أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوميديا جرّوفي - عروس الشرق .. بغداد














المزيد.....

عروس الشرق .. بغداد


نوميديا جرّوفي

الحوار المتمدن-العدد: 5956 - 2018 / 8 / 7 - 01:05
المحور: الادب والفن
    


صدر للأديب للعراقي المغترب الأب يوسف جزراوي كتاب عروس الشرق بغداد ، الصادر عن دار تموز ديموزي عام 2018
الكتاب من الحجم الوسط يقع في 212 صفحة من الحجم الوسط.
هي مكابدات ومناجاة ولواعج ونصوص نثرية وخلجات مغترب عن مدينة كانت مسقط راسه ومرابع كهنوته لم تزل ترسو في ميناء قلبه.
قدم الكتاب حمدان طاهر المالكي و سلام دواي وغيرهم.

يقول ابراهيم صموئيل:
مُعظم الدراسات التي تناولت موضوع الهجرة، رسمت إطارا نمطيّا ساكنا للمهاجرين بدوا داخل محدّداته غُرباء، مُعلّقين على جدران المنافي بلا لون و لا انتماء و لا انسجام.

و يقول محمود درويش:

نسيتُ أنّ الليل طويل ..
و من حُسن حظّك
تذكّرتك حتّى الصّباح.

للغُربة أوجاع، لا يعلم بها إلاّ من عاشها.. هذا ما نتلمّسه في كتابات الأب الأديب يوسف جزراوي في ( بغداد عروس الشرق) الذي كتب عن بغداد بقلبه و روحه و دموعه التي كانت الحروف مُجسّدة شوقه لأرضه الأمّ، حنينه لنسيمها العليل، حلمه أن تعود لسابق عهدها كما يتذكّرها طفلا و هي تزهو بجمالها و أمانها و استقرارها، ذكرياته عن ذلك الزّمن الجميل فيها كما بقيت مرسومة في خياله و عقله.
هي بغداد التي قيل فيها:

أ بغداد لا أهوى سواكِ مدينة
و ما لي عن أمّ العراق بديلا

و يبقى الوطن وطن مهما زاد فيه الألم.. و تبقى الغربة كربة مهما ارتقى فيها السّكن.
هذا ما نُحسّه من ديوان الأب يوسف جزراوي الذي كتبَ عن أوجاع غربته و ألمه بعيدا عن بغداد التي جسّدها ككائن حيّ و عروس الشّرق و سيّدته الجميلة بثقافتها و تاريخها العريق و أدبها.

ففي كتابته:

الشّمسُ كانت نائمةً في ذلك الصّباح
أشعّتها مُبلّلة بالمطر
رياحٌ خجولةُ تهبّ هنا و هناك لعلَّها تُفتّش عن سندباد

إنّه هو السندباد المهاجر الذي يبحث عن شمس تُشبه شمس بلاده بأشعّتها و حرارتها و لطفها و ضياءها الجميل الذي يفتقده الأب يوسف جزراوي و هو بعيد كلّ البعد عن وطنه الأمّ و هو في أقصى مكان من الأرض حيث يعيش في أستراليا.

و في كتابته:

من منفى الأوطان أبلّل قلمي
تارة بجرح الغربة
و تارة بنزيف الوطن المصلوب
أخفي خلف الأجفان دمعة حزنٍ

كيف لا ينزف قلمه بنزيف الوطن الذي نُهب و سُرقت خيراته و بات خرابا بعد أن كان في عزّته أيّم مجده و هيبته.
في غربة عن أهل.. عن أحبّة.. عن وطن نصمد لحظة .. نتهاوى لحظات.. نبتسم وهلة.. و نبكي لأيّام..
هي ذي دموع الكاتب هنا بحروف و كلمات يُجسّد بها نزيف قلبه الموجوع عن وطنه.

و في قوله:

قلبي الذي يُمسك بذراع الأمنيات
لا زال يحمل في رحم الأعوام محطّات
أعرفها و تعرفني و يقيني أنّنا سنلتقي في يوم ما
في وطن جُبلتُ من ترابه
صدق الأب يوسف جزراوي، ففي الغربة لا تستطيع أن تدّعي امتلاكك لشيء، أنت لا تملك سوى حلمك.
و حلمه هو العودة لبغداد الجميلة بتلك الأمنيات التي ما يزال يحتفظ بها في عقله الذي لا يرى سواها.
و كلّما نتوغّل في كتاباته التي تحمل في طيّاتها أوجاعا و أحزانا و آلاما و أنينا لا يسمعه إلاّ من يفهم تلك الكلمات الحزينة تارة و الدامعة تارة و الباكية تارة أخرى.
هي الغربة و المنفى.. هي الوطن.. هي بغداد .. هي العروس بثوبها الزاهي.. و جمالها العراقيّ الذي تتباهى به على مرّ العصور.. هي عروس الشرق و ستبقى للأبد، لأنّها أمّ الحضارات.
مناجاة لوطن بعيد.. مكابدات لألم فراق.. جسّدها الأب يوسف جزراوي بكتابات أدبية و نصوص نثرية تارة و شعرية تارة أخرى تلمس القلب و الروح و الوجدان لجماليتها و عمق معناها الأدبي و الإنساني في حبّ الوطن مهما يبقى الغريب منفي في أرض لا ينتمي إليها كما هو الأب يوسف جزراوي الذي بقي قلمه نابضا مُتحسّرا على عروس الشرق بغداد التي كتب عنها الكثير بحبره البغداديّ و أبجديته العراقيّة الرّوح و المنتمى.



#نوميديا_جرّوفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلماتُ ثائرة
- مارش سلاف
- الورشة في احتفال .. latelier en fête
- هاتف على أوتار قلبي (3)
- التّاريخ يُعيد نفسهُ.
- إنتفاضة تموز
- حديث الملامح
- صدفة غريبة
- عندما يثور قلم الشاعر خلدون جاويد
- وحدكَ إلهام الشّعر
- هاتف على أوتار قلبي (2)
- صباحات مناريّة
- الأمّ و الابن
- هاتف على أوتار قلبي 1
- قراءة في قصيدة (سبايكر) للشاعر و الناقد هاتف بشبوش من ديوان ...
- في مطعم أبولو
- وشمُ حبّ لذيذ
- الزّوج الحبيب
- حوار مع الفنّان التشكيلي مهدي السماوي.
- من هم الأمازيغ وما أصل تسميتهم؟


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوميديا جرّوفي - عروس الشرق .. بغداد