أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد إبراهيم أحمد - لقاء في -ساحة النور- بدندرة..














المزيد.....

لقاء في -ساحة النور- بدندرة..


السيد إبراهيم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5862 - 2018 / 5 / 2 - 23:38
المحور: الادب والفن
    


تَعجَّب صديقي حين ذكرتُ في نهاية مقالي "أيامٌ في دندرة" أن الضياء والنور قد مَلأَ جنباتي وأعماقي، واحتضن اليقين كلماتي وسكناتي وحركاتي.. ولم أشأ أن أدلل على شعوري بأدلة لن يستطيع أن يصل لمداها؛ فقد قلتُ في نهاية المقال نفسه، أن من ذاق ليس كمن عرف، تحسبًا لمن سيتعجبون مثله.

كان من الأفضل أن أقدم لمحبي الإمام الفضل الدندراوي أمير قبائل وعائلات الأسر الدندراوية، والدكتور الطاهر أحمد مكي أستاذ الدراسات الأدبية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، وعضو المجمع اللغوي بمصر ـ رحمة الله عليهما ـ وجذورهما من قنا، اللقاء الذي تم بينهما.

لعل هذا اللقاء كان غائبًا عمَّن يتابع تاريخ الرجلين الأعلام في حياتنا المعاصرة على المستويين الديني والأدبي، إلا عَمَّن نقله لنا كقراء وهو معالي الدكتور محمد أبو الفضل بدران الذي شغل الكثير من الوظائف الهامة وآخرها نائب رئيس جامعة جنوب الوادي لشئون التعليم والطلاب والذي شَرُفتُ بلقائه في منتدى دندرة الثقافي الرابع، وهو قنائي الميلاد والجذور أيضا كالرجلين، وهو المحب للأمير الفضل وللأسرة الدندراوية وتلميذ الدكتور مكي، وقد ذكر اللقاء في مقالته: "الطاهر مكي‮ ‬كما عرفتُه".

يقول الدكتور أبو الفضل بدران: (يدعونا الأمير الفضل بن العباس الدندراوي للحوار والغداء علي ضفاف النيل ببيته‮ "‬ساحة النور" بدندرة،‮ ‬يتحول الطاهر مكي في حواره من زعيم في حزب التجمع إلي صوفي حتي النخاع‮،‮ ‬كنتُ‮ ‬معيدا آنذاك‮‬،‮ ‬رأيته يناقش في الأحوال والمقامات‮،‮ ‬ورأيت علي وجهه سيم ـ أي علامة ـ الرضا‮‬،‮ ‬تحدث الأمير الفضل عن أحوال المسلمين في العالم؛ وعمَّا ينبغي أن يكونوا عليه‮‬،‮ ‬كان الأكل شهيا لكن الحوار أشهي وألذ)‮.‬

إن دليلي الأول في اقتران الحالة الشعورية التي انتابتني والتي عكسها وجودي في دندرة وأهلها، هو نفس ما نقله الدكتور بدران عن الحالة الشعورية التي مَسَّت وجه أستاذنا الدكتور الطاهر مكي وهي علامة الرضا في حديثه مع الإمام الفضل الدندراوي في هذا الجو الذي تظلله سحائب المحبة وأهلها وأحوالها ومقاماتها.

إنها الحالة التي تكون مع صاحبها حال وجوده في محيط دندرة، والتي تصاحبه بعد رحيله عنها ببدنه لا بوجدانه، وهو ما يصفه الدكتور بدران، فيقول: (في أثناء عودتنا ترجّل مكي فوق كوبري دندرة الذي يربط بين قنا الشرق ودندرة والترامسة الغرب‮،‮ ‬مشينا في معيته وكأننا المريدون في إثر شيخهم‮،‮ ‬أو الحلاج وأتباعه علي نهر الفرات مُرددًا‮:‬

و اللهِ‮ ‬ما شرقتْ‮ ‬شمسٌ‮ ‬ولا‮ ‬غربتْ‮ ‬
إلاَّ‮ ‬وذكركَ‮ ‬مقرونًا‮ ‬بأنفاسي
‮ ‬و ما خلوتُ‮ ‬إلي قومٍ‮ ‬أحدِّثهم‮ ‬
إلاَّ‮ ‬وأنتَ‮ ‬حديثي بين جُلاَّسي‮ ‬
و ما هممتُ‮ ‬لشربِ‮ ‬الكأْس مِنْ‮ ‬ظمأ‮ ‬
إلاَّ‮ ‬رأيتُ‮ ‬خيالاً‮ ‬منكَ‮ ‬في كاسي).

