أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فتحي كليب - المجلس الوطني الفلسطيني .. وحوار الطرشان















المزيد.....

المجلس الوطني الفلسطيني .. وحوار الطرشان


فتحي كليب

الحوار المتمدن-العدد: 5862 - 2018 / 5 / 2 - 19:09
المحور: القضية الفلسطينية
    


فتحي كليب/ باحث فلسطيني
إنعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في دورته (23) فتح النقاش والحوار من جديد حول الكثير من عناصر قضيتنا الوطنية، وهو حوار مطلوب على الدوام كونه يؤسس لثقافة حوار وطني غائبة ومغيبة منذ سنوات.. رغم ان بعض هذه الحوارات افتقدت في الكثير من المرات لشروط العملية الحوارية المنطقية، خاصة في ظل الانتشار الهائل لمواقع التواصل الاجتماعي وتحول كل فرد الى محلل وناقد وايضا شتام.. والاهم من ذلك غياب الرقابة والتوجيه من قبل قيادات الفصائل الى الانصار والمحازبين ما يقود غالبا الى نتائج عكسية لمثل هذا الحوار نماذجه الواضحة المزيد من التعصب الاعمى للموقف والفصيل والشخص.
احدهم يقول ان المجلس الوطني يعمق الانقسام ويضر بالقضية الفلسطينية، وكأن (11) عاما من الانقسام كانت مجرد رقم لا تأثيرات ولا انعكاسات سلبية له، ولم يدمر شعبنا وقضيتنا ولم ينتج انقسامات على مستوى كل تجمعات شعبنا في لبنان وسوريا كما في الضفة وغزه وجميع اقطار اللجوء والشتات..
ثانيهم يسترسل بالتحليل ليصل الى نتيجة مفادها ان هذا المجلس الوطني غير شرعي ولا يمثل الكل الفلسطيني. ما الجديد في مثل هذا الموقف اذا كانت حركتي حماس والجهاد هم اصلا خارج مؤسسات منظمة التحرير ويتبنيان هذا الموقف من المنظمة منذ عقود سواء عقد المجلس ام لم يعقد، وكم من المؤتمرات هنا وهناك عقدت تحت عناوين البحث عن بدي للمنظمة.. اذا ما الجديد الذي يحمله مثل هذا الموقف؟
ثالثهم يكمل في الاسترسال ليصل في تحليله ان مجلس رام الله سوف يكون جزءا من صفقة القرن الامريكية.. وكأن نجاح هذه الصفقة متوقف على انعقاد المجلس الوطني.. وبالتالي فان هئا المحلل ينأى بنفسه عن المواجهة وان من يتحمل المسؤولية هم اولئك الذين شاركوا في هذا المجلس..
والغريب ان احدا من هؤلاء لا يتحدث كثيرا عن واحدة من اهم الوظائف التي يسعى اليها البعض وهي احكام القبضة وزيادة الهيمنة والاحتكار على قرار المنظمة في محاولة لمزيد من تعطيل دورها وايضا محاربة القوى التي تنادي وتعمل من اجل التغيير ومحاصرتها لمنعها من تقديم مشاريع الاصلاح الديمقراطي لمؤسسات م.ت.ف بما يعيد الاعتبار للمنظمة ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني، ووضع حد لسياسة التفرد والاستفراد، وتهميش المنظمة وتذويبها في مؤسسات السلطة الفلسطينية.
من الخطأ النظر الى دورة المجلس الوطني الحالية خارج سياق الانقسام الفلسطيني وخارج اطار الحركات والصراعات الاقليمية والدولية، غير ان الاساس الذي يحاول البعض ان يتناساه هو ان منظمة التحرير بمختلف مؤسساتها تشكل حصيلة توازنات فلسطينية وعربية ودولية وحسم الصراع عليها ومن اجلها وظاخلها وخارجها لا يكون بالمواقف العدمية التي لا تحمل اي رؤية لتغيير هذا الواقع، بل باستراتيجيات وطنية تجمع ولا تفرق، تقرب ولا تبعد وتجذب ولا تنفر.. فيما الواقع السياسي الرسمي والفصائلي الذي نعيشه اليوم هو ان الكل ضد الكل ومع الكل وتصبح جلسة المجلس الوطني هي المعيار الذي على اساسه يمكن ان تبنى التحالفات المصلحية التي لا افق سياسي لها.
الا يعلم كل هؤلاء ان هناك انقساما فلسطينيا على كل شئ منذ اكثر من ربع قرن ؟
هل سمعوا عن تجمعات فلسطينية بامها وابيها تعيش الموت بشكل يومي بسبب انانية وفئوية هؤلاء ؟ لماذا لا يختلفون على من يحقق هموم ومصالح الناس في غزه ولبنان وسوريا، ولماذا لا يقدموا تنازلات يمكن تسميتها ب "التكتيكية" لصالح فلسطين وهم يعلموا حجم المخاطر التي تتعرض لها الحقوق الفلسطينية والتي تختلف عن اي تهديد سبق وان عاشته القضية الفلسطينية..
القول بأن المجلس الوطني لا يمثل هذا او ذاك ليست هي النقطة الاساس، بل ان سبل مواجهة مرحلة ما بعد انعقاد المجلس هي الاخطر. فقد قيل في السابق ان لا علاقة للشعب الفلسطيني باتفاق اوسلو، لكن من دفع اثمان هذا الاتفاق والتزاماته هو هذا الشعب من لحمه ودمه، وبالتالي فان عدم مواجهة نتائج وتداعيات اتفاقات اوسلو بشكل فعلي على الارض كانت له نتائج اخطر واكثر سلبية من نتائج الاتفاق نفسه.. وهذا ما ينطبق على المجلس الوطني عندما يتم الاكتفاء بموقف عام دون ربطه بآليات تحرك جماهيري يقود الى تغيير واقعنا السيئ الذي نعيش.
لسنا بحاجة لكثير عناء كي نثبت ان الحالة الفلسطينية بجميع مكوناتها ما زالت تعيش في ابجديات الديمقراطية التي عمادها وركنها احترام الآخر كما يقدم نفسه طالما ان هناك اتفاق عام على الابجديات الوطنية. فالفصيل الذي اراد ان يقاطع فهذا خيار يجب ان يتم احترامه طالما انه نابع من الارادة الوطنية الحرة لمن اتخذه طالما انه يعكس اراده جمهور هذا الفصيل، والتاريخ والشعب هم الذين سيحاسبون. ومن اراد المشاركة فهذا ايضا خيار وطني وفقا لقراءات وخيارات هي بالفعل مفتوحة للنقاش السياسي الذي لن يحسم الا عبر حوار سياسي عقلاني والشعب والتاريخ هم الذين سيحاسبون..
لكن من يتخذ موقفا ويعتقد انه يمتلك الحقيقة، ويوزع شهادات بالوطنية على هذا وذاك وهو مشنشل من رأسه حتى اخمص قدمية بالتبعية والوصاية المفضوحة وبالمال السياسي الذي فاحت رائحته وازكمت الانوف. وبالمقابل يقف على عرش الوطنية ليوزع الشهادات على هذا او ذاك بانه الوطني الحريص على قضيته فهذا ما يجب صده ورفضه بل وتعريته امام الشعب..
من اراد ان يبحث عن السلبيات سيجد الكثير منها في تاريخ وحاضر كل فصائلنا .. ومن اراد البحث عن القواسم المشتركة التي يمكن البناء عليها ايضا سيجد منها الكثير ليراكم عليها وينطلق منها ويجمع عليها كل من سعى لدق مسمار في مسار العمل الوطني..
كل يغني على ليلاه .. واعلام .. وميديا وشبكات تواصل اجتماعي.. شتائم وسباب والغائب الاكبر هو العقلانية السياسية والحوار ولغة المنطق والوطنية.. والنتيجة اتساع الهوة بين هذا وذاك وزيادة الفجوة بين الفصائل وبينها وبين جماهير الشعب..
هو حقا ليس حوارا سياسيا ولا تعددية، بل حوار طرشان..
اذا كنا لا نختلف على ان الطريق الذي تسير عليه قيادة منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية هو مسار خاطئ بكل المقاييس، فان ما نريده اليوم هو ليس توصيف حالة عرفناها وخبرناها منذ اكثر من ربع قرن بأن المسار الاوسلوي لن يقود الا الى نتائج كارثية على مستوى القضية والشعب بمختلف تجمعاته.. ما نريده ويريده كل الشعب وهذا هو التحدي هو القدرة على تغيير موازين القوى لصالح قوى التغيير بعيدا عن المنطق الفئوي الاستئثاري والاحتكاري الذي عهدناه في جميع التجارب "الوحدوية" والمشتركة وما اكثرها والتي انهارت وفشلت بسبب المنطق السائد اليوم في لغة الحوار السياسي..
إذا كان الجميع بات مقتنعا ان نقطة البداية تكمن في القناعة اننا حركة تحرر وطني وليس كيانا قانونيا كبقية الكيانات الدولية المستقلة. وحسابات حركات التحرر تختلف عن حسابات السلطة والامتيازات، وقوتنا كحركة تحرر وطتي هو في التوافق على قواسم القواسم المشتركة بالاستفادة من تجارب حركات التحرر العالمية التي سبقتنا عبر تعميم منطق الشراكة الكاملة في كل ما له علاقة بمستقبل شعبنا وقضيتنا ومغادرة منطق الاقلية والاكثرية في التعاطي مع قضيتنا الوطنية ومع بعضنا البعض .. وعلى هذه القاعدة تصبح مهمة الجميع هي "اعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني" باعتباره مشروعا وطنيا تحرريا لشعب يسعى للخلاص من الاحتلال والاستيطان بكل ما يمليه ذلك من التزام بشروط وقواعد العملية التحررية..
اذا كانت التعددية السياسية نعمة عند بعض الدول فبئس هذه التعددية في حالتنا الفلسطينية ان كانت تقوم على مبدأ "انا الحقيقة الكاملة".. لذلك على الجميع تحمل مسؤولياته السياسية والوطنية والاخلاقية في اعادة الاعتبار لقضيتنا الوطنية باعتبارها قضية الكل الفلسطيني بما يمليه هذا من مهمات ومسؤوليات وطنية..
فتحي كليب/ باحث فلسطيني
2/5/2018



#فتحي_كليب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية فلسطين وقوة القرارات الدوليه -القدس نموذجا
- “الاشتراكية بالخصائص الصينية” .. واقع وتحديات
- وآفة المخدرات، جذرها اجتماعي .. مخيم شاتيلا نموذجا
- الوزير العروبي .. وعقدة الفلسطينيين في لبنان
- تيسير خالد: الضفة الفلسطينية ستتحول إلى جليل جديد في ظل حالة ...
- صراع نفوذ ومصالح .. فأين المصلحة الفلسطينية ؟
- العلاقة المقلوبة بين السلطة الفلسطينية و م.ت.ف
- رداً على مغالطات: كيف نفهم المعارضة الفلسطينية؟
- معا لاستعادة منظمة التحرير وقرارها
- تغير كل شيء .. وبقيت عقلية الهيمنة والاستئثار
- ساكسونيا الفلسطينية
- حق العودة ومنظمة التحرير .. بعد نيل الاعتراف بالدولة
- حقوق الفلسطينيين في لبنان .. في ضوء مشاريع القوانين المقترحة
- لماذا يصر الجنرال عون على مواجهة الفلسطينيين ؟
- عن البارد .. والعروبة .. والفلسطينيين في لبنان


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فتحي كليب - المجلس الوطني الفلسطيني .. وحوار الطرشان