أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - أعجوبة إسرائيل ومسخرة العالم














المزيد.....

أعجوبة إسرائيل ومسخرة العالم


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 5869 - 2018 / 5 / 11 - 15:29
المحور: القضية الفلسطينية
    


لن يكون غريبا أبدا إن تقدمت إسرائيل بطلب استبدالها بعجائب الدنيا السبع فلديها عديد الأسباب والمبررات التي ترشحها لمثل هذه المكانة فهي الدولة الدنية الوحيدة التي لن تتكرر, والدولة الوحيدة التي تطلب ممن تحتل بلادهم وتشردهم عن أرضهم أن يعترفوا بيهوديتها غير مكتفية بان الله من يحدد ديانة البشر, وهي الدولة الوحيدة التي تحتل أراضي شعب بأكملها علنا وعلى رؤوس الأشهاد في القرن الحادي والعشرين, والدولة الوحيدة في العالم التي قامت بقرار استثنائي مشروط من الأمم المتحدة وبنفس الوقت فهي الدولة الوحيدة في العالم التي ترفض تنفيذ قرارات الأمم المتحدة بما فيها القرار الذي أقيمت على أساسه وبشروطه, والدولة الوحيدة في العالم التي تشرعن قتل البشر لوجود سكين فواكه في شنطة يد سيدة أو في خزانة سيارة عائلة فلسطينية, والتي تحتجز في سجونها آلافا من الفلسطينيين بسبب دفاعهم عن حقهم في الحياة بما في ذلك أطفال ونساء وشيوخ ومرضى, الدولة الوحيدة في العالم التي تعتدي على غيرها علنا فيخجل المعتدى عليه من إعلان الرد ويؤيدها الجميع معتبرين العدوان من قبلها دفاعا عن النفس والدفاع عن النفس من غيرها اعتداء واغرب ما في أمر العالم المسخرة ان الدول الكبرى تقتتل وتتصارع بكل مكان وحين يصل الأمر إلى إسرائيل يصبحون جميعا حريصين عليها مدافعين عن عدوانها وجرائمها فهل هناك أعجوبة اكبر ومسخرة أكثر.
طوال سنوات ظلت إسرائيل تحرض المجتمع الدولي ضد إيران وسوريا وحزب الله طبعا الى جانب العدو الأساس وهو الشعب الفلسطيني وقد استطاعت ان تعيد منظمة التحرير الفلسطينية الى قائمة الإرهاب في دولة الإرهاب الأولى في العالم الولايات المتحدة التي أغلقت ممثلية المنظمة وأوقفت المساعدات عن الاونروا وعن السلطة الفلسطينية عقابا للفلسطينيين لعدم ترحيبهم بقرار ترامب سرقة القدس منهم وتسريبها علنا لأعدائهم وكذا إلغاء صفة الأراضي المحتلة عن الضفة الغربية وغزة وشرعنة الاستيطان والمستوطنات وتجريم كل فعل فلسطيني يسعى للحرية والانعتاق من الاحتلال.
اليوم تعتدي اسرائيل على سوريا علنا وتضرب بطائراتها وصواريخها كل منطقة يحلو لها ضربها ويصمت العالم وحتى الجهات المستهدفة تتحدث بأدب عن العدوان الإسرائيلي وفي رصد ردود الأفعال على العدوان الإسرائيلي كان الأبرز كالعادة رد الفعل الامريكي المؤيد المطلق لاسرائيل معتبرا ايران هي المعتدي أساسا وقد أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض الامريكي ان الرد الإيراني على اسرائيل يثبت ان لدى اسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ورفض الوجود الإيراني بالأراضي السورية ,وعلينا ان نلاحظ بجاحة امريكا واسرائيل عن حق اسرائيل دولة الاحتلال الوحيدة في العالم بتحديد من يتواجد أو لا يتواجد على الاراضي السورية وطبعا لم يكن غريبا التأييد الغربي المطلق لاسرائيل بتسمية العدوان دفاعا عن النفس لكن الغريب جاء من الموقف الروسي الحليف الاستراتيجي لسوريا وايران في المنطقة والذي من المفترض ان يكون تواجده على الاراضي السورية لحماية سوريا لكن حدوث الضربات الاسرائيلية في وقت لقاء نتنياهو بالرئيس الروسي وتطوع روسيا لإبلاغ ايران بعدم رغبة اسرائيل بتصعيد المواجهة وإعلان روسيا ان نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف سيبلغ الإيرانيين بعدم رغبة إسرائيل بالتصعيد, من جهة ثانية ما جاء على لسان مصادر روسية ان على ايران عدم التصعيد مع اسرائيل لتجنب مواجهة اكبر وهنا تظهر روسيا بمكان المحايد في حين التزمت الصين الحياد التام بهذا الأمر والأغرب ان عديد الدول العربية التزمت الصمت أيضا وان لم تكن قد أيدت ذلك علنا أو سرا.
يبدو ان أعجوبة القرن الواحد والعشرين وهي اسرائيل تتمدد اليوم لتصبح ليست حليفا للولايات المتحدة في المنطقة ولكن بديلا لها أيضا وقد نجد أنفسنا قريبا أمام حلف غير مقدس بين اسرائيل وعديد الدول العربية المحيطة يعلن عن نفسه كقوة تحمي العرب من الغول الإيراني الذي صنعته اسرائيل وأمريكا كوحش أخافت وتخيف به العرب والمسلمين وتقدم اسرائيل نفسها حامية للسنة العرب ضد الفرس الشيعة وسنجد قطعا فقهاء ورجال إفتاء يقدمون لنا فتاوى واجتهادات ما انزل الله بها من سلطان تبيح التعاون والتحالف مع اسرائيل وستصبح اسرائيل مؤمنة وإيران كافرة وقد لن يكون غريبا ان صاحب فتوى ترمب رسول الهي سينقل فتواه إلى نتنياهو ليبرر التحالف معه ونعطيه لقب الشيخ نتنياهو وهنا سنجد أنفسنا نتنازل عن القدس وفلسطين لصديق للإسلام لا لعدو لهم
يذكر ذلك بحكايات المؤرخ ابن الفرات الذي كتب عن الإمبراطور الألماني فريدريك الثاني قائلا بأنه " كان في الواقع مسلما ولكن في السر وكأن هذا الطرح ليس غريبا بما فيه الكفاية فزعم أن «فريدريك الثاني» كان عمّا للسلطان «الكامل محمد بن العادل» من جهة الأم ومن خلال هذا التصور يبدو لنا بوضوح محاولة دمج فريدريك الثاني عن طريق الانتماءات الدينية والروابط العائلية في حركة إسلامية وتجنيسه في نفس الوقت, لقد كانت أسطورة كون «فريدريك الثاني» صديقا المسلمين زعماً حتى يتقبل العالم العربي فقدان «القدس» ويكون أكثر قدرة على مواجهة هذا الموقف الجديد فصار تسليم المدينة المقدسة لا يبدو هزيمة لأن الحاكم الجديد لم يكن عدوا ولكن صديقا والذي ربما يكون من أقارب سلطان مصر وبالتالي سوف يُنظر إلى الاتفاق حول «القدس» على أنه مجرد تغيير لحيازة الحكم داخل الأسرة الواحدة فقط ".
نفس المهزلة وعبر التاريخ من اعتبار الإمبراطور الألماني مسلما الى اعتبار ترمب مبعوث الهي لإنقاذ الإسلام الى السعي لإدخال نتنياهو نادي المنقذين أنفسهم وعلى نفس القاعدة العجيبة سنجد من يدعو غدا الى ان القدس بيد نتنياهو أكثر أمانا من ان تكون عرضة للتسريب الى العدو الفارسي الشيعي الكافر من قبل الفلسطينيين حلفاء ايران وسوريا في المنطقة.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دائما نعم ... دائما ولكن
- أين سيذهب بنا المجلس الوطني؟
- علي الجمال يختتم أعمال المجلس الوطني
- سوريا وغزة وحرب قاطعي الطرق
- جمعة ضميرهم كاوتشوك
- كل القبعات تحية لغزة وما بعد غزة
- تبرئة الاحتلال ... تجريم الذات
- عدنان الصباح - كاتب ومفكر يساري فلسطيني - في حوار مفتوح مع ا ...
- ستيف هوكينغ والعلماء... وسيلة الخلاص أداة الجريمة
- بيرزيت ... ساتر هيبتنا
- الأسوار المثقوبة لا تصمد أمام الريح
- عاجزون يسوقون العجز
- حماس وضرورة الإمساك بقمة الجبل
- بطل مكشوف الظهر إلا من المصفقين
- الحرية لفلسطين ضرورة أممية
- لا تنتظروا الصفعة فقد وصلت
- المركزي يقرر انتقال الرئيس للقدس فورا
- المركزي...توحيد المقسم لا تقسيم الموحد
- فلسطين واحدة موحدة بديلا وحيدا مقبولا
- سبع سنوات عجاف ونصر


المزيد.....




- اختفت منذ 82 عامًا.. اكتشاف سفينة حربية يابانية من الحرب الع ...
- نظرة على معاناة عائلة للحصول على طبق واحد فقط في غزة
- غزة: مقتل أكثر من 1000 فلسطيني لدى محاولتهم الحصول على مساعد ...
- إردام أوزان يكتب: وهم -الشرق الأوسط الجديد-.. إعادة صياغة ال ...
- جندي يؤدي تحية عسكرية للأنصار في سيطرة ألقوش
- 25 دولة غربية تدعو لإنهاء الحرب في غزة وإسرائيل تحمل حماس ال ...
- -إكس- و-ميتا- تروّجان لبيع الأسلحة في اليمن.. ونشطاء: لا يحذ ...
- عاجل | السيناتور الأميركي ساندرز: الجيش الإسرائيلي أطلق النا ...
- سلاح الهندسة بجيش الاحتلال يعاني أزمة غير مسبوقة في صفوفه
- السويداء وتحدي إسرائيل الوقح لسوريا


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - أعجوبة إسرائيل ومسخرة العالم