التركي والألماني يبحثان بأنقرة وقف الحرب على غزة وت ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مس ...
- مخيمات واحتجاجات واعتقالات.. ماذا يحدث بالجامعات الأميركية؟ ...
- ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع الأونروا
- -طيور الخير- الإماراتية تُنفذ الإسقاط الـ36 لإغاثة سكان غزة ...
- إيران.. حكم بإعدام مغن أيد احتاجات -مهسا أميني-
- نداء من -الأونروا- لجمع 1.2 مليار دولار لغزة والضفة الغربية ...
- متوسط 200 شاحنة يوميا.. الأونروا: تحسن في إيصال المساعدات لغ ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي يندد بفشل نتنياهو بإستعاد ...
- إيطاليا.. الكشف عن تعرض قاصرين عرب للتعذيب في أحد السجون بمي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أسامة خالد - صدام حسين من مجرم إلى بطل!