أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوزى سدره - (7) ميتشو صديق ميكو















المزيد.....

(7) ميتشو صديق ميكو


فوزى سدره

الحوار المتمدن-العدد: 5873 - 2018 / 5 / 15 - 20:05
المحور: الادب والفن
    


بالحب خُلق العالم وبالبغضة نهايته

هذه شخصيات فى حياتنا ، منهم الذى يعيش بيننا ومنهم من رَحل عنا ، نحن نراهم فى يقظتنا وأيضا فى منامنا وأحلامنا ، منهم الطيب ومنهم الشرير ، منهم الظالم ومنهم المظلوم...
وأغلب الشخصيات التى تؤرق منامى وتملأ أحلامى وتتسلل فى عروقى ودروبى هى شخصيات مضغوطة تعانى من جروح وسهام الأشرار ، مِن كل مَنْ هو مستبد مستغل محتال ، وحتى من يكره أخاه الإنسان بدون مبرر ، وشخصياتى ليست كلها بشر ، بل منهم من لا يعرف حديث البشر ولكن نجد فى عيونهم لغة يذوب فيها القلب متعة وعذاباًوقد لا نجدها فى ميادين البشر .
وميكو يحكى لى قصصاً أغرب من الخيال ولا أعرف من أين يجئ لى بهذه القصص ، هل من نسج خياله الخصب أم من أحلامه أم هى واقعية يعرفها من عشيرته وأصدقائه ، أم هى من تاريخ حياته العجيب الذى صدمنى به وكأنى أسمع أساطير جديدة لم تُسطر بعد ولم يكتشفها أحد.
جاء لى ميكو والحزن والأسى يملأ عينيه قابض على ملامح وجهه ..
- ماذا بك يا ميكو ؟ أهناك من أساء اليك بشئ ؟ لقد قلت لك سوف أُسوى الأمور بينك وبين الحكومة ، ولكن لننتظر الوقت المناسب ، فانت تعلم أحوال النساء ، فليست كل الأوقات والأحوال تصلح للتعامل معهن .
المهم يا ميكو عليك ألا تتدخل فى شؤنهن مرة أخرى وخصوصا أمور النساء فى الاقتصاد ولا تتدخل فى شئون جمالهن وأجسادهن وأموالهن فهي كلها ثروات قومية ، و خطوط حمراء يجب الوقوف عندها ولا يحق تجاوزها وإلا تأتينا الرياح التى لا تشتهيها السفن .
- نعم . نعم .. ولكن ما يُحزننى أشياء أخرى .. أتعجبْأنها تأتى من جنسكم
- جنسنا !! ما الذى حدث لك منهم يا ميكو ، وأنت فى مأمن وبعيد عنهم
- إنهم يأتون إلىّ فى أحلامى .. يأتون إلىّ بأحوالهم وأمورهم المتناقضة العجيبة .. حتى أن أحد أصدقائى جاءنى شاكيا ومتعجبا مما آل اليهم
- احكِ لى يا ميكو ، ففى تذكر الأحلام وسردها ومعرفة كنهها ، أول الطريق لمعرفة أسرار الغرف المغلقة فى الأعماق وبداية الطريق لفك العقد والشفاء .
- سوف أحكى لك حُلمى .. جاءنى جرو من أبناء بلدتى لم أكن أعرفه ، فقد سمعت عن قصته ، تلك القصة التى تعجب لها جنسكم
- احك يا ميكو ، أنت تسترسل وتشوقنى ... أقترح عليك أن تكتب قصصك وأحلامك وتاريخ حياتك فربما يفتح لك التاريخ صفحة من صفحاته يقرأها الناس على مر الأجيال
قال ميكو : عندما ظهر أمامى سألته من أنت ؟
قال : ألا تعرفنى ؟ أنا الكلب ميتشو
- ميتشو !! أأنت صاحب قصة الحب العظيمة
- أنا ذاته
- لقد حكى لى جدى عنك الكثير ولكن ما الذى أستطيع أن افعله لك يا ميتشو؟
- لقد جئت أشكو لك الناس
- يا ميتشو .. الناس هم الناس وهذه طبائعهم التى اكتسبوها وأضافوا اليها حتى شوهوها ، ولكن قصتك مضى عليها زمن طويل وأنت فى عداد الأموات . فى عالم غير عالمنا ، كذلك الناس الذين جئت تشكو منهم هم أيضا لم يعد أحد منهم يتنفس على كرتنا الارضية ، فهل أساء اليك أحد فى عالمك ؟ هل فى عالمك تسير الأمور كما عندنا ؟ هل هناك من يسئ اليك بأى شكل من الاشكال كما يفعلون فى بلادنا التى يسمونها نامية .
- لا أحد .. فنحن فى سلام تام بعد أن خلعنا الجسد الذى منه تأتى كل الشرور ولكن كل ما فى الأمر نتذكر حياتنا على الأرض وبعض المشاهد فيها قد يؤلم أرواحنا أو يَسُرها ، إنها مجرد أحاسيس خاصة تلاحقنا .
- أعرف ذلك ولكنى يا ميتشو يلذ لى وقد تشرفت برؤيتك أن تحكى لى انطباعاتك عن البشر ، لربما حكايتك تختلف عما قالوه لى عنك ، فما نسمعه من أصحاب القضايا غير ما نسمعه من الغير ، فربما أضافوا اليها ما يعتمل فى داخلهم أو حذفوا منها
شيئا ، فتكون الحكاية قد تبدلت وأخذت منحى آخر ولكن كما قلت لك عندما نسمعها من أصحابها تتضح الأمور ولا يكون فيها لبس او غموض ، هيا يا ميتشو شَوقْنى بحكاية حلمك .
قال ميتشو: أننى يا ميكو أتعجب من البشر وأحوالهم ، فعندما كنت أقوم بزيارة حبيبتى "تاشا" كان يجتمع حشد كبير من الناس ومعهم كاميرات التصوير ، فكانوا يسببون لى ولحبيبتى الإحراج والخجل ويثيرون إستياءنا .
ميكو : وعلى ماذا ؟ أفعلتم جريمة أم قمتم بعمل خارق ؟ !
- لا هذا ولا ذاك يا صديقى . كل ما فى الأمر أننى وتاشا كنا علي علاقة حب نحب بعضا باخلاص وهل في هذا مايشين أو مايخجل .كانت أرواحنا تربطها موده وحنان وشوق لايعرف غير العطاء ، لا يشوبه أنانية ورغبات الجسد .
- عظيم يا ميتشو لقد شوقتنى أكثر .. أكمل . فليس فى حكايتك أى خجل أو عيب أو حرج
- نعم وإن كان هناك عيب فهو فى الناس .
- نعم يا ميتشو . عيب فى الناس الذين يحملون عقولا وأفكارا ومشاعراللأسف. .
- أنت تعرف يا ميكو .. عندما كنا نسكن فى قرية ما تعرفت على جارتنا " تاشا " وتوطدت العلاقة بيننا وأصبحنا أسعد حبيبين . حب وتفاهم ومشاركة وإحترام ، ولكن جاء يوم اضطر سيدى
أن ينتقل لقرية بعيدة يفرقها نهر كبير ، ولما علمت "تاشا" حَزنت لهذا الخبر وأزرفت الدموع وانقلب حالها غما وحزنا وقالت لى .. لقد سَعِدنا كثيرا يا ميتشو وجاء اليوم الذى يريد أن يسلب منا كل هناء وسعادة ، فكيف أعيش بدونك وأنت حياتى .
قلت لها .. لماذا يا "تاشا " تفكرين هذا التفكير البائس . إن حبنا فوق كل شئ . فوق المسافات والبحار والأنهار والمعوقات .. إننا واحد ، والواحد لا ينقسم لإثنين ، وسوف أكون معك كل يوم ولن نسمح لأى ظرف مهما كان أن يغيرنا أو يبدل سعادتنا .
انتقلت مع سيدى ورسمت كل خطوة وتعرفت على الطريق بالشم وسجلته وأنت تعرف يا ميكو ان الله وهبنا تلك الحاسة التى يفتقدها بعض خلق الله .
قلت له : أعرف يا ميتشو انها من نعم الله ، فهى أمن وأمان كما تساعدنا فى ممارسة رسالتنا فى الحراسة .
قال : ورغم مرور نهر عريض يفصل بينى وبين حبيبتى تاشا إلا أنه لم يفصل بين قلوبنا لأنها ارتبطت مع بعض بشرايين عمرانة بالحب الخالص .
- اننى أشعر وأحس بك ، فماذا فعلت يا ميتشو بعد ان انتقلت كما تقول لمكان آخر ؟
- القلب والروح لا يحدهما مكان فهما يتسعان لكل مساحة عُلوا وهبوطا
- أنت شاعر حقيقى يا ميتشو وكلامك ينساب بأعزب موسيقى . أكمل من فضلك
- لم أقل لسيدى شيئا حتى لا أزعجه وأُقلقه ، فقد كنت حريصا جدا على سلامه وهدوئه .
- يا سلام يا ميتشو . يا بخت وسعادة تاشا بك ، لا تجعلنى من فضلك أعمل مقارنة بين ذلك ونساء البشر اللاتى لا يستجيب لهن النوم إلا بازعاج أزواجهن وتكدير صفوهم ، وهذا الكلام على مسئوليتى ، أراه بعينى التى لم أعرف يوما أنها خانتنى أو خدعتنى ، وهذا موضوع آخر . أكمل يا ميتشو
- بعد أن يذهب سيدى إلى عمله أبدأ أنا فى رحلتى اليومية إلى حبيبتى تاشا ، أعبر النهر سباحة لمدة ساعة على الأقل ثم أترجل إلى تاشا التى تنتظرنى بالقرب من بيتها ، فتأخذنى بالعناق والقبلات والأشواق رغم أن غيابى عنها لم يتعد ساعات الليل ، ونمضى وقتا سعيدا بين اللعب والحب ، ويحكى كل منا عن مشاعر صاحبه وأحداث يومه، حتى قبل أن تغيب الشمس ، وقبل مجئ سيدى أبدا رحلة العودة بعد عناق طويل وفراق قصير يلحقه فى اليوم التالى عودة ووصال ، وأكون فى البيت قبل مجئ سيدى
- يا سلام يا ميتشو لو الواحد يلاقى فعلا حد يحبه مثل حبكم هذا العظيم ، تذوب الحياة بكل مشاكلها ومعاناتها . أعطنى حبا ولا تعطنى رغيفا ، أعطنى كلاما طيبا صادقا ولا تعطنى إحسانا . بالحب تَكَون هذا العالم العجيب وما حوله حتى هان فى سبيله كل شئ حتى البذل والتضحية ولكن للأسف . قل لى بربك من الذى شَوَهَه يا ميتشو ؟
- انها الأنانية يا ميكو .. الرغبة فى الأخذ . أخذ ما يملكه غيرك . هذا هو أساس كل الفساد
- دعنى أُكمل شَكوتى
- أكمل يا ميتشو .. أأنا فى حلم أم واقع ؟
- يوما عاد سيدى مبكرا عن موعده المعتاد فلم يجدنى وظل يبحث عنى فى كل مكان وعند وقوفه أمام البيت فوجئ بمجيئى وتعجب لما رآنى مبللا أرتعش بردا ، ولكن كعادته لم يتفوه بكلمة فأدخلنى وأدفأنى ، وأنا أعرف صاحبى تماما فهو يحب أن
يكتشف كل شئ بنفسه وعلى طريقته الخاصة ، فلم يدر بيننا حديث ، ولكنه عمل خطة ليعرف سر غيابى ، فتتبع خطواتى بدون أن أعرف ، حتى عرف السر وأبلغ أصدقاءه بأننى أقضى مع حبيبتى تاشا ذلك الوقت ، جاءت كل الميديا وصوروا رحلتى ولقاء حبيبتى ، وعندعبورالنهر وجدت كماً من البشرينتظرنى على الشاطئ الآخر يهللون ويصفقون ويتعجبون كأننى أقوم بعمل خارق ، فشعرت أنا وتاشا بان هناك من يتلصص على حبنا ويتجسس علي أسرارنا وأنت تعرف أن الحب مثل الشمعة كلما داريت عليها توهجت نورا وحرارة .
*****
ميكو : استيقظت فلم أجد ميتشو ، وعرفت أنه حُلم ، وما الفرق بين الحلم والحقيقة إلا أننا فى الحلم يكون لنا متسع من الحرية لنعمل أى شئ ونقول أى شئ ونقابل من يستحيل علينا مقابلته فى الحياة ، أما في الواقع فكل شيء بحساب .
*****
قلت له : يا ميكو.. أمتعتنى بحلمك وبمقابلة ميتشو الذي جاء لك يشكو ويستاء من تصرفات البشر ، ولكن لازال هذا النوع من الحب موجودا بيننا نحن البشر وكذلك بين بعض خلائق الله ، وإن لم يكن موجودا فعلى العالم السلام وتكون نهاية كرتنا الأرضية .
والآن دعنى يا ميكو أرتب كتبى وأُنْسقها .. ولنا لقاء .
*****



#فوزى_سدره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (6) لماذا الإيذاء
- (5) عودة ميكو وفضائحه
- (4) الإحساس الضائع
- (3) هل للإنسان أن يختار طريقه
- بالقراءة تُقاس حضارة الشعوب
- البحث عن الوفاء


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوزى سدره - (7) ميتشو صديق ميكو