أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي شريعتي - أسرار التابو















المزيد.....

أسرار التابو


علي شريعتي

الحوار المتمدن-العدد: 5915 - 2018 / 6 / 26 - 23:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما معنى تابو؟
التابو يعني (المحظور في نظر المجتمع)، أي المحرّم مجتمعيًا سواء كان وفق شريعة دينية أو وفق أعراف مجتمعية، حتى أن البعض يدخلها في مفهوم الحرام والحلال.
فالتابو عبارة عن حدّ لا يمكن تجاوزه بغض النظر سواء كان مبرر أو غير مبرر أو قانوني أو غير قانوني.

أصل التسمية؟
يعتقد سكان جزء المحيط الهادي أن هناك أشياء ممنوع الحديث عنها لأنها تطلق الأرواح الشريرة الموجودة داخلها، ونفس الكلمة منصوص عليها في تشريعات مملكة تونغا- وهي أرخبيل ضخم يضم 176 جزيرة في المحيط الهندي مأهول منه 52 فقط، ومن أشهر مَن كانوا يستخدمون هذه الكلمة القبطان جيمس كوك، البحار والمستكشف الإنجليزي.
وفي مجتمعنا المصري والعربي كان دائمًا الحديث عن كل من (الجنس والدين والسياسة) من أبرز التابوهات التي يخشى المجتمع الحديث عنها في المجتمع، لولا أنه مؤخرًا بدأ الإعلام يتحدث، ويفتح كل هذه التابوهات، وأثارت الرأي العام المصري ما بين مؤيد ومعارض وسنذكر في تقريرنا هنا أبرز المعاصرين الذين اخترقوا تلك التابوهات وليس جميعهم.

تابو الدين
إسلام بحيري، الباحث الإسلامي، أكثر من تحدثوا في الدين الإسلامي حيث بدأ طريق شهرته عبر انتقاد فكر الجماعات السلفية المتطرفة، وانتقاد العديد من الأحاديث في صحيح البخاري وكتب التراث الإسلامي. وقد تم سجنه والإفراج عنه بسبب اقتحامه لهذا التابو بأسلوب شرس استاء منه الكثيرون رغم اتفاقه معه في المضمون.

إبراهيم عيسى الصحفي المصري الذي تولى رئاسة تحرير صحيفة الدستور المصرية اليومية حتى أقيل من مالك الجريدة السيد البدوي أكتوبر 2010، وقد تحدث "عيسى" في العديد من الأمور الدينية منها عذاب القبر، وعن أحاديث صحيح البخاري بالإضافة إلى الكثير من الموضوعات المثيرة للجدل.

تابو الجنس
هبة قطب تلك الطبيبة المصرية وأستاذة الطب الشرعي بجامعة القاهرة، كسرت التابو الخاص بالجنس في تناولها في البرامج التلفزيونية، وقد حصلت على الدكتوراة من فلوريدا حيث كانت رسالتها حول ما ورد في الإسلام من العلوم الجنسية، وقد نالت شهرة شديدة جدًا كمتخصصة في هذا المجال.

تابو السياسة
في البداية كان هناك بداية توتر مجتمعي عام وتوجه نحو إسقاط هذا التابو من خلال بعض رجال الكلمة وأنصار الحرية والعدالة في الصحافة والإعلام، ثم تم كسر هذا التابو مع ثورات الربيع العربي التي أطاحت بعروش حكام استمرت عشرات السنين في صمت رهيب خشية بطش اجهزة الأمن. وصار المواطن العربي لا يخشى انتقاد الحاكم سواء عبر كتابة مقال في صحيفة أو عبر الحديث في وسائل المواصلات.

منقول.

أول مرة وقعت عيني على كلمة تابو كانت في كتاب "سماؤك الداخلية" لما قالت النفس الكلية المحمدية : "أزيلوا التابو"...
ومن المعروف أن أكثر اتجاه فكري يتمسك بهذا التابو في الدين والسياسة والجنس هو الفكر اليهودي بين الجماعات اليهودية المتدينة في اسرائيل، ويتماثل معهم فكريا في عالمنا العربي والإسلامي الفكر السلفي الوهابي المناهض لقيم الحرية والجمال والسلام، والذي ولدت من رحمه جماعات التكفير والإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة وتنظيم داعش، ومؤسس هذا الفكر هو ابن تيمية المتوفي في القرن الثمن الهجري (ت ٧٢٨ هـ) ثم نشره محمد بن عبد الوهاب في القرن الثاني عشر بالسيف والعنف لدرجة أن جيشه قتل كل من عارضه من علماء المذاهب الأربعة السنية. ولا زال أثر هذا الفكر موجود حتى الآن في عقول بعض الناس، وليس من المستغرب أن تجد من يكفرك إذا اختلفت معه في الدين لأنك اقتحمت هذا التابو الذي يقيد القطيع والعقول الضعيفة التي لا تملك ملكة النقد. ومن أبرز صور التابو الديني الذي نشرته الجماعات المتطرفة :
* تابو الإنفصال : حيث يعتقدون أن الله عبارة عن كائن سماوي مثلما أننا كائنات أرضية، وبالتالي فنحن منفصلون عنه. وهذا الإعتقاد يسمى "التجسيم" وهو اعتقاد ابن تيمية الذي كفره لأجله علماء عصره ووصفوه هو وأتباعه بـ(المجسمة). والحق الذي لا ريب فيه هو اعتقاد العلماء الراسخين في العلم من الصوفية المكاشفين، كأبي حامد الغزالي الشافعي صاحب كتاب (إحياء علوم الدين) وجلال الدين الرومي ومحي الدين بن عربي الخ : أن الله تعالى غيب مطلق لا يظهر بذاته ولكن نراه في غيره، ومن ثم فنحن لسنا منفصلون عنه لأنه ظاهر فينا بأسمائه وصفاته. لكن تابو الانفصال يمنع الخوض في هذا المعنى ويعتبره نوع من الشرك، وهو عين التوحيد زهو معنى اسم الله (الظاهر).
ومن وأبرز الذين انتقدوا تابو الإنفصال هو الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.
يقول الإمام أبو العزائم أن الله غيب مطلق لا يظهر بذاته ولكن نراه في غيره كما نرى أنفسنا في المرآة، فالكون كله مرايا ومظاهر لله تعالى، هذه المظاهر عبر عنها القرآن بلفظ "الآيات" (ان في ذلك لآية.. لآيات لقوم يتفكرون، يعقلون، يتذكرون، لأولي الألباب، لأولي النهى) الخ... فنحن نرى الله تعالى من خلال نظرنا في مخلوقاته التي ظهر فيها وبها، فهو من أسمائه (الظاهر)
ظهر في المؤمنين بأسماء جماله - وهي سبعون اسما
وظهر في الكافرين بأسماء جلاله - وهي تسعة عشر
وظهر في الأنبياء والأئمة الورثة لرسول الله ص بأسماء كماله - وهي عشرة أسماء
ما معنى هذا ؟
معناه أننا نعيش بالأسماء والصفات، والكون كله يعيش بها، فالمخلوقات تتراحم باسم الرحمن، وتحب بعضها البعض باسم الودود، وهكذا في كل حركة وسكنة، حتى الشمس والقمر والأفلاك تتحرك بنظام موزون من خلال الملائكة، وكل ملك خادم لاسم معين، وهناك ملائكة تخدم الإنسان منذ ظهوره في رحم أمه حتى ساعة مفارقته للدنيا، كل منها خادم لاسم من الأسماء.. فهذا الكون كله بمخلوقاته جميعا عبارة عن مظهر لله، نرى الله فيه بصفاته وجماله وقوته.. الدليل من عمل الروح أن أي شئ يبهرك جماله أو قوته، ماذا تقول بتلقائية وعفوية ؟!..... الله !
إذن روحك تعرف هذا السر جيدا وإن كان محجوبا عن عقلك إلا أنه مشهود لروحك رأي العين.
* تابو الشرك بالله : حيث يحرمون على أتباعهم زيارة أضرحة ومقامات أهل البيت والأولياء الصالحين، لأن قادة هؤلاء الجماعات يعتقدون - تبعا لاعتقاد ابن تيمية وابن عبد الوهاب - أن الزوار يعبدون الصالحين ويعتقدون فيهم الألوهية، وهذا غير صحيح، ولكنه مجرد فكر نابع من عقلية التابو وآلية تفكيره. ومن أبرز من انتقد تابو الشرك الإمام عز الدين أبو العزائم في كتابه (أيها القرنيون هلا فقهتم) والعلامة محمد علوي المالكي من علماء مكة المكرمة في كتابه (مفاهيم يجب أن تصحح) وكذلك الشيخ حسن السقاف من علماء الحديث في أكثر من كتاب.
* تابو البدعة : حيث يعتقدون أن أي شئ لم يكن على عهد الصحابة فهو بدعة، وبالتالي يحرمون على أتباعهم الإحتفال بالمولد النبوي الشريف، والصلاة على النبي ص بعد الأذان، وحضرات الذكر الجماعي، ويجففون منابع الخير وعبادة الله من خلال تابو البدعة هذا، ومن أبرز من انتقد تابو البدعة الإمام عز الدين أبو العزائم في كتابه (أيها القرنيون هلا فقهتم)، وعلامة المغرب الشيخ عبد الله بن الصديق الغماري في كتابه (حسن التفهم والدرك لمسألة الترك) وهو كتيب صغير الحجم جم الفوائد، وضح فيه جهل شيوخ الجماعات السلفية بعلم أصول الفقه، يقول : لأن التحريم عند أهل العلم لا يكون إلا من خلال أدلة الأحكام التي اتفق عليها العلماء وهي النص من الكتاب أو السنة، وبعضهم أضاف أدلة أخرى كالإجماع والقياس الخ لكن لم يذكر أي أحد دليل يسمى "الترك" أي ما تركه رسول الله ص أو الصحابة، وقال أن ماسكت عنه الشرع فهو باق على حاله في دائرة المباح، قال رسول الله ص : "إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدودا فلا تعتدوها وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تسألوا عنها".
* تابو التحريم : حيث يحرمون على أتباعهم كثيرا مما أحله الله من الطيبات من الرزق، لدرجة أنهم يرون حرمة العطور الكحولية والموسيقى وكشف أي شئ من جسدالمرأة ويعتقدون أنها عورة، وكذلك حلق اللحية، وإطالة الملابس إلى الكعبين للرجال (مع أن الحديث الوارد في هذا يعلل التحريم بالكبر حيث كانت هذه عادة المتكبرين في هذا العصر كما كان يفعله معاوية بن أبي سفيان ويجر إزاره خلفه مترين أو ثلاثة، ومن أبرز من انتقد تابو التحريم العلامة الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية في كتابه الرائع (البيان لما يشغل الأذهان).
* تابو الشكل والهيئة : حيث أن المسلم عندهم يجب أن يكون له شكل معين uniform يتمثل في لحية لا تعرف الموس ولا المقص ولا صالونات الحلاقة بشكل غريب، وبنطلون أو ثوب مرفوع فوق الحذاء بشكل مريب! وأن تتغطى المرأة بغطاء أسود كالخيمة "النقاب" يخفي هوية من تحته ولذلك يستخدمه كل من أراد ارتكاب جريمة للتخفي.
أبرز من انتقد تابو الهيئة الشيخ محمد الغزالي رحمه الله في عامة محاضراته وكتبه لا خصوصا كتاب (السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث).



#علي_شريعتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفحات من التاريخ الديني والسياسي للتشيع | 3
- صفحات من التاريخ الديني والسياسي للتشيع | 2
- صفحات من أصول مذهب الشيعة وتاريخ التشيع | 1
- جمال البنا يتحدث عن جمال الدين الأفغاني


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي شريعتي - أسرار التابو