أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى انصالي - الإسلام كما أراه














المزيد.....

الإسلام كما أراه


مصطفى انصالي
(Inssali Mustapha)


الحوار المتمدن-العدد: 5897 - 2018 / 6 / 8 - 01:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أن تكون مسلما اليوم عند عامة الناس يعني أن تلتزم بفروع الفقه من صلاة وزكاة وصوم وحج... فكلما اجتهدت في تأدية هذه الفروع إلا وارتفع سقف إيمانك وأصبحت في عيونهم مسلما صالحا، فالدين في تمثلهم محصور في طقوس تقدم كقرابين هدفا في نيل رضا الله طمعا في جنته وخوفا من ناره ناسين أو متناسين قول علي كرم الله وجهه " إلهي ما عبدتك طمعا في جنتك ولا خوفا من نارك ولكني وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك" معنى ذلك أنني لو لم أجدك من أهل الحق والعدل لكنت ضدك حتى ولو ألقيت بي في النار.
إله العدل والحق.ا هذا هو بالضبط ما أحاول الدفاع عنه من خلال هذه السطور . إلهي هذا هو إله لا حاجة له إلى عبيد يسخرهم لأجل خدمته كما يسخر الاقطاعي عبيده في أرضه، إنه إله الانسان لا سيده، إنه من يمنحنا الوجود بينما السيد يحرمنا من هذا الوجود، علاقتنا به علاقة حب وقلب بينما علاقتنا بالسيد هي علاقة سوط وجلد، دينه الذي ارتضاه لنا هو دين الحياة/الأرض، في جوهره حلول لمشاكل إنسانية لا لمشاكل إلهية، ألم يقل نبي الاسلام بأن منزلتك عند الله منزلتك عند الناس... ولنتأمل في إجابته عندما سئل : ما الله ؟ فأجاب : تفكر في مخلوقاته ولا تتفكر في ذاته . كما سئل أيضا عن امرأة متعبدة لكنها تؤذي جيرانها وأهلها فأجاب : مآلها النار . فالكفر بالله إذن ليس هو عدم الاعتراف به بل هو عدم الاعتراف بإنسانه الذي كرمه وجعله خليفة له في الأرض، فمن يخدم الخلق يخدم الحق بالضرورة.
إلهي هذا هو إله كلما رأى بأن إنسانه قد طاله الظلم وأصبح مستعبدا أرسل لنصرته أنبياء ورسل هدفا في تحريره، فقد أرسل موسى عندما بلغ طغيان الفراعنة حدا لا يطاق... كما بعث عيسى لما اشتد عود الرومان وصاروا يستعبدون وينهبون ثروات البلاد والعباد... والأمر نفسه ينطبق على نبي الاسلام الذي شكلت رسالته ثورة على استبداد قريش، لقد بعث هذا الأخير نصرة لبلال لا لنصرة الله. فبلال العبد لم يكن يعبد الله أيام الجاهلية فقط لأنه كان وثنيا؛ بل لم يعبده لأنه أصلا كان عبدا. عبوديته كانت تمنعه لأنه من العبث أن نطلب منه عبادة السماء وهو لا زال لم يتحرر من عبودية الأرض. كان على رسول الاسلام أن يجلب له حرية أولا لا إلها، اعترف له محمد بحريته فاعترف بلال بالله. كل ما كان يحتاجه هذا الأخير هو ثورة تخلصه من العبودية، لقد فضل دين الاسلام لأنه قد وجد فيه استنكارا لعبوديته ومناداة بالعدالة والمساواة التامة هنا على الأرض" لا فرق بين عربي وأعجمي ولا أسود ولا أبيض إلا بالتقوى" "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا" ...ولو أتاهم محمد بعكس ذلك لما آمن به بلال ومثله كثير.
لا مشاكل في السماء إذن كل مشاكلنا توجد على الأرض وكل من يحاول أن يقنعنا بدين جل اهتمامه ينصب على طقوس من أجل الفوز بالسماء فهو إما دجال أو كذاب أو كاهن معبد يسرق منا ديننا ليصبح دينا مقلوبا عوض أن يقف في صف الجياع والمحتاجين والفقراء نجده يصطف جنبا لجنب مع العبودية والاقطاعية.
نحن في حاجة إلى إعادة التفكير في جوهر الدين عامة والدين الاسلامي خاصة لا نريد له أن يكون أفيونا يوظف لجعل عقول الناس غائبة عن حياتهم. نريد دينا ينظر هنا يتأمل هنا ويحاول أن يحل مشاكلنا هنا... نريده بكل بساطة أن يصل بنا إلى جنة هنا لا هناك .
في انتظار تحقق ذلك لا أجد قولا أصدق تعبيرا من قوله جل وعلا : لكم دينكم ولي دين.



#مصطفى_انصالي (هاشتاغ)       Inssali_Mustapha#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصورة : ديكتاتورية ناعمة(1)
- من سرق صلاة الجمعة


المزيد.....




- إيجئي: إيران الإسلامية لن تستسلم أبدا لنظام الهيمنة
- مؤتمر الوحدة الإسلامية الـ 39 يعقد في طهران اعتبارا من 8 ايل ...
- الهباش أمام مؤتمر جماهيري في باكستان: فلسطين خندق الدفاع الأ ...
- رغم تضييقات الاحتلال.. عشرات الآلاف يصلون بالمسجد الأقصى
- بابا الفاتيكان يطالب رئيس الاحتلال بوقف دائم لإطلاق النار ف ...
- مشروع الكنيسة الرئاسية يثير جدلا دستوريا في كينيا
- السويداء: الشيخ موفق طريف يدعو أوروبا للتدخل ويقول لولا تدخل ...
- مصر.. الإفتاء ترد على سؤال -اذكر 3 خلفاء راشدين أو تابعين اح ...
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات واسعة في حارس غرب سلفيت
- بابا الفاتيكان يناقش -الوضع في غزة- مع الرئيس الإسرائيلي


المزيد.....

- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى انصالي - الإسلام كما أراه