أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - «المجرب لا يجرب» هل تحتاج إلى عبقرية؟














المزيد.....

«المجرب لا يجرب» هل تحتاج إلى عبقرية؟


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 5862 - 2018 / 5 / 2 - 00:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


«المُجَرَّبُ لا يُجَرَّبْ»، مقولة أخذت أكثر من حجمها بشكل مبالغ به كثيرا، منذ أطلقتها المرجعية الدينية الشيعية العليا عن طريق ممثلها في خطبة الجمعة.

بمناسبة قرب الانتخابات هيأتُ مقالتين سأبدأ بنشرهما على أكثر من موقع ابتداءً من السبت 5/5، ولغاية الأربعاء 9/5، لتكون الثانية قد نشرت على آخر موقع بيوم قبل اليوم الأول من تصويت عراقيي الخارج في 10/5، وبثلاثة أيام قبل التصويت داخل العراق. وجعلت كلا من عنواني المقالتين على شكل سؤالين، فالأولى ستكون معنونة بالسؤالين: «هل نقاطع؟ هل ننتخب؟» والثانية بالسؤالين: «من ننتخب؟ من أي قائمة ننتخب؟».

لكن هذا الحيّز والاهتمام الذي اتخذته مقولة المرجعية «المجرب لا يجرب» استفزتني، فوجدت من الضروري أن أتناول الموضوع في مقالة قصيرة.

منذ أطلقت مقولة «المجرب لا يجرب» من المرجعية، لم يمر يوم إلا وسمعنا تعليقا أو تحليلا أو تفسيرا أو تأويلا لها، وجرت المتاجرة بها من قبل القوى السياسية المُجرَّبة، والتي ثبت لنا أن تجديد تجريبها محرم وطنيا.

كما أشرت، قد كثرت التفسيرات والتأويلات لهذه المقولة، كما لو كانت واحدة من الآيات المتشابهات، والتي هي مما «ما يَعلَمُ تَأويلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرّاسِخونَ فِي العِلمِ»، وإن «الَّذينَ في قُلوبِهِم زَيغٌ فَيَتَّبِعونَ ما تَشابَهَ مِنهُ ابتِغاءَ الفِتنَةِ وَابتِغاءَ تَأويلِهِ».

لست بصدد الاستهانة بمكانة المرجعية، ولا بدورها، فلها ما لها، وعليها ما عليها، ولكن مقولة كهذه لا تحتاج إلى أن ننتظر المرجعية الدينية لتطلقها، ولا هي تحتاج إلى عبقرية استثنائية، بل هي قاعدة حياتية يعتمدها العقلاء عادة بشكل تلقائي، وبما يكاد يكون بالبداهة، بحيث يمكن اعتبارها من المسلمات العقلانية. فهل نحتاج يا ترى إلى مرجع ديني يخبرنا ببديهيات؟ أمعقول أن يكون الوعي العام هابطا إلى هذه الدرجة، حتى نحتاج لكل شاردة واردة إلى إرشادات المرجع، وإلى وسائل إيضاح للبديهيات، وكأننا دون سن الرشد.

رغم كل هذه البداهة كثر الكلام عن الحكمة الانتخابية «المجرب لا يجرب»، بحيث لا يمر يوم، منذ أطلقت هذه المقولة، إلا ونسمع تصريحات وتفسيرات وتوضيحات وتأويلات، لقول لا يحتاج إلى توضيح وتفسير، ناهيك عن حاجته إلى تأويل، لأن الواضح غنيٌّ عادة عن الإيضاح أو التوضيح، والمفسِّرُ نفسَه بنفسِه غنيٌّ عن التفسير، والمُحكَم غير المُتشابِه، أي ذو المعنى الواحد الذي لا يحتمل معنىً ثانيا لا يحتاج إلى تأويل.

طبعا وبكل تأكيد وبالبداهة إن المقصود بـ«المجرب لا يجرب» أن المجرَّب الذي أثبتت التجربة عدم جدارته، لا يجوز أن يجرب مرة ثانية، خاصة مع وجود بدائل، وعدم انحصار ذات المهمة به. الغريب إن كثيرين خرجوا إلينا ليُبشّرونا بأن المرجعية ممثلة بأحد ممثليها ستخرج إلينا الجمعة القادمة بتفسير «المجرب لا يجرب».

لا نحتاج إلى تفسير، فمن الطبيعي إن الذين جربناهم من الإسلاميين والطائفيين من الطائفتين والفاسدين لا يجوز تجديد تجريبهم. فحتى لو افترضنا، ومن قبيل إن فرض المحال ليس بمحال، إن المرجعية وثّقت من جديد هذه القوى التي ثبت ضررها الكارثي على العراق والعراقيات والعراقيين بما لا يعد ولا يحصى، وبما تستغني هذه المقالة المختصرة عن سرده. فقائمة سيئات وخطايا وكوارث الطبقة السياسية السيئة أصبحت كالمحفوظة التي يرددها الأطفال، كما كنا نحفظ المحفوظات في المرحلة الابتدائية عن ظهر غيب.

لا لقوى الإسلام السياسي التي جربناها خمسة عشر عاما.
لا لقوى الطائفية السياسية والمحاصصة التي جربناها خمسة عشر عاما.
لا لقوى الفساد المالي والإداري ونهب أو هدر المال العام التي جربناها خمسة عشر عاما.
نعم للقوى الوطنية الديمقراطية العلمانية والمدنية اليسارية منها والليبرالية والوسطية.
نعم للمرشحين المتحلين بالكفاءة والنزاهة.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل الحر شرط للتعايش 2/2
- العقل الحر شرط للتعايش 1/2
- التحديات التي تواجه القوى الديمقراطية 2/2
- التحديات التي تواجه القوى الديمقراطية 1/2
- عامر الكفيشي يروج لداعشية أخرى
- الشعار فوق مدخل الدعوة يفشي بلاديمقراطيته
- كيف طبعت الطائفية السياسية الجدل حول موعد الانتخابات
- هل ستكون انتخابات 2018 خامس خيبة أمل؟
- رسالة مفتوحة إلى الإصلاحيين في حزب الدعوة 3/3
- رسالة مفتوحة إلى الإصلاحيين في حزب الدعوة 2/3
- رسالة مفتوحة إلى الإصلاحيين في حزب الدعوة 1/3
- قضايا عراقية ذات أولوية
- أسباب رفض الإسلاميين للديمقراطية ثم استغلالهم لها
- هل دحرنا داعش لنشرع قانون أحوال داعشيا؟
- لنطلق نضالنا من أجل الدولة العلمانية الديمقراطية
- عقد على انعتاقي من وهم الدين
- انتخابات ألمانيا كدرس في الديمقراطية 2/2
- مع الاستفتاء مبدئيا رغم التحفظ عليه إجرائيا
- انتخابات ألمانيا كدرس في الديمقراطية 1/2
- استفتاء كردستان في 31 نقطة


المزيد.....




- ألمانيا: السوري المشتبه بتنفيذه عملية الطعن بمدينة بيليفيلد ...
- المواطنون المسيحيون يؤكدون دعمهم للقيادة وللقوات المسلحة الا ...
- مفتي القاعدة السابق: هذه الرؤى جعلت بن لادن يعتقد أنه المهدي ...
- حزب الله يُصدر بيانًا حول -النصر الإلهي- للجمهورية الإسلامية ...
- بعد تفجير انتحاري داخل كنيسة بدمشق.. هل المسيحيون مهددون في ...
- -رحل صدام والجمهورية الإسلامية لا تزال موجودة-.. دبلوماسي سا ...
- السنة الهجرية: حقائق عن التقويم القمري الذي سبق الإسلام بمئت ...
- -تعازي الرئيس غير كافية-... أكبر رجل دين مسيحي في سوريا ينتق ...
- -سرايا أنصار السنة- تتبنى تفجير الكنيسة بدمشق والبطريرك يازج ...
- المسيحيون في سوريا.. قلق وتخوف بعد هجوم كنيسة مار الياس


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - «المجرب لا يجرب» هل تحتاج إلى عبقرية؟