أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاروق عطية - كميت(مصر) في عهد الخلافة العباسية:














المزيد.....

كميت(مصر) في عهد الخلافة العباسية:


فاروق عطية

الحوار المتمدن-العدد: 5938 - 2018 / 7 / 19 - 03:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ظلت مصر البقره الحلوب للمستعمرين العرب. فى بدايات العصر العباسى تحسنت احوال الاقباط عما كانت عليه ايام الخلافة الاموية التي ارهق ولاتها أهل البلاد بالمظالم و الضرايب، وكان سبب تحسن أحوال المصريين في بداية الخلافة العباسية أن الاقباط أيدوا ابو العباس السفاح ضد مروان بن مُحمّد بن مروان بن الحكم و ساعدوه حتي قضي عليه، وعاهدهم السفاح أن يكون عادلا معهم فإرتاح الأقباط لفترة حتي عادت ريما لعادتها القديمه وبدأ اضطهاد الولاة العباسىين مما أدي لثورات الأقباط. توالى علي مصر في الفترة بين 172 حتي 177هـ سبعة ولاة آخرهم يدعى اسحق بن سليمان الذي بدأ ولايته بفرض زيادة في الخراج مما أصاب المصريين بالغضب فقام عليه أهل الحوف بالوجه البحري وحاربوه وقتل في هذه الواقعة خلق كثير.
يظن الكثيرون أن المصريين شعب مستكين قانع بحياته لا يقاوم الظلم ولا يثور, وهذا فهم خاطئ لطبيعة المصريين. كلنا نعلم أن الطبيعة الجغرافية للسكان تشكل الكثير من طبائعهم, والمصريون قد حبتهم الطبيعة بأرض زراعية سهلة الزراعة ونيل متدفق يبعث النماء والاستقرار فانعكس ذلك على سلوكهم الهادئ الوديع. فهم شعب مسالم طيب ودود صبور جدا ولكنه حين يتعرض للظلم يثور ثورة عارمة وينطبق عليه القول" يكفيك شر ثورة الحليم إذا غضب".
في سنة 186هـ تولي علي مصرالليث بن الفضل (في خلافة هارون الرشيد) الذي أرسل مساحين ليعيدو مساحة الأراض الزراعية وأمرهم أن ينقصوا من القصبة بضع أصابع مما يزيد الضرائب عليها، فتظلّم أهل الحوف إليه فلم يستجب لهم فتجمهروا عربا وأقباطا وساروا إلي الفسطاط فخرج إليهم الليث بعسكره وبادرهم بالقتال فهزموه، بعدها جمع المزيد من العسكر وهجم عليهم فهزمهم واقتفي أثرهم حتي وصلوا لمنطقة تسمي عيفة وقتل منهم خلق كثير وقبض علي ثمانين من زعمائهم وقطع رؤوسهم وعاد بها إلي الفسطاط وعرضها علي الناس، فتسبب ذلك في المزيد من الفتنة وامتداد الثورة إلي أغلب جهات الوحه البحرى، واستمر الحال علي هذا المنوال حتي تولي الخلافة عبد الله المأمون بن هارون الرشيد في 198هـ (813م). في أيامه اتحد جميع أهل مصر من أقباط وعرب وامتنعوا عن دفع الجزية فكان بينهم وبين عسكر الولاة حروب هائلة قتل فيها من الفريقين خلق كثبر. اقتدى أهل الصعيد بأهل الوجه البحري وأصبحت جميع بلاد مصر في حالة فوضي عارمة. ولما بلغ المأمون ذلك الحال من تمرد أهل مصر واجتماع كلمتهم علي المخالفة ومعاداة الحكومة، جزع وخاف أن يفقد أكبر ولاياته وكان مشغولا بمحاربة الروم، فبعث لأهل البلاد الرسائل يدعوهم فيها إلي الطاعة فلم يجد ذلك نفعا. وعندما انتهي من حرب الروم وقصد العودة إلي بغداد (دار الخلافة) عرج على مصر فوجدها في حالة يرثي لها من الفوضى والاضطراب والناس في ضنك شديد، فسخط علي واليه عيسى بن منصور وقال له: "لم يكن هذا الحدث العظيم إلا من سوء فعلك وفعل عمّالك، حمّلتم الناس ما لا يطيقون، وكتمتم الخبر عني حتى تفاقم الأمر واشتدّ البلاء واضطربت البلاد"، وأمر بتجريده من ملابسه فنُزعت عنه وأخذه بملابسه الداخلية علي مرأى الجميع جزاء له وعبرة لغيره.
