أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض بدر - أندرو سكوت كوبر ونهاية النظام الإيراني















المزيد.....

أندرو سكوت كوبر ونهاية النظام الإيراني


رياض بدر
كاتب وباحث مستقل

(Riyad Badr)


الحوار المتمدن-العدد: 5866 - 2018 / 5 / 6 - 05:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كبار الكُتاب و المحللين يجمعون بان نظام الملالي يعيش أيامه الأخيرة وهو سائر إلى تفتت بعد أن دخل نفق مظلم بسبب سياساته المليئة بالأخطاء والأخطار التي جابت عليه عواصف دولية ليس للنظام قدرة على تحملها ولم يتعظ ممن سبقه من الأنظمة خصوصا نظام الشاه محمد رضا بهلوي.
استعرض هنا بعض اهم الفقرات في مقابلة للكاتب أندرو سكوت كوبر مؤلف أشهر كتاب عن الأيام الأخيرة لشاه إيران "سقوط الجنة" هنا يحلل الأمور بدقة متناهية واضعا نتائج أحداث مهمة حدثت في السنوات الأخيرة فعلها نظام الملالي كفيلة بان تجعله على نفس السكة التي أودت بالشاه. أندرو سكوت أحد المتخصصين بالتاريخ الإيراني وله محاضرات ومقالات مرموقة بل مؤثرة عن الوضع داخل إيران وأطلق جملته الشهيرة "أن مهمة إيران تُشبه مهمة الاتحاد السوفييتي السابق، فقد دلفت الجمهورية الإسلامية إلى فترة الغسق، ويجب التفكير بما بعد ذلك"
أشار أندرو سكوت إلى عدة أمور عجلت بنظام الملالي للوصول إلى هذه الحالة المزرية جاعلة من الشعب الإيراني يحن لأيام الشاه لا نظام الملالي الذي بات يتخبط بشكل ملحوظ بل مثير للسخرية في السنين الأخيرة.
حيث يقول في كتابه "انه في أعقاب حملة القمع العام 2009، أُصيب العديد من الشبان الإيرانيين بخيبة أمل من الإسلام السياسي، ووجدوا عزاءهم في الفن والثقافة الفارسيين ما قبل الإسلام. وأنا أدركت هذه الظاهرة في العام 2013 حين أمضيت بعض الوقت في قُم في إجازة أكاديمية". وقد دلّ حجم المظاهرات على أن الطبقات الاجتماعية نفسها التي كانت تُعتبر من أشرس الداعمين للنظام استسلمت لهذا الإعجاب.
التغيير عادة ما يأتي من الشعب وليس بالضرورة مظاهرات وإضرابات أو مصادمات بل قد يكون الشعب قد تهيأ نفسيا لأي تغيير أي أن الحكومة أو النظام بدأ يخسر الأرضية التي يستند عليها وهي مرحلة الترنح وهذا ما يحدث في إيران الأن.
اعتبر أندرو سكوت أن عوامل عديدة أشعلت فتيل الاضطرابات الإيرانية، وأن ما أثاره على وجه الخصوص هو رؤية إيرانيين من الطبقة العاملة والطبقة الوسطى الدنيا في البلدات الصغيرة والمدن متوسطة الحجم وهم يطالبون بإطاحة الجمهورية الإسلامية ويهتفون للمَلَكِيَة ولأسرة بهلوي المنفية. بالنسبة إلى العديد من المتظاهرين، الحالة البائسة للاقتصاد الإيراني والفساد هي التي وفّرت الظروف المناسبة كليًا لتفجير مشاعر القومية الفارسية المكظومة.
وهذه برأيي هي طبيعة الشعب الإيراني وقد ذكرت في تحليلات سابقة أن لكل بلد اسبرينه الخاص أي إن الدول العظمى ستُسقط النظام الإيراني لا بالسلاح العسكري إنما بالسلاح الاقتصادي والاجتماعي وهذا ما سيفعله ترامب فبمجرد الانسحاب من الاتفاق النووي سيهوي الاقتصاد الإيراني في بئر لا قرارة له ثم سينعكس سلبيا بل كارثيا على رغيف الخبز مما يجعل الشارع الإيراني بركانا لن يخمد قبل الإطاحة براس السلطة الدينية متمثلة بخامنئي وحرسه الثوري الذي يصارع هو الأخر من اجل البقاء فالفخ الكبير الذي تم استدراجه اليه كان اكبر من طاقته.
كما أكد الكاتب في مقابلة بهذا الشأن أن لا خيار أمام الرجال الذين يديرون إيران سوى إعادة تقييم طموحاتهم الإقليمية. قائلًا "سيتعيّن عليهم العثور على وسائل لتعزيز الإنفاق الاجتماعي، وإحدى الطرق ليفعلوا ذلك هي إعادة توجيه الموارد بعيدًا عن وكلائهم الإقليميين الذين استهدفهم شطر كبير من الحنق المحلي، ودفعها (الموارد) نحو الاقتصاد المحلي. سيكون عليهم التركيز على خلق فرص العمل، والمزايا الاجتماعية، والإسكان. وعلى المدى القصير على الأقل، قد يبدون رغبة في إبرام صفقات لإنهاء نزاعات تستنزف الكثير من الثروة الوطنية. يمكن للملالي أن يكونوا مرنين حين يريدون ذلك، إذ من في وسعه أن ينسى قرار الخميني بـ"تجرّع السم" وإنهاء الحرب مع العراق؟
لكن، لماذا يجب على السعوديين القدوم إلى طاولة المفاوضات فيما هم يشتمّون رائحة الضعف في إيران؟ ثم إن التذبذب غير المتوقع في أسواق الغاز والنفط، بما يحمله من مضاعفات سلبية على الخزانة الإيرانية، سيلعب دورا مهمًا فيما سيحدث لاحقًا.
وقال أيضا إن "الملالي اكتشفوا القومية في وقت متأخر. الخميني بالطبع أعرض عن القومية، إلى أن شعر بالحاجة إلى تعبئة الإيرانيين خلال الحرب مع العراق. وفي السنوات الأخيرة، رأينا النظام يحاول (ويفشل) في استلحاق التقاليد الفارسية. فقد أسفرت جهود الإعلام لتشويه صورة أسرة البهلوي عن نتائج عكسية لأنها سمحت بالحديث عن هذه الأسرة علنًا. وفي أعقاب المهرجان الكبير في ضريح كورش الكبير في باسارغادي في أكتوبر 2016، والذي فاجأ السلطات، جرت محاولة غبية للإثبات أن النبي محمد له علاقة بكورش. وهذا يوحي بأن القيادة مشوّشة نوعًا ما وغير واثقة من كيفية الرد".
ويرى أن نقطة التحوّل الرئيسة في تطور الاضطرابات تمثّلت في الإقبال الكبير للناس على باسارغادي في أكتوبر 2106. فمثل هذا التمرين على التعبئة الجماهيرية لاقى تجاهلاً من الإعلام الغربي ومن المحللين الإيرانيين المقيمين في الغرب. لقد قُدِّر عدد الجمهور بنحو 100 ألف، وصوّروا وهم يهللون ويدعون إلى عودة عائلة بهلوي وإعادة النظام الملكي.
نلاحظ من هذه الأحداث أن الملالي يتخبطون بشكل هستيري ولا يدرون ما يفعلون فقط للبقاء على الكراسي فأكبر فخ دخلوا فيه بغباء مطبق هو العراق ثم جذبهم السكوت الأمريكي وسحبهم مع الروس إلى سوريا التي كان بوتين يعلن ويتباهى بانه لن يُجر إلى أفغانستان جديدة ولكنه وبكل غباء دخل المستنقع فقد اعتقد أن المستنقع له نفس الطعم واللون والرائحة القديمة وإذا به يجد نفسه في مستنقع شامل أي هو وحلفائه في إيران وبِحُلة عصرية لا يمكن مقاومتها.
يتابع الكاتب "مثل هذا المنحى شكّل منعطفًا عن حقبة السبعينيات، حين رفض الشبان الإيرانيون أسلوب الشاه محمد رضا بهلوي وتبنّوا كل مجالات الإسلام الشيعي. واليوم، أطفال وأحفاد هؤلاء الثوريين يوظفون التقنيات القديمة التي استُعملت لتقويض الشاه، لكن هذه المرة ضد الملالي. فالملابس التي يرتدون، والموسيقى التي يسمعون، والكتب التي يقرأون، والأماكن التي يزورون في الإجازات، تعكس حبّهم للثقافة الفارسية ورفضهم الضمني للإسلام السياسي. وبهذا المعنى، هم يعرفون تاريخهم بشكل جيد للغاية في الواقع".

أما بالنسبة إلى التشابه بين الجمهورية الإسلامية وبين نظام البهلوي، فيعتبر أنها تبدو واضحة في الرغبة في استعراض النفوذ الإيراني في طول المنطقة وعرضها. بيد أن الشاه كان مقيّداً بظروف الحرب الباردة وبالنظام الدولي الليبرالي الذي تعهّد الدفاع عنه، هذا في حين أن الجمهورية الإسلامية تسعى إلى استغلال فراغ القوة في المنطقة مع إنسحاب الولايات المتحدة من العراق. الشاه كان سيشعر بالهلع لو رأى اليوم كيف تتصرّف إيران. وقد أبلغني أحد أفراد أسرة البهلوي أنه سعيد لأن الشاه مات في بدء الحرب العراقية- الإيرانية، لأن هذا الحدث كانت دمّره تماما".
وعبر الكاتب عن تفاؤله بأن "الولايات المتحدة وإيران ستكونان أصدقاء مجددا. إذ لدى الأميركيين والإيرانيين الكثير من الأمور المشتركة، على رغم أن الشعب الإيراني أكثر اندفاعاً في هذا الاتجاه من الأميركيين الذين لازالوا يعيشون في فقاعة 1979. الأنظمة لا تدوم إلى الأبد، والتغيير يحدث حيث لا تتوقعه".
عن أي نظام نتحدث هنا، على أي حال؟ عن نظام يبدو غير شعبي للغاية إلى درجة أن شعبه يفضّل إعادة عقارب الساعة 40 سنة إلى الوراء؟ على رغم أنه لا يجب الاستهانة بإيران، إلا أنها تُشبه من نواحٍ عديدة مهمة الاتحاد السوفييتي السابق. لقد دلفت الجمهورية الإسلامية إلى فترة الغسق، وأعتقد أنه يجب أن نبدأ بالتفكير بما سيأتي بعد ذلك".
أندرو سكوت كوبر هو مؤلّف كتابين مرموقين: The Oil Kings: How the U.S., Iran, and Saudi Arabia Changed the Balance of Power in the Middle East (سايمون أند شوستر، 2011)، وThe Fall of Heaven: The Pahlavis and the Last Days of Imperial Iran (هنري هولت آند كو، 2016).
درّس كوبر في السابق في جامعة كولومبيا وعمل في هيئة الأمم المتحدة ومنظمة هيومن رايتس ووتش.


الموضوع مقتبس عن مقابلة منشورة على موقع إيلاف بتصرف



#رياض_بدر (هاشتاغ)       Riyad_Badr#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرض الأغبياء
- حقيقة قصة -الرهائن- القطريين ودفع فديتهم
- لماذا خطب ماكرون بالكونغرس الأمريكي الآن؟
- مجسم للرد الأمريكي – البريطاني – الفرنسي على روسيا
- هل تمتلك المملكة العربية السعودية سلاحا نوويا!
- مؤتمر إعادة إعمار ام إبقاء الانهيار!
- المُهمة انتهت .... ولادة حلف جديد في الشرق الاوسط
- ثورة الجياع ثورة حقيقية - الأسباب الحقيقية
- لهذه الأسباب سيظل الاتفاق النووي الإيراني حبرا على ورق
- بيونغ يانغ وأمريكا من سَيُشهِر البطاقة الحمراء في وجه الآخر!
- عُرّةُ التاريخ
- القلاقيل
- ترمب وإيران و (محللي) الصدفة السياسين
- ولا تقربوا النساء وأنتم سُكارى
- تحالفات الاضداد *
- بهلوانيات
- علمني كيف !
- الفصل الاخير من الهجرة
- وزارة الدفاع السُنية ووزارة الداخلية الشيعية بينهما برزخ لاي ...
- عضو البرلمان المُنتَصِبْ


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض بدر - أندرو سكوت كوبر ونهاية النظام الإيراني