أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - 3 - الانتخابات والحزب الشيوعي














المزيد.....

3 - الانتخابات والحزب الشيوعي


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 5880 - 2018 / 5 / 22 - 13:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تجاوز عمر الحزب الشيوعي العراقي الثمانية عقود، فهو بذلك الأقدم من جميع الأحزاب العاملة حاليا على المسرح السياسي العراقي، وتاريخ الحزب زاخر بالنضال والتضحيات، كما إننا إذا ما قمنا بمسح للمشهد الثقافي العراقي من (فنانين تشكيليين ونحاتين ومخرجين مسرحيين وممثلين وملحنين ومغنين وأدباء وشعراء)، نجد معظم هؤلاء ذوي خلفية شيوعية، وهذه ظاهرة تحتاج إلى دراسة، ولكن تحسب في كل الأحوال للحزب الشيوعي. ثم لو نتأمل في جيل الأنصار، نرى فيهم الشيعي والسني والمسيحي والمندائي والإيزيدي والعربي والكردي؛ هذا التنوع الذي لم نجده في أي حزب آخر. ولست بصدد الإطراء على الحزب الشيوعي، فتناول الأسباب التي تجعلني معجبا بالحزب الشيوعي يطول سردها، ولكن الأسباب التي تجعلني أنتقد الحزب الشيوعي طوال مسيرته هي الأخرى مما يطول سردها. وشخصيا أتمتع بصداقات منذ مطلع التسعينيات بالكثير من الشيوعيين، وما زلت من زاوية النظر السياسية أعتبر الشيوعيين أصدقائي، بالرغم من أني لا أصنف نفسي يساريا، بل أنا ديمقراطي علماني ليبرالي، وما يجذبني إلى اليسار هو مبدأ العدالة الاجتماعية بشكل خاص، لما يمثل من بعد إنساني.
منذ أعلن تحالف سائرون بين الصدريين والشيوعيين (بإضافة التجمع الجمهوري لسعد عاصم الجنابي) اتخذت قرارا بعدم نقد هذا التحالف، وكذلك بعدم الدفاع عنه، لحين انتهاء الانتخابات، ذلك إني كنت أقرب إلى نقد هذه الخطوة مني إلى تأييدها، ولذا لم أرد أن أكون سببا في إضعاف طرف علماني من خلال نقد هذا التحالف الذي سماه البعض بالكتلة التاريخية، مع إن نقدي وتحفظي لم يسد الباب أمام احتمال أن يتبين لنا لاحقا صواب القرار، مع ضعف هذا الاحتمال عندي.
وخرجت النتائج بتصدر (سائرون) وذلك بـ 54 مقعدا؛ 52 منها للصدريين ومقعدان اثنان للشيوعيين. هنا يطرح السؤال نفسه، أما كان هاذان المقعدان مما يمكن الحصول عليهما، لو دخل الحزب الشيوعي المنافسة الانتخابية لوحده، أو بتحالفه مع أصدقائه العلمانيين والمدنيين، كما كان الأمر مع تحالف القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)؟
كيف سيكون يا ترى موقف الحزب الشيوعي، لو ارتأى مقتدى الصدر، المتفرد بالقرارات الكبيرة لـ(سائرون) بتشكيل الكتلة ذات العدد الأكبر من المقاعد البرلمانية مع قوى إسلامية شيعية؟ وماذا لو عرضت وزارة على الحزب الشيوعي ضمن هكذا حكومة؟ أسيقبل بها ويكون جزءً من حكومة، تهيمن عليها قوى إسلامية شيعية، وربما لا تبتعد كثيرا عن المحاصصة، التي كان الحزب الشيوعي في طليعة من ناضل منذ سنوات لإلغائها؟
مقتدى الصدر وحده الذي سيقرر مع من يأتلف لتشكيل الكتلة ذات المقاعد الأكبر عددا، ومع من يأتلف لتشكيل الحكومة، وهو الذي سيقرر من يكون رئيس الوزراء الحالي، ولن يكون دور للحزب الشيوعي في اتخاذ هذه القرارات المهمة بل والمصيرية. وربما سيتخذ الصدر القرار الصائب، من خلال اختيار أفضل الخيارات الممكنة، ونحن نعلم إن أفضل الخيارات الممكنة، أو أقل الخيارات سوءً كما يراها بعضنا، لن تكون قريبة من توجهاتنا كديمقراطيين علمانيين. وفي مقالة قادمة سأتناول تقييم مقتدى الصدر والصدريين والتحولات الإيجابية التي حصلت لديه، ولديهم اتباعا وطاعة له.
نعم، مقتدى الصدر اليوم هو بكل تأكيد غير مقتدى الصدر 2003 ولا مقتدى الصدر 2006، فهو تطور باتجاه اقترابه من الكثير من رؤى القوى المدنية، ولكنه يبقى من غير الممكن أن نحسبه على وسطنا الديمقراطي العلماني، ولذا فالتنسيق معه كان ضروريا وضروريا جدا، والالتقاء معه على المشتركات أمر ضروري هو الآخر، ولكن أن يبلغ ذلك درجة التحالف، بحيث لا يقتصر حتى على أنه تحالف انتخابي، بل يبدو وكأنه تحالف سياسي، فهذا ما يحتاج إلى تفسير مقنع.
الحزب الشيوعي قام بدور مشكور في تأسيس التيار الديمقراطي، وكان في طليعة الحراك الشعبي في ساحة التحرير، لكن مكانه الطبيعي كان مع أصدقائه في (تقدم) وليس في (سائرون)، مع وجوب إبقاء التواصل والتنسيق مع الصدريين، وكوننا نقر بكل تاريخه الحافل بالنضال، وكل دوره الرائد في الكثير من القضايا، رغم أننا لسنا شيوعيين، لا يعني أن تجربته وأداءه ليسا معصومين من النقد، كما وإن النقد الموضوعي لا يلغي كل ذلك الدور، ولا يلغي كون الشيوعيين يبقون أصدقاءنا، نحن العلمانيين الديمقراطيين من غير الشيوعيين، سواء كان منا من هو يساري، أو ليبرالي، أو وطني وسطي.
22/05/2018



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 2 - الانتخابات والعلمانيون
- 1 - الانتخابات وهوس المؤامرة
- هل ننتخب الجيد من قائمة سيئة؟
- من ننتخب؟ من أي قائمة ننتخب؟
- هل نقاطع؟ هل ننتخب؟
- «المجرب لا يجرب» هل تحتاج إلى عبقرية؟
- العقل الحر شرط للتعايش 2/2
- العقل الحر شرط للتعايش 1/2
- التحديات التي تواجه القوى الديمقراطية 2/2
- التحديات التي تواجه القوى الديمقراطية 1/2
- عامر الكفيشي يروج لداعشية أخرى
- الشعار فوق مدخل الدعوة يفشي بلاديمقراطيته
- كيف طبعت الطائفية السياسية الجدل حول موعد الانتخابات
- هل ستكون انتخابات 2018 خامس خيبة أمل؟
- رسالة مفتوحة إلى الإصلاحيين في حزب الدعوة 3/3
- رسالة مفتوحة إلى الإصلاحيين في حزب الدعوة 2/3
- رسالة مفتوحة إلى الإصلاحيين في حزب الدعوة 1/3
- قضايا عراقية ذات أولوية
- أسباب رفض الإسلاميين للديمقراطية ثم استغلالهم لها
- هل دحرنا داعش لنشرع قانون أحوال داعشيا؟


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - 3 - الانتخابات والحزب الشيوعي