أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - متلازمات سورية














المزيد.....

متلازمات سورية


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5880 - 2018 / 5 / 22 - 12:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أسأل نفسي أحياناً: هل أعيش غربة، أم تغريبة؟ طبعاً لا أعرف الجواب.
أسأل نفسي دائماً: إن كانوا جميعاً سادة، هل أنا وحدي أتيت من بين العامة؟
ويأتيني الجواب من السّماء: أصوات المقتولين ممن سموا بالفطائس أو الشهداء: لست وحدك. نحن شعب سورية" العظيم" نقيم في السّماء، ولا زالت أرواحنا تتذبذب في المنطقة الزرقاء، وكما تعرفين أن من يموت ولا تكتمل رسالته تتذبذب روحه في تلك المنطقة إلى أن يسامحه النّاس. اكتظّ المكان هنا، وننتظر أن نفرغ لك مكاناً بيننا.
أسأل الأرواح المتذبذبة في المنطقة الزرقاء عن الثورة، ويأتي إليّ صوت شخص سلخ جلده في الأقبية الأمنية قبل أن يموت: ألا ترين أنّ الزّعران ظلّوا على الأرض، ولم يقتلوا. اسمعي أيتها المغفلّة. لا يموت ذوو المال والجاه إلا عن طريق الصّدفة، والخط موصول بينهم وبين كل الجهات. يؤيدون القتل هنا، والسلام هناك، يقبضون بالدولار هنا، وبالفرنك هناك. ويطلب من زميله في المنطقة الزرقاء أن يتحدث، وهو شبيح للنّظام. يقول لي: الآن فقط تمكنت من مراجعة ما جرى. قَتلت ثم قُتلت لأنّني فقير. أرغب أن أدخن السجائر وأشرب المتة، والعرق، وأشتري سيّارة وأعاشر النساء، وكان الطريق مفتوحاً أمامي هو الانتماء للوطن ، ثم قتل الوطن، ويعطي المايك لصديقه، وهو من قتلى مجازر حماه في الثمانينات قال: كنت طبيباً، ولم أكن من الإخوان المسلمين. بل أنا من من الليبرايين كنت ضد الشيوعية وضد الإخوان، لكن هنا لا مكان للكذب. لذا سوف أتحدث الصراحة، وهي أن الإخوان استطاعوا كسب التعاطف بسببنا ،وأصبح لهم ثروات، ولم يجبروا أحداً من المعارضين بالانضمام إلى تحالفاهم بل إن بعضهم-أعني المعارضين- قدم طلب انتساب من أجل أن يكون له راتب معارض. وأعطى المايك لصديقه من إحدى لطوائف الكريمة، فقال: نحن لا نؤمن بالقيم ولا نتدرّب على معرفة أن الله محبّة فسمينا أنفسنا علمانيون، يقول الشيخ السّني شيئاً حول جسد المرأة مثلاً، ويعجبنا الدّخول في تفاصيل الجسد وكلمات التحرش فنشارك الفيديو ونتمتّع باللفظ. هو في النهاية شريط بورنو.
أطلّ شاب كردي قتل دفاعاً عن القضيّة. قال لي: كنت سوف أهرب إلى أوروبا، وليس معي ثمن الذهاب إلى تركيا. أمسكوا بي وقالوا إليك بالقضيّة. أبي ليس لديه نقود ليفديني بها، ومع أنّني تدرّبت على السّلاح لكنني لا أعرف أن أستخدمه. متّ دون أن أطلق طلقة واحدة. أنا محاصر هنا في المنطقة الزرقاء كما كنت محاصراً في الإدارة الذاتية.
آخر من حدّثني قبل أن يغمى عليّ شخص من مريدي عزمي بشارة العلماني العظيم ، قال لي: لست نادماً على عمري فهنا الحياة أهدأ ، لكنّني طبيب فلسطيني. تركت الطبّ وتبعت عزمي. أنا من هتف للقدس، وكنت وسيطاً بين عزمي وآل الأسد. أنا من أشرف على الجوائز الأدبية المزورة. كنت أنا وبرهان نطلب من عزمي أن يعرفنا بالشيخ القطري، فيقول لنا: الشيخ كما الله يرى ولا يرى. حتى أنا لا ألتقيه إلا عندما يأمر، هو الإيمان به . اسمعي أيتها السّيدة جميعنا نشبه الأسد ولدينا نقص، نحن نشعر لأننا خاضعون للآخر، ولذا تشكل لدينا جنون العظمة. هي متلازمة سورية لبنانية فلسطينية آخذة في الانتشار في العالم العربي.
أطلّ هو قاض من تنظيم الدولة. قال لي: كنا تحت الطلب للقتل والتهريب. أتينا من كلّ اصقاع الدنيا، يستغلوننا كمرتزقة لتهريب المخدرات والبشر. يبيضون أموالهم من خلالنا نحن اليوم تحت اسم آخر ودخلنا بقوة في المفاوضات السورية. نحن اليوم نمثّل الجناح القانوني. صرخت بهم كفى لا أريد المزيد، ورمى المقتول من جماعة حسن نصر الله المايك فسقط على وجهي وأيقظني.
لا. لا أرغب بالمزيد. لا أريد أن أسمع. هل هؤلاء هم نحن قبل أن يموتوا، وأولئك هم نحن. لا. سوف أعود للتغريبة. شمّرت ثوبي، وضعت مقدمته في فمي، ركضت، وأنا أنظر خلفي، وأصرخ. لا أيد. لا أريد. سمعت صوت امرأة تصرخ خلفي: أنا أيضاً أعيش في المنطقة الزرقاء. كنت حقاً ثائرة على الظّلم، ومؤمنة ربما ، سمونا حرائر، ولما لم أقبل التسمية سهلوا سجني فاغتصبت ، وخرجت من السجن بعد عدة سنوات وبيدي طفل هو في النهاية ابني أردت أن يعيش، حتى لو كان والده السّجان. فوجئت أن فضائيات الثورة تستخدم مذيعين بذقن، ومذيعات بحجاب، والمدارس الثورية هي مدارس لتشويه الفكر، والأسدية اعتداء سافر على الحكمة الإلهية، ونتيجة هذا التفكير. قتلني أهلي دفاعاً عن الشّرف. أخي اليوم في أوروبا يضع علم الثورة على بروفايله في الفيس، لكنّني أفتقد ابني. هل لك أن تدليني على مكان وجوده. . . قصة النساء. . .



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زواج ملكي متعدّد الثقافات
- قصاقيص
- ترامب يحوّل الخسارة إلى نجاح
- الحبّ يصنع المعجزات
- نتحدّث كي لاننفجر
- ترامب وأنصاره يحاولون التّعجيل بنبؤءة هرمجدون
- يوم البيعة العربية لإسرائيل
- سجن الرّوح-الحلقة الأخيرة-
- الغرب غرب ولن يتحارب
- السّياسيون، ورجال الأعمال مخلوقات مستنقعيّة
- حملة مي تو تلاحق الأموات ، وتعرّف بعبقريّة الرّجال
- حرب تجارية بين ترامب وأوروبا تحت عنوان الملف النّووي ، فمن س ...
- سجن الرّوح-23-
- عصر سقوط النجوم
- سجن الرّوح 22
- من القصص الإنسانية
- في يوم الصّحافة
- سجن الرّوح-21-
- حركة نورديا النازية في شمال أوروبا هي معاون مطيع لروسيا
- سجن الرّوح -20-


المزيد.....




- ترامب يعترف بتقييم الاستخبارات حول وضع مواقع إيران النووية ب ...
- بعد وقف إطلاق النار.. وزير دفاع إيران يصل الصين في زيارة تست ...
- موجة حر غير مسبوقة تجتاح شرق روسيا: حرارة قياسية وحرائق تهدد ...
- عاجل | حماس: جرائم الاحتلال ومستوطنيه وآخرها في كفر مالك تست ...
- انقسام المخابرات حول فاعلية الضربة يثير الشكوك بشأن مصير نوو ...
- خلاف أميركي سويسري بشأن أسعار -إف 35-
- مجددا.. ويتكوف يحدد -خطوط إيران الحمراء-
- -سي آي إيه-: منشآت إيران النووية الرئيسية -دُمرت-
- هجوم لمستوطنين في الضفة والجيش الإسرائيلي يقتل 3 فلسطينيين
- فيديو منسوب لمشاهد دمار في إسرائيل جراء الصواريخ الإيرانية.. ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - متلازمات سورية