أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أيمن عبد الخالق - الحرب الإعلامية على العقل الإنساني -1














المزيد.....

الحرب الإعلامية على العقل الإنساني -1


أيمن عبد الخالق

الحوار المتمدن-العدد: 5935 - 2018 / 7 / 16 - 15:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الحرب الإعلامية على العقل الإنساني -1

إنّ مايميز الإنسان عن سائر الكائنات هو عقله الذي كرمه به الباري تعالى، وفضله على سائر الكائنات، وبه يميز بين الصواب والخطأ في الآراء، وبين الحسن والقبيح في الأفعال.
وقد قامت قوى الشر العالمي التي تنسب نفسها تارة إلى الحداثة والتنوير، وتارة أخرى إلى الأديان الأرضية والسماوية، والتي يتحكم فيها النظام الرأسمالي العالمي، ومنذ بداية تشكيل المجتمعات البشرية، باستهداف العقل الإنساني الذي يمثل حقيقة الإنسان، ومظهر الكرامة الإنسانية؛ من أجل استعباد الشعوب، والهيمنة على مقدراتها، لتحقيق أطماعها، ومصالحها غير المشروعة.
وسأسعى أولا من خلال هذه السلسلة إلى إيضاح طبيعة العقل الإنساني، من الناحيتين الفلسفية والعلمية، ثم نستعرض معا مؤامرات قوى الشر العالمي للقضاء على العقل الإنساني، والسيطرة على الشعوب.

فأقول أولا، من الناحية الفلسفية، ينقسم العقل الإنساني إلى عقل نظري، وعقل عملي، ولكل منهما وظيفته الخاصة به.
أما العقل النظري فوظيفته التفكير، فهو الذي يقود دائما عملية التفكير، بنفسه أحيانا، أو بالاستعانة بغيره من أدوات المعرفة الأخرى، كالحس والتجربة، والنقل الديني أو التاريخي.
ومن هنا يتبين لنا أنّ العقل النظري هو الحاكم الوحيد في مملكة الإنسان، إما بنفسه انطلاقا من المبادئ العقلية الفطرية البديهية، الواضحة بنفسها، كأصل امتناع اجتماع النقيضين، وأصل الهوية ، والسببية، وغيرها، ويسمى بالعقل البرهاني الفلسفي، أو العقل الميتافيزيقي(INTELLECT) ، وإما بالاستعانة بالحس والتجربة، ويسمى بالعقل التجريبي(REASON)، أو بالنصوص الدينية و التاريخية، ويسمى بالعقل البياني.
والبحث التفصيلي عن القواعد والقوانين الطبيعية لعمل العقل النظري، والتي اكتشفها الحكماء منذ زمن بعيد، موجودة في علم المنطق، ومتيسرة الفهم لكل إنسان عاقل،...وسوف يتبين لنا من خلال البحث، كيف سعت قوى الشر العالمي منذ أمد طويل إلى تشويه هذه القواعد العقلية المتينة، وحجبها عن أكثر المراكز العلمية والثقافية، واتهامها بالدوجماطيقية، أو أنها قد تقادمت، وانتهى مفعولها العلمي، ليتسنى لها تجهيل الشعوب، وبالتالي يسهل انقياد الناس إليها، ليسيروا خلفها مغمضي العينين، بلا وعي أو بصيرة.
ومن جهة أخرى، فإنّ القوة النفسية التي تعارض، وتمانع العقل البرهاني دائما، وتمنعه من التفكير الفلسفي المستقل، وتدفعه دائما نحو الانكفاء، والعكوف على التفكيرفي الموضوعات المادية المحسوسة لاغير، هي القوة الوهمية الخيالية، وهي من القوى الإدراكية الحسية المادية في الإنسان، وتمانع بشدة أي فاعلية فلسفية ميتافيزيقية للعقل الإنساني، وتحاول أن تقصر فاعلياته في الإدراك الحسي فقط، وبعبارة أخرى فإن القوة الوهمية تعادي العقل الفلسفي التجريدي(INTELLECT)، دون العقل الحسابي التجريبي(REASON).
وكمال هذا العقل النظري، إنما يكون بممارسة التفكير المنطقي النقدي المستقل، وبناء الرؤية الكونية والقيمية الواقعية، والمنسجمة مع طبيعة الإنسان والعالم، وإنما يتم هذا عن طريق النظام التعليمي العقلي المتطور.
وسوف يتبين لنا أيضا كيف أنّ قوى الشر العالمي تسعى دائما لإضعاف هذا العقل الفلسفي، وتقوية جانب القوة الوهمية المناوئة له، لتمنع الناس والمجتمعات البشرية من التفكير الإلهي الفلسفي، والتفكير القيمي الإنساني المستقل، وبالتالس المطالبة بالحرية والعدالة، والعزة والكرامة الإنسانية.
وأما العقل العملي، فهو الذي يمثل الضمير الإنساني، والقيم الإنسانية العليا، فوظيفته هي التدبير، والتحكم في الأفعال الاختيارية للإنسان، بما يتناسب مع التعاليم العليا للعقل النظري.
ويسعى العقل العملي إلى ترشيد وتوجيه الغرائز الحيوانية الموجودة في الإنسان، من القوتين الشهوية والغضبية، واللتان تسعيان دائما بالضغط على العقل العملي لتلبية رغباتهما المادية بأي وسيلة مشروعة كانت أو غير مشروعة، ويدور الصراع المرير بينهما، مادام الإنسان موجودا في هذه الحياة.
وقد يتمكن العقل العملي من السيطرة على أهواء الإنسان وغرائزه الحيوانية، فيصبح إنسانا عادلا خيرا، وقد يفشل في ذلك، ويكون مجرد أداة طيعة في أيدي أهوائه وغرائزه المادية، فيصبح إنسانا ظالما، وشريرا.
وسوف يتبين لنا أيضا، كيف تسعى قوى الشر العالمي، لتأجيج، وتقوية خصوم العقل العمل من الغرائز الحيوانية، لكي يفقد الإنسان السيطرة على أهوائه وانفعالاته، ليصبح بعدها إنسانا أنانيا عدوانيا متطرفا، لايخدم إلا مصالح أسياده من قوى الشر العالمي، انطلاقا من منظوره الشخصى، أو الفئوي الضيق.
وتكميل وتطوير هذا العقل العملي ، إنما يكون عن طريق التربية، والتأديب، وتهذيب النفس، وتزكيتها بالفضائل الإنسانية، بحيث يصل الإنسان إلى حالة الاتزان والوسطية، ويراعي فيها حقوق الاخرين، كما يراعي حقوقه الشخصية.
وإلى هنا نكون قد انتهينا من القسم الفلسفي الأول المتعلق بالعقل الإنساني، لننتقل بعده، للبحث حول التقسيم العلمي الطبي للعقل، إلى العقل الواعي واللاواعي، في المقالة االقادمة إن شاء الله تعالى.



#أيمن_عبد_الخالق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع السفسطائي الروحي-4
- حوار مع السفسطائي الروحي-3
- حوار مع السفسطائي الروحي-2
- حوار مع السفسطائي الروحي-1
- الحوار الأخير مع السفسطائي الديني-6
- حوار مع السفسطائي الديني-5
- حوار مع السفسطائي الديني-4
- حوار مع السفسطائي الديني - 3
- حوار مع السفسطائي الديني 2
- حوار مع السفسطائي الديني -1
- حوار مع السفسطائي المادي 5
- حوار مع السفسطائي المادي-4
- حوار مع السفسطائي المادي-3
- حوار مع السفسطائي المادي-2
- حوار مع السفسطائي المادي-1
- الحوار الأخير مع السفسطائي المطلق-4
- حوار مع السفسطائي المطلق-3
- حوار مع السفسطائي المطلق - 2
- حوار مع السفسطائي المطلق 1
- حوار مع السفسطائي


المزيد.....




- كارثة تكساس.. ما هي الفيضانات المفاجئة وكيف تؤثر التضاريس في ...
- قرقاش يكشف عن محور كان -في صلب- لقاء محمد بن زايد وأحمد الشر ...
- في صفقة قياسية...رومانيا تختار -رافائيل- الاسرائيلية لتعزيز ...
- تصعيد مستمر في الضفة المحتلة: جرافات إسرائيلية تدخل عناتا تم ...
- الدوحة ـ تفاؤل حذر بعد استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في غز ...
- زيارة ماكرون إلى بريطانيا... استقبال ملكي وقمة حول الدفاع وا ...
- رغم تعليق بعض الشحنات.. ترامب يتعهد بإرسال -مزيد من الأسلحة ...
- استقبال ملكي لرئيس الجمهورية الفرنسية في بريطانيا
- مخدر -الكوش-.. وباء يهدد جيلا بأكمله في سيراليون
- إسرائيل تدعي اغتيال قائد وعنصر في -حزب الله- اللبناني


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أيمن عبد الخالق - الحرب الإعلامية على العقل الإنساني -1