أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحال لحسيني - وفاة حنا مينه: نهاية رجل شجاع.. أو البحار لا يموت أبدا..!














المزيد.....

وفاة حنا مينه: نهاية رجل شجاع.. أو البحار لا يموت أبدا..!


رحال لحسيني
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 5971 - 2018 / 8 / 22 - 16:15
المحور: الادب والفن
    


(إلى ح. ب)


نعم.. توفي اليوم، قرأت للتو وصية منسوبة إليه... نفس العنوان يحضرني "نهاية رجل شجاع" الرواية والفيلم، و"الشراع والعاصفة"؛
خسارة أخرى (على بعد أيام من رحيل "سمير أمين"..)، تكاد منابع تشكيل الوعي أن تصاب بالجفاف لفائدة هذا التردي الذي يطفو مزهوا بالخواء.. !

كان هذا مضمون مكالمة تلقيتها هذا الصباح بعد انتشار نبأ وفاة حنا مينه، الذي قال في سياق آخر أن "هناك أشياء لاتسر (..) لكن هذا سيزول وستعود الأمور طيبة مثل الأول".
***

توفي حنا مينه.. انتشر الخبر مثل النار في الهشيم، ضد إرادته و"وصيته" التي جاء فيها:
"عندما ألفظ النفس الأخير، آمل، وأشدد على هذه الكلمة، ألا يُذاع خبر موتي في أية وسيلةٍ إعلامية، مقروءة أو مسموعة أو مرئية، فقد كنت بسيطاً في حياتي، وأرغب أن أكون بسيطاً في مماتي، (..) لا حزنٌ، لا بكاءٌ، لا لباسٌ أسود، لا للتعزيات، بأي شكلٍ، ومن أي نوع، (..) لا حفلة تأبين، فالذي سيقال بعد موتي، سمعته في حياتي، وهذه التأبين، وكما جرت العادات، منكرة، منفّرة، مسيئة إلي، استغيث بكم جميعاً، أن تريحوا عظامي منها "..

لم تستطع وسائل الإعلام تجاهل موت حنا مينه، لأنه من واجبها اتجاهه، لأن ذلك لايستقيم مع قوله: "أنا كاتب الكفاح والفرح الإنسانيين، فالكفاح له فرحه، له سعادته، له لذته القصوى، عندما تعرف أنك تمنح حياتك فداء لحيوات الآخرين، هؤلاء الذين قد لا تعرف لبعضهم وجهاً، لكنك تؤمن في أعماقك، أن إنقاذهم من براثن الخوف والمرض والجوع والذل، جدير بأن يضحى في سبيله (..) إن وعي الوجود عندي، ترافق مع تحويل التجربة إلى وعي،...". واتجاه أجيال ساهم في تشكيل مزاجها، إثر ذلك.
***

حنا مينه الطفل والشاب اليافع المنتمي لعائلة بسيطة فقيرة، الذي اضطر للتوقف عن الدراسة والنزول للعمل لكسب لقمة العيش منذ كان صبيا كعامل ميناء، بحار، كاتب عرائض ورسائل، وكاتب على الأكياس، المراسل الصحفي .. الحلاق الذي يشتغل في دكان صغير، حتى استفزه زبون عاد للحلاقة عنده بعد مدة، حينما خاطبه بصيغة ما: ألازلت كما أنت.. ؟!


حنا مينه الذي صارع من أجل الخبز والحياة،.. كان جوابه الذي ربما لم يعلم به زبونه المفترض بتاتا، مواصلته النضال من أجل الحرية والتي سجن ونفي في سبيلها عدة مرات، وفي تكريس كتاباته لـ "نصرة الفقراء والبؤساء والمعذبين في الأرض" كما يضيف ويتمم قوله (هنا) قائلا: "وبعد أن ناضلت بجسدي في سبيل هذا الهدف، وبدأت الكتابة في الأربعين من عمري، شرّعت قلمي لأجل الهدف ذاته، ولما أزل".

فأنتج إثر ذلك روايات ممتعة وعميقة، قد نكون قرأنا منها: الثلج يأتي من النافذة، حكاية بحار، المصابيح الزرق، الياطر، الأبنوسة البيضاء، المستنقع، الشمس في يوم غائم، بقايا صور، القطاف،... و"الشراع والعاصفة" الرواية التي اعتبرها حنا مينه قد كرسته روائيا، وأنه يعود للتعلم من بطلها الطروسي الذي خلقه بالكلمات؛..
و"نهاية رجل شجاع" ببطلها مفيد الوحش "بن القرية الريفي البسيط والقبضاي والذي شحذته الحياة البسيطة والقاسية وجعلت منه شخصاً قاسي الملامح حاد النظرة، تتطور شخصيته باتجاه تصاعدي ضمن المقاومة الوطنية للاستعمار الفرنسي وفي سجون الاحتلال لتجعل منه وطنياً يحلم بالحرية والحياة فتتعاظم قوة الوحش بداخله ويتعاظم معها إيمانه بالمقاومة كسبيل وحيد للتحرر، عندها يتحول الفتى إلى أسطورة ليتغنى الجميع بقوته وشجاعته" (من الملخص التقديمي لفيلم "نهاية رجل شجاع").. وعناوين أخرى.
***

عن سن 94 سنة، توفي حنا مينه الروائي المتيم بحياة "جاء إليها عن طريق الخطأ" صارعها وأحبها، بنفس حبه للموت الذي ظل يدعوه للقدوم إليه بعدما اعتبر نفسه قد عمر طويلا (حتى صرت أخشى ألا أموت، بعد أن شبعت من الدنيا) !

تجاوزا سنقول أن "البحار" دخل البحر، رحل في عمقه.. إلى أن يعود مع مركب قادمة أو موجة صاخبة.. وفي أفضل الأحوال يلفظه البحر.. فالبحار لم يمت.. أبدا !



رحال لحسيني
21 غشت 2018






---------------------------------------------------------
* بعض المراجع المتنوعة.



#رحال_لحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإتحاد المحلي ل -إ م ش- يتضامن مع المعتقلين النقابيين ومعتق ...
- الإتحاد المغربي للشغل بوادي زم وأبي الجعد يستنكر الإجهاز على ...
- زجل: كُنْتِي قْرِيبَة
- المغرب: المقاطعة.. الاستفزازات التي ترفع من مستوى التعبئة وا ...
- الإتحاد المحلي لنقابات وادي زم أبي الجعد يتدارس انشغالات الط ...
- لقاء تواصلي مع مناضلي المكتب المحلي للجامعة الوطنية للماء ال ...
- الإتحاد المحلي لنقابات وادي زم أبي الجعد (إ م ش) يطالب برفع ...
- عمال تادلة غاز يستعيدون وحدتهم النقابية ويطالبون بتحسين الأو ...
- مهنيو دراجات النقل بأبي الجعد يلتحقون بالإتحاد المغربي للشغل ...
- MT+AMDH لقاء مشترك حول الإفلاس المتعمد للتعاونية الفلاحية ال ...
- اللقاء التواصلي المحلي للإتحاد المغربي للشغل يطالب بتحسين أو ...
- نشاط احتفالي بالنساء في اليوم العالمي للمرأة بوادي زم
- نساء الصحة ضحايا الاعتداءات الوحشية وحوادث السير المهنية الق ...
- المجلس النقابي للإتحاد المغربي للشغل بمنطقة وادي زم أبي الجع ...
- لجنة المرأة العاملة بمنطقة وادي زم أبي الجعد تتدارس انشغالات ...
- نقابة الصحة للإتحاد المغربي للشغل تقدم ملفها المطلبي لوزير ا ...
- طرد العمال والتضييق على الحريات النقابية (يوس غاز بوادي زم ن ...
- المؤتمر الجهوي للجامعة الوطنية للصحة -إ م ش- لمراكش آسفي يثي ...
- جريمة إجبار عاملة نظافة في فترة وضع على العمل تحت تهديد الطر ...
- بيان اللجنة الإدارية للإتحاد المحلي لنقابات وادي زم أبي الجع ...


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحال لحسيني - وفاة حنا مينه: نهاية رجل شجاع.. أو البحار لا يموت أبدا..!