أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد العليبي - موت الدولة البورقيبية ‏














المزيد.....

موت الدولة البورقيبية ‏


فريد العليبي

الحوار المتمدن-العدد: 5943 - 2018 / 7 / 24 - 15:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتسع مجال الأزمة في تونس من الاقتصاد والاجتماع والسياسة والأمن الى الاعلام ، ‏حيث حرب بيانات بين اذاعات وقنوات تلفزية بمناسبة اللقاء الاعلامي مع الرئيس الباجي ‏قائد السبسي ، الدولة التونسية الحالية هي تلك التي أسسها بورقيبة ، وقد هرمت بما يشبه ‏هرم رئيسها الذي يعتقد أنه مالك ماضيها وحاضرها ومستقبلها فهو هي وهي هو ، أما ‏رئيس حكومتها الشاب موظف السفارة الأمريكية السابق والنائم في حضن الاخوان الآن ‏والذى لا يجد حرجا في ترديد جملة لماركس وحديث للنبي وآية لله والاستعانة بشركة ‏دعائية بريطانية في سبيل الفوز بقلوب من يخاطبهم فيبدو أنه يحمل المعول لتهديمها من ‏داخلها ،الدولة البورقيبية تغرق الآن أكثر فأكثر وقد يبتلعها بحر الأزمة لتقوم مقامها ‏دولة أخرى قد تكون أسوء منها فللدول أعمارها كما يقول ابن خلدون ، تولد ‏وتمرض....وتموت ، أما اولئك الذين يتحدثون عن دولة عمرها 3000 سنة فيرددون ما ‏تمليه عليهم " المخاتلة السياسية " للخداع لا غير محولين التاريخ الى أساطير .‏
الأزمة التى تضرب الدولة التونسية الآن هى أزمة مكررة فقد عاشتها في مراحل سابقة ‏بما في ذلك تلك التى كان أثناءها مؤسسها ماسكا بمقاليدها وكان لتلك الأزمة أن تؤدي ‏الى هلاكها ولكن العامل الخارجي ساهم في المحافظة عليها بما يشبه تدخل طبيب ‏بآلاته في جسم عليل للإطالة في أمد حياته وهذا ما تقوم به أوربا وأمريكا اليوم عبر ‏أجهزة اقتصادية مالية وعسكرية وبطبيعة الحال فإن العامل الداخلي كان حاسما في بقاء ‏تلك الدولة على قيد الحياة فهى لم تجد من يجهز عليها لضعف شبه دائم في تنظيم ‏صفوف الشعب .‏
الدولة البورقيبية طالت حشرجتها خاصة الآن حيث تبدو رياح السموم التى تهب على ‏العالم قاطبة قوية فالنكوص والارتكاس والتراجع والعودة الى الماضي التليد من ملامح ‏المرحلة وتلك الدولة قد يخلفها يمينها منذ أن بشر بالخلافة السادسة ولما اصطدم برد ‏فعل دولي تريث واعتمد خطة قضمها تدريجيا ونجح في ذلك حتى اليوم فتلك الدولة ‏يتربص بها عدو أنجبته هى نفسها ترعرع في حضنها وشب في أكنافها وهو يعتقد الآن ‏أن النصر ليس سوى صبر ساعة. ‏
مصير الدولة التونسية المحتوم يفزع كثيرين وينبرى سياسيون وإعلاميون ومثقفون ‏غاضبون من أوساط البرجوازية المتوسطة والكبيرة للدفاع عن تلك الدولة وشحذ عقلها ‏وضميرها وإقناع أنفسهم أنها لا تموت فقد اقترن مصيرهم بمصيرها فموت تلك الدولة ‏يعنى موتهم أيضا لذلك يصورونها على أنها خالدة حتى أنهم يستعيرون سيوف ونبال ‏وفيلة حنبعل لإقناع أنفسهم بذلك بل انهم يغمزون من جهة البيان الأول أسى وحسرة ‏على زين العابدين بن على وأملا ورجاء في قدوم نسخته .‏
أما اليسارالليبرالي التونسي المتذرر ، فاقد البوصلة النظرية منذ حول ماركس وغيفارا ‏الى موضة و صورة وظل دونما قدرة على القراءة والتحليل والفهم فقد غدا عجلة ‏خامسة لدولة تسير بعجلات خشبية واختصرت كلمات حمه الهمامي زعيم الجبهة الشعبية ‏‏" نحن أبناء بورقيبة " ذلك الارتباط بين الدولة ويسارها.‏



#فريد_العليبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حروب المثقفين: ناجى العلي ومحمود درويش
- تونس : رئيس ضعيف .
- الفيلسوف المجرم !!!
- فلسفة الليرة .‏
- فتاة عين الفوارة .‏
- الأزمة السياسية في تونس وخطاب رئيس الحكومة.
- حمير لإفريقيا وبطل لفرنسا .
- تونس الباكية .
- العرب والزعيم .‏
- الباجي قائد السبسي الرئيس الذي يكرر نفسه .
- ورقات دمشقية.
- مخاتلات اسلاموية في تونس.
- شيوخ الفلسفة وشبانها
- ماذا يحدث في تونس ؟ تصريحات صحفية
- مقدمة كتاب الربيع العربي و المخاتلة في الدين و السياسة الصاد ...
- صراعات داخل حركة النهضة
- الديمقراطية والانتخابات.
- ملاحظات سريعة حول التحوير الوزاري في تونس
- كوريا الديمقراطية والعقل الاستراتيجي الصيني
- سلامة كيله والرجل الذي خصى نفسه انتقاما من زوجته.


المزيد.....




- إسرائيل تعلن استعادة جثامين رهينتين وجندي من غزة
- بعد الهجمات الأميركية على منشآتها النووية.. طهران تهدد بـ-رد ...
- خبير عسكري: هكذا ألحقت -مطرقة منتصف الليل- ضررا بمنشأة فوردو ...
- كيف علق مغردون على مشاهد الدمار في إسرائيل؟
- تقرير أممي يرصد زيادة غير مسبوقة في الانتهاكات ضد الأطفال
- نيويورك تايمز: 12 قنبلة ضخمة لم تدمر موقع فوردو وإيران نقلت ...
- خريطة دراما رمضان 2026.. عودة قوية لنجوم الصف الأول
- كاتب أميركي: إنها حرب ترامب ومقامرته وحده هذه المرة
- أمير قطر والرئيس الفرنسي يبحثان الهجمات على إيران
- واشنطن مستعدة للتفاوض وأوروبا تحث طهران على عدم التصعيد


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد العليبي - موت الدولة البورقيبية ‏