يقول ساويرس بن المقفع مبررا لثورة القبط: عامل الولاة العباسيون القبط علي الاخص في خلافة المأمون وواليه علي مصر عيسى بن منصور بمنتهي القسوة، فقد ربط عسكر الوالي الثائرين بسلاسل الي المطاحن وضربوهم بشدة ليطحنوا الغلال كما تفعل الدواب، فاضطر الأقباط ان يبيعوا اولادهم ليدفعوا الجزية ويتخلصوا مما يحيقهم من عذاب. وعندما اقتنعوا نهائيا ان هذا الظلم لا يحده إلا الموت، اتفقوا على اعلان الثورة ورفضوا دفع الجزية.
يقول مؤرخو المسلمين أن المأمون حبن قدم إلي مصر ورأى انتفاضة أقباط الوجه البحري حكم بقتل رجالهم وبيع نسائهم وسبي أطفالهم، أما مؤرخو القبط يقولون أن المأمون حين أتى مصر ذهب إليه البطريرك الأب يوساب، فقابله الخليفة بما يليق بمقامه وأكرم وفادته، وكلمه في أمر مخالفة أقباط الوجه البحري وطلب منه أن ينصحهم ويحذرهم، بأن يكتب لهم منشورا يدعوهم فيه إلي الطاعة وحقن الدماء، ووعدهم أن ينظر الخليفة بنفسه في أمر راحتهم مما يشكون، فلبى البطريرك طلبه وكتب المنشور وأرسله للناس فأطاعوا وسلّموا إلا أهل البشمور الذين لم يقبلوا النصيحة وأبوا إلا المقاومة. وحين علم المأمون بالخبر حمل عليهم بعساكره، وبعد كر وفر استطاع بالخديعة دخول بلادهم وشتت شملهم وفرق جمعهم وقتل الكثير من رجالهم وسبى نسائهم وأطفالهم وسلب أموالهم وهدم كنائسهم ولم يبرح حتي خرّب بيوتهم وجعل بلادهم العامرة أطلالا. وتلك كانت اخر ثورات الأقباط الكبرى الذين انهكهم الاضطهاد و التعسف و بعدها بدأت اعدادهم في النقصان بعد ما دخل الاسلام الكثيرين منهم اتقاءا للحيف والاضطهاد. ومكث المأمون بمصر حوالي شهرين، ومن أعماله في مصر خلال تلك المدة إضافة لاعتقاله وقتل أعداد رهيبة من الأقباط وسبي نساءهم وأطفالهم أنه حاول هدم الهرم الأكبر بحثا عن الذهب وكنوز مصر التي ظن أنها مودعة داخله، لكنه فشل إلا في نقب فتحة به.
"المقال القادم عن ثورات البشموريين بالتفصيل".



#فاروق_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايات ونوادر عن القطط
- الخلافة العباسية
- المونديال وفريق الساجدين
- كميت تحت حكم الأمويين
- كميت في عهد الخلفاء الراشدين
- الديموقراطية في المحروسة وأمريكا المتعوسة
- الغزو العربي لكميت
- مصر وتعدد الديانات - بين الأمس واليوم
- كميت-الأمس واليوم وكيف تعود
- أنا والعفريت وهواك
- زيارتي للغردقة التي أعشقها
- تراحيل مصر للطيران
- كل شعب يستحق من يحكمه
- الزواج كما أفهمه
- حكايتي مع النظام: 6- عبد الفتاح السيسي
- هل ممكن للمبادئ أن تتجزأ ؟
- حكايتي مع الصراصير
- عمدة كفر الهنادوة يعيد ترشيح نفسه
- التداعيات التي حدثت في المهلكة
- الواد عوضين وإمام كفر الهنادوة


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاروق عطية - كميت(مصر) في عهد الخلافة العباسية: