أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شكيب كاظم - محيي الدين زنكنة على طاولة النقد من جديد قصٌ يحتفي بالفكر على حساب الفن















المزيد.....

محيي الدين زنكنة على طاولة النقد من جديد قصٌ يحتفي بالفكر على حساب الفن


شكيب كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 5912 - 2018 / 6 / 23 - 09:17
المحور: الادب والفن
    


هذه قصص قصيرة قرأتها اول مرة يوم الاربعاء 6/ من شباط/ 1991، ولقد دونت على اصل الكتاب إن محيي الدين زنكنة فنان مقل في نتاجه متمكن من فنية القصة وبنائها، واحد قصاصينا العراقيين المجيدين القلائل، وان القصص الاخيرة السادسة الموسومة بـ (اضطرابات في الوان النهار) والثامنة وعنوانها (طفولة ملغية) والتاسعة التي وسمها زنكنة بـ (الضيوف) من اروع قصص المجموعة هذه، التي شاء كاتبها ان يطلق عليها عنواناً متواضعاً يعكس تواضع نفسه هو (كتابات تطمح ان تكون قصصاً) وفي السبعينات اصدر القاص جاسم هاشم العبادي مجموعة قصصية عنوانها (قصص لاتصلح للنشر) !! كتبت عنها حديثاً نقدياً نشر بجريدة (الراصد) في 22/8/1976، في حين كانت القصة السابعة (قصة تقليدية جداً) التي كتبها زنكنة في خانقين بشهر تموز 1968 وهي اسم على مسمى، فقد طابق العنوان الفحوى.
هذا ما دونته وانا اسجل انطباعاتي لدى الانتهاء من قراءة القصص القصيرة التي اصدرتها المؤسسة العربية للدراسات والنشر بطبعتها الاولى عام 1984، وتولت المكتبة العالمية ببغداد توزيعها، لذا كان يتوجب عليَّ الرجوع مرة اخرى لقراءة قصص هذه المجموعة التسع وانا اهم بكتابة حديث نقدي عنها، ولقد رأيت استاذي الدكتور علي جواد الطاهر، يثبت رأيه في هذه المجموعة وقصصها نشره اول مرة في جريدة (الجمهورية) في 27/7/1985، ثم اعاد نشره ومقالات نقدية اخرى في كتابه الموسوم بـ(من حديث القصة والمسرحية) الصادرة طبعته الاولى عن دار الشؤون الثقافية العامة ببغداد عام 1988 مشيداً بالقصص الاربع الاولى منها قائلاً: ان الذي الف (كتابات تطمح ان تكون قصصاً) ومن قرأ له القصص الاربع الاولى تشبث به وطلب المزيد..ص238
والقصص الاربع هذه، تنحو منحى الكتابة الخمسينية المدججة بالشعارات والهتاف والسياسة لذا وقف عندها الطاهر منوهاً ومشيداً، هذا اللون من الوان الكتابة الذي نهج على نهجه: مهدي عيسى الصقر وذو النون ايوب وعبد المجيد لطفي وغائب طعمة فرمان في مجموعته القصصية الوحيدة (حصيد الرحى) في حين اقترب منه وبتوجس فؤاد التكرلي، ولم يقترب منه ابداً القاص الفنان، الباحث عن الجديد والمغاير في فن كتابة القصة القصيرة عبد الملك نوري، هذه المجموعة القصصية التي كتبها القاص والروائي والمسرحي العراقي محيي الدين زنكنة، حملت هذين اللونين من لونيْ الكتابة القصصية الاولى المحتفلة بالرأي والفكرة على حساب الفن، أو على وجه اصح دون أحتفاء شديد بالفن، في حين جاءت قصصه الاخرى التي اشرت اليها آنفاً محتفية بالفن والبناء القصصي، مغادرة الى حين، مسألة الراي والتوصيل، وكانت اروعها فنية واداءً وبناء، القصة التاسعة والاخيرة من المجموعة التي وسمها كاتبها محيي الدين زنكنة بـ (الضيوف).
قصة قصيرة عالية الفن والبناء، فيها شيء من علم النفس، فيها اسقاطات نفسية وتوارد خواطر وافكار، لا بل فيها نوع من انواع التخاطر، الذي افاض فيه والحديث عنه علم الباراسايكولوجي، اذ ينفتح الفضاء القصصي لهذه القصة الباذخة الباهرة (الضيوف) على بطل القصة فريدون وهو مستغرق في قراءة قصة (منتهى السعادة) لكاثرين مانسفيلد، وبطلتها (بيرتا يونج) وهي بصدد استقبال ضيوفها وفي قمة اللهفة ومنتهى السعادة للقياهم، واذ يصل فريدون الى هذه النقطة، جاءته زوجته تاركة عملها في المطبخ، لتخبره انها تنتظر هي الاخرى ضيوفاً وعليه ان يغادر كسله وكأسه وكتابه، والزاوية الحساسة التي وصلها وهو يقرأ قصة منتهى السعادة لمانسفيلد ويذهب الى السوق لشراء ما تحتاجه المائدة؛ مائدة الضيوف، وكان اصعب شيء الى نفسه الذهاب الى السوق الذي يحيله الى كيان لا هو انساني ولا حيواني حاملاً السلة مطاطئ الرأس واقفاً امام هذا البائع وذاك، ولانه لم يكن يحب التسوق، فكانت تجابهه دائماً عبارات لائمة مثبطة تطلقها زوجته، من انك لا تعرف الشراء.
