أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عابد الأسود - دراماتيكية اجتذاب الشارع ... هل بات الإنسان آخر ما نفكر به















المزيد.....

دراماتيكية اجتذاب الشارع ... هل بات الإنسان آخر ما نفكر به


عابد الأسود

الحوار المتمدن-العدد: 1496 - 2006 / 3 / 21 - 10:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قرأت للصديق محمد عرب مقالاً كتبه مؤخراً , يتحدث عن الطلبة ويصف دورهم بالمحوري , ويرى في (ساحة الجامعة) مكاناً يجب أن يعج بالحراك الطلابي الذي يلامس حياة الطلبة بشكل مباشر , وينطلق من ذلك إلى نقد المعارضة السورية وتفسير فشلها في الوصول لقلب الشارع الذي فضّل بشكل أو بآخر أن يقف على الحياد .

هو في ذلك محق , لكنه كما كثير ممن ينظرون حول فشل المعارضة السورية ويفسرون فشلها في (اجتذاب) الشارع , هم جميعاً يأخذون على اختلافات طروحاتهم الجانب الظاهري للمشكلة , دون أن يغوصون عميقاً في أصلها , وبالتالي الاقتراب أكثر من استئصالها .

من الناحية الظاهرية فالمشكلة كما يفسرها البعض هي في ابتعاد الشارع عن المعارضة ,بل ونبذها في بعض الأحيان …
هكذا تفسر العدد الضئيل نسبياً التي تخرج به المعارضة في اعتصاماتها , بل هذا ما يفسر محدودية استجابة الشارع لنداءات المعارضة بشكل عام .

الخطير في الأمر … هو أن هذا النبذ بات أقرب من أي وقت مضى تبادلياً … الأمر الذي يدفع المعارضة إلى التفكير ملياً : فإذا كان هذا الشارع لم يقدم شيئاً للمعارضة فعلام تعول عليه وحده ؟؟
من هنا بدأت بعض رموز المعارضة (الخارجية) تقترب من خدام بعد انشقاقه ,وبالتالي مما يعد به من دعم أجنبي غامض المعالم صريح الدلالة .
تبريرها في ذلك هو أن الشارع السوري جبان , ويعاني من كثير من الظروف القاهرة ,التي يستحيل معها وقوفه معها …. الأمر الذي يمكن أن ننقضه تماماً عندما تنظر إلى غليان الشعب إبان بداية الاحتلال الأمريكي للعراق , وما رافق ذلك الغليان من تضحية وصلت إلى أن قدم الكثيرون حياتهم وحياة أبنائهم في سبيل قضية لم تمس حياتهم بشكل مباشر .
وعلى الرغم من موقفنا الرافض لردات الفعل آنذاك رأينا في ذلك حيوية الأمة وابتعادها عن كل معاني الخنوع والذل والجبن .

من هنا نجد بأن المشكلة في رأيي هي في العلاقة الخطأ بين السياسيين عموماً أياً كانت مشاربهم والشعوب العربية , وليست في حيوية الشعوب .

للأسف لم يخطر ببال أطياف العمل السياسي السلطوي والمعارض الكف عن إطلاق تبريراتهم الواهنة والالتفات البناء لمشاكلهم ليحلوها .

نعم ربما بات حرياً بنا أن نسأل ببساطة : هل بات الإنسان آخر ما نفكر فيه ونعمل لأجله ….

في رأيي … إن أصل المشكلة يكمن في أن كل القوى السياسية أياً كان موقعها في جميع أطروحاتها تلهث وراء اجتذاب الشارع , لا لشيء إلا لأنها ليس منه أصلاً ,وإن كانت في كثير من الحالات مندمجة في نسيجه الاجتماعي .

هكذا فبدل أن تتجه أطياف المعارضة إلى معايشة المجتمع بكل همومه , تطلب منه أن يلتفت إلى همومها السياسية البعيدة أصلاً عن مخيلة الشارع في طريقة فوقية .
ففي كل الحراك السياسي المعارض طيلة خمس سنوات لم أسمع باعتصام مطلبي يتكلم عن حالة البطالة , مشكلات الشباب الاجتماعية , غلاء الأسعار , غلاء المحروقات ...
أي أنني لم أجد من ضمن عناوين تلك الاعتصامات على الرغم من أهميتها وتقديري للقائمين عليها , لم أر أياً من العناوين التي تهم المواطن وتشغل فكره .

هنا أتذكر كيف كان قد اقترح أحدهم على بعض النشطاء القيام باعتصام مطلبي حول مسألة تلوث مياه الشرب , بوصفها قضية مطلبية تلامس الفرد بشكل مباشر وذلك إبان تسرب بعض المواد الضارة إلى خزان مياه الشرب في مدينة حلب . وأذكر أيضاً كبف تم إهمال ذلك الاعتصام والرد عليه بسفه من رفاق الدرب, لا لشيء إلا لأن هؤلاء لم يروا لعنوان الاعتصام أي رديف من مرادفات الإيديولوجيا المتحجرة التي يحملون .

وحده كان احتجاج الطلبة على مرسوم التخلي عن توظيف المهندسين, كان الاحتجاج الذي لامس بشكل حقيقي المجتمع, بل وعايشه بأهم همومه. وعلى الرغم من فشله في (الساحة) , إلا أنه حقق نجاحاً ملفتاً , حتى أن تراجعاً ملموساً كان قد لوحظ في الموقف الرسمي تجاه القضية التي ضحى في سبيلها عديد من الطلبة فتم فصل بعضهم من الجامعة , وهدد آخرون بذلك .

عودة إلى طرح محمد عرب ... فإذا كان هذا الطرح أقرب إلى الشارع وإلى همومه , فلنا أن نسأل : هل أن هذا الطرح هم وسيلة أكثر عصرية لاجتذاب الشارع من جديد , بمعنى ذيلية الشارع , بدل النظرة الفوقية, أم هو منطلق أصلاً من حاجات المجتمع ويصب في مصلحته بعيداً عن محدودية الأفق الايديولوجي .

ما يدفعني بقوة إلى التشاؤم في هذا الإطار هو رؤية هؤلاء إلى الإنسان . فلقد عمدت مختلف أطياف السياسيين العرب إلى جعل الإنسان أداة في سبيل الإيديولوجيا , التي وبشكل عجيب قد تختصر في إنسان وحيد , ما يعني الاستبداد .
فالإنسان في نظرهم , لا قيمة له من الناحية الإنسانية , هو تماماً كما هو عتاد أي حرب.

ولئن انتهت هذه الرؤيا في الغرب إبان انتهاء الحروب العالمية بين أقطابه , فإننا ما نزال نعيش فكرياً في مناخ صراعاتي محموم قد يكون مستورداً في أحد جوانبه.

في الأصل ينبغي أن تكون المصلحة الجمعية هي مبتغى كل عمل سياسي حقيقي , وهذا بدوره يعتمد على طبيعة العلاقة بين السياسيين والشعوب .

في بلادنا ... فإن آفة الإيديولوجيات التي تحكم الحالة السياسية العربية هي أنها إيديولوجيات بعيدة عن الواقع المعاش , بفعل أنها إما تنتمي إلى مجتمعات غربية وأخرى شرقية , أو أنها تنتمي إلى التاريخ بكل ما يحمل من تراث.
وبالتالي فإن العلاقة لا يمكن أن تكون طبيعية بين الشعوب و النخب السياسية ,ولأن الأخيرة بطبيعة الحال تحتاج إلى الأولى , فهي تارة تعتمد الفوقية , وتارة أخرى تعتمد الذيلية .

الحل في رأيي هو أن ننتبه إلى بنية مجتمعنا الحالية التي يصح فيها أن نقول أنها ما لم تسهم في إنتاج الحالات الايديولوجية , فإن العلاقة بين السياسيين و الشعوب ستبقى غير طبيعية .

طبعاً .. لا أدعي أن هنالك من سيكون قادراً على إنتاج إيديولوجيا مبتكرة , كل ما أتطلع إليه هو أن نطوع الإيديولوجيات في إطار المجتمع الذي نعيش واللحظة التي نعيش , وبالتالي السماح لهذه الايديولوجيات أن تنمو من جديد في ظروفنا نحن , الأمر الذي يجعلها مرتبطة بهموم الشارع ومصالحه السياسية والاقتصادية والاجتماعية ... أو أن نكون عابرين للايديولوجيات عموماً . غير ملتزمين بأي منها .

ختاماً ... فإنني أدعو جميع المنشغلين بالشأن العام إلى إثراء هذا الحوار عن طريق مقالات تبحث حول كل النقاط المثارة أعلاه , وأخص في دعوتي الطيف الشبابي الذي أجده معنياً أكثر من غيره .



#عابد_الأسود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام بين الحداثة والعصرنة
- نحو دمقرطة الفكر السياسي الإسلامي
- مناهضة العولمة الأمريكية عربياً
- جدل الفكرة - الواقع ... العلمانية نموذجاً
- في نقد الايديولوجيا ... غياب البراغماتية
- في نقد الإيديولوجيا ... القبلية المقنعة


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عابد الأسود - دراماتيكية اجتذاب الشارع ... هل بات الإنسان آخر ما نفكر به