أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نوار مهدي النجار - الدعوة لرفع الحصانة عن النصوص والشخصيات الإسلامية المقدسة















المزيد.....

الدعوة لرفع الحصانة عن النصوص والشخصيات الإسلامية المقدسة


نوار مهدي النجار

الحوار المتمدن-العدد: 5938 - 2018 / 7 / 19 - 10:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تصرفت أمي باخر مبلغ كانت قد ورثته من أبي الذي أقنعوه أن الوطن والدين أهم من نفسه وأولاده فأستشهد في سبيلهما، لتشتري لي بدلة وربطة عنق فاخرة فقد قالت لها "ام عدنان" الخبيرة الروحانية في محلتنا أن سبب الحظ السيء الذي يلازمني خلال العشرون مقابلة الماضية للحصول على وظيفة هو لون ربطات العنق. فأشترت لي ربطه عنق لونها لم يثبت لدى المنجمين والمبصرين بأنه ذا طالع سيء بعد جلسة استشارية مع "ام عدنان" التي عملت لي أيضا "حجاب" لجلب الرزق من بعض آيات الرزق لتعزيز فرصي في النجاح ولكن كما هو متوقع تم رفضي للمرة الواحد والعشرون أنا وربطة عنقي الجديدة ذات اللون "الشذرماوي" و"حجاب" ام عدنان وامال أمي وحتى دعاء حبيبتي "يا سبت يا مسبوت لو زوجني لو اموت" ونذورها للأولياء والصالحين لم يجدي نفعا لتذليل عقبات زواجنا امام تعويذة النظام السياسي الإسلامي الجاثم على صدورنا مثل ما يقبع الجاثوم على صدر تارك الصلاة.
جلست في المقهى أرتشف مرارة قهوتي وأتجرع فشل المحاولة الواحد والعشرون لإيجاد وظيفة أقلب الجريدة وعقلي تائه بين العناوين. ماذا أقول للتي صرفت ما تملك لتراهن على الحصان الخاسر؟ ماذا أقول للتي تحدت والدها ورفضت عدة عروض مغرية للزواج طمعا في أن أجد وظيفة مناسبة وأحسن وضعي وأتقدم لخطبتها؟ وفي وسط خيبة الامل هذه لمحت اعلان لوظيفة في الجريدة.
"يا فرج الله ... ربما يكون هذا الإعلان طوق النجاة"
"مراسل حربي..... وليكن ...
في جريدة مغمورة .... وماذا يعني
في منطقة تعد الأكثر سخونة في العالم ليس لأرتفاع درجة الحرارة فقط بل لوجود جماعات إسلامية إرهابية تنشط فيها فالمراسل الذي كان يشغل هذا المنصب مفقود منذ سنتين والذي قبله أستشهد .... أنها فرصة العمر أما أن أحسن وضعي المادي أو أن اموت فيرتاح الجميع مني".
قررت قرارا لا رجعة فيه على الرغم من معارضه اهلي ... سأكون مراسل صحفي"
وبعد مقابلة شكلية حصلت على الوظيفة وفي اليوم التالي طلبوا مني أن أحزم أمتعتي وأسافر لتغطية أكثر المعارك ضراوة بين الجيش والارهابين.
"كيف الحال؟" ألقيت التحية على الحرس في بوابة المعسكر
كانت وجوههم شاحبة ترهقها قترة كالذي أخبره الطبيب انه سيموت غدا
"انا مراسل حربي مهمتي تغطية الحرب وتقديم تقرير لجريدتي ... هل من الممكن أن أقابل ضابط المعسكر" قلت
"انهم قادمون ... نسمع اصواتهم في الليل ... الضباط هربوا .... أنهم قادمون" قال أحدهم والخوف والارتباك بادي عليه
"ما الذي اتى بك الى هنا أيها الغبي...." قال الاخر وهو يعصر كتفي بقوة ثم أكمل
"تنظيم الدولة الإسلامية سيهجمون على المعسكر الليلة .... وقد هرب الضباط ولم تفلح محاولاتنا بطلب الدعم"
تجمدت ملامح وجهي وانتقل الخوف الي كأنه مرض معدي.
وهنا بدانا فعلا نسمع أصوات قادمة من خارج المعسكر تقترب نحوه....
"الله أكبر .... الله أكبر
استسلموا لدولة الحق .... استسلموا لدولة الخلافة وشرع الله
الله أكبر... الموت للكفار والمرتدين والروافض
الله أكبر ... والموت لأذناب المحتل"
بدء الهلع يدب في ارجاء المعسكر .. رجال اشداء ينحبون ويبكون. صرخ احدهم وهو يبكي" والله انا اؤدي الفروض جميعها ... واحب الله ورسوله..... لماذا يريدون قتلي.... انجدنا يا الله"
"أنا اسمي حسن ... هل من الممكن ان توصل هذه الرسالة لخطيبتي إذا كتب لك عمر" قال وهو يهمس في اذني
"لماذا لا تقاتلون؟ انه مكان محصن... وأنتم مدججون بالسلاح ... لماذا لا تصمدون؟" قلت له
"هذا الجندي اعطى 1000 دولار للضابط لكي يحصل على تعين .... وهذا الجندي اعطى رشوة وهذا كذلك ... كل من في المعسكر ليس لديهم ولاء للوطن بل اجبروا للدفاع عن مرتشين وسراق فليس لديهم أي دافع للتضحية بينما في الجهة المقابلة فأن قادة الجماعات الإسلامية حقنت اتباعها بنظرية "النصر او الشهادة" يعني أما الحصول على الغنائم والسبايا أو الحصول على الجنة وحور العين فالمقاتل "الداعشي" يعتقد أنه سيفوز في كلتا الحالتين وبالتالي هو يهاجم بصدر عاري لا يخاف الموت بل مستعد لتفجير نفسة مقابل أن يذهب الى الجنة التي وعدوه بها" قال حسن ثم اكمل " ابقى صامت وقد يطلقون سراحنا اذا لم نؤذهم.. فانا بكل الأحوال لن اعرض نفسي للخطر للدفاع عن ضابط مرتشي أو وزير فاسد"
دخل الملثمون المعسكر بدون أي مقاومة تذكر وأنهيار واضح للجيش. تقدم أحدهم وهو على ما يبدو كبيرهم " هل بينكم ضباط؟"
أجاب حسن "لا"
وبدم بارد لطمه كبيرهم بالسلاح وقال" اجب بكلا اميري ام أنكم لا امل في توبتكم وتبقون أعداء الله ودين الحق؟"
قال أحد الجنود " انا اتوب يا اميري .... أفعل ما تريد؟ لدي عيال صغار اربيهم"
أشهر الأمير سلاحه وأردى الجندي قتيل "فات وقت التوبة يا عدو الله" ثم صرخ "اقطعوا رؤوس كل من في المعسكر ولا تأخذكم بهم رأفة او شفقة" ثم أكمل "الله أكبر ... الله أكبر .... ظهر الحق وزهق الباطل أن الباطل كان زهوقا .... اللهم أنصرنا على القوم الكافرين"
جثوت على ركبتي " وأمسكت يد الأمير وقلت متوسلا " اميري انا لست جندي ... انا مراسل مدني ... لا أحمل السلاح وهذا اول يوم لي هنا"
"إذا لماذا بعت نفسك لأعداء الله؟" قال ثم سحبني بقوة ورماني على أصحابه وقال "خذوا عدو الله وأرموه في العربة لنرى لحساب من يعمل؟"
أخذوني وأنا أسمع صرخات الجنود ورؤوسهم تجز واحد تلو الاخر. قذفت في العربة كخروف تأجل موعد ذبحه. كانت العربة مكتظة بالنساء والأطفال. تكورت في زاوية صغيرة محاولا ان التقط انفاسي وألملم افكاري وأراجع ماذا حدث وما ستؤول اليه الأمور.
"سيقتلونك فور وصول هذه العربة الى غايتها" قالت امرأة متوسطة العمر تحضن طفلة كان وجهها الجميل يغطيه الغبار الممزوج بالدموع والدم.