واذا كانت تطلق لومها من خلال ابتسامة في الايام الاولى لزواجهما، فانها غدت تقولها بعد تبدل مناخ الايام الاولى للزواج بكثير من التأنيب والاستياء.
هي ما كانت تنتظر ضيوفاً على وجه الدقة واليقين، اوهامها – وقد عادت من زيارة سريعة لذويها في مدينة السليمانية – صورت لنسرين قادر ان ضيوفاً سيأتون اليها للسؤال عنها وتهنئتها بسلامة العودة، لكن المفارقة الذكية التي يقدمها لنا القاص المبدع محيي الدين زنكنة إن أيةً من النسوة اللاتي طرقن الباب عليها، ماكُنَّ منتبهات لعودتها تلك، لا بل ما كن يدرين بسفرها الى السليمانية وعودتها السريعة منها، بسبب ذهاب اختها مع زوجها وابنائهم الاربعة الى المصايف وبقائها في المنزل هناك وحدها، مما اضطرها للعودة الى بيت الزوجية، لتجد هذا الزوج المنشغل بمشاريعه الكتابية وكتبه وكأس البيرة الذي لا يكاد يفارقه واللفائف التي يواصل تدخينها ورمي اعقابها على الارض.
وإذ يريها بلوزة جميلة ابتاعها لها، ما ان وضعتها على صدرها، حتى دق الجرس، فرمت البلوزة مهرعة نحو الباب لتجد الحاجة (نركز) طالبة منها شيئاً من الثلج!! دونما حفول او معرفة بعودتها من السفر!! الامر الذي يوقعها في اسى واحباط، هي التي ترغب في ضيوف يهتمون بها ويسألون عنها!! وثانية يطرق الباب، فأذا الجارة الخجول (كلناز) جاءت لتخبرها بأن ثمة وجبة من الاقمشة الجميلة معروضة في السوق، وانها جاءت لتريها ما اشترته، وهي الاخرى ما وقفت عند عودتها من السفر، واذا كانت قد المحت (لنركز) عن سفرها، فانها ازاء اصرار (كلناز) على عدم الدخول، بسبب وجود زوجها في البيت وانها ما جاءت سوى لتخبرها عن وجبة القماش الجديدة الجميلة، اقول ازاء ذلك فان نسرين قادر قد صرحت لها مراراً عن عودتها من السفر، ((وتعرفين طول الطريق من السليمانية الى كركوك، ثلاث ساعات!! ولكن لتدخلي.. ارجوك ادخلي، ثم ان السفر متعب)) لكن على الرغم من هذا الاستخداء واستجداء الاهتمام، ظلت (كلناز) عند الباب مخبرة اياها بخبر الاقمشة فقط، تاركة نسرين وحدها تصارع اوهامها من ان النسوة، جاراتها سيسألن عنها، ويحللن عندها ضيوفاً وكذلك (سوزان) المثقفة صاحبة الاتكيت التي ما ان وقع نظرها على المائدة حتى خرجت بحجة ان نسرين تنتظر ضيوفاً اخرين!! لكن الفنية العالية والضربة الطِباقية التي ما كانت في حساب احد، ان هناك رائحة خيانة زوجية بدأت تفوح في قصة (منتهى السعادة) التي كان يقرأها فريدون، فزوج بيرتا يونج يخونها مع احدى ضيفاتها، صارخة – يا الهي ما الذي يحدث لي الان؟
ليحطم هذا الزوج الخائن حياتها، هذه اليمامة الانيسة الوديعة، المفارقة الطِباقية تأتي من ان الزوج، فريدون يغادر منزله الى النادي، بعد ان رأى توافد اكثر من امرأة على زوجته الواقعة في وهم الضيوف الزوار، عاد في ساعة متأخرة من الليل، على امل ان يجدها نائمة فينجو من حديث اخر مزعج عن الزيارات والضيوف، وما ادهشه وقد وجدها في الحديقة وهي تورق كتاباً، وإذ حاول معرفة عنوان الكتاب، فأنها لم تدعه يتمكن من ذلك، كانت قد قرأت القصة، ووقفت عند عملية الخيانة الزوجية التي مارسها زوج (بيرتا يونج) جعلها هذا تشك فيه، ولماذا لم يسافر معها وهي تزور ذويها في السليمانية، متذرعاً بانشغاله بمشاريعه الكتابية؟ إذ لم يكد يخطو بضع خطوات مغادراً الحديقة نحو البيت حتى فأجأه صوت ارتطام، التفت فأذا بها قد قلبت المائدة " لم ابال.. واصلت سيري نحو الغرفة.. الا انها تبعتني.. بسرعة وهي في حالة هستيرية فظيعة:
- اعترف.. انك كنت تريد الضيوف اكثر مني.. بالرغم من تصنعك الصمت واللامبالاة.
لكي يحدث لي ما حدث لبطلة قصتك..
وقذفت الكتاب في وجهي بقوة.. وشراسة و.. و.. ولت هاربة. ص108



#شكيب_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمد سعيد
- نصف قرن من تاريخ العراق الحديث مقتطفات من ذاكرة الدكتور شاكر ...
- يوميات القاضي محمود خالص قاض نزيه يتبوأ أعلى منصب عدلي في ال ...
- أحلام مستغانمي .. روائية بدموع الزمن الآفل الحب يسير فوق جسو ...
- علي حسين في كتابه -دعونا نتفلسف-.. كيف استطاع دراسة 25 مفكرا ...
- مناقشة أراء الدكتور صادق جلال العظم الحب العذري حقيقة أم وهم ...
- الولع: يبدأ من مطار هيثرو رواية بوليفونية آسرة وطاقة سردية ب ...
- كاتبات يعوضن ضعف أدوات السرد بطرق الأبواب المغلقة رويٌّ لكشف ...
- يعقوب الربيعي يستنطق (صمت الغرانيق) قصص ترسم ظلال الحرب على ...
- حميد المطبعي من أصحاب الأساليب الكتابية...موسوعي فلسفي ومقال ...
- عبد الستار ناصر يصطاد لآلئ النصوص في سوق الوراقين قاص أبدع ق ...
- حين تثري المعرفةُ الفنَ الروائيَ باتريك زوسكيند في روايته (ا ...
- علي السباعي في (ايقاعات الزمن الراقص) تصوير لحِلْكة الحياة ا ...
- العراق في القلب برغم البعاد صموئيل شمعون يصور لنا حياة (عراق ...
- طه حامد الشبيب في روايته (حبال الغسيل) رواية تحكي الوجع العر ...
- إطلالة على حياة عوني عبد الهادي وجهاده
- إنهم يكتبون عن أنفسهم.. أيجوز هذا؟
- قراءة مغايرة لعالم إحسان عبد القدوس: «أصابع بلا يد» ومهاجرون ...
- يوم كان صدر المجتمع العربي رحباً
- الباحث عبد الغني الملاح يبحر في اوقيانوس المظان...هل استرد ا ...


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شكيب كاظم - محيي الدين زنكنة على طاولة النقد من جديد قصٌ يحتفي بالفكر على حساب الفن