أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عدنان الصباح - سبع سنوات عجاف ونصر















المزيد.....

سبع سنوات عجاف ونصر


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 5743 - 2017 / 12 / 31 - 18:01
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


كل عام والوطن بخير والشعب بخير والحزب بخير والزعيم قبل الجميع وبعد الجميع بألف خير, والأغنياء من صناع الموت والدمار ولصوص الأرض بخير, وحدنا أنا وأنت من لا يتمنى لنا احد الخير إلا على رأي الرحباني الجميل " وحدها شركات التامين من تتمنى لك الخير " ولان الفقراء أصلا لا يعرفون عناوين ولا اسماء ولا بوالص شركات التامين فقد خسروا هذه حتى, فالفقراء عادة ما يلتحفون بحلم الجنة للفقراء تاركين الارض وما عليها للنهابين ينهبون قوتهم وخبزهم وحريتهم معا, تاركين لنا مشكورين حق الحلم بالجنة الموعودة.
ترى كيف للوطن أن يكون بخير إن لم يكن ناسه بخير وكيف للحاكم أن يكون بخير إن لم يكن المحكومين بخير وكيف للام والأب أن يكونوا بخير أن لم يكن البنات والبنين بخير فلا خير يمكن أن يكون مجزوءا ولا خير يمكن أن يأتي على تعاسة الآخرين ولا خير يمكن أن يعيش إذا كان الألم زاد من حولك فلا الوطن له معنى دون ناسه ولا الحاكم له حكم دون ناسه ولا الأم ولا الأب سيحتفظون باسمهم دون الأبناء ومع ذلك لا زال الحاكم يدير ظهر المجن للمحكوم ولا زال الغني على قناعة بان الفقير ولد لخدمته بل ويسوق البعض منهم أن الله أدرى بعباده وهو وحده من يدري لماذا خلق فلان فقير وفلان غني وان لا حق لك بالتدخل بإرادة الله فهو " أدرى بعباده " ولعل ذلك ينسحب على مقولات أكثر إيغالا بالقدرية وتحويل الرغبات والأمنيات والقناعة الذاتية على أنها إرادة الله وتسويقها بكل السبل على الآخرين على أنها كذلك كمن يقول في الأوساط الدينية اليهودية المؤسسة والراعية لأيديولوجية دولة الاحتلال بأن جميع الأغيار – أي غير اليهود – على ارض فلسطين قد خلقوا لخدمة اليهود فقط ومن حق اليهود حسب رأي متطرفيهم أن يفعلوا ما يشاءوا بالأغيار جميعا, يقول سفر ميخا 12/4 "قومي ودوسي يا بنت صهيون لأني أجعل قرنك حديداً وأظلافك أجعلها نحاساً فتسحقين شعوباً كثيرين". وجاء في سفر أشعياء (61/5 ـ 6( "ويقف الأجانب ويرعون غنمكم ويكون بنو الغريب حراثيكم وكراميكم. أما أنتم فتُدعَون كهنة الرب تُسمَّون خدام إلهنا. تأكلون ثروة الأمم وعلى مجدهم تتأمَّرون".
هذه هي الجذور العنصرية للفكر الصهيوني والتي تشكل الأساس للاعتقاد بان اليهودية هي دين الله وان شعبها هم المختارون والصفوة وما عداهم من " الاغيار " عبيد لهم لا أكثر ولا اقل وبالتالي فان التعاطي مع مثل هذا الفكر على قاعدة القبول والتعايش يعني ترك العنصرية جذورا فكرية وتجليات عملية تمعن أكثر فأكثر بالتعاطي مع الآخرين على قاعدة التراتبية وخضوع الآخرين لأصحاب هذا الفكر العنصري المتعالي عن باقي البشر.
الفلسطينيون في مقدمة بنو البشر وضعوا في مواجهة مباشرة وسافرة أمام أبشع صنوف العنصرية على مر التاريخ فالذين اعتقدوا بتفوق العرق او الجنس او اللون وجدوا أسبابهم التاريخية ومكونات حياتهم ومع ذلك فقد تراجعوا جميعا او حاولوا إخفاء معتقداتهم او تداروا بها عن غيرهم وغلفوها بأشكال وصور اقل كراهية إلا الفكر الصهيوني الذي ظل يتعالى عن الآخرين ساعيا لإخضاع الجميع له بما فيهم اليهود أنفسهم لخدمة أغراض سادتهم ويحق لنا القول أن مليارات البشر يخضعون يعتبرون اقل مرتبة من حفنة من المتمولين اليهود الذين يستغلون فقرائهم أنفسهم لإخضاع الغير والتعالي عليهم ووحدهم الفلسطينيون هم الذين يقفون اليوم في مواجهة سافرة مع تجليات وتداعيات هذا الفكر بشكلها الأعنف والأكثر استعداء ويقف إلى جانبهم كل المتمولين من كافة الأجناس والأعراق على قاعدة وحدة الرأسماليين وسعيهم لإخضاع بني البشر كعبيد لهم بأشكال وأنماط مختلفة.
على مدى عقود من الزمن تعاطى الفلسطينيون ومعهم دعاة الحرية في العالم اجمع مع المسالة اليهودية كمسالة يمكن احتوائها والقبول بها دون أن يسعوا لقص جذور فكرها العنصري من أساسه وإلغائه في الفكر والسلوك اليهودي وإعادة من يعتقدون بأفضليتهم على بني البشر كناس من السماء إلى واقع الأرض كمتساوين مع غيرهم.
الأشكال والأنماط التي تعاطى معها الشعب الفلسطيني عبر العقود الماضية للتخلص من الصهيونية وتداعيات احتلالها بما في ذلك الأشكال الأكثر شيوعا وهي الكفاح المسلح وحتى الحروب العربية لم تأت بنتائج ايجابية وبدل تحقيق الحرية والاستقلال للشعب الفلسطيني لا زالت فلسطين ومعها بعض الأراضي العربية تخضع للاحتلال الصهيوني وتجد الصهيونية وممثلتها دولة الاحتلال كل الدعم والإسناد من كل التشكيلات الامبريالية في العالم بأشكال وأنماط مختلفة.
لقد آن الأوان اليوم للشعب الفلسطيني ومعه كل أحرار الأرض أن يتقدموا الصفوف بكل أشكال كفاح العنف السلمي وأدواته عبر تجييش عشرات ومئات الآلاف والملايين لإعلاء الصرخة الأقوى على وجه الأرض بان لا للعنصرية والاحتلال في عالم الحضارة والتقدم والرقي.
لنبدأ عام 2018 بإعادة فحص أدوات كفاحنا وحشد الطاقات الشعبية الأكبر والأكثر وتجييش الفقراء والمقهورين والمضطهدين كمقاتلين عزل يستخدمون جماعيتهم ووحدتهم سلاحا لا يكسر في وجه آلة الحرب والدمار والعنصرية مرتكزين على قاعدة أن لا يمكن لأية أداة حرب أن تطلق رصاصها إن لم تجد من بين الفقراء من لديه الاستعداد ليكون مستخدما كقاتل مأجور أيا كانت التسميات والتغطيات التي يستخدمها الطغاة لتبرير مهنة القتل المأجور لدى الفقراء لقتل أبناء جلدتهم وهم مليارات البشر لصالح حفنة صغيرة من القتلة واللصوص.
كل أسلحة الأرض ستصبح ألعابا للاطفا لان قرر فقراء الأرض التوقف عن القيام بدور العبد القاتل لزميله لصالح سيده وسارق قوته ودمه وبالتالي فان التوافق على القبول بسبع سنوات عجاف قوامها الجوع المكافح للفقراء والمقهورين موحدين في مواجهة الامبريالية والصهيونية عبر السعي للتخلص من مشروعها الأبشع المتمثل بدولة الاحتلال الصهيوني وإعادة توحيد فلسطين محررة واحدة موحدة مصدر إشعاع روحي للبشرية عاصمة للسلام والسماء على الأرض فان بإمكاننا إن انطلقت مسيرة كفاحنا صبيحة يوم 1/1/2019 أن نحتفل بالنصر على الطغاة والعنصريين وتنظيف الأرض من أدوات الموت والخراب وجعلها مركزا لزراعة القوت وإنتاجه لصالح البشرية كل البشرية ونحقق هذا الانجاز بالاحتفال بالنصر لفلسطين وكل البشرية على أسوار القدس في نهاية يوم 31/12/2025 منهين بذلك سبع سنين عجاف بنصر حقيقي وبوابة لسنين الخير السمان بلا توقف لصالح البشر كل لبشر المؤمنين بوحدتهم في الخير لهم على أرضهم التي لم يورثها الله لأحد من اللصوص ولم يعط الأفضلية لصنف من البشر على غيره أيا كانت مبررات ودواعي التصنيف.
ليكن عام 2018 عام الحشد لمسيرة الحرية الأكبر عددا والأكثر عنفا سلميا يقهر الأعداء بالكثرة والوحدة والإيمان بان فلسطين ينبغي لها أن تعود حرة ومنارة للخير والإيمان والسلام لكل الأرض لا مركزا للشرور والعدوان وصناعة الموت والعنصرية, ينبغي لفلسطين أن تعود على يد أبناءها لدورها الأساس مدينة للسماء والسلام على الأرض محطة الأرض الأخيرة إلى السماء ومحطة السماء الأولى إلى الأرض.
لنحتفل هذا العام بذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة وبأعياد الميلاد وراس السنة الميلادية وقباحة الامبريالية الامريكية التي قررت ان تكرر تجربة وعد بلفور بكل قذارته عبر منح دولة الاحتلال حقا لا يملكه المانح ولا الممنوح له, لنحتفل بكل ذلك بإعادة قراءة تجربتنا بروح النقد والتجديد مستفيدين من تاريخ حافل من الكفاح الوطني بكل اشكاله حتى تلك الاشكال الدبلوماسية والتفاوضية ورهن موقفنا احيانا بما يسمى بالشرعية الدولية بكل انحيازها البشع لصالح الاحتلال وجريمته, ليكن الاحتفال بتكريس هذا العام بكامله كعام لفحص العتاد وتجديد الثورة على قاعدة انخراط الكل في مسيرة الكفاح مستخدمين اسلحة الشعب والحق والايمان مقابل اسلحة العنصريين وتجار الموت وناهبي خيرات الارض وناسها كي نصبح جاهزين لانطلاقة جديدة في اليوم الاول من العام 2017 لسبع سنوات عجاف تكلل بالنصر والحرية.
انني ادعو كل الكتاب والمثقفين واصحاب التجارب الثورية وكل المؤمنين بعدالة قضية شعبنا بالحرية لفلسطين كل فلسطين واستعادة دورها كطليعة ومصدر اشعاع روحي وحضاري لكل البشرية في كل بقاع الارض, انني ادعوهم جميعا ليشاركوا في ورشة عمل مفتوحة طوال عام 2018 لصناعة رؤيا وادوات كفاح وتحديد اسلحتنا في مواجهة المشروع الامبريالي الصهيوني العنصري والعدمي كقادة لمشروع حضاري يطال الارض وناسها عماده الحرية وتنظيف الارض من كل اشكال العنصرية وتجلياتها وفي مقدمتها الحروب وادواته من كل اشكال الاسلحة المدمرة للناس وحضارتهم وحياتهم لعلنا نكون قادرين في 1/1/2019 للانطلاق مرة جديدة بثورة تنتهي بالنصر لقضيتنا وشعبنا وقضية كل احرار الارض.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل العرب يشتمون كل العرب وكفى
- بلا ساقين وطفلة ... وحشد من أغاني
- لماذا نستثني 12 مليون صاروخ فلسطيني
- حدود أمريكا ... حدود النص
- نعم لا زال الانتصار ممكن
- بين مهزلة الانقسام وجريمة التقسيم
- - شدي اللحاف يا صفية ما فيش فايدة -
- ترامب ... صفقة الإفقار لصالح الإرضاخ
- السعودية ورقصة الانتحار
- بن سلمان ذاهب ببلاده للخراب
- الصين عولمة الحرير مقابل عولمة النار
- وعد - ماي - يدق الخاصرة الميتة
- الصين ... مرمى النار الأمريكية
- غزة اللا توراتية وصفقة القرن
- لماذا انقسم المصطلحون أصلا
- تحنيط المرأة ... تحليل السلطان ... تحريم القرآن
- خطاب الوداع والوديعة فماذا بعد
- نريد بطلا لا رئيس
- مصالحة جديدة ... استيطان جديد
- ثورة على الاحتلال او امارات اقتتال


المزيد.....




- حوار مع الرفيق فتحي فضل الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي الس ...
- أبو شحادة يدعو لمشاركة واسعة في مسير يوم الأرض
- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عدنان الصباح - سبع سنوات عجاف ونصر