أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - الخيارات المفتوحة والأحتمالات المغلقة ح2















المزيد.....

الخيارات المفتوحة والأحتمالات المغلقة ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5902 - 2018 / 6 / 13 - 16:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مقالنا السابق حول موضوع الخيارات المفتوحة والأحتمالات المغلقة أشرنا إلى أن المرحلة المنظورة الآن ترتكز على ما يعرف بدوري كسب النقاط لصالح هذه الجهة أو تلك، فكل اللاعبين يريد أن يزيد من غلة النقاط الجزئية لتتراكم وتصبح رصبدا يمكن التفاوض به خاصة وأنهم لم يصلوا بعد إلى مرحلة عض الأصابع بينهما، من هنا يأت تفسير ما حدث على أنه أنعطافة غير متوقعة للكثير من المراقبين السياسين الذين يرون في تحالف العامري _ الصدر خروجا عن موضوع كسب النقاط للأسباب التالية:
• في تحالف الفتح العامري هناك فصائل تناصب الصدر العداء خاصة بعد إنشقاقها عنه ووصف الأخير لها بالوقحة، هذه الفصائل المسلحة لا تؤمن أصلا بتحالف الصدر مع المدنيين وخاصة الشيوعيين منهم، وتعتقد أن تعزيز نفوذ القوى المسلحة الشيعية بقوة السلاح هي من تحمي كيانهم خاصة وأن السلطة المركزية مقيدة بالدستور والألتزامات الدولية والبيروقراطية والفساد الذي ينخرها، بينما خطاب الصدر يقوم على تعزيز دور السلطة المركزية ووجوب خضوع كل القوى المسلحة على الأقل لأمرتها، وهذا سبب رئيسي للتناقض بين الطرفين.
• سبق وإن أعلن الحكيم_ الصدر عن أتفاق خطوط أولية بينهما على إقامة حكومة تتميز بتعدديتها وخروجها عن الإطار التقليدي السائد وأن تكون حكومة كل العراق بعيدا عن التخندقات الطائفية وخاصة تأثيرات التدخل الإيراني المفضوح، وإن كان لا يمانعان أصلا في وجود تأثير هام ومحوري ولكن من خلال القنوات المخفية والغير معلنة، وجود التحالف الجديد العامري_ الصدر يحرج الحكيم وقد يبعده أساسا من إكمال المشوار مع التيار الصدري، كون العامري الذي كان جناحا من أجنحة المجلس الإسلامي الأعلى والذي قاد أول تمرد على زعامة عمار للمجلس وبالتالي هو من شجع التصدعات فيه، فليس من المعقول أن يجتمع الغريمان تحت تحالف واحد وإن كانت السياسة لا تعرف المستحيل، ولكن من يعرف الحكيم عن قرب يعلم مدى المرارة التي يكنها للعامري خاصة بعد أن تبوأ المركز الثاني في الأنتخابات وتقلص نفوذ الحكيم شيعيا إلى المركز الخامي أو السادس.
• ورقة التفاهمات العريضة التي أعلنها الصدر مع العبادي وتحالفه النصر أيضا مهددة بالإنهيار والتراجع، مما يدفع الأخير بالعودة مرة ثانية إلى التحالفات الأصلية مع المالكي والقوى التي تدور في فلك ما يعرف اليوم بجماعة الأغلبية السياسية، وهذه تعد إنتكاسة لمساعي الصدر في تكوين تحالف عريض طويل يقود العراق إلى مرحلة أستقرار نسبية مدعوم على الأقل من مركزين مهمين في صنع القرار العراقي، وهما السفارة الأمريكية وكل العناوين التي تؤمن بها، ثانيا المرجعية الدينية في النجف ومحاولتها التمركز في قلب القرار العراقي والأنفراد به بعد أن أصبح التأثير الإيراني على مسار العلاقات العراقية الداخلية محوريا ومركزيا، وهي في الأخر محالولة لأعادة التوازن لدورها الوطني، التحالف الجديد العامري_ الصدر بضرب هذه المساعي بعرض الحائط لا سيما وأن مرجعية العامري المعلنه والمؤكدة هي قم، في حين يرى الكثير من المراقبين أن الصدر يمثل بجزء كبير من تحركاته شيئا مهما من إرادة مرجعية النجف وهو الوسيط الطبيعي لنقل هذه الإرادة إلى شركائه السياسيين.
• أجزاء واسعة من أعضاء تحالف سائرون وخاصة الشيوعيين كان لهم رؤية خاصة وحساسية مفرطة من دور الميليشيات المدعومه إيرانيا والتي تشكل غالبية بل كل تحالف العامري، وهذا ما يجعل تحالف العامري_ الصدرورقة ضغط عليهم ويضعهم أمام الخيارات الصعبة، أما الإنسحاب والذهاب إلى معارضة ضعيفة وغير فاعلة بعد أن تم الإيقاع بهم وبأنصارهم في عملية سياسية غير متوازنة، أو البقاء تحت سطوة سلاح الميليشيات وقوتها مما يفقد الشيوعيين مصداقيتهم ويضع المسمار الأخير في نعش المدنيين عموما واليسار الماركسي خصوصا ولينتهي للأبد كحزب يمثل وعيا متفردا وفكر عميق يتم خداعه في كل مرة مما يدلل على فشل هذا التيا السياسي وعدم قدرته على صنع المؤثر اللازم به.
هذا على مستوى التحالفات والكيانات السياسية داخليا ويبقى حصد النقاط وتسجيل الأهداف مستمرا بين أبرز اللاعبين على الساحة العراقية، في هذا التحالف الذي أعلن عنه ليلة الأمس بين العامري_ الصدر كسبت إيران النقاط الكاملة وهي ثلاث، أولا تخلصت من ثقل حزب الدعوة وخاصة بعد أن شهد صراعا ثنيوي بين الحرس القديم الممثل بالمالكي المرفوض شعبيا ومحل سخط سياسي عراقي وعربي لا يمكن معه أن يفعل شيئا، والهدف الثاني الإطاحة بالجناح الثاني الذي يمثله السيد العبادي وما يقال عن خضوعه التام للتوجهات الأمريكية _ الخليجية وقد يشكل خطرا حقيقيا على إيران في مرحلة متقدمة من الصراع القادم بينها وبين أمريكا، والنقطة الثالثة كان التحالف بين الفتح وسائرون هو ضمانة لتواجد قوى سياسية وعسكرية نافذة على سدة القرار الحكومي العراقي وبالتالي تأمين خط الدفاع الأول عن إيران في حالة حدوث نزاع مسلح أمريكي إسرائيلي خليجي ضد إيران، وليمتص هذا الخط الدفاعي جزء مهم من قوة الصولة الأولى دون أن تخسر إيران جزء من قوتها المدافعة عنها.
أمريكا والتي قد تبدو فد فرطت بجزء مهم من مكاسبها من الأنتخابات لا يمكنها السكوت على هذا التحالف خاصة وأن مصادر قوة القرار الأمريكي والتي تعتمد عليه الآن هو تحكمها بالمفوضية المستقلة للأنتخابات وبالمحكمة الأتحادية، وقد تفاجئ الجميع بقرارات قد تحطم جزء مهم من تحالف العامري من خلال قرارات حاسمة قد تقلل من إندفاع إيران وتفاؤلها بتكوين الكتلة الأكبر، وهذا الخيار مطروح وبقوة من مراقبين متابعين للدور الأمريكي، وقد يكون جناح العصائب والنجائب وحزب الله العراق وأنصارهما هدف أكيد سيقوض من المكاسب الإيرانية وربما تلغى مقاعدهما بالبرلمان بقرار من المحكمة الأتحادية لمخالفتهما لشروط الترشح في قانون الأحزاب والعمل السياسي، وقد ينطبق بجزء منه على قادة العامري العسكريين أو قادة كتائبه وقد يكون هو أيضا معرض لنفس الإجراء لو وجدت أمريكا أن من مصلحتها ضرب العامري وكل قادة الميليشيات الشيعية وإخراجهم من العملية السياسية.
للآن كل التحالفات المعلنة وغير المعلنة مجرد أظهار عضلات لا أكثر في حمى السباق نحو البرلمان خاصة وأن الطعون القانونية لدى المحكمة الأتحادية لم تسفر عن قرار واضح، وهو ما يعد تأخيرا متعمدا أمريكيا خاصة لمعرفة توجهاتها وردات فعلها بناء على ما يظهره القادة السياسيون العراقيون من أفعال ومواقف ستبني عليها الأدارة الأمريكية تصوراتها المستقبلية والخطوة القادمة، وقد يكون تحالف العامري_ الصدر خديعة إيرانية ضد تحالف سائرون وعزل السيد العبادي وتحالفه وزرع الشقاق بينهما كب تتخذ أمريكا خطوة أنتقامية ضد الصدر وضد تحالف سائرونبعدها ينسحب العامري من التحالف تحت دواع وأسباب مفتعلة مما يضيع على الصدر وتحالفه الفوز الثمين ويهمش حركته في أتجاه أخر يقوده العامري وأطراف أخرى بالضد من إرادة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها وتضعهم أمام الأمر الواقع.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحتمالات المفتوحة والخيارات المغلقة.
- طعم الرمان _ فصل من روايتي (النرجس والرمان)
- الحضارة والزمن
- في الأنتظار ليلة سماوية
- الأمل حين يتأخر _فصل من روايتي (النرجس والرمان).
- تجديد بيت أبو رمانة _ فصل من روايتي (النرجس والرمان).
- عصافير شجرة الرمان _فصل من روايتي (النرجس والرمان)
- يوم الحصاد _ فصل من روايتي (النرجس والرمان).
- تمدد الجذور _فصل من روايتي (النرجس والرمان).
- رمان حلو ... رمان حامض _ فصل من روايتي (النرجس والرمان)
- تجمع النوارس _فصل من روايتي (النرجس والرمان)
- عش الطائر الغريب _ فصل من روايتي (النرجس والرمان)
- العراق ساحة الصراع القادمة بين إيران وأعدائها ح1
- زهر النرجس والجلنار _ فصل من روايتي (النرجس والرمان)
- ربيع النرجس والرمان _ فصل من روايتي (النرجس والرمان)
- الإيمان الممدوح والتدين المذموم
- البديل الممتهج لإدارة الأصلاح والتغيير في العراق
- العلمانية وموقف الرفض المسبق للأفكار المنافسة
- أهمية مشروع الدين وأرتباطه بالتحولات الزمنية الكونية
- قسم


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - الخيارات المفتوحة والأحتمالات المغلقة ح2