أين الله ؟

علي شريعتي

الحوار المتمدن-العدد: 5919 - 2018 / 6 / 30 - 22:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

لا يوجد في الكون غير الله، قال تعالى (إنا كل شئ.. خلقناه بقدر) فهو كل شئ!
قال تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) أي ليتخلقوا بأخلاقي، والعبد هو المتخلق بأخلاق سيده، (ليعبدون) ليس معناها ليصلوا ويصوموا، ولذلك لم يقل الله في القرآن أنه يحب المصلين أو الصائمين، ولكن قال أنه يحب المتصفين بصفاته وأخلاقه (والله يحب المحسنين، الصابرين، الخ) لهذا خلقنا الله من العدم، لكي تظهر فينا أسماؤه وصفاته
خلق الخلق ليظهر فيهم
ظهر في المؤمنين بأسماء الجمال - ٧٠ اسم
وظهر في الكفار بأسماء الجلال - ١٩ اسم
وظهر في الأنبياء والأئمة الورثة بأسماء الكمال - ١٠ أسماء
فالمجموع ٩٩ اسما هي أسماؤه الحسنى التي ظهر بها في الكون
ومادام ظهر في رسول الله ص بكماله التام فلذلك قال (من يطع الرسول فقد أطاع الله)
وقال : (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله) والإسم (الله) هو أحد أسماء الكمال العشرة، ليس لها مظهر الا رسول الله وورثته. بدليل قوله في تكملة الآية (يد الله فوق أيديهم) وكان فوق أيديهم يد رسول الله ص.
رسول الله الذي هو المظهر للإسم الأعظم (الله).
ولذلك لم يقل (كأنما يبايعون الله) للتشبيه، ولكن قال (إنما) للحصر والقصر، لأن رسول الله ص مظهر للإسم الأعظم "الله" أحد أسماء الكمال التي ظهر الله بها في حبيبه ومصطفاه ص وآله، فهما ظاهر وباطن، حق وخلق، لكن حقيقة واحدة لها وجهان
ولذلك فمن توسل به ص وطلب منه طلبا، فقد طلبه من الله، والله لا يموت، ولذلك قال تعالى (واعلموا أن فيكم رسول الله) أي في ورثته من بعده.
ومن آمن بهذا فهو مستجاب الدعوة ومعه اسم الله الأعظم في قلبه لا يدعو الله شيئا إلا استجاب له ولبى طلبه.
وكما أن ظهور الله فينا بأسماء جماله السبعين لا يخرجنا عن رتبة العبدية، كذلك ظهور الله في حضرة النبي ص وورثته من بعده بأسماء كماله العشرة لا يخرجهم عن رتبة العبدية كما يفهم من جهل مراتب الوجود.

#علي_شريعتي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل