أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عدنان الصباح - فلسطين ومكانتنا على الأرض















المزيد.....

فلسطين ومكانتنا على الأرض


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 5594 - 2017 / 7 / 28 - 15:59
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


تقدم الولايات المتحدة نفسها يوميا ومنذ زمن بعيد على انها البلد الراعي والحامي للحريات الديمقراطية في كافة بقاع الارض وتحاول بريطانيا وفرنسا دوما ايجاد مكان لهما في الاجندة الامريكية تحت نفس الشعار بينما كان الاتحاد السوفياتي قبل انهياره يشكل الدبيل الكلي للمشروع الامبريالي في العالم اجمع وحتى بعد غيابه حافظت روسيا على لدور نفسه وان بشكل مختلف وظلت تسعى لان تشكل البديل للمشروع الامبريالي وتحمل راية مناهضة المشروع الامريكي حيث امكن حتى وان كانت حقيقة تلك المعارضة هي نفس المصالح المتضاربة في انحاء العالم ومن نفس المنظور الرأسمالي الا ان ذلك يعني ان لروسيا مكانتها ايضا والتي تقدم نفسها حتى اليوم بشكل او باخر كمناصر لقضايا التحرر في العالم وان كان الامر لم يعد كما كان من وجهة النظر الاشتراكية التقدمية للاتحاد السوفياتي السابق.
الدول الاسكندنافية تقدم نفسها كنموذج للديمقراطية والسلام, كثير من دول العالم اخذت لنفسها مكانة ما على وجه الارض وفي الفعل الانساني وتمكنت من ان تضع نفسها على خارطة الفعل الحضاري اما بالصناعة والتكنولوجيا او حتى بالإنتاج ووفرته مستغلة كثرة ورخص الايدي العاملة لديها كالصين والهند مما جعلها مساهمة في حضارة الفعل السياسي والاقتصادي والاجتماعي ببعدي الوعي والفعل ووحدها الامة العربية ارتضت لنفسها دور التابع المفعول به وعلى كل الاصعدة وان كانت ظلت تناور بالخطاب الغيبي التاريخي المستند الى ماضي غير قائم على الارض حاليا.
اسرائيل الدولة الفريدة من نوعها على الارض والاوحد من بين بلدان العالم من تسعى لتحويل الدين الى قومية تحاول جاهدة تقديم نفسها كدولة ديمقراطية حضارية متقدمة في نفس الوقت الذي تعلن فيه علنا عن عنصريتها وشوفينيتها ورفضها للآخر بل وسرقة ارض وحقوق شعب باسره ووطن بكل ترابه ومع هذا تملك القدرة على ذر الرماد في العيون علنا وتجد من يؤازرها ويدافع عن افعالها وجريمتها بينما تغيب عن العالم نصرة الضحية ممثلة بفلسطين وشعبها ويقبل الغرب المسيحي اسرائيل اليهودية كمحتل لمقدساته ومقدسات المسلمين ناهيك عن القضية الانسانية والوطنية والحقوق المشروعة لشعب سلبت حريته وارضه.
هذا التناقض الذي يعيشه العالم في موضوعة فلسطين فهو من جانب يدافع عن لص شوفيني يعلن عنصريته تجاه الجميع والعالم الذي يسمي نفسه بالعالم الحر الرافض للدولة الدينية العنصرية يناصر اسرائيل بعنصريتها ويرفض انفتاح الفلسطينيين وتنازلاتهم من اجل السلم والامن الدوليين وقبولهم بقرارات الشرعية الدولية وانتظارهم تحقيقها على قاعدة شعبية تقول " رضينا بالهم والهم ما رضي فينا " اسرائيل ترفض الشرعية الدولية وما يسمى بالشرعية الدولية يقبلها ونحن نقبل بالشرعية الدولية وهي ترفضنا علنا فاية معادلة عرجاء اذن من نقف نحن امامها.
ينبغي اعادة تصويب الكون من اجل حريتنا وحرية بلادنا فلا يمكن قطعا ان نطلب ممن يزيفون القيم الانسانية ويستخدمونها ادوات شر ضد الشعوب والطبقات الفقيرة والمستضعفين ان يكونوا حماة للحق والخير والسلام على الارض التي تعني بالنسبة لهم فقط مصدرا للثروة واحتكارها مهما كان الاذى الذي سيلحق بالآخرين وبالتالي فان مهمة الفلسطينيين لا تنحصر فقط بحريتهم وحرية بلادهم بل وحتى بحرية الارض من مغتصبيها ولن يستطيع الشعب الفلسطيني الحصول على حقوقه باستجداء الرأسماليين والإمبرياليتين الذين يرون في اسرائيل خادمهم الوفي والنفذ الامين لأجنداتهم في المنطقة وبذا فان استعادة فلسطين لمكانتها من خلال شعبها وقواه الحية كمصدر اشعاع للحرية والديمقراطية والخير والسلام للبشر كل البشر هي الطريق الوحيد لهزيمة قوى الشر من على وجه الارض فحرية فلسطين هي حرية الارض كل الارض.
لقد حمت فلسطين اليهود انفسهم كفارين من عسف الفراعنة وبطشهم قبل الميلاد وحمتهم وهم غزاة كفارين من عسف الرأسمالية ليس في المانيا وحدها بل وفي كل اوروبا ولقد ظلت فلسطين ملاذا آمنا لكل مضطهد على وجه الارض وكان اليهود نموذج ذلك بينما عرف المسيحيون معنى الظلم في كل بقاع الارض وهم يذكرون جديا ما عانوه في ظل الامبراطورية الرومانية في روما وغيرها ولن ينسون قطعا ان مهد المسيحية كانت فلسطين ولا زالت ارضها ارض حجيجهم حتى اليوم وكذا كانت فلسطين للمسلمين مصدر الهام ونبع قداسة فهي الامنة للنبي موسى وارض الميلاد للنبي عيسى وارض الرسالة للنبي محمد.
ظلت فلسطين رمزا للحرية والسلم على مر العصور وقد مر عليها كل الطغاة وعلى ارضها ذاقوا الهزيمة واندحروا ولم ينتصر بها وعلى ارضها الا الخير ومنها صدر هذا الإشعاع لكل الكون وكما يتغنى بها اليهود ويفعل المسيحيون وكذا المسلمين الذي يعتبرون انفسهم من خلال تعاليم الدين الاسلامي ورثة لكل الاديان السماوية ومؤمنين بها جميعا بل هم اصحابها فأركان الايمان عند المسلم تشترط الايمان بالله وكتبه ورسله جميعا وبالتالي فهم الاقدر اذن على رفع راية قبول الاخر وحماية قيم السلم والحرية والديمقراطية على الارض وبدونهما فان تحقيق الحرية لفلسطين تصبح مرهونة بأيدي قوى الشر وهو ما لا يمكن تحقيقه في ظل تعاظم واستغوال الشر وقواه وتفتت الشعوب المقهورة وانهيار قواها وانشغالها بتدمير ذاتها لصالح اعدائها.
وحدها فلسطين وشعبها الفلسطيني من يمكنه اليوم قيادة مسيرة الحرية للبشرية فقد فتح باب السماء في فلسطين واغلق بعد نزول محمد على ارضها عائدا من السماء وبالتالي فان شعبها العربي الفلسطيني بكل اطيافه واديانه ممن يؤمنون بحق الانسان بالعيش حرا فوق ارضه كل الارض هم الاقدر اليوم على قيادة مسيرة حرية البشر انطلاقا من حرية فلسطين او وصولا اليها.
تماما كما تملك قوى الشر مصانع الاسلحة الفتاكة بما فيها الاسلحة النووية وتخترع الحروب والصراعات والمذابح لتسويق بضائعها فان الشعب الفلسطيني وحده من بين شعوب الارض من تقع على عاتقه قيادة مسيرة الحرية من الشر والعتق من بين انياب قوى الاستغوال الامبريالية فهو صاحب الارض التي انتزعت البشرية من بين انياب العبودية والظلم وجعلت من فلسطين وبحق بوابة الارض الى السماء ومنارة السماء في الارض واليوم لم يبق للخير من منارة سوى فلسطين واهلها الذين تقع على عاتقهم مهمة فضح قوى الشر من الإمبرياليين ودحرهم عبر توحيد كل المستضعفين والمؤمنين بالحق والعدل والسلام على الارض عبر ايمانهم بمساواة البشر على قاعدة ان على الارض امة واحدة هي امة البشر اصحاب هذه الارض كل الارض بالتساوي ما داموا جميعا ابناء ام واحدة واب واحد وان ما يجري من توزيع اخرق للثروة وسرقة علنية لحقوق الميراث من الاقوى ضد الاضعف هو ظلم اخرق ضد البشرية وهو سبب كل الصراعات والحروب الدائرة وان كل البشر اخوة عدا صناع الموت وتجاره من سارقي حقوق البشر في ثروة ارضهم واحتكار الثروة كلها لصالحهم واستعباد الغالبية المطلقة من البشر لصالح ثرائهم الفاحش وان اخذ هذا الاستعباد انماطا واشكالا مختلفة الا انه النتيجة تبقى واحدة فلم تغب العبودية وان تغيرت انماطها واسمائها.
