أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - ترامب وحكام الخليج: اختلاق وابتزاز














المزيد.....

ترامب وحكام الخليج: اختلاق وابتزاز


جلبير الأشقر
(Gilbert Achcar)


الحوار المتمدن-العدد: 5862 - 2018 / 5 / 2 - 09:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الملاحظات التي ألقاها خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده بالاشتراك مع نظيره الفرنسي عند زيارة هذا الأخير للولايات المتحدة، كرّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ادّعاءه المزمن بأن بلاده أنفقت «سبعة تريليونات [التريليون هو ألف بليون/ مليار] من الدولارات في الشرق الأوسط». كان ذلك يوم 24 نيسان/ أبريل الماضي، ومن المفيد أن ننقل كلام ترامب في هذا الصدد كاملاً، لما فيه من ابتزاز سافر لحكام الخليج العرب:
«وإن استطعتُ أن أضيف، فإن الدول، وكما أشرتُ البلدان التي تقع في تلك المنطقة، وبعضها عظيمة الثروة، ما كانت لتوجد لولا الولايات المتحدة، وإلى درجة أقل فرنسا. ما كانت لتوجد لولا الولايات المتحدة. ما كانت لتصمد أسبوعاً واحداً. نحن الذين نحميها. وعليها الآن أن تقوم وتموّل ما يجري، لأنني لا أظنّ أن على فرنسا أو الولايات المتحدة أن تتحمّلا الكلفة الهائلة.
الولايات المتحدة متواجدة في الشرق الأوسط إلى حدّ محرِج. وكما قلتُ قبل بضعة أشهر، وكما سمعتموني أقول سابقاً (ولا أتحمّل المسؤولية، ولو كان عليّ أن أتحمّلها لكنتُ محرَجاً جداً) سبعة تريليونات… أنفقنا سبعة تريليونات من الدولارات في الشرق الأوسط ولم نحصل على شيء لقاءها. لا شيء. أقل من لا شيء في نظري. هذا خلال فترة ثمانية عشر عاماً.
البلدان الموجودة هناك والتي تعرفونها جميعاً تمام المعرفة هي عظيمة الثروة. فسوف ينبغي عليها أن تدفع ثمن ذلك. وأعتقد أن الرئيس [الفرنسي] وأنا متفقان بشدّة على ذلك. وسوف يدفعون. سوف يدفعون. تكلمنا معهم. سوف يدفعون. ولن تستمر الولايات المتحدة في الدفع». (عن الأصل الإنكليزي المنشور على موقع البيت الأبيض الرسمي).
وحقاً، كما نوّه به هو نفسه، فإن ترامب كرّر مثل هذا الكلام عن إنفاق بلاده «سبعة تريليونات من الدولارات في الشرق الأوسط» عشرات المرّات، بدءًا من حملته الانتخابية في عام 2016 وحتى هذا اليوم. وقد رصدت صحيفة «واشنطن بوست» تصريحات ترامب، فوجدت أنه كرّر ذلك الادّعاء أكثر من ثلاثين مرّة منذ تولّيه الرئاسة وحتى نهاية الشهر الماضي. وبالرغم من كشف الصحافة الأمريكية لزيف ذلك الادّعاء أكثر من مرّة، فإن رئيس «الأخبار الكاذبة» لم يأبه للأمر، وكيف به يأبه وقد احترف الكذب منذ ولوجه مهنة بيع وشراء العقارات وهو لا يزال شاباً.
في الواقع، فإن أعلى تقدير علمي لكلفة ما قامت به الولايات المتحدة تحت راية «الحرب على الإرهاب» خلال السنوات الثماني عشرة المنصرمة منذ عام 2001، وتحديداً منذ هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر من ذلك العام، يصل إلى رقم 5.6 تريليون من الدولارات، وهو تقدير ورد في دراسة أعدّتها جامعة براون الأمريكية في نهاية العام الماضي. غير أن الرقم المذكور لا يقتصر على النفقات الأمريكية في «الشرق الأوسط» وحسب، بل يشمل أبواباً مختلفة.
والحال أن النفقات الإجمالية للعمليات العسكرية الأمريكية في أربعة بلدان هي العراق وسوريا وأفغانستان وباكستان لم تتعدّ 1.9 تريليون (ألف بليون) بين 2001 و2018 حسب الدراسة المذكورة، علماً بأن حرب أفغانستان التي تشكل قسماً كبيراً من المجموع (والتي قرّر ترامب تصعيدها) خارجة عن نطاق الشرق الأوسط والخليج. أما سائر النفقات وصولاً إلى 5.6 تريليون، فتتضمّن الزيادة في الميزانية العسكرية الأمريكية العادية، ونفقات وزارة الأمن الوطني (Homeland Security) ونفقات إعالة قدامى الحرب، كما أن قسطاً كبيراً من النفقات يتشكّل من الفوائد المترتّبة على كون الحكومة الأمريكية تستدين لأجل إنفاق هذه المبالغ الطائلة (تقدّر الدراسة أن كلفة ذلك الدَين المتراكمة قد تبلغ 7.9 تريليون في عام 2056). والحقيقة أن هذه الاستدانة ناتجة عن خيار الرؤساء رونالد ريغان وجورج دبليو بوش ودونالد ترامب الجمع بين تخفيض الضرائب على أثرياء بلادهم وزيادة نفقاتها العسكرية (بلغت هذه النفقات ذروتها في عهد ريغان بدون أي حرب أمريكية في الشرق الأوسط، بل لا حرب أمريكية على الإطلاق).
بكلام آخر، فإن ترامب الذي قرّر هو بدوره تخفيضاً جديداً كبيراً للضرائب على أثرياء بلاده (وهو أحدهم) وزيادة جديدة كبيرة في ميزانية البنتاغون بحجة أن القوات الأمريكية تعاني من الضمور (كذا)، ترامب هذا عينه يريد من حكام الخليج أن يموّلوا نفقات بلاده العسكرية فوق الذي موّلوه عبر السنين من خلال شرائهم سندات الخزينة الأمريكية وشرائهم للسلاح والعتاد الأمريكي بمبالغ عظيمة وتمويلهم لتواجد القوات الأمريكية على أراضيهم. هذا وناهيكم من تريليونات الدولارات التي لا تُحصى التي جنتها الولايات المتحدة من الخليج منذ دخول شركاتها النفطية منطقة الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الأولى في أوائل القرن المنصرم وإلى يومنا، وهي تحديداً المصلحة الكبرى التي حدت بواشنطن على التدخّل العسكري المستمرّ في الشرق الأوسط.
كما ناهيكم من أن حكام الخليج وغيرهم من أصدقاء واشنطن العرب امتعضوا من إصرار إدارة بوش على احتلال العراق لخشيتهم من أن ذلك سوف يؤدّي إلى تحكّم إيران بذلك البلد. ولم تُفلح واشنطن في العراق سوى في تحقيق ما خشته الأنظمة الخليجية وبامتياز، فبات العراق واقعاً تحت هيمنة طهران شبه الكاملة. أما دور إدارة باراك أوباما في سوريا، فلا نبالغ إذا قلنا إنه كان محورياً في الحؤول دون سقوط نظام آل الأسد وفي فسح المجال أمام التدخّلين الإيراني والروسي. هذه هي المآثر العظيمة التي يريد ترامب أن يحفظ حكام الخليج الجميل لأمريكا لأجلها، بعدما أوصلت واشنطن أمنهم إلى أخطر مستوى عرفوه في تاريخهم. يا لها من حماية ناجعة يمنّن عليهم ترامب بها!



#جلبير_الأشقر (هاشتاغ)       Gilbert_Achcar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجه طهران الظريف ووجهها القاسم
- ماذا بعد الضربات الثلاثية على مواقع نظام آل الأسد؟
- نفاق بنفاق
- غزة البطلة أشارت إلى النهج الصائب في التصدّي للدولة ...
- يوم صدق محمد بن سلمان
- العلم التركي يرفرف في عفرين
- سوريا والاحتلالات الخمسة
- الصعود العالمي لليمين الشعبوي وشرط انهائه
- قيصر روسيا وسوريا وسياسة المكايد
- صفعة ترامب وصفعة عهد التميمي
- معضلة «التطرّف والاعتدال» في علاقة إسرائيل بمحيطها ا ...
- في تغليب العداء للكُرد على العداء لنظام آل الأسد وحم ...
- تحية إعجاب لموسى مصطفى موسى…
- مصيبة الشعب الكردي
- دفاعاً عن حق الشعب الكردي في تقرير مصيره
- استفتاء الاستقلال الكردي الوهمي: انتهت السكرة وبدأت ...
- البارزاني وتقرير المصير: كلمة حق أريد بها باطل!
- العالم العربي:”طور مضاد للثورة ليس هو ذاته غير مرحلة في السي ...
- ما دامت القوى التقدّمية عاجزة عن تشكيل بدائل قوية وحقيقية سن ...
- لا للقصف الجوّي الهمجي في سوريا واليمن!


المزيد.....




- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة
- انفجارات في مقاطعة كييف ومدينة سومي في أوكرانيا
- عشرات القتلى والجرحى جراء قصف الطيران الإسرائيلي لمدينة رفح ...
- القوات الأوكرانية تقصف جمهورية دونيتسك بـ 43 مقذوفا خلال 24 ...
- مشاهد تفطر القلوب.. فلسطيني يؤدي الصلاة بما تبقى له من قدرة ...
- عمدة كييف: الحكومة الأوكرانية لا تحارب الفساد بما فيه الكفاي ...
- عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية متواصلة على رفح
- الجامعات الأميركية تنحاز لفلسطين.. بين الاحتجاج والتمرد والن ...
- بايدن يؤكد لنتنياهو -موقفه الواضح- بشأن اجتياح رفح المحتمل


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - ترامب وحكام الخليج: اختلاق وابتزاز