من الدلالات الهامة التي نستشفها من هذا اللقاء أن الأمير أبو الفضل الدندراوي كان حريصًا على أن يلتقي الدكتور الطاهر مكي وهو علَّامة في الأدب المقارن بل هو عميد دراساته، وله من الكتب والدراسات الكثير الذي مازلنا نتتلمذ فيها عليه، وهو المترجم والناقد والذي زار العديد من الدول الغربية والعربية والإسلامية، وكان حديث الأمير عن أحوال المسلمين في العالم؛ وعمَّا ينبغي أن يكونوا عليه، ‮‬هذا ما يشغل الأمير ولعله أراد أن ينقل رسالة وفكر الأسرة الدندراوية إلى الدكتور مكي، وفي ذات الوقت يستنير برأيه ومشاهداته عن العالم الإسلامي وأحواله.

من المؤكد أن الأمير الفضل كان يعلم أن الدكتور الطاهر على الرغم من نشأته الأزهرية، إلا أنه قطب من أقطاب اليسار في مصر وفي حزب التجمع اليساري المعارض، غير أن من يعرفون الدكتور الطاهر مكي الأستاذ الأكاديمي يعلمون أنه لم يكن ليسمح أن يتسرب مذهبه السياسي إلى منهجه الفكري والعلمي أو إلى أيٍّ من مؤلفاته.

غير أن الأمير بهذا اللقاء كان ينطلق من أهم مرتكزات الفكر الدندراوي في إعلاء ثقافات مفقودة في عالمنا العربي المعاصر، غير أنها مركوزة في ذلك الفكر، وأهمها ثقافة الاختلاف، والتنوع الثقافي، وقيمة وثقافة التسامح، ولهذا كان بيت الأمير الفضل وقلبه وعقله يتسع للدكتور مكي في "ساحة النور".. اسمًا ومعنىً، وينتقل من القلب للقلب.



#السيد_إبراهيم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صور الحب في فكر الدكتور محمد حسن كامل
- الشهيد عبد المنعم رياض: دلالات النشأة والوطنية..
- مفهوم -الشعر- في فكر الدكتور محمد حسن كامل..
- قراءة في بناء ومعوقات رأس المال الاجتماعي عبر المجتمع الافتر ...
- تقدمتي لقصة ” شاء قدري”.. للكاتبة هزيل حورية..
- الهجرة النبوية: المقدمات والنتائج..
- -حول المجتمع الافتراضي-.. حوار مع عالم الاجتماع الدكتور وليد ...
- حوار حول الأمازيغية مع الشاعر الباحث عادل سلطاني
- التصوف وعلاقته بالتشيع.. الافتراق والالتقاء
- -مالك بن نبي- .. رؤية جزائرية
- -عرعار- في ذاكرة التاريخ الجزائري...
- أوهاَمٌ مُسْتعَارة
- الإسراء والمعراج .. المعجزة والقصيدة
- فَزَّاعَةُ العَامِّيَّة...
- عندما تتلمذ -الأعلم- على -الأدنى- .. السلجماسي والدباغ أنموذ ...
- طفلة الرؤيا
- تبرئة -ابن سبعين- من القول المشين ..
- عرعار: في ظلال القصيدة والثورة والحوار...
- قصة فانتازيا: ما زالت هناك تطير...
- قصيدة: -ثرثرة-...


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد إبراهيم أحمد - لقاء في -ساحة النور- بدندرة..