رائد مهدي
(Raed Mahdi)
الحوار المتمدن-العدد: 5881 - 2018 / 5 / 23 - 00:15
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
المقدمة :
التفكير وسيلة بدائية للتفاعل مع الاحداث ومحاولة تفسيرية متواضعة لخبرات وامور ماضية وحاضرة وتوقعات مستقبلية، وتحث كلها تحت تأثيرات فيزيائية وكيميائية وبيولوجية وحالات وراثية مرتبطة بكيمياء الدماغ وفسلجته والاستجابات النفسية للفرد ازاء مايحدث في محيطه الخارجي وطبيعة الشخصية ،يجري ذلك عبر محادثة الذات بصمت وسرية تامة بعيدا عن رقابة الآخرين .
تلك الوسيلة يستخدمها الإنسان باعتباره كائنا بدائيا في قلب الكون، أما الله والذي يفترض به أنه ماوراء الكون فينغي أن يكون قد استغنى عن مثل هذه الوسائل القديمة للترجمة مايشعر به ومايعتريه وماهو راد فيه على مايحدث أمامه .
وبهذا يمكننا أن نبدأ موضوعنا باستنتاج عنوانه :
(( الله لايفكّر ))
لأن التفكير إن هو إلا حادث (فيزيائي كيميائي بيولوجي)
يكون المخ فيها هو مساحة الحدث أو لنقل وعاء الحدث أو كما يصطلح عليه( الوعي )
وهذا الوعي يتخذ مكانا محوريا بين تجارب سابقة وخبرات ومعلومات ومشاعر تمثل استجابات مقرونة برموز واشخاص واحداث متماثلة .
فكل تلك العناصر هي مكونات التفكير واسبابه ، وما ان يحدث اي تغيير او خلل بإحداها تتوقف الافكار او تنقلب .
فعلى الصعيد الفيزيائي حين يتسلق المرء ارتفاعا مفاجئا ويتغير ضغط الدم في الدماغ سيتغير مزاج الانسان وتتبدل معه الافكار .
وعلى الصعيد الكيميائي لو جلس شخص بمكان قليل الاوكسجين وقلت نسبة الاوكسجين التي تصل للدماغ سيتحول مزاج المرء وينقلب الى التعكّر والانقباض وتتغير معه الافكار بشكل قهري .
وعلى الصعيد البيولوجي لو تناول شخص مادة مخدرة او كحول ستتغير طبيعة الدم الجاري في الدماغ وتقل قابلية المرء على التفكير المنطقي والتحليل والمقارنة وتضمحل قدرته على التشبيه والسرد.
وبذلك يكون التفكير محكوم لأجواء ومؤثرات ومتعلقات يرتبط بها ومعها ويتباين طبقا لاختلافها وتضادها وتنوعها واتفاقها .
الله يفترض به أن يكون كائنا حراً من كل مؤثرات وقيود ومسببات ومن اي عوامل فيزيائية او كيميائية او بيولوجية .
وعلى افتراض وجود الله ( نستنتج أن الله لايفكر )
لأن التفكير حالة بشرية مرتبطة بمؤثرات وظروف أيسرها أن ينام المرء فتتوقف اداة التفكير عن العمل مثلما تتوقف عيوننا عن الابصار حين نوصدها بالنوم او باليقظة بسبب الاجهاد والاعياء ، وكذا الحال منطبق على التفكير .
لذا ياسيدتي فالتفكير ليس امرا حقيقي بل هو نتاج مجموعة عوامل ومؤثرات ، وكل ماهو ليس حقيقي فهو ليس من صفات الله وليس من أعماله.
لذا ياصديقتي يمكنني أن أقولها بكل ثقة وارتياح : (الله لايفكر).
وإرادته ومشيئته واستجابته أسرع من أي فكرة قد تكون متصلة بخبرة او مصحوبة بمؤثر او متجذرة بظرف ما.
#رائد_مهدي (هاشتاغ)
Raed_Mahdi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