ان حرية الارض وشعوبها لن تتأتى الا بحرية فلسطين ومن خلالها وعلى شعب فلسطين دون غيره تقع مهمة تحرير البشرية عبر تحرير بلادهم واذا لم يستعد الشعب الفلسطيني المهمة الاساس له ولبلاده عبر التاريخ وظل يدير ظهره لقضايا البشرية والظلم الواقع عليها فان احدا لن يلتفت ابدا لقضيته هو وستبقى فلسطين اسيرة بأيدي ثلة من العنصريين والشوفينيين ممن يعتقدون انفسهم فوق الجنس البشري مذكرين العالم بأبشع ظالميه ممن أسسوا للعنصرية الصهيونية من البيض الاوروبيين في امريكا الامبريالية الى العنصرية الموجهة ضد اليهود انفسهم الى العنصرية ضد الاسلام في عديد دول العالم ولا زالت العنصرية التي اسس لها سادة الامبريالية العالية وافناء الشعوب مؤسسي عاصمة الظلم والقهر الولايات المتحدة الامريكية نقيضا لفلسطين عاصمة السلم والعدل والحق وقد يكون ذلك وراء اختيار فلسطين قاعدة لاستعادة العنصرية لمكانتها عبر دولة العنصرية الصهيونية اسرائيل التي تحميها امريكا وحلفائها علنا وبالتالي فان مهمة تحرير فلسطين من العنصرية هي في ان معا مهمة تحرير الارض من ناهبي خيراتها ومحتكري ثروتها وقوت جياعها وان لم يستعيد شعب فلسطين دوره ومكانته كمكون رئيس لقوى الخير ومسيرة الثورة ضد قوى الظلم موحدا لقوى الخير وكل المظلومين فلن تقوم للبشرية قائمة ابدا.
ان اعادة تسليح مظلومي ومستضعفي الارض اليوم بقيم الحرية والعدالة والمساواة وقيادة مسيرة الحرية للبشرية كل البشرية هي مهمة الفلسطينيين قبل غيرهم اولا بسبب مكانة فلسطين ودورها الروحي التاريخي وثانيا لان استمرار خضوعها للاحتلال يأتي كنتيجة طبيعية للصعود المتواصل للقوى الامبريالية والاستعمارية على الارض وبالتالي فان تحرير بلادنا وشعبنا مترافق مع كفاحنا من اجل تحرير شعوب الارض من لصوصها مصاصي دماء العصر الحديث ومشعلي فتنها وناهبي خيراتها وصانعي حروبها لصالح جيوبهم.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب وعشق الغرباء
- خالد نزال يملأ مقالع قباطية
- ثقافة الانتصار بتحقيق الهزيمة
- قطر ونظام التدوير الأمريكي للمهمات
- عشرون تيه بين أيار وحزيران
- أمة النفخ والجلد والتيه
- أمة من الموتى
- عن الفقر إلى الفقراء ( 8 )
- أبو الفحم نصف قرن وأيار جديد
- قراءة محايدة لوثيقة حماس السياسية
- إنتصار الأسرى إنتصار الشعب
- أسرى النجاح أم نجاح أسرانا
- عناوين فرعية لقضية غائبة
- أمة خارج الخدمة
- عن الفقر إلى الفقراء ( 6 )
- - الجنود - بروليتاريا العصر الحديث
- عن الفقر إلى الفقراء ( 5 )
- تجريم العقل النقدي عند العرب
- عن الفقر الى الفقراء ( 4 )
- يا شقيري عنا سلاح


المزيد.....




- إصلاحُ الوزير ميراوي البيداغوجيّ تعميقٌ لأزمة الجامعة المغرب ...
- الإصلاح البيداغوجي الجامعي: نظرة تعريفية وتشخيصية للهندسة ال ...
- موسكو تطالب برلين بالاعتراف رسميا بحصار لينينغراد باعتباره ف ...
- تكية -خاصكي سلطان-.. ملاذ الفقراء والوافدين للاقصى منذ قرون ...
- المشهد الثقافي الفلسطيني في أراضي الـ 48.. (1948ـــ 1966)
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ عملية بمجمع الشفاء الطبي في غزة ...
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى تخليد ...
- النهج الديمقراطي العمالي بوجدة يعبر عن رفضه المطلق للأحكام ا ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عدنان الصباح - فلسطين ومكانتنا على الأرض