"أسمع ... سأساعدك على الهرب مقابل أن تأخذ أبنتي وتهرب" أكملت
"وانت؟" قلت لها
قالت وهي تضع يديها على أذني أبنتها كي لا تسمع ما سوف تقول "لا تهتم لأمري ... قد أغتصبتني كل حيوانات الأرض المفترسة وأعاني من نزيف ولا اعتقد أنى سأعيش ... فقط خذ أبنتي بعيدا من هنا فانا سمعت أحدهم أنهم ينوون أخذ أبنتي الى اميرهم فهو رجل سادي يحب نكاح الصغيرات وفض بكارتهن" ثم رمت الطفلة علي وبدأت تحدث ضجيج في السيارة على أثره أوقف السائق السيارة وترجل هو وصاحبه.
"أيها الرعاع .... لماذا .... لم يكمل الرجل جملته حتى قفزت المرأة علية واحتضنته هو وصاحبه وهي تصرخ بي أهرب ...أهرب" ركضت وأنا أحمل الطفلة وأغمض عينيها الجميلتين حتى لا ترى بشاعة الحياة وقسوتها والوحوش الكاسرة التي تطلق النار على أمها وهي تذود عن أبنتها وتجعل من جسدها درعا بشريا كما كانت تحميها دوما وتدندن لها ""دللول" ... يا لولد يا ابني "دللول" .....يمه عدوك عليل وساكن "الجول""
أوصلت الطفلة التي كان اسمها "نادية" الى البقية الباقية من أهلها وقدمت استقالتي مع رسالة قصيرة
"أيها المدافعون عن الله والإسلام ... تحية
هل أنتم مقتنعون حقا أن الله عاجز عن القصاص ممن يريد فستعان بكم؟
وإذا كان طريق الله هذا فكيف سيكون طريق الشيطان؟
هل من الممكن ان تعيدوا حساباتكم؟ وتعيدون النظر فيما تقرؤون وتستندون علية بإراقة الدماء وتدمير المدن؟
هل من الممكن أما أن تغيروا تحيتكم وهي السلام أو تغيروا منهجكم فالاثنين يبدوان متناقضين؟
يا أيها المتعطشون للدماء والنساء ...
هل من الممكن أن تتقبلوا فكرة أن المرأة ليست عبارة عن المنطقة الصغيرة المحصورة بين فرجها وشرجها وأنها ممكن أن تتعلم مثل الرجل وأن تعمل مثل الرجل وأن تقود السيارة مثل الرجل بل وحتى تقود دول وشعوب.
هل تعلموا أن الله اعطى حق الحياة للإنسان وهو الوحيد الذي له الحق في مصادرة هذا الحق.
يا أيها الناس...
هل من حق الجندي حسن أن يطالب برفع الحصانة عن الكتب التي حرضت على قتله؟
هل من حق الطفلة ليلى أن تطالب بدم أمها وترفع القدسية عن الشخصيات التي يستمد منها القتلة أحكامهم؟
هل من حقي أنا كانسان أن أحاكم النصوص مهما كانت درجة قدسيتها والتي تدعو لقتلي وتزعزع الامن المجتمعي والقدرة على تقبل الاخر؟



#نوار_مهدي_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمحات من قصة نجاح -أبو زيدون- في زمن الغباوة
- هواجس نهاية العمر
- مقارنة جدلية بين لعبتي -داعش- و-الحوت الأزرق-
- المسلم .....بين مطرقة تقديس التراث وسندان الاندماج في الحداث ...
- قصتي تفكر إبراهيم وخلق ادم بين ترجيح العقل والتصديق المطلق


المزيد.....




- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا ...
- بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي ...
- أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نوار مهدي النجار - الدعوة لرفع الحصانة عن النصوص والشخصيات الإسلامية المقدسة