أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رحيم العراقي - النساء الايرانيات بين الاسلام والدولة والاسرة















المزيد.....

النساء الايرانيات بين الاسلام والدولة والاسرة


رحيم العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 1490 - 2006 / 3 / 15 - 10:29
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ازاده كيان تيبو مؤلفة كتاب النساء الايرانيات بين الاسلام والدولة والاسرة ، هي باحثة ايرانية الاصل وتعمل مدرسة لمادة العلوم السياسية في جامعة باريس الثامنة كما انها تقوم بدراسات ضمن اطار المركز القومي الفرنسي للبحث العلمي سبق لها ونشرت العديد من الابحاث في الدوريات المختصة واشرفت على عددين خاصين بايران اصدرتهما مجلة «دفاتر الشرق» باللغة الفرنسية حول ايران تحت عنوان: «انتخاب خاتمي: الربيع الايراني؟» و«ايران المستقبل غير الواضح» ولها بالانجليزية كتاب تحت عنوان «الطبقة الوسطى ومسيرة الحداثة في ايران».
هذا الكتاب عن «النساء الايرانيات» هو ثمرة عملية بحث وتقص استمرت ست سنوات وتعالج مؤلفته واقع المرأة في ايران اليوم بعد ثلاث وعشرين سنة من قيام الثورة الاسلامية انها تنطلق في تحليلاتها من مقولة تؤكد فيها على «تحيز» الموقف الغربي عامة والاميركي خاصة، حيال «حقوق المرأة» في البلدان الاسلامية وحيث ان هذا الموقف يتكون بل يتبدل تبعا للمصالح الخاصة للقوى الغربية المعنية. والدليل الذي تقدمه المؤلفة يتمثل في افغانستان ما بين عام 1996 وعام 2002 هذا مع العلم بان اوضاع المرأة هناك لم تتغير و«القيم الغربية» هي ايضا لم تتغير.
وتؤكد المؤلفة ايضا في منطلقات تحليلاتها على اهمية «التنوع التاريخي والسياسي والثقافي واللغوي والعقائدي» الذي تتحدد على اساسه وبدرجة كبيرة الخصوصيات المتعلقة باوضاع المرأة في «الشرق ذي التقاليد الاسلامية» وعلى اساس هذا «التنوع» تؤكد المؤلفة على «التمايز» وبالتالي على رفض مقولة «تصادم الحضارات» التي طرحها المفكر الاميركي صموئيل هنتنغتون في كتابه الذي يحمل هذا العنوان ويرى فيه بوجود انقسام جذري وشامل بين «كتلتين حضاريتين» متباينتين وتعيد المؤلفة الى الاذهان ضمن هذا السياق واقع ان الولايات المتحدة الاميركية «استخدمت طيلة فترة الحرب الباردة كل السبل من اجل كبح تقدم الشيوعية وتعزيز الهيمنة الاميركية» وذلك بغض النظر عن طبيعة الانظمة القائمة.
وتتمثل احدى الافكار الاساسية التي تؤكد عليها مؤلفة هذا الكتاب بالقول ان دور المرأة الايرانية في السياق الراهن للبلاد يكمن في كون انها بمثابة احد الحوامل، الرئيسية لقيم الحداثة ذات التوجه الغربي وبالتالي تشكل احد رهانات التغيير، ضمن هذا الاطار تتم دراسة خلفيات مطالب حركات حقوق المرأة في ايران وكذلك دراسة التبدلات الديموغرافية في البلاد «والديناميكيات» الجديدة داخل نطاق العلاقات الاسرية ومختلف اشكال النضال الاجتماعي للنساء والرجال معا في افق العمل من اجل تحقيق قدر اكبر من الديمقراطية في اطار الجمهورية الاسلامية القائمة في ايران منذ عام 1979.
وتميز مؤلفة هذا العمل بين ثلاث فترات رئيسية في التاريخ الايراني منذ عام 1979 وحتى اليوم وذلك على اساس التوجهات العامة حيال مختلف القضايا بما في ذلك اوضاع المرأة في ايران وتتمثل هذه الفترات الثلاث في «الفترة الثورية» التي استمرت منذ عام 1979 وحتى عام 1988 والتي شهدت تغيرات مهمة وجوهرية على اصعدة البنى السياسية والاجتماعية والاقتصادية وحيث لم يلحق بأية مؤسسة اخرى تبدلات في التشريعات بقدر تلك التي عرفتها الاسرة، حسب تعبير المؤلفة وبدت المرأة بمثابة «ضامن للتقاليد» و«عامل اساسي في التلاحم الاجتماعي القائم على تأكيد هيمنة الرجل» ونتيجة هذا كله بدت النساء اذن بمثابة احد الرهانات الاساسية للسلطة القائمة.
وتؤكد المؤلفة في هذا السياق ايضا على ان الفترة الثورية قد شهدت محاولة السلطة الهيمنة الكاملة على الاقتصاد وعلى المجتمع وذلك عبر «السيطرة» على «الحماس» الثوري ووجدت بان الحرب العراقية ـ الايرانية (1980 ـ 1988) قد ساهمت الى حد كبير في تعبئة جميع الموارد البشرية والمادية والمعنوية للمجتمع من اجل تعزيز مثل ذلك التوجه الذي ساد طيلة سنوات الحرب التي ما ان وضعت اوزارها حتى برزت من جديد حقائق «الواقع الاقتصادي والديموغرافي والسياسي والثقافي وبالتالي برزت ايضا المطالب الاجتماعية بما في ذلك ما يتعلق بـ «حقوق النساء» من خلال الدعوة الى نهج «اكثر انفتاحا» والى خطاب اقل «عدائية» للغرب
وتركز المؤلفة ضمن هذا الاطار على القول بان «الخطاب المعادي للغرب» الذي تم تبنيه اثناء الفترة الثورية قد ترافق بعملية «انغلاق البلاد في شتى الميادين وابتعادها عن بقية العالم، لكنه لقي بالمقابل تأييد ودعم الشرائح السكانية الاكثر فقرا، كما سمح للاكثر راديكالية في النظام استبعاد المعتدلين من مفاتيح السلطة وممارسة القمع ضد المعارضين».
وتمتد «الفترة الثانية» في مسيرة الجمهورية الاسلامية بايران كما تقدمها المؤلفة خلال سنوات 1989 ـ 1997 وتطلق عليها تسمية فترة «اعادة البناء» التي كان قد اعلنها الرئيس الايراني السابق رافسنجاني والتي شهدت تعزيز مواقع اصحاب المعارف التقنية والعلمية الذين كانوا يشكلون ضرورة ملحة من اجل تطبيق سياسات اعادة البناء بما في ذلك داخل اطار اجهزة الدولة نفسها».. وعلى اساس مثل هذا التوجه برزت نخبة جديدة طالبت بانفتاح البلاد على العالم الغربي بل والى تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة الاميركية ولم يتلكأ «المتشددون» من وصف اصحاب مثل هذه المطالب بانهم قد «باعوا انفسهم لاميركا».
وقد شهدت فترة «اعادة البناء» هذه تنامي الحركة المطلبية لدى مختلف مكونات المجتمع المدني وخاصة لدى تعبيرات حركات حقوق المرأة المتنوعة والتي كان قد «خمد» صوتها طيلة فترة الحرب العراقية ـ الايرانية، وتنقل المؤلفة عن احدى «المناضلات» عن «حقوق المرأة» على اساس ما اقرته العقيدة قولها: «اصبح وضع النساء اثناء فترة الحرب، العراقية، الايرانية، منذرا بالخطر فهن لم يفقدن حقهن فحسب وانما كان عليهن ان يواجهن مشاكل اجتماعية خطيرة لكن في كل مرة كنا نلفت فيها نظر السلطات القائمة الى مثل هذه المشاكل وعلى خطورة مثل هذا الوضع كانت الاجابة الوحيدة هي اسكات صوتنا بحجة ان البلاد كانت تخوض الحرب».
وشهدت فترة «اعادة البناء» نوعا من اعادة النظر بالتوجه العام السابق الذي كان يميل نحو منع النساء المثقفات والتحديثيات من الدخول في سلك الوظائف العامة، ان الفترة الجديدة وسعت من هامش النشاطات الاقتصادية التي يمكن للمرأة ممارستها كما وسعت ايضا من شبكات علاقاتها الاجتماعية وميادين مبادلاتها الثقافية وكثفت بنفس الوقت «مناضلات حقوق المرأة» من نشاطهن وحيث تميز المؤلفة بين ثلاث فئات من المناضلات في هذا الميدان يتمثلن في «المسلمات التقليديات اللواتي ينتسبن الى اسر دينية او الى الطبقة الوسطى التقليدية» اللواتي يعتبرن بان الاسرة هي ميدان النشاط المناسب للمرأة لكنهن يوسعن اهتمامهن الى الميادين الاجتماعية والثقافية والسياسية والفئة الثانية تطلق عليها المؤلف تسمية «المسلمات التحديثيات» اللواتي ينتمين ايضا الى الطبقة الوسطى التقليدية وانما يعملن في الدوائر العامة ويحاولن تقديم «قراءة» تحديثية للاسس المطبقة بقصد تحسين موقع المرأة في المجالين: العام والخاص
اما الفئة الثالثة فتتمثل في «التحديثيات» من الطبقة الوسطى الحديثة التي بدأت بالتشكل منذ مطلع القرن العشرين مع حركة التحديث العامة والتي تضم الشرائح العليا من موظفي القطاعين العام والخاص وارباب المهن الحرة الذين كانوا قد تلقوا تعليمهم في المؤسسات التربوية العليا وتضم هذه الفئة محاميات وطبيبات ومهندسات وفنانات وكاتبات... الخ ويعتمدن في مرجعياتهن للدفاع عن حقوق المرأة على الاتفاقيات والمواثيق الدولية التي كانت ايران قد وقعتها ويلقين في الواقع تأييد العديد من الشرائح المثقفة للنساء الايرانيات في الخارج.
اما الفترة الثالثة من تاريخ ايران ما بعد عام 1979 فتمتد اعتبارا من فوز الرئيس محمد خاتمي في الانتخابات الرئاسية الايرانية عام 1997 وحتى الوقت الراهن وقد اطلقت عليها المؤلفة تسمية «فترة التطور السياسي» وتشير المؤلفة الى الدور الهام الذي لعبه الشباب والنساء في الفوز الساحق لخاتمي بنسبة تقارب الـ 70% من اصوات الناخبين تقول المؤلفة «لكن على الرغم من الدور الاساسي الذي لعبته النساء في انتخاب خاتمي والامل الذي بعثه وصوله الى السلