أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان الصباح - السعودية ورقصة الانتحار














المزيد.....

السعودية ورقصة الانتحار


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 5696 - 2017 / 11 / 12 - 21:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عادة ما يسعى الساسة الحكماء الى تصدير أزمات بلادهم الى الخارج عبر افتعال الصراعات او النزاعات او حتى الحروب الخارجية فأفضل الطرق لدى الساسة هو صناعة عدو خارجي لتوحيد الجبهة الداخلية وهذا العدو يجب ان يكون النزاع معه قابلا لتوحيد الجميع من خلف مبتكره او صانعه كالملك او الزعيم أيا كان وهي الطرق الاكثر سهولة لدى السلطات الديكتاتورية والقمعية او الرأسمالية لصرف أنظار جمهورها عن أفعالهم بطريقة او بأخرى ومنها الاستعداء القومي او الديني او الطائفي او حتى وهو الأهم الاستعداء بهدف النهب والسيطرة على الثروات مما يدفع بالشعب للاعتقاد بإمكانية الخلاص من ظروف الفقر والعوز بالسيطرة على مقدرات وخيرات الغير العدو وهي وسيلة عرفها التاريخ منذ تشكلت التجمعات البشرية الجنينية بما في ذلك الصراع على صيد الطعام البدائي في الغابة.
هذه الحقيقة المعروفة في الف باء السياسة " تصدير الأزمات الداخلية الى الخارج " يبدو أنها غائبة كليا عن عقلية الأسرة الحاكمة في الجزيرة العربية وهي تصنع سياستها الداخلية وحتى الخارجية فهي قد تكون استطاعت النجاة بفعلتها في العراق بالتحالف مع الولايات المتحدة وقوى النهب الغربية لاستباحة خيرات العراق وأهله وتدمير البلد الذي كان من المفترض له ان يكون حليفا لبلد عربي يتشابه معه في التركيبة السكانية وغيرها وهي أيضا قد تكون استطاعت ذلك بشيء من النجاح بدعم تدمير ليبيا ودعم تردي الأوضاع في مصر وحتى في سوريا التي سعت لتدميرها وفشلت في ذلك حتى اللحظة, وافتعال أزمة مختلقة مع اكبر حليف سياسي واقتصادي مثل قطر بلا مبرر حقيقي سوى تأزيم حال المملكة في وقت هي أحوج ما تكون به للحلفاء.
لكن ان تفتعل السعودية بنفسها حربا طائفية في اليمن بين السنة والشيعة في محاولة للإضرار بإيران ومشاريعها المعادية للامبريالية في المنطقة وان تقوم بحرب أمريكية بالإنابة تزج بها بلادها مباشرة ومعها مصر البعيدة عن التأثير المباشر لهذا الطاعون الطائفي الذي تريد له لأمريكا ان يستشري في منطقتنا لصالح مشاريعها اللصوصية, ان السعودية بذلك قد جاءت عمدا بالنار الى قرصها كما يقول المثل العربي وهي التي أعلنت عن بناء جدار يفصلها عن اليمن بطول 2000 كلم عام 2013م عادت لتقتحم طول البلاد وعرضها وهي تدرك ان ما نسبته حوالي 15% من مواطنيها هم من الشيعة الذين يتعاطفون قطعا مع أبناء معتقدهم ويلاقون تمييزا واضحا تجاههم من السلطة الحاكمة بشكل او بآخر, هذا يعني ان إعلان الحرب على الشيعة في اليمن وتجييش الجيوش باسم قوات التحالف دخول مباشر للبلد نفسه في حرب مع جار تساعده كل الظروف على الصمود أطول فترة ممكنة وتجعل من بلادها عرضة لكل النيران بما فيها نيران الداخل التي قد تأتي من أبناء المعتقد الشيعي نصرة لأبناء معتقدهم او من الفقراء الذين تشير الإحصاءات الغير رسمية بحذر الى ان اقل نسبة لهم هي 20% من السكان وبالتالي فان حكم النقمة مرتفع ضد حكم آل سعود الذين يعتمدون في بسط سلطاتهم على القوة المالية التي تنهار أمام الجوع والفقر والقوة العسكرية التي تنهار أمام الدفاع عن المعتقد والعدد الضخم للعشيرة الحاكمة والتي يقال ان عدد أفرادها قد يصل الى 25 الف نسمة والمنتشرة ومتنفذة وممسكة بزمام الأمور في كافة مناطق المملكة.
الاعتماد على الثروة في بسط نفوذ الحكم يصبح بلا قيمة حين تتركز هذه الثروة بيد الحاكمين وبطانتهم بشكل فاحش مع استمرار ظواهر الفقر والعوز بين أبناء الشعب وهي قاعدة أسقطها حكم آل سعود في بلادهم التي يحكمونها بالجهل والخوف للناس والبذخ والغنى الفاحش والمفضوح لأبناء أسرتهم, وقاعدة القوة للسيطرة أسقطها حكام آل سعود بافتعالهم حرب مباشرة في اليمن ضد أصحاب عقيدة يؤمن بها 15% من أبناء شعبهم الذي يحكمون وبذا فقد فتحوا البوابات لجهنم في عقر دارهم, وقاعدة كسب الأصدقاء والحلفاء أسقطوها بافتعالهم الأزمة مع قطر, وأخيرا فان الاعتماد على قوة العشيرة صار مهددا بعد الخطوات الغير محسوبة التي قام بها ولي العهد السعودي ضد قطاعات واسعة ومؤثرة من أبناء عشيرته التي كان من المفترض ان يشكلوا درع الحماية له ولحكمه, وبذا تكون السعودية قد رقصت رقصة موتها بيدها عمدا وبغباء لا يمكن لمن يعرف الف باء السياسية ان يرتكبه.
على حكام آل سعود اليوم ان ينتظروا نتائج رقصة الانتحار التي بدءوها فعادة ما يرقص العقرب طالبا المتعة وهو يدري ان الموت ثمنها او ان ينتحر لادغا نفسه بالخطأ حين تسد من أمامه الطرق رغما عنه أما ان ينتحر عاقل بإغلاق كل أبواب النجاة بوجه ذاته عمدا فهو فعل لم يفعله على الأرض سوى فاقدي الأهلية للحياة قبل الحكم.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بن سلمان ذاهب ببلاده للخراب
- الصين عولمة الحرير مقابل عولمة النار
- وعد - ماي - يدق الخاصرة الميتة
- الصين ... مرمى النار الأمريكية
- غزة اللا توراتية وصفقة القرن
- لماذا انقسم المصطلحون أصلا
- تحنيط المرأة ... تحليل السلطان ... تحريم القرآن
- خطاب الوداع والوديعة فماذا بعد
- نريد بطلا لا رئيس
- مصالحة جديدة ... استيطان جديد
- ثورة على الاحتلال او امارات اقتتال
- المجلس الوطني ونفض الغبار عن الغبار
- أشباه العرب وفخ التدويل
- فلسطين ومكانتنا على الأرض
- العرب وعشق الغرباء
- خالد نزال يملأ مقالع قباطية
- ثقافة الانتصار بتحقيق الهزيمة
- قطر ونظام التدوير الأمريكي للمهمات
- عشرون تيه بين أيار وحزيران
- أمة النفخ والجلد والتيه


المزيد.....




- بعد وقف إطلاق النار.. رئيس إيران يوجه -طلبا- إلى محمد بن زاي ...
- نظريات المؤامرة: كيف أصبح مروجوها خطراً على من حولهم؟
- حلم -تغيير النظام- الإيراني - تجارب الشرق الأوسط الفاشلة نذي ...
- إنقاذ الحياة والثروة السمكية في المتوسط.. مهمة تنتظر تعاون ا ...
- النجم الهندي سلمان خان يفاجئ الجمهور بحقيقة وضعه الصحي الخطي ...
- خبراء يحذرون: تعليم القراءة في سن الثالثة قد يُعيق نمو الطفل ...
- نواف سلام يؤكد من الدوحة على الدور المحوري لقطر في استقرار ل ...
- الترجي.. هل تواصل تونس صناعة التاريخ للكرة العربية بالفوز عل ...
- لحظة انقلاب مروحية أثناء محاولتها الهبوط في أمريكا.. شاهد ما ...
- إيران تقصف قاعدة العديد في قطر وترامب يشكر طهران على إنذاره ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان الصباح - السعودية ورقصة الانتحار