أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بوجنال - نفي جسد الإنسان العربي نفي لوجوده: مقاربة عبد الكبير الخطيبي














المزيد.....

نفي جسد الإنسان العربي نفي لوجوده: مقاربة عبد الكبير الخطيبي


محمد بوجنال

الحوار المتمدن-العدد: 5895 - 2018 / 6 / 6 - 19:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    






يري عبد الكبير الخطيبي في عمله " النقد المزدوج" أن العوامل التي اعتمدها الفكر العربي- الإسلامي لتحديد العالم العربي- الإسلامي: الدين، اللغة، التاريخ هي عوامل لا تمكننا من تحديده نظرا لما عرفه العالم العربي- الإسلامي من تناقضات وصراعات وتفكك استمرت إلى الآن في أشكالها السلبية والمعيقة. وفي مؤلفه" الإسم العربي الجريح"، قارب الخطيبي الجسد العربي- الإسلامي بالاستناد لإلى الثقافة الشعبية، ووفق منهجه: النقد المزدوج المتمثل في نقد الفكر اللاهوتي من جهة،، ونقد مركزية المقاربات الاثنولوجية والأنتروبولوجية للثقافة العربية- الإسلامية من جهة أخرى. وهدف منهجه هذا هو التمييز بين الجسد كمفهوم إلهي، والجسد كموجود ملموس وحقيقي أو قل أنه منهج حدد نفسه كنقد للفكر العربي- الإسلامي وكذا النزعة المركزية الاثنولوجية اللذين حددا الجسد، على السواء، كموجود إلهي تحكمه قوانين وقواعد إلهية وهو ما يعني، في نفس الآن، إفراغ الجسد من مكوناته الموضوعية والذاتية وبالتالي التاريخية؛ هكذا، برأي الخطيبي، تم إلغاء الجسد الملموس والحقيقي ليحل محله جسم آخر لاهوتي؛ فبقي الفكر العربي- الإسلامي، نتيجة العديد من العوامل، عاجزا عن رؤية ومقاربة الجسد على المستوى المادي والشعوري واللاشعوري؛ أو قل بقي الجسد العربي- الإسلامي مكبوتا لدى التيارات اللاهوتية والعلمانية على السواء؛ تيارات أطر مقارباتها اللاهوت والمقدس والصمت أمام مواضيع يعتبر اللاهوت ذاك مقاربتها من المحرمات التي إذا حصلت أدت حتما إلى الشر والتدمير والنعرات؛ وبلغة أخرى، فهي مقاربات بقيت سجينة نظام معرفي لاهوتي أخافه وأفزعه الصراع الطبقي داخل النص كما خارجه برأي الخطيبي.
تجسيدا لما سبق، ودفاعا عن منهجه الداعي إلى الاختلاف والتعدد، استدعى مفكرنا مفهوم "الفرق" حيث نكون أمام استحالة كشف عمق جرح الجسد العربي- الإسلامي دون استحضاره باعتباره التعدد والاختلاف، خاصة منه اللغوي الذي به تم وضع وصياغة الجرح ذاك أو قل الذي به تم إقرار قمع الجسد العربي- الإسلامي. وهذا معناه أن "الفرق" و"الاختلاف" هو محرك التاريخ لذلك تم إلغاؤه. هكذا،فمحرمات كالأمثال والأوشام والجماع وغيره، كلها مترجمة بلغة مكبوتة على لوح الجسد.فالمواضيع تلك المترجمة في وعلى الجسد هي ، يقول الخطيبي ثقافة المهمشين الذين يتم اعتمادهم كلما دعت حاجة الاستبداد والتسلط إلى حماية مصالحها المتمثلة في الإنتاج والحفاظ على الاستقرار والتوازن؛ أما ما عدا ذلك، فمصير المهمش ذاك هو التهميش والقمع والإقصاء.
؛ والنقطة الثانية لدى الخطيبي تتمثل في ضرورة تفكيك اللاهوت باعتباره المنظومة الفكرية التي تتحكم في تصوراتنا ومواقفنا ؛إنه اللاهوت الذي أخاف وأفزع الفكر العربي- الإسلامي بقدسيته التي اتخذت أبعادا شعورية ولاشعورية. وفي كل هذا استدعى الخطيبي في نصوصه التي منها المتعلقة بالجسد، فلسفة فلاسفة كبار كنيتشه وماركس وهيدجر ولاكان وديريدا وبارت وفوكو باعتبارهم فلاسفة رفضوا فصل الإنسان عن جسده الذي هو أنشطته وشهواته ورغباته التي هي واقعه الحقيقي كجسد. إنه الفصل الذي دافعت عنه التيارات اللاهوتية وغيرها ليبقى إلغاء الجسد وكبته من مقتضيات جل الفكر العربي- الإسلامي الراهن وبالتالي يرى الخطيبي أن تحرر الإنسان العربي- الإسلامي لا يمكن أن يحصل بدون تحرير الجسد.



#محمد_بوجنال (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشكال الدولة السلبية العربية
- ما معنى الإنسان العربي- الإسلامي؟
- العدوان على القدس محصلة صراع طرفي الرأسمالية
- الفلسفة الكامنة وراء عدوان ترامب على القدس
- ملابسات مصدر -مرمدة- المجتمع المغربي
- راهنية بنية المجتمع المغربي وخيار النخبة
- ما معنى حكومة سعد الدين العثماني؟
- إنها الثقافة والاقتصاد يا غبي
- أشكال الأنظمة السلبية العربية :العداء للكفاءة والاستحقاق
- الاحتجاج بمنطقة الحسيمة بالريف: من- الحالة المحلية - إلى - ا ...
- الأنظمة العربية أو نظام أنظمة الإرهاب -نموذج الحسيمة والخليج ...
- سياسة دولية قيد التشكل: نموذج ترامب بالسعودية
- عندما تفتقر النخب إلى الثقافة
- الحكومات العربية التي شيطنت الجسد واحتقرت العقل
- محصلة تغييب الجسد في عالمنا العربي
- اختطاف جسد الفرد ثابت الدولة العربية المخطوفة
- اختطاف العقل صنيعة اختطاف الدولة
- اختطاف الدولة علة انتصار الأمركة
- اغتصاب الجسم والعقل قاعدة التسلط العربي
- سيطرة -عقل العولمة- قمع ل -عقل العالمية-


المزيد.....




- ريانا تُحوّل السجادة الزرقاء إلى عرض أزياء عائلي وتستعرض حمل ...
- فضيحة محرقة الجثث.. رماد مزيف وجثث متعفنة تشعل حالة صدمة بال ...
- مصر.. أول تعليق من السيسي على تصريحات ترامب حول أزمة سد النه ...
- الجيش السوري يدخل مدينة السويداء وإسرائيل تستهدفه
- أعلى محكمة ألمانية ترفض شكوى بشأن هجوم مسيرة أميركية باليمن ...
- المغرب: فرصة ثانية.. عودة الشباب الى مقاعد الدراسة
- هل دخلت قوات الأمن السورية إلى مدينة السويداء؟
- العراق.. مريض يعزف على العود خلال عملية جراحية!
- الجيش الإسرائيلي يقصف القوات الحكومية السورية في السويداء وا ...
- ما تأثير انسحاب حزب يهدوت هتوراه من الائتلاف الحاكم في إسرائ ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بوجنال - نفي جسد الإنسان العربي نفي لوجوده: مقاربة عبد الكبير الخطيبي