أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل حبه - حزب الشعوب الديمقراطية الفائز الحقيقي في اانتخابات التركية














المزيد.....

حزب الشعوب الديمقراطية الفائز الحقيقي في اانتخابات التركية


عادل حبه

الحوار المتمدن-العدد: 5917 - 2018 / 6 / 28 - 21:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حزب الشعوب الديمقراطية الفائز الحقيقي في الانتخابات التركية
الانتخابات التركية أضعفت مواقع رجب طيب أردوغان
بقلم الكاتب الإيراني فرزاد فروزنده
ترجمة عادل حبه

جرت في تركيا يوم السبت الماضي انتخاب رئيس الجمهورية وأعضاء البرلمان التركي. وكانت النتيجة على خلاف ما توقعته المعارضة، فقد حصل أردوغان على 52% من الأصوات، في حين حصل حزب العدالة والتنمية على 42% من الأصوات في البرلمان. وتراجعت نسبة الآراء التي حصل عليها حزب العدالة والتنمية بمقدار 7% مقارنة بالانتخابات السابقة. كما حصل حزب الشعوب الديمقراطية بزعامة صلاح الدين دميرتاش، الذي رشح نفسه لنتخابات الرئاسة من داخل السجن، على نسبة 11.5% من الآراء وتجاوز نسبة 10% الضرورية للجلوس على مقاعد البرلمان. وهكذا سيشغل هذا الحزب 67 مقعد في البرلمان التركي القادم وستغدو كتلة هذا الحزب البرلمانية الثانية المعارضة. وقد حصل حزب الشعوب الديمقراطية على أكثرية الأصوات في المناطق الجنوبية الشرقية التي تقطنها غالبية كردية مثل ديار بكر وحكاري وشرناق ومدن أخرى. هذا في الوقت الذي تراجعت نسبة الأصوات التي حصل عليها حزب الشعب الجمهوري من 25% في انتخابات عام 2016 إلى 22.6 في الانتخابات الأخيرة. وتشير نتائج الانتخابات إلى تراجع أصوات جميع الأحزاب التركية باستثناء حزب الشعوب الديمقراطية بزعامة صلاح الدين دميرتاش، فعلى الرغم من القيود التي فرضتها الحكومة على هذا الحزب والممارسات التخريبية ضده، استطاع هذا الحزب تجاوز نسبة 10% وعزز مواقعه داخل البرلمان. ويبدو أن الديناميكية الداخلية في تركية مازالت قائمة على الهوية. وبعبارة أخرى فالمناطق الكردية وقسم من المجتمع المثقف في المدن التركية الكبيرة مثل اسطنبول تشكل القاعدة الرئيسية لحزب الشعوب الديمقراطية. في حين يتمركز القوميون والمحافظون بشكل أكثر في أناطوليا الذين يعتبرون حزب العدالة والتنمية ممثلهم الرئيسي، ويقف المجتمع المرفه والعلماني في المدن الكبرى إلى جانب حزب الشعب الجمهوري.
إن محرك الأحداث في تركيا هو الصراع القومي بين القوميين الأكراد والقوميين الأتراك، إضافة إلى الصراع بين المحافظين المذهبيين في الفئة الأخيرة والقوى العلمانية. هي ذي التيارات الاساسية الثلاث على الساحة التركية، وإن التعامل بينها يعد عاملاً حاسماً في الاستقطاب السياسي والانتخابي. إن إدراك أردوغان لهذا الواقع هو الذي دفعه إلى إجراء انتخابات مبكرة كي يحبط المساعي الجارية من قبل المعارضة لتشكيل جبهة تزعزع مواقع أردوغان أملاَ بأن استمرار سياسته الحالية قد تؤدي إلى تهميش المعارضة.
ومن اللافت للنظر في نتائج الانتخابات هو تراجع أصوات حزب الشعب الجمهوري، وهي نتائج جاءت خلافاَ لتوقعات الحزب وسعيه المحموم لتشكيل جبهة ضد سياسات اردوغان وسحب بعض الأصوات من قواعد حزب العدالة والتنمية علاوة على كسب اصوات من المناطق التي يقطنها الأكراد. إن تراجع الأصوات لصالح حزب الشعب الجمهوري يعود إلى إن أعداداً من الأصوات التي اقترعت لصالح الحزب في السابق قد مالت لصالح حزب الشعوب الديمقراطية رغم ما تعرض له هذا الحزب من ضغوط وتعرض آلاف من أنصاره وكوادره للسجون، إلاّ أن الحزب تجاوز النسبة المئوية التي تسمح له بالجلوس على مقاعد البرلمان ، أي 10% كما نص عليه الدستور التركي. هذا الواقع يلقي الضوء على حقيقة أخرى وهي أن عقوداً من حكم وسياسة العلمانيين في الحزب الجمهوري وتعاقب الانقلابات العسكرية مثلت عاملاً معنوياً سلبياً انغرس في أذهان جماهير الشعب وتحول إلى سداً يعرقل مساعي هذا الحزب لتزعم المعارضة التركية رغم سعيه للتقارب مع الأكراد أو مع الجماهير القومية ذات التوجه المذهبي. ومن ناحية أخرى فإن الاختلافات حول ترشيح أردوغان للرئاسة وتدني الأصوات التي حصل عليها في الانتخابات الأخيرة يمكن أن تؤدي بالضرورة إلى تراجع القاعدة الاجتماعية لحزب العدالة والتنمية. ويمكن لهذه الآراء أن تصب لصالح الحزب القومي بزعامة مرال آكشنر الذي حصل على نفس النسبة السابقة من الأصوات رغم الانشقاق الذي تعرض له الحزب.
أما الوجه الآخر للأحداث التركية فهي أن نافذة قد فتحت أمام حزب الشعوب الديمقراطية. فبالارتباط مع العد التنازلي في الوضع الاقتصادي، يمكن ملاحظة تراجع أكثر في أصوات الناخبين بين القوميين والفئات المحافظة المذهبية التي كانت تصوت لصالح حزب العدالة والتنمية في السنوات السابقة بسبب وتيرة النمو الاقتصادي والحريات الدينية. إن الغموض حول المسقبل الاقتصادي من شأنه أن يدفع أردوغان خلال الفترة القادمة إلى خوض الحرب ضد پ.ك.ك. في كردستان وتوجيه الاتهامات ضد حزب الشعوب الديمقراطية بذريعة "تعاونه مع پ.ك.ك. والإرهاب" والاستمرار في سياسته الاقليمية بهدف الابقاء على "تنور" المشاعر القومية. ولذا فإن إضعاف القاعدة الاجتماعية لأردوغان وحزبه من ناحية، وحضور حزب الشعوب الديمقراطية كثاني كتلة معارضة في البرلمان يمثلان عنصراً مهماً في المشهد السياسي التركي لا يمكن تجاهلهما. وفي الحقيقة إن النتيجة المهمة للانتخابات الأخيرة لا تعد انتصاراً لأردوغان، بل هو تغيير مهم في مواقع القوى. فهل سيعيد أردوغان النظر في سياساته كي لا يفقد قاعدته الاجتماعية؟ الجواب على هذا السؤال ستجيب عليه الانتخابات القادمة.



#عادل_حبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدرس الذي يجب أن يتعلمه اليسار الايراني والجمهورية الاسلامي ...
- أنسان الألفية
- يجب على واشنطن التعامل مع كوبا
- امل جديد للعراق - الانتخابات القادمة يمكن أن تكون نقطة تحول ...
- حزب العراقيين بكل أطيافهم
- الديمقراطية هي نتيجة لانتاج الثروة والتصنيع
- الحركات الاجتماعية الجديدة وإيران
- هل أضحت ايران حبلى بأحداث وتحولات مصيرية؟
- يجب وضع نهاية لتسلط الرأسمال التجاري على الاقتصاد الايراني
- ولادة اليسار الجديد في تركية
- وداعا وسلاما للعزيزة بشرى برتو
- مرور قرن كامل على ثورة اكتوبر في روسيا
- جمهورية رعب باسم داعش انطلقت من اروقة سجن بوكا وابو غريب
- لننسى الارهاب: ان السبب الحقيقي وراء أزمة قطر هو الغاز الطبي ...
- الخلود للرفيق عزيز محمد - رحيل رمز الثبات والتواصل والتجرد و ...
- ايران: عقدان من التحولات التدريجية
- نتائج الانتخابات الايرانية ودلالاتها
- قلق 141 خبير اقتصادي ايراني من الوعود الخيالية لبعض مرشحي ان ...
- آخر ما دوّنه كيانوري السكرتير الأول لحزب توده ايران قبل رحيل ...
- لماذا تعبوا من الدين؟


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل حبه - حزب الشعوب الديمقراطية الفائز الحقيقي في اانتخابات التركية