أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مايا الحمبريت - بالعربية فقط














المزيد.....

بالعربية فقط


مايا الحمبريت

الحوار المتمدن-العدد: 5914 - 2018 / 6 / 25 - 19:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لسببٍ ما، يبدو أن العربية جزء أساسي ومهم من الرسالة اﻹسلامية، ويبدو أن إله اﻹسلام ﻻ يتحدث غير هذه اللغة وحدها. وما دامت هذه لغة اﻹله، كان ﻻ بد من أن يتم فرض اللغة العربية فرضاً على غير الناطقين بها، حتى أن اﻵسيويين والغربيين المسلمين يضطرون للصلاة وقراءة القرآن باللغة العربية، ﻷنه من غير المقبول فعل هذه اﻷشياء بأي لغة أخرى.

يتضح هذا حينما يتفاخر القرآن بأنه مكتوب باللغة الوحيدة التي يمكن استخدامها ﻹيصال هذه الرسالة السامية:
{ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يُعلِّمُه بشرٌ لسانُ الذي يلحدونَ إليه أعجميٌّ وهذا لسانٌ عربيٌ مبين} (النحل: 103).

فهذه اﻵية تُعيّر اﻷجانب (أو اﻷعاجم) بأن لغاتهم قاصرة، والقرآن يسمو فوقها ببيانه، ﻷنه نزل باللغة العربية الفصحى (المبينة). والقارئ ﻻ يملك إﻻ أن يتساءل: ما العيب في لغات اﻷعاجم؟ ما المشكلة في أن ينزل القرآن بالهندية أو الصينية أو اﻷلمانية؟ لماذا يجب على كل من أراد أن يكون مسلماً، أن يقرأ القرآن بالعربية حصراً؟ ولماذا يتهم القرآن اللغات اﻷخرى بأنها معوجّة وغير كاملة؟
{قرآناً عربياً غير ذي عوج لعلهم يتقون} (الزمر: 28).

ليس هذا وحسب، وإنما تأتي اﻵية التي تليها لتؤكد أن الرب نفسه ﻻ يكترث لغير الناطقين بالعربية، وأنه لن يحاول حتى هدايتهم:
{إن الذين ﻻ يؤمنون بآيات الله ﻻ يهديهم الله ولهم عذابٌ أليم} (النحل: 104).

هذا تصريح خطير للغاية، من رسالة تطرح نفسها على أنها رسالة سماوية خاتمة لجميع الرسالات، ويجب على جميع البشر أن يتبعوها. والتصريح يأتي مرة أخرى متفاخراً بهويته العربية:
{بلسانٍ عربيٍ مبين} (الشعراء: 195).

ولكنه يمضي ليقول أن هذه الرسالة كانت مذكورة في كتب الرسل السابقين:
{وإنه لفي زبر اﻷولين} (الشعراء: 196).

كما أنه يؤكد على صحة هذه الرسالة بأن يذكر أن علماء بني إسرائيل يعرفونها:
{أولم يكن لهم آيةً أن يعلمه علماء بني إسرائيل) (الشعراء: 197).

فلو كانت هذه الرسالة مذكورة في كتب بني إسرائيل، فما هي اللغة التي ذكرت بها؟ هل كانت العربية أيضاً؟ وإن لم تكن العربية، فما العيب في أن تكون الرسالة قد أنزلت بلغة بني إسرائيل مثلاً، ثم تمت ترجمتها للعربية؟ لماذا يستمر تعيير اﻷجانب بلغاتهم:
{ولو نزلناه على بعض اﻷعجمين، فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين} (الشعراء: 198-199).

هل هذه اﻵيات تقول أن الرسالة الخاتمة نزلت باللغة العربية حصراً؟ هل هذا يعني أنها موجهة للعرب فقط؟ لماذا اجتهد العرب إذاً في نشر رسالتهم للعالم؟ هل كان الموضوع سياسياً بحتاً، لتوسيع رقعة مملكتهم وزيادة نفوذهم على اﻷجناس اﻷخرى؟ يبدو أن اﻷمر كذلك، ﻷن القرآن لم يأمر الرسول بفرض سلطانه على اﻷمم اﻷخرى حسب هذه اﻵية:
{وكذلك أوحينا إليك قرآناً عربياً لتنذر أم القرى ومن حولها، وتنذر يوم الجمع ﻻ ريب فيه، فريق في الجنة وفريق في السعير} (الشورى: 7).

يبدو من هذه اﻵية أن الرسول أمر بأن ينذر بلدته والبلدان المجاورة فقط، ولم يؤمر بنشر الرسالة إلى جميع أنحاء العالم، فمن العبث أن نترجم (ومن حولها) لتصبح (جمبع أنحاء العالم). ولو نظرنا للأمر من هذه الزاوية، يصبح من المنطق أن يكون القرآن حصراً على قارئ العربية الذي يفهمها ويتحدثها:
{كتاب فصلت آياته قرآناً عربياً لقومٍ يعلمون} (فصلت: 3).

ويصبح من المنطق أن يهتم الرب بالعرب فقط ويتجاهل ما سواهم، متوعداً غير الناطقين بالعربية بالعذاب اﻷبدي والخسران المبين:
{ولو شا الله لجعلهم أمة واحدة، ولكن يدخل من يشاء في رحمته، والظالمون ما لهم من ولي وﻻ نصير} (الشورى: 8).

فلو كانت رسالة موسى قد أنزلت بلغة بني إسرائيل، حصراً على هذه الفئة، فما المانع في أن تكون رسالة العرب أنزلت حصراً عليهم؟ هذا بالتأكيد ما يستفاد من اﻵية:
{ومن قبله كتاب موسى إماماً ورحمة، وهذا كتاب مصدق لساناً عربياً لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين} (اﻷحقاف: 12).

فلنترك إذاً رسالة العرب للعرب، ولنعف اﻷمم اﻷخرى من ضرورة الصلاة والعبادة بلغة ﻻ يعرفونها، فهذه اﻷمم لها كتبها ورسالاتها التي نزلت بلغاتها وهم ليسوا مضطرين للصلاة لرب العربية حصراً.

مايا الحمبريت



#مايا_الحمبريت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بالعربية فقط


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مايا الحمبريت - بالعربية فقط