أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نور نديم - الموت للفخاري ...














المزيد.....

الموت للفخاري ...


نور نديم
(Nour Nadim)


الحوار المتمدن-العدد: 1504 - 2006 / 3 / 29 - 00:45
المحور: الادب والفن
    


تضعها علي المذبح .... كيف ؟!!
تُسلمها .... كيف ؟!!
حتى وإن كان هذا التسليم للآلهة ..
حتى وإن كان هذا التسليم وهمي
كيف تُسلم رسمتك ..
كيف تعطيهم لوحتك ..
حتى ولو علي سبيل الهدنة
كيف تقبل الهدنة علي حساب تحفتك
لكن دعني أخبرك بشيء
اللوحة التي تقبل التسليم ...
لا تستحق غير التسليم
التحفة التي تقبل الهدنة ...
توضع علي المذبح دون تردد
ليس علي مذبح وهمي
لكن علي مذبح الآلهة .. في قدس الأقداس
حيث الذبيحة التي بلا عيب
والطقوس التي بلا خطأ
فهناك الخطأ .. أجرته الموت
فتلك التحفة .. قدمها بلا خطأ
وحاذر يا صانع التحف ..فأي خطأ ..
يتبعه موتك قبل موت تحفتك
صدقني .. فتلك الآلهة هكذا
تعرف أن الخطأ آت لا محالة
متيقنة أن موتك آت لا محالة
وأن موت تحفتك لا مفر منه
وبهذا تكون قد كسبت الكل
فازت بتحفتك .. وأسرعت بنهايتك
وبهذا تضمن أنه لن يكون هناك تحف أخري
ولن تعبدك رسمات أخري
فالمجد من الآن فصاعداً ... لتلك الآلهة
المجد للآلهة .....
والموت للفخاري .. لصانع التحف
والمسخ ..... لتلك التحف
دماء تحفك .. يتطهروا بها
يرشوها علي كل شيء …
قلوبهم .. أرواحهم .. أذهانهم
تحمل لهم قداسة لم يعرفوها
تحمل لهم طُهرك .. أيها الفخاري
ليس كطُهر تلك الآلهة
لكن طُهر من يسفك دمه لأجل تحفته
طُهر الفداء ........
تحفتك أيها الفخاري .. علي مذبحهم رماد !!
محرقة مقبولة .... رائحة سرور للآلهة
حتى هذا الرماد يغتسلوا به عله يطهرهم
يظنون أنه بنفخة منهم .. يعيدون لتحفتك الحياة
أن الرماد سيتحول بين أيديهم إلى لوحة جديدة ..
إلى إنسان جديد ‍‍‍!!!
غبية تلك الآلهة ....
فالرماد ليس سوى عدم
واهمة أنتِ أيتها الآلهة !!
كيف تظني أنه بنفخة من فمك ..
تعيدي الحياة للوحة لم تتمخضي لأجلها !!
كيف وأنتِ لستِ بخالقة تلك التحفة !!
لم تنحتي ملامحها .. ولم تنحتك ملامحها
لم تعرفي أسرارها .. تفاصيلها
لم تفهمي قط صمتها .. ضجيجها
حزنها .. فرحها
لم تقضي ولو ليلة واحدة في عشقها
لم تقضي ولو ساعة واحدة في مناجاتها
كل ما تعرفيه أنها تحفة جذابة
وأظن أيضاً أن قيمتها الحقيقية لا تدركيها ولن تدركيها
والآن بعد أن تخلصت منها ومنه
تريدين أن تُبعث أمامك من جديد
وأن تأخذي من دماء الفخاري
تخلطيها ببعض الطين .. فتصنعي تحف جديدة
حالمة أنتِ أيتها الآلهة !!!
دعيني أتخيل معكِ أن دماء صانع التحف ..
وهبت لطينتك الحياة
صدقيني ستصير تحف مشوهة ..
أقصد .... تماثيل مشوهة
أصنام .... مشوهة
فطينتك ليست لصنع التحف
بل تصلح فقط أن تداس بالأقدام
قتلتِ الفخاري ... وقتلتِ تحفته
اعتقدتِ أن بموته لن ينافسك أحد
ما كان لينافسك يوماً
لم يشته المجد يوماً
نشوته كانت فقط في خلق تحف جديدة
ينفخ نسمة حياة في طينته .. فتصير تحفته
تلك النشوة التي لا يعرفها إلا خالق التحف
نشوة من يملك سر الحياة .. سر الرب
أي آلهة أنتِ ....
من ألهك .. وعلي من ألهك ؟!!
مريضة أنت .. ومريضة ألوهيتك
اشتهيتِ تلك التحفة
اشتقتِ لرائحة الحياة ..
رائحة الذبيحة الحية ..
وأنتِ من لم تعرفي غير الذبائح المائتة
لكن الحياة .... لخالقي الحياة فقط
والذبائح تقدم فقط علي مذبح الآلهة الحقيقية
والتحفة الحقيقية من تنتمي لخالقها فقط
من لا تقبل أن تُقدم علي مذبح آلهة غريبة
تلك فقط .... تستحق أن تكون تحفتك



#نور_نديم (هاشتاغ)       Nour_Nadim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثمالة ال نحن
- تلك السطور .. حيث خلدتني
- نخب أحلامك


المزيد.....




- -بائع الكتب في غزة-.. رواية جديدة تصدر في غزة
- البابا يؤكد أن السينما توجد -الرجاء وسط مآسي العنف والحروب- ...
- -الممثل-.. جوائز نقابة ممثلي الشاشة SAG تُطلق اسمًا جديدًا و ...
- كيف حوّل زهران ممداني التعدد اللغوي إلى فعل سياسي فاز بنيويو ...
- تأهل 45 فيلما من 99 دولة لمهرجان فجر السينمائي الدولي
- دمى -لابوبو- تثير ضجة.. وسوني بيكتشرز تستعد لتحويلها إلى فيل ...
- بعد افتتاح المتحف الكبير.. هل تستعيد مصر آثارها بالخارج؟
- مصر.. إصابة الفنان أحمد سعد في ظهرة ومنطقة الفقرات بحادث سير ...
- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نور نديم - الموت للفخاري ...