وعن العرب... حكايا عن أحوانا... فشة خلق...

غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 5938 - 2018 / 7 / 19 - 12:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

وعن العرب... حكايا عن أحوالنا...
فِــشــة خـــلـــق...

أضحك كلما حاولت أن أتذكر المنتجات الحضارية العربية..تخطر على بالي الترديدات الساخرة للزميل والصديق الرائع نـضـال نعيسة :
ـ أطول سيخ شاورمة بالعالم
ـ أكبر صحن حمص
ـ وأخيرا أكبر منسف كبسة
ولكنني حاولت أن أرجع قليلا.. على الأقل خلال العشرين أو الثلاثين سنة الأخيرة... أريد أن أضيف على لائحة الأخ نضال : القاعدة.. داعش.. الشيخ القرضاوي والشيخ العرعور بفتاويهم عن "الــكــفــار" وتحليل قتل الكفار من نفس مواطينهم... دون أن أنسى فتاوي العديد من المشايخ السعوديين.. بإرضاع الكبير.. والعلاج ببول البعير.. أو حتى بول اصحاب الفتاوي المشهورين...
نعم ماذا أنتج العرب بمخوخهم العجيبة الغريبة للإنسانية.. خلال الخمسة عشر قرن من تاريخهم المنصرم اليائس البائس... غير ما ذكرت؟؟؟... لا شيء على الإطلاق... حتى أنهم جمدوا الزمن والتاريخ.. وأية حضارة إنسانية... وما زالوا يجمدون الزمن بأقصى تعصباتهم الدينية التي قتلت وما زالت تقتل كل مبادئ الإنسانية والتآخي بين البشر على هذه الأرض...
وهم الوحيدون الذين ــ ما زال تؤمن غالبيتهم ــ بأن الأرض مسطحة.. بأخرها جهنم المحجوزة للكفار... وأن سماءهم بأعالي الغيوم, حيث تنتظرهم عشرات الحوريات لكل واحد منهم.. وعشرات الجواري والإماء... حتى (المثقفين) منهم يؤكدون لك كل هذا.. لأن كل هذا مكتوب ومنسوخ...

اخترقنا نصف العالم بالإسلام وسيف الإسلام... نصف العالم.. خلال ألف عام...
ماذا قدمنا لهذا العالم خلال ألف سنة.. غير تجميد حضارته.. والجزية والسبي,, ولم نخترع حتى قلم رصاص لأطفالنا.. الذين تربوا وترعرعوا على " وأطيعوا الله وأؤلي الأمر منكم" يعني طاعة الوالي والحاكم والسلطان.. رغم غباء وجبروت وظلم الوالي والحاكم والسلطان... وزورنا التاريخ والزمن... وأردنا نخر الشروش والقواعد... فنخر العالم شروشنا وقواعدنا... حتى تفتتنا وأكلنا بعضنا البعض... واليوم ما زلنا مصنفين بأذناب أذناب العالم... يحكم أسياد العالم اليوم مصيرنا وحياتنا وموتنا وخيراتنا... وبــتــرولــنــا.. ولم يتبق منا سوى دويلات ومملكات هزيلة.. وباندوستانات.. وشعوب ممزقة يائسة بائسة... تحوم حولها وفيها غربان وذئاب من غابات العالم كله... ومن غبائنا التاريخي ما زلنا نردد " أننا أفضل أمة عند الله"...........
هنا لا يسعني سوى أن أتذكر كلمات المطربة السعودية الحرة الرائعة.. شـمـس بــنــدر.. التي صرحت بها على قناة تلفزيونية مصرية... ونقلتها بعدها عديد من قنوات التواصل الاجتماعي على النت من حوالي سنة.. ناقدة رجعية التعصب الإسلامي الذي يحصر تعاليمه بحجب المرأة وشعرها وحريتها... بينما يمارسون كل الممنوعات بالمواخير الأوروبية وغيرها خارج بلدانهم أو حتى بالصالونات المتسترة داخل بلدانهم...بكلمات ناقدة بناءة حرة.. غايتها التطوير الإيجابي والتغيير.. ومواكبة قوانين وحريات العالم.....
صرخاتها... ضائعة بوادي الطرشان......
أفهم... أفهم لماذا تعاملنا كل دول العالم بلا أي احترام.. معتبرة إيانا سوق استهلاك.. استهلاك كل ما لاننتجه منذ سنوات... وخاصة كل ما تنتجه من أسلحة أصبحت غير صالحة بالخلافات الحربجية الجدية... ولكنها تصلح فقط لتقتيل بعضنا البعض... مئات الطائرات الحربية تملأ مطاراتنا العسكرية.. ولا مكلك طيارين.. سوى الذين نستأجرهم ممن يبيعوننا إياها.. واستعملناها باليمن.. ضد عرب ومسلمين مثلنا.. ولكننا وجدنا.. أو وجدوا لنا الخلافات العشائرية والقبلية والعرقية.. حتى نقتل بعضنا البعض... ونشتري غيرها... هل هناك دولة عربية واحدة..فهمت واستيقظت من هذا الغباء الاستراتيجي.. طبعا لا... كل الدول النفطية العربية الاسلامية.. تنتظر الرضى على أبواب إسرائيل وناتانياهو.. كلها غارقة بخيانة شعوبها... ومع هذا أطفالنا يتعلمون : "وأطيعوا الله وأولي الأمر منكم" مع حليب الرضاعة... فكيف تريدون أن تستيقظ شعوبنا من هذا (الــقــات) الذي يهلك كل مقدرة تفكير؟؟؟!!!.....
بانتظار أيام أفضل؟؟؟... مـا من أحد يدري.............
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فــرنــســا

#غسان_صابور (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل