أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عصام مخول - إلى تل ابيب!















المزيد.....

إلى تل ابيب!


عصام مخول

الحوار المتمدن-العدد: 5959 - 2018 / 8 / 10 - 09:42
المحور: القضية الفلسطينية
    



هناك لحظات تاريخية يكون علينا ان نتدفق فيها بالألوف وعشرات الالوف الى قلب المنصة المركزية في اسرائيل لنفرض حضورنا وهويتنا الوطنية وهيبتنا كأقلية قومية في وطنها، وأن نبني ونراكم آليات التغيير، لا أن نتلهى بالمناكفة على ملاعبنا الداخلية ولا بالهذيان "الثوري" المنزوع عن الواقع.. والمواجهة مع قانون القومية هي لحظة تاريخية تتطلب من الجماهير العربية الفلسطينية المواطنة في إسرائيل، أن تتعامل مع نفسها بمسؤولية وأن تتصرف كشعب يعيد طرح كل الاسئلة والمعادلات الجوهرية، ليثبّت بقاءه ويرسّخ شرعية ارتباطه بوطنه وبلغته وبانتمائه الى شعبه وتاريخه الكفاحي وحقه في إحداث التغيير التقدمي..
إن المواجهة مع الحالة الخطيرة التي فرضها تشريع قانون القومية وعناصره الفاشية لا تتم برد فعل عيني أو مظاهرة واحدة أو خطوة تظاهرية، وانما ببناء عملية سياسية تراكمية متواصلة لها ديناميكيتها، وقابلة للتطور والتدحرج وحشد عناصر القوة القادرة على تحقيق الانتصار وإسقاط قانون القومية ومحاصرة القوى الفاشية المتنفذة في الحكم في اسرائيل. إن مظاهرة تل ابيب الحاشدة مساء غد السبت الحادي عشر من آب 2018، يمكن ان تتحول الى مظاهرة تاريخية غير مسبوقة على الساحة المركزية الاسرائيلية، تشارك فيها الجماهير العربية بكل قواها السياسية وأوسع قطاعاتها الاجتماعية، ويشارك فيها أكبر حشد من القوى الديمقراطية اليهودية التي استفاقت على وقع المعركة لإسقاط قانون القومية والمخاطر التي يحملها على شعبي هذه البلاد ولنا مصلحة حياتية في استنهاضها.
نحن شعب اكتنز تجربة نضالية هائلة نجحت في تحقيق انجازات تاريخية في مقارعة المؤسسة الصهيونية الحاكمة وفي المواجهة مع سياسات عنصرية لا تقل خطرا عن قانون القومية وانتصرت عليها على مدار عقود من النضال دفاعا عن بقائنا، نحن الذين أسقطنا الحكم العسكري وخرجنا من مجزرة كفرقاسم أصلب عودا، ومن معركة يوم الارض أكثر شموخا، ومن هبة أكتوبر 2000 أكثر إصرارا على حقوقنا، نحن الذين بنينا تراثا وطنيا طلابيا وشبابيا كفاحيا، حراك وثيقة 6 حزيران 1980 والمؤتمر المحظور، ومخيمات العمل التطوعي،علينا ان نكون واثقين بقدرة نضالنا الواعي والموحد على إحداث التغيير، وبقدرة أجيالنا الصاعدة من الشابات والشباب اليوم أيضا أن يتركوا بصماتهم هم ايضا، على تاريخنا الكفاحي وأن نجعل خيارنا الوحيد النضال بنفس طويل ومعركة متراكمة حتى اسقاط قانون القومية المشؤوم.
نحن لسنا متسولين على طاولة أحد بمقدوره أن يمنحنا شرعيتنا او ينزعها عنا، فقط لأن لديه أكثرية برلمانية عنصرية جاهزة لكل تضييق على مواطنتنا، نحن أهل هذا الوطن ولا وطن لنا غير هذا الوطن.وعلى المؤسسة الصهيونية الحاكمة في اسرائيل ان تستوعب وتذوِّت الحقيقة المدوية، أنه من بين مواطني الدولة نحن الجماهير العربية الفلسطينية دون غيرنا، نشتق مواطنتنا من ارتباطنا بوطننا وانتمائنا اليه، ولا نشتق ارتباطنا بوطننا من مواطنتنا في الدولة التي قامت على وطننا عنوة.. وعلينا نحن أن نعي ونذوّت أنتشريع قانون القومية بطابعه الفاشي، جرى بهدف فك ارتباطنا بوطننا، فبعد أن انتصرنا في معركة البقاء وفشلت المؤسسة الصهيونية الحاكمة في اقتلاعنا ونفينا ماديا خارج الوطن، يحاول قانون القومية ان ينفينا سياسيا خارج المواطنة.. وخارج الشرعية السياسية وخارج دائرة التأثير وخارج المنصة المركزية ..فهل نرضخ وهل نستسلم؟ وهل نتطوع للتنازل عن شرعية بقائنا في وطننا ماديا وسياسيا ومعنوياً أم نقاوم هذه السياسة حتى اسقاطها؟!
هناك بين بعض النخب العربية، من يدعونا الى الاسترخاء في المنفى السياسي الذي أعده لنا نتنياهو والقائمون على قانون القومية، قانعين بتحويل المعركة من مواجهة مع السلطة الى مواجهة يغلب عليها طابع التفشيش والمناكفة على ساحتنا الداخلية وملاعبنا المحلية لدفع أجندات "كل ما دق الكوز بالجرّة" .. أجندات كانت قائمة قبل قانون القومية وبمعزل عنه وستبقى من بعده.
لقد أثبت شعبنا عبر نضاله المرير ومقارعته الفكر والممارسة الصهيونية أن المعارك الوطنية الكبرى انتصرتعندما نجحنا في بناء وحدتنا الكفاحية من جهة، وحين قاومنا محاولات المؤسسة العنصرية لعزلنا ودفعنا لممارسة صراعنا السياسي في معازل سياسية على ساحاتنا المحلية، وانتصرت معاركنا حين رفضنا دعوات الانعزال الطوعي الخارجة من ساحتنا ذاتها ومن بين ظهرانينا. حققنا الانجازات حين نجحنا في نقل النضال من ساحتنا المحلية الى الساحة المركزية في اسرائيل، والى الساحة العالمية، وحين استطعنا ان نستقطب حلفاء لنا من مجتمع الأكثرية اليهودية وسلخهم عن الاجماع القومي الصهيوني وجرهم الى النضال الى جانب حقوقنا مهما ضاقت رقعة المساحة المشتركة بيننا، وحين نجحنا في استقطاب التضامن العالمي مع نضالنا العادل.
أثبتت تجربتنا الكفاحية وأثبت تراثنا السياسي أن المعارك الوطنية والمدنية الكبرى تبنى وتتراكم لبنة لبنة، ولا يستلها "عبقري" أو مشاهد سياسي كسول، من جيبه جاهزة معلبة للمناكفة، يطلق توجيهاته المتعالية ويعود الى استرخائه السياسي، وما على الناس الا ان يستجيبوا.
ومع ذلك ترافق سن قانون القومية مع اطلاق اجتهادات وأفكار كثيرة جديرة بالنقاش، واقترحت اقتراحات عينية صادقة تنطلق من الرغبة في أن يكون رد جماهيرنا فاعلا بمستوى التحدي، تراوحت بين مقترح الاضراب الفلسطيني العام والعصيان المدني وإخلاء الكنيست وغيرها، وبغض النظر عن موقفي من مضمون أي من هذه الاجتهادات، وبغض النظر عن ان الكثير من الاجتهادات المطروحة تضمنها البرنامج الكفاحي الذي نشرته لجنة المتابعة، فإنني أدعو الى مناقشتها موضوعيا من خلال الاجابة على السؤال الحاسم: ما الذي يفيد نضالنا ويراكم عناصر القوة في ايدينا وينزعها من أيدي المؤسسة العنصرية الحاكمة، وما هي الادوات المتوفرة في ايدينا لبناء آليات نجاحها؟
إن هذه الاجتهادات المشروعة يفترض ألا تتناقض، بل يفترض ان تتكامل مع العمل على إنجاح المظاهرة الكبرى التي دعت اليها لجنة المتابعة العليا غدا السبت، فمظاهرة جبارة في تل ابيب من شأنها أن تعزز خطواتنا الكفاحية القادمة لا أن تمنع مناقشتها. والشجاعة الانسانية والوطنية تقتضي منا جميعا أن نتدفق الى تل ابيب غدا، رجالا ونساء، شيبا وشبانا في مظاهرة تاريخية جبارة، نملأ ساحاتها وشوارعها، ونشق سماءها بهتافنا الكفاحي في مظاهرة عربية يهودية تعلن إصرارنا على إسقاط قانون القومية وتطرح بديلا لعقلية الأبرتهايد الحاكمة في اسرائيل، بديلا تشكله الاقلية القومية العربية والقوى اليهودية المناهضة للفاشية وعقلية الابارتهايد وهي قائمة في المشهد اليوم برغم حلكة الليل العنصري.



#عصام_مخول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الراحلة باولا أبرامز والباقي فيصل حوراني(*): لحن يراوح بين ا ...
- التغيير الثوري في القرن ال 21 هدف مُلِحّ وقابل للتحقيق!*
- ألترنراتيف– رواية بديلة- من الألم الشخصي الى النضال السياسي ...
- منذ البدء.. أقلعنا عكس الزمن الأمريكي!
- 100 عام على الحركة الشيوعية في البلاد، و-المارّون بين الكلما ...
- الولايات المتحدة تغامر وتقامر بمصير العالم !
- ترباية (تربية) نمر مرقس!
- قرار التقسيم: عصبة التحرر الوطني - وطريق فلسطين الى الحرية
- قرار التقسيم بين الصهيونية التي قبلته قولا ورفضته فعلا، وبين ...
- مئوية ثورة اكتوبر: هبّوا ضحايا الاضطهاد
- -وعد- بلفور الامبريالي – ومشاريع الصهيونية التي سبقت الصهوني ...
- احتلال المسجد الاقصى من احتلال القدس العربية وتحرره من تحرره ...
- في مناقشة السياسة و-السياسي-!
- -الحب- و-الكره- ليسا من ميدان السياسة!
- عودةٌ الى -لبّ الصراع- و-فرصة الحل-!
- إنتفاضة
- الياس نصرالله -الدالول- على القرن الفلسطيني الاول!
- الكومندانت.. القائد - فيدل ما زلت تملؤ نفوسنا !
- مجزرة كفر قاسم ليست خللاً في السياسة وانما السياسة بعينها!
- ليس الخطر في العودة وإنما في التنكر لحق العودة !


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة طعنه وما دار بذهنه وسط ...
- مصر.. سجال علاء مبارك ومصطفى بكري حول الاستيلاء على 75 طن ذه ...
- ابنة صدام حسين تنشر فيديو من زيارة لوالدها بذكرى -انتصار- ال ...
- -وول ستريت جورنال-: الأمريكيون يرمون نحو 68 مليون دولار في ا ...
- الثلوج تتساقط على مرتفعات صربيا والبوسنة
- محكمة تونسية تصدر حكمها على صحفي بارز (صورة)
- -بوليتيكو-: كبار ضباط الجيش الأوكراني يعتقدون أن الجبهة قد ت ...
- متطور وخفيف الوزن.. هواوي تكشف عن أحد أفضل الحواسب (فيديو)
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية -لا يعرف- من يقصف محطة زا ...
- أردوغان يحاول استعادة صورة المدافع عن الفلسطينيين


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عصام مخول - إلى تل ابيب!