الله والتلقين في الصغر

سليم صويعي

الحوار المتمدن-العدد: 5978 - 2018 / 8 / 29 - 20:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

أهم سبب لاستمرار وجود الله في حياة البشر ليس حاجاتهم النفسية له وليس الأنظمة الحاكمة التي تستعبد وتنهب الشعوب به وليس الأدلة المزعومة على وجوده بل التلقين في الصغر, لذلك تحرص الهيآت الدينية على فرض تعليم الدين في الكتاتيب والمدارس العمومية والخاصة وذلك يشمل كل الأديان حيث تدريسها في بلداننا لا يناقش أما في الدول المتحضرة فباسم العلمانية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان يدرّس الدين غصبا عن الجميع بالرغم من معرفة مسؤولي تلك الدول بمخاطر ذلك مسبقا واليوم تُرى النتائج من إرهاب وتقوقع وعنصرية وعداء للعلوم والفلسفة وكل ذلك يُنذر بالحروب الأهلية في عقر دار الغربيين بل وبفناء الحضارة الغربية كما يتكهّن بذلك ليس الإسلاميون بل الغربيون أنفسهم (أونفري الفرنسي كمثال).

مثال أول: المرأة

لا مشاحنة في محورية استقلال المرأة الاقتصادي لتستطيع تحقيق المساواة مع الرجل وقد كانت القوة العضلية سببا رئيسا في استئثار الرجل بالسيادة عليها قديما: العصر اليوم لم يعد عصر عضلات لكنه لا يزال عصر الله. على المرأة أن تواجه نفسها بالسؤال الذي يجب أن تسأله اليوم وعليها أن تواجه حقيقةَ جوابه التي لا أظن أنها تتطلب منها عناء وذكاء خارقا: من السبب في تهميشك وإقصائك اليوم؟
الجواب: الله "الذكر".... لم تؤمنين به وتدافعين عنه إذن؟

مثال ثاني: المثلية

التمييز ضد البشر بسبب هوياتهم وميولاتهم الجنسية يعتبر من أبشع أنواع العنصرية والغريب أن المجتمعات التي تضطهد هؤلاء كلها متخلفة لا يحترم فيها الانسان ككل وليس فقط المثلي, قولي الشخصي: "يريد رجلا؟ تلك مشكلته.... إن اقترح عليّ شيئا سأجيب: عذرا لست من نفس النادي". على هؤلاء أيضا أن يحفظوا ماء وجوههم ويسترجعوا كرامتهم المهدورة من جلادهم الوحيد والسبب الرئيس لمعاناتهم: الله.

الاثنان -المرأة والمثليون- لا يزالون يدافعون إلى اليوم عن السبب الرئيسي في كل مآسيهم, تفسير ذلك متعددة أسبابه لكن السبب الرئيسي يبقى التلقين في الصغر.... التلقين في الصغر ليس نقشا على الحجر فحسب بل جينات جديدة دخيلة وقاتلة أخطر من فايروس الآيدس.

#سليم_صويعي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل