عشتار الفصول:11050 ملاحظة هامة:في الشأن التاريخي.

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.
(Ishak Alkomi)

الحوار المتمدن-العدد: 5863 - 2018 / 5 / 3 - 13:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

ملاحظة هامة:في الشأن التاريخي.
ليس هناك من مؤرخٍ عبر العصور ، أو باحث ٍ،استطاع أن يُغطي كلّ مواضيع التأريخ التي كانت موجودة في زمانه ،وفي محيطه ، فهذا من المستحيلات ، لهذا علينا أن نأخذ في قراءات المؤرخين أو المحققين، من أنّ هناك موضوعات لم يمروا عليها ،وكانت موجودة في زمنهم ،وهذه من الأمور الطبيعية، فوسائل المواصلات أدواتها ،والطرق هي التي كانت تتحكم في حركتهم ونشاطاتهم ،فلم يكن لديهم من وسائل كالطيران مثلاً ، أو وسائل تصوير كما لدينا اليوم، ، أو وسائل نقل حديثة ، فحتى اليوم هناك اكتشافات للعوالم الحيوانية والأثرية، والظواهر الطبيعية في كوكبنا والتي يعجز عنها الوصف. فتلك الظواهر لم نلحظ أن أشار إليها المؤرخين والمهتمين والدارسين والعلماء قبل هذا، وفي عدم إشارتهم لها لايعني عدم وجودها .
من هنا علينا ألاّ نقف موقفاً فيه من الجهل والحماقة ،أمام نظرة متحجرة ،لما يُطرح اليوم من أفكار في التأريخ ،وبقية العلوم الاجتماعية ،والأقوام والقوميات .فقد تكون جماعة عرقية موجودة في دولة ما ،ولكن الحكومات أو المجتمعات المحيطة بها حاولت طمسها ،وعدم إظهارها للمشهد ،سياسيا كان أو اجتماعيا.وهذا الفعل لايؤهلنا لأن ننكر ، ونتنكر وجود تلك الجماعة، حين تأتي وتكتب تاريخها ومكان موطنها وفعلها المتراكم ،والذي يُمثل ذاكرتها الجمعية ،علينا أن نتمتع بالواقعية والعلمية والموضوعية والوجدانية .لا أن نحمل شوفينيتنا ونتصدى لتلك الجماعة أو هذه ونُحاربها في وجودها وحقها ،بل علينا تقع مسؤولية الكشف عن ماهو موجود وقد غيبته الأحقاد والحكومات السابقة، والظروف السياسية التي قامت على أساسها تحليلات المسؤولين السياسيين والحزبيين والمثقفين المتأدلجين.
إن التاريخ يكتبه الأقوياء كما قلنا قبل سنوات .لكن أعتقد أنّ على المثقفين المتنورين التقدميين العالميين تقع مسؤولية تحويل المجتمعات من الظلمة إلى النور.ومن رفض الآخر إلى الاعتراف به ،حتى تتكامل الجهود في صناعة دولة ناجحة ، ومجتمعات أكثر حيوة .
نقول هذا رداً على عدة ظواهر ،تاريخية، عرقية، اجتماعية، سياسية، وثقافية ،اعترضتنا و تعترضنا من خلال توثيقنا لتاريخ جزيرتنا السورية .تلك الظواهر جديرة بأن نقف عندها ونتأكد عبر المناهج العلمية في فحصها ، سلبياتها وإيجابياتها .لكي نقول كلمتنا عنها ،ولا نُبقيها تتغيب من خلال شوفينية لهذا القوم أو ذاك.
إنَّ التأريخ والتوثيق ،قبل أن يكون عِشقاً ورغبة ً، هو مسؤولية ووطنية، وعالمية ووجدانية، ومهما حاولت أن تطمس بتراب ٍ أنت محتلاً له .تاريخ غيرك من الشعوب والأقوام ،فسيأتي اليوم ويتم الكشف عن الحقائق برمتها ، لهذا علينا بالشفافية حين نتناول التاريخ كموضوع للدراسة والتوثيق.
ومن هنا أدعو إلى تكوين جماعة ندعوها( جماعة التاريخ).تتكون من المكوّنات القومية والدينية والمذهبية، ومن حملت الإجازة في التاريخ والآثار ،وتتبع كدائرة إلى دائرة الآثار في المحافظات .عملها يقوم على توثيق كل مفاصل الحياة ،المورفولوجية ، الاقتصادية، العمرانية، دراسات عن القوميات ونشاطاتها، عن المكتشفات الأثرية وتدوينها ، عن الثقافة والعلوم ،عن كل نشاط تقوم به هذه الجماعة أو تلك، عن الأعياد والمناسبات والنشاطات المختلفة.وترتبط بمديرية المتاحف والآثار بدمشق .
وتقدم في نهاية كل عام دراسة شاملة، وكاملة عن المحافظة .ويكون هناك كتابا حوليا في هذا الشأن تصدر الدائرة المختصة محليا وقطريا ،فكل محافظة أن تطبع كتابا يكون في متناول الجميع وتتم دراسته بنقد موضوعي يمكن تصويب بعض الأخطاء التي كان قد وقع بها الفريق الدارس.ولا بد من أن يكون مدة كل فريق عمل لهذه الجماعة ـ مدة عملها كل أربع سنوات كاملة، وفي حين تغيب أحد الأعضاء لسبب ما (موت، هجرة، مرض يقعده ، يتم اختيار عضو من نفس المكوّن القومي والديني واللغوي).
هذا مجرد اقتراح نقدمه،ولكننا نؤكد على أهميته ؛حتى نؤرخ ونؤرشف لكل حدث يمر على محافظتنا وعلى وطننا ،وباقتراحنا هذا ، لايعني أننا نسينا ما يعيشه الإنسان في وطننا ، وما تمر على أهلنا جميعا هناك من ظروف يعجز عنها اللسان ، إنها المأساة السورية الكونية ، نتمنى ونعمل على أن تنتهي فصولها السوداء . لكننا نطرح هذا في سياق القراءة التاريخية التي نشهد على تزوير ٍ كامل لحقائق نرى بوادرها قد ظهرت للعلن من خلال قوة جماعة على جماعة أخرى ، لابل يبدو سيكون هناك محو لمعالم العديد من الجماعات العرقية والقومية والدينية في وطننا يتم عبر هذه الفوضى الخلاقة.
وإلى موضوع أخر
اسحق قومي.
شاعر وأديب وباحث سوري مستقل يعيش في ألمانيا

#اسحق_قومي (هاشتاغ)       Ishak_Alkomi#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات