قحطان عدنان وتوت
الحوار المتمدن-العدد: 5885 - 2018 / 5 / 27 - 01:05
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
من الأسر العلمية الحلية أسرة آل عوض الأسدي رفضت التحول النسبي
قحطان عدنان وتوت
من أقدم الأسر الحلية ، العراقية ،العربية. أسرة آل عوض في الحلة من الأسر العراقية العربية الحلية التي ذاع صيتها في عموم البلاد العربية والإسلامية، وهذا ما تؤيده المصادر التاريخية والنسبية، وهي من أقدم الأسر التي سكنت هذه المدينة، ويلفظ (عُوض) بضم الواو.
اصل التسمية:
أُختلف في أصل تلك التسمية، ويرجح النسابون إلى أن نسبهم يرجع إلى علي بن عوض الذي ورد ذكره في قصة التوثة ضمن كتاب كشف الغمة في معرفة الأئمة لعلي بن عيسى الأربلي المتوفى سنة 692هـ، وذكرت بعض المصادر انه كان عائشاً في القرن السادس الهجري، وللأسرة نسب مصاهرة مع أسرة آل طاووس الحلي، وأكدت المصادر بأنهم ينتمون إلى أمراء ومؤسسي الحلة المزيدية. وذكر الأستاذ كاظم عوض وهو كبير أسرة آل عوض حالياً ومؤلف كتاب (أسرة آل عوض في الحلة ماضيها وحاضرها): "عُرفَ آل عوض في الحلة بـ (الأسرة) أو (البيت)، لسببين، أولاً:كون اتصالهم النسبي قريب جداً بعضهم ببعض، والثاني هو اتخاذهم محلة الجامعين العتيدة مركزاً لسكناهم، فقد شكل العوضيون في الربع الأول من القرن المنصرم نسبة لا يستهان بها من عدد سكان تلك المحلة (الجامعين)، ثم انتشر بعض منهم سعياً وراء الرزق نتيجة للتطور الاجتماعي والاقتصادي الذي حدث في عموم البلاد العراقية). وكان للأسرة مجلس يرتاده الوجهاء والشعراء وشيوخ العشائر حتى نهاية الثلث الأول من القرن المنصرم كان للمجلس الأثر الكبير في حل النزاعات والخصومات ومعاملات البيع والشراء حيث كانت القرارات تصدر من ديوانهم الخاص بهم، وهذا الديوان قِدمهُ قِدم الأسرة في هذه المدينة، واعتزازهم بلقب الأسرة (عوض) جعل أسلافهم يكتفون بذلك اللقب غير مجدين في انتمائهم العشائري لسبب بسيط هو لاقتناعهم بمكانتهم العلمية والاجتماعية بين اسر الحلة، وهذا ما دأبت عليه الأسر المدائنية كافة.
وفي أحداث عاكف، يذكر أغلب العوضيون خرج الجميع من بيوتهم أثناء وقعة عاكف عام 1916م، وعند عودتهم بعد مرور شهر على قصف محلة الجامعين وباقي محلات الحلة وجدوا أن كل ما خزنَ في القبو قد طالته النيران، أما المكتبة التي تعود بالأصل إلى الحاج محمد عوض فقد آلت بطريقة البيع إلى السيد مهدي الخرسان بالنجف الأشرف، وقد ذكر هذه المكتبة الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء في (الحصون المنيعة) وشهد بذلك الشيخ اليعقوبي في (بابلياته) والشيخ يوسف كركوش في (تاريخ الحلة)، وأخر من تابع محتوياتها الاستاذ حسنين حهاد الحساني ، إذ ذكر ان بعض كتب الحاج محمد عوض مازالت في مكتبة آل الخرسان, وانقسم آل عوض فيما بينهم في تسعينيات القرن الماضي بعد ان خلط بينهم وبين آلبو عوض تبع آل عباس شيوخ قبيلة بني حسن في الحيدرية في كتاب (غاية المشتاق) لمؤلفه أحمد خضر الدوري، وأيدهُ الغرباء عن آل عوض لهم منافع ومصاهرة مع آل عوض ينتمون أصلاً إلى عشيرة (آل جباس) وهي إحدى عشائر بني حسن ولا توجد علاقة نسبية بينهم وبين آل عباس، واعتذر المؤلف الدوري برسالة تحريرية عما كتبه عن آل عوض الحليين مؤرخة في 24 تموز 2002م.
لكن بعض منهم بقي مصراً لهذا التحول في وقت انتعاش السلطة السائرة بهذا الاتجاه، وتصدى بعض منهم لهذا التحول، مستندين إلى ما ذكره الشيخ على عوض الحلي (ت1325هـ) بصريح النسب (الأسدي) وأرجوزة العلامة الدكتور حسين علي محفوظ (بيضة البلد)، التي تقول: وعوض في الحلة الفيحاء صرح قريض شامخ البناء كذلك قول الشيخ حمود الساعدي في كتابه (دراسات عن عشائر العراق) الصادر سنة 1989م، ص89 بقوله: (لا توجد صلة نسب بين البو عوض احد فروع آل عباس شيوخ بني حسن مع آل عوض الحليين الذي منهم الشاعر الشيخ علي بن عوض الحلي المتوفى سنة 1325هـ), وذكر الأستاذ محمد علي محيي الدين في كتاباته: (اشتعلت الفتنة من قبل فئة تحمل لقب (عوض) لا يمتون إلى آل عوض الحليين بصلة سوى المصاهرة كما ذكر ذلك الأستاذ كاظم عوض في كتابه، وأرادوا بذلك تحريف وجاهة ورئاسة الأسرة من أصلها إليهم، ولم ينتبه الأخوة العوضيون إلى ذلك إلا بعد حين، بعد أن مستهم النار, وتأهب الدخلاء لاعتلاء منصة رئاسة الأسرة من جهة ثانية). ويقول الدكتور عبد الرضا عوض: (صرخة أطلقها الشيطان واستجاب لها المغفلون، وانصاع لها جهلة القوم، فكنتُ في مقدمة المتصدين لهذا الانحراف يساندني أخوة كرام أعزة، وأهل هذه المدينة الفيحاء الطيبة بمختلف طبقاتهم، وتحملنا كثيراً، بدأً من مهاترات كلامية ومروراً بمحاضر إساءة نظمها المنتحلون، إلى الشكاوي القضائية في دور محاكم الدولة، حتى أن صديقنا الأستاذ جواد عبد الكاظم محسن اشتكوه إلى المحاكم عند تأليفه كتاب (الشيخ علي عوض الحلي) وطالبوه بملغ (200) مليون دينار كغرامة نقدية، واعتقد ان تلك الفتنة اجهضت بعد ان انطلت على كثير من أولاد عمومتي، لابل صفقوا لها).
وبذلك يتبين صحة ما جاء به الساعدي، فآل عوض الحليين لا علاقة لهم بمن حمل لقب (عوض العباسي)، وهذه الفئة الأخيرة ملتئمة من بيوت شتى وانضم إليهم من له مصاهرة مع اللذين يصرون على اللقب العباسي نكاية بأولاد عمومتهم تصفية لخلافات قديمة ورثوها عن آبائهم، كما اخبرني بذلك كبير أسرتهم الأستاذ كاظم أمين عوض. وللأسرة مصاهرة مع أغلب اسر الحلة، منها: آل بيعي، آل جابك، آل الكفيشي، آل حماد الأسدي، آل النجار الموسوي، آل كمال الدين، آل السباك، آل عجام، وآل ردام، آل الشلاه، آل بلاش، آل بدير، آل الاعرجي، آل السلامي، آل شربة، آل وتوت وغيرها من البيوتات الحلي. ومن العشائر المتصاهرة معها: بني مسلم، آل عباس، آل جباس، الجنابي، الخفاجي، وغيرها من العشائر المحيطة بالحلة ومن أشهر أعلام الأسرة الحاج محمد عوض (التاجر): جاء ذكره في العديد من المصادر، ذكره اليعقوبي والخاقاني وكركوش في كتبهم، يُذكر أن له مكانة مرموقة بين أخوانه، فكان صاحب مجلس وفيه مكتبة عامرة، عند وفاته رثاه الشاعر المعروف السيد حيدر الحلي بقصيدة مطلعها: لو برد العدّلُ من غليلي لم أحمِ سمعي عن العذولِ, ومن كبار الأسرة يوسف الصائغ الذي ولد في محلة الجامعين، وقد اشتهر بهذه التسمية (الصائغ) للمهنة التي كان يزاولها. وجاء بعده علي بن يوسف (ت1905م)، وقد ورد ذكره في إحدى كتابات الشيخ علي عوض الحلي (ت1907م) (محاضرة الأديب ومسامرة الحبيب)، إذ يقول فيها: ما ألطف بيتين اسمعنيهما الأخ المشقق علي بن يوسف عوض في بعض تسليته لي من الزمان وهما:
لا تُدبر لك أمراً فأُلوُ التدبير هَلكى
وكلِ الأمر إليهِ فهو أولى بكَ منكا
وكان عبد العباس بن علي (1852-1911م) هو الولد الأكبر لعلي بن يوسف، تولى زعامة أسرته وشغل ديوان الأسرة في محلة الجامعين، ثم تولى زعامة الأسرة أمين بن علي: (1875-1966م)، هو الولد الأصغر لعلي بن يوسف عوض، ورث مهنة جده وأبيه فعمل صائغاً، كان حذقاً، تعلم القراءة والكتابة في الكتاتيب، واستمر في عقد جلسات ديوانه حتى عام 1940م، وترك أمراً محمودا في نفوس معاصريه، توفي أمين عوض سنة1966م وشيع جثمانه إلى مدينة النجف الأشرف، ورثاه الشاعر المرحوم محمد الرشادي بقصيدة، منها:
ما مات من حبّه يحـــــــــــــــــــــتل موقــعةً تحـــــــــــت الضلوع وفيها بالــغ الأثر
(أبا المجيد) وهل يجدي الرثاء لمن خصاله صـار ملأ السمع والبصر
وجاء بعده الحاج جليل بن عبد العباس: (1904-1986)، وهو من شخصيات الحلة المرموقة التي تركت أثراً محموداً في ذاكرة من عاصره، عمل في التجارة والمقاولات، كان حصيف الرأي ويتمتع بنظر ثاقب وقوة في الشخصية ، ثم تولى الأمر ولده فاروق جليل عوض) 1947-2006م).
ومن اعلام الأسرة الشيخ علي بن الحسين بن عوض الحلي المتوفى سنة 1325هـ، كتب ستة مخطوطات وصلنا منها ثلاثة فقط، واحدة حققها د. عباس الجراخ (محاضرة الأديب ومسامرة الحبيب) والثانية (الحركة والسكون في الفلك المشحون) كانت بعهدة السيد محمد علي النجار واستعارها بعضهم بوساطة السيد حسام علي الشلاه وفُقد آثرها، ويقال أن فيها معلومات خطيرة وقد أنكرها من استعارها من السيد النجار، هذا الرجل ذُكر بلقب عوض الحلي الأسدي، والثالثة (تراجم بعض شعراء الحلة المعاصرين) النسخة الأصلية في مكتبة آل كاشف الغطاء ونسخة منها بحوزة الأستاذ حيدر عبد الرسول عوض، من أحفاده الأستاذ طارق عبد الجبار محمد الباقر بن الشيخ علي عوض الحلي يعمل في مديرية تربية بابل. 2-الشيخ عبد الحسين بن محمد علي بن حبيب آل عوض الحلي له تقريظ لكتاب الشيخ محمد صالح الحلي، عكف على تحقيقه الدكتور قاسم رحيم حسن ، 3- الشيخ جواد بن درويش الذي آلت مكتبته الى آل الخرسان ثم الى المكتبة الغروية في حرم الإمام علي عليه السلام ، 4-الشاعر محمد أمين عوض الذي ترجم له صاحب كتاب (فقهاء الفيحاءج2).
ومن اعلام الأسرة المعاصرين: د مفيد جليل عوض (رئيس جامعة كربلاء الأسبق) ود. عبد الرضا عوض (مؤسس ومدير دار الفرات للثقافة والاعلام) ،والأستاذ كاظم أمين عوض (صاحب كتاب أسرة آل عوض) والمحققان : الشيخ عبد الحليم عوض والأستاذ حيدر عبد الرسول عوض(ماجستير لغة عربية) ، ود. المهندس, حسين علي عوض (تدريسي كلية الهندسة جامعة كربلاء)، والشيخ رسول محمد وحيد عوض ، والشيخ حسن عباس عوض الذي أُعدم سنة 1982م، ود. حسنين كامل عوض(صاحب كتاب الصيدلة في الحلة) ، وغيرهم الكثير..
ومن أرث الأسرة مسجدها (مسجد آل عوض) في محلة الجامعين الذي غُيرت تسميته في الوقت الحاضر إلى مسجد بنات الحسن بعد انتقال كافة أفراد الأسرة إلى أحياء سكنية جديدة، وقد سعى الدكتور المهندس حسين علي عوض يساعده جمع من آل عوض ببناء حسينية في منطقة حي نادر سميت حسينية (أهل البيت عليهم السلام)، وقد أرخ تاريخ إنشائها الشاعر السيد محمد علي النجار، فقال:
روضة قدسٌ شادها معشرٌ راجين لطف الله في النشأتين
فكيف لا يخـــلد تاريـــخها وأشــــــــــــــــرقت أنـوارها بالحسين
2011م
المصادر
- جواد عبد الكاظم محسن ،الشيخ علي عوض الحلي ،مكتب الدباغ، بغداد 2002م.
- حيدر عبد الرسول حسين عوض، شعر الشيخ علي عوض الحلي الأسدي (ت1325هـ).
- د. عبد الرضا عوض، الجذور التاريخية للأسرة العوضية، دار الصادق، الحلة، 2002م.
- د. هاشم الحسني / اسرة آل عوض في الحلة, , الاربعاء, 4-1-2014م
- زهير كاظم عبود، أوراق من ذاكرة الديوانية، دار الضياء، النجف، 2004م.
- عامر تاج الدين الجمعيات والأحزاب السياسية في الحلة، دار الشؤون الثقافية، بغداد، 2008م.
- عبدالكريم الطحان، أعلام بني أسد، المطبعة العصرية، الحلة، 2010م.
- كاظم أمين عوض ، أسرة آل عوض في الحلة ماضيها وحاضره / 2012م.
- هادي حمود الساعدي ،دراسات عن عشائر الفرات الأوسط ، مكتبة النهضة العربية ، بغداد ، 1989م .
- هادي كمال الدين ، فقهاء الفيحاء ج2 .
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