أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فهمي الكتوت - الاسباب الحقيقية وراء انهيار الليرة التركية














المزيد.....

الاسباب الحقيقية وراء انهيار الليرة التركية


فهمي الكتوت

الحوار المتمدن-العدد: 5978 - 2018 / 8 / 29 - 11:59
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


انهيار سعر صرف الليرة التركية امام العملات الأجنبية لم يكن مفاجئا للمهتمين بالشأن الاقتصادي التركي؛ لكن المفاجئة كانت بتراجع قيمتها بنسبة 20% بيوم واحد، وهي نسبة التراجع التي لحقت بالليرة التركية خلال عام 2015، وقد تناولت هذا الموضوع آنذاك بمقال تحت عنوان " لهذه الأسباب تراجع حزب العدالة"، في إشارة للازمة الاقتصادية التركية وتراجع سعر صرف الليرة. لقد بقي الاقتصاد التركي على صفيح ساخن خلال السنوات الأخيرة، وتحول من اقتصاد جاذب الى اقتصاد طارد للاستثمار.
وللتدقيق في الأسباب الحقيقية لانهيار الليرة التركية، لا بد من الاحاطة ببعض خصائص تطور الاقتصاد التركي خلال العقد الأخير، وحالة الارتداد التي شهدها في السنوات الأخيرة. فمن المعروف أنه شهد نموا ملحوظا في عهد حزب العدالة والتنمية، كما شهد تدفقا واسعا للاستثمارات الأجنبية، خاصة بعد إصدار حزمة من القوانين والإجراءات الليبرالية التي سهلت تدفق رأس المال الأجنبي للأسواق التركية. وقد تعزز دوره الاقتصادي بعد الأزمة المالية والاقتصادية العالمية التي انفجرت في ايلول 2008، فقد شهد العالم هجرة رؤوس الأموال الغربية إلى الدول الصاعدة، استقبلت تركيا كغيرها من الدول الآسيوية الصين والهند وكوريا وماليزيا … رؤوس الأموال التي غادرت موطنها من المراكز الرأسمالية بحثا عن فرص للاستثمار في بلدان واعده تتمتع ببيئة استثمارية، وحالة من الاستقرار السياسي في ظل قوانين اقتصادية ليبرالية وفرت الحرية لحركة رأس المال والنشاط التجاري، وسياسة التخاصية التي نفذتها الحكومة التركية. حقق الاقتصاد التركي تطورا ملموسا خلال الفترة ما بين 2013 - 2009. وأسهم تدفق رأس المال بتطوير الاقتصاد التركي ورفع معدلات النمو الاقتصادي، واحتلت موقعها بين دول العشرين وكان ترتيبها 17 عالميا.
لم تسهم الاستثمارات الخارجية بخلق قفزة نوعية في الانتاج الحقيقي في تركيا وان معظم الاستثمارات ذهبت نحو الإنشاءات والعقارات والخدمات العامة وبشكل خاص في القطاع المصرفي، الذي كاد يتعرض للانهيار خلال الأسابيع الماضية لولا قيام بنوك أوروبية بضخ مليارات الدولارات في البنوك التركية خشية من تداعيات انهيار القطاع المصرفي الممول أوروبيا، فقد اقدمت الحكومة التركية على الاقتراض بالعملات الأجنبية بفائدة متواضعة، وإقراض المستثمرين الأتراك بالعملة المحلية بفائدة اعلى.
خلافا لما حققته الصين؛ مع ادراكنا بالفرق الشاسع بين تركيا والصين التي صعد نجمها في العقد الأخير، واستثمرت الظروف الدولية لخدمة اقتصادها، وأصبحت تمتلك اكبر اقتصاد في العالم، "معادلة تكلفة السلع تضع اميركا في المقدمة" وتحتفظ الان بكمياتٍ ضخمة من سندات الخزانة الأميركية، فالصين تعتبر الآن مصدراً، وليست مجرد متلقٍ لرأس المال، الصينيون يشترون حصصاً وأسهماً في الشركات الآسيوية والأميركية والأوروبية أيضاً، وتمتلك الصين احتياطات هائلة من العملات الأجنبية تُعد أكبر دائن لأميركا في مجال السندات. يقول الخبير الاقتصادي الأميركي نورييل روبيني إذا اضطرت الصين، وقرّرت التخلص من جزء كبير من سندات الخزانة الأميركية التي تستثمر فيها، سيشهد الاقتصاد الأميركي هزة عنيفة، يصعب التكهن بتبعاتها.
ان دخول تركيا على خط الازمة السورية ودعم الحركات الإسلامية في الأقطار العربية، وخاصة بعد وصول الحركة الإسلامية للسلطة في مصر ومراهنتها على وصولها في سوريا، اعتقدت ان لحظة اعلان الإمبراطورية العثمانية أصبح وشيكا، خاصة بعد ما فشلت في الحصول على عضوية الاتحاد الاوروبي، أدى تورطها بالازمات السورية والعراقية والكردية، وفشلها معالجة القضية الكردية تركيا، واستخدام قضية اللاجئين لابتزاز الدول الأوروبية الى خلط الأوراق وخلق إشكالات سياسية جديدة مع حلفائها، في حين نجحت الدبلوماسية الروسية المركبة - خشنة وناعمة - مستغلة تورط تركيا بإسقاط الطائرة الروسية وقتل الطيار، باستيعاب اردوغان المغرم بالسياسة البرغماتية. كما جاء الانقلاب العسكري وتداعياته من اعتقالات واسعة؛ ليكمل المشهد، وما تبعه من تغيير للنظام السياسي من نظام برلماني الى نظام رئاسي وما يعنيه ذلك من جمع صلاحيات واسعة بأيدي الرئيس من جهة والاعتقاد الذي ساد في العالم ان تركيا مقبلة على نظام فردي.
أسهمت السياسات التركية انفة الذكر بهروب الاستثمارات وتراجع النشاط السياحي، وانخفاض إيرادات تركيا من العملات الصعبة.
في ظل هذه المناخات السياسية والاقتصادية جاءت العقوبات الامريكية وهي جزء من سياسة ترامب بالعودة الى السياسة الاقتصادية الحمائية والتخلي عن السياسات التي رسمتها ونفذتها الاحتكارات الرأسمالية تاريخيا؛ بإزالة الحواجز الجمركية امام انسياب السلع، هذا السلاح الذي استخدم ضد البلدان النامية ارتد على أصحابه، وبات يشكل خطرا على الاقتصاد الأميركي خاصة والمراكز الرأسمالية عامة.
كما جاءت تدخلات اردوغان في السياسة النقدية قبل أيام من الانفجار المالي لمنع البنكً المركزي من رفع الفائدة الذي يعتبر الإجراء الروتيني الذي يُتخذ في البلدان الرأسمالية اثناء تعرض العملة للازمة، ما أسهم بالانهيار المريع لليرة التركية بيوم واحد، علما ان معدلات الفائدة مرتفعة جدا في تركيا وهي تصل الى نحو ١٥٪؜ ما يعكس ضعف الليرة التركية، اضافة الى ارتفاع معدلات التضخم التي وصلت الى نحو ١٦٪؜. وهو مرشح بالارتفاع بسبب انهيار الليرة ما يسهم بتعميق الازمة.
وفي الختام يمكن القول ان الاقتصاد التركي لم يخرج من أزمته بدون اثمان باهظة سيدفعها الشعب التركي، وهي جزء من الازمة البنيوية للنظام الرأسمالي، فقد عبر صندوق النقد الدولي عن رغبته بمساعدة تركيا، والشعب الأردني يدرك تماما ماذا يعني تدخل الصندوق.



#فهمي_الكتوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم لرفض السياسة الضريبية والعودة للنص الدستوري
- التيار الديمقراطي التقدمي يهنئ الطبقة العاملة في عيدها
- الاقتصاد الرأسماليّ.. أزماتٌ تتطلََّبُ حلولاً وحلولٌ تُنتجُ ...
- خطة تحفيز النمو الاقتصادي الأردني
- اشهار كتاب - التحولات الاقتصادية والاجتماعية في الأردن
- قراءة في موازنة 2017
- إحياء ذكرى فؤاد نصار
- قانون صندوق الاستثمار اعتداء صارخ على السيادة الوطنية
- العلاقات السعودية الأميركية.. الى اين؟
- انقلاب يميني في البرازيل
- الجديد في الانتخابات الأميركية
- الطبقة العاملة العالمية في عيدها
- ماذا وراء التقرير السري؟
- استثمارات اقتصادية .. ام محور سياسي؟
- التهرب الضريبي .. وجشع رأس المال
- تفاقم عجز موازنات دول الخليج
- الأردن يواجه خطر فقدان الملاءة !
- لهذه الأسباب تمّ الانسحاب الروسي المفاجئ
- سيبقى صراعنا الرئيسي مع العدو الصهيوني
- دور المرأة في النضال الوطني والاجتماعي


المزيد.....




- كيف يسهم مشروع سد باتوكا جورج في بناء مستقبل أفضل لزامبيا وز ...
- الشيكل مستمر في التقهقر وسط التوترات الجيوسياسية
- أسعار النفط تتجه لإنهاء سلسلة خسائر استمرت أسبوعين
- -تيك توك- تفضل الإغلاق في أميركا إذا فشلت الخيارات القانونية ...
- المركزي الياباني يثبت الفائدة.. والين يواصل الهبوط
- المغرب يطرح مناقصة لبناء مزرعة رياح بقدرة 400 ميغاوات
- -BHP- للتعدين تريد شراء -أنغلو أميركان- مقابل 39 مليار دولار ...
- الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع
- مساهمو بيانات والياه سات يوافقون على الاندماج لإنشاء SPACE42 ...
- -ألفابت- تتجه لتجاوز تريليوني دولار بعد أرباح فاقت التوقعات ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فهمي الكتوت - الاسباب الحقيقية وراء انهيار الليرة التركية