التاريخ يحكمنا أم نحكمه ؟!

زهراء مؤيد رمضان
كاتبة
(Zahraa M. Ramadan)

الحوار المتمدن-العدد: 5890 - 2018 / 6 / 1 - 13:19
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

أحداث .. وقائع .. ركائز ..أخبار .. تحليل .. أشخاص .. وأماكن ..
يحكمها عنصر الزمن ..
وماهذا الزمن الا تواترات وتأرجح بين الماضي والحاضر والمستقبل ..
ليستقي القارئ من الماضي ويعتبر ! في التاريخ وضعنا فاصلة منقوطة ولم نضع نقطة في آخر السطر حيث يجب أن توضع لبعض الأحداث ..
ويكأن احداث الماضي هي هي ذاتها التي كانت وقتئذٍ بأشخاص وأماكن مختلفة .. وما أقرب هذا مما قاله أحدهم : (تعلمنا من التاريخ أن لا أحد يتعلم من التاريخ ) ..
لم نتعلم ولم نعتبر !
معارك .. حروب ..اتفاقيات .. معاهدات .. هدنة .. استعمار ..
وضحايا !
من يقلب صفحات التاريخ ذات الأسباب ونتائج واحدة تقريبا .. أهداف متقاربة شعورا واحدا ..
ضحايا وابرياء دوما !
من يقوم بكل ذاك ؟!
الأشخاص لا محالة ..
وأي أشخاص ؟!
الأشخاص الذين عرفوا التاريخ .. وقرأوه .. ومزقوا العبر في دواخلهم ..
التاريخ ليس قاسٍ كما يدعون .. بل هم من غلبت عليه قسوتهم فخط عليهم بأحرف سوداء وخط بحروف حُمر للأبرياء ..
التاريخ ليس متكرر بل بل هم يكررون الطمع والظلم والجشع ..
التاريخ ليس دامٍ بل هم عشاق الحروب ..
التاريخ ليس أناني بل هو صريح ..
حيادي .. أنيق .. لايمل ولايميل .. متزنا ..
فيه منازل مرتفعة .. وفيه مزابل منخفضة ..
يضع فيها كل على حقه ..
ولكن !!!
فيه المزورون .. الكذابون .. الثرثارون .. مما لايمت بالتاريخ بصلة ..
التاريخ منصف .. حيادي ..
يسرد ويستعرض ويدقق ويحلل ..
في التاريخ لا يأس .. الظلم ظلم .. والخير خير .. والشر شر .. ولكل شيء نهاية مهما علا ومهما انخفض ..
ولا ملك ولاغنى ولافقر ولا ظلم يدوم ..
والأيام دول .. وهذا أجمل مافيه .. الكل فناء بلا تفرقة ..
قد تحكمنا أحداثه !! ..
قد نحكمه .. بإرادتنا .. صدق نفوسنا .. أمانة ضمائرنا ..
فالكل سيصبح يوما ما في ذمة التاريخ ..
والسؤال يُرَدَد بعدئذً هل التاريخ يحكمنا أم نحكمه !!!؟

#زهراء_مؤيد_رمضان (هاشتاغ)       Zahraa_M._Ramadan#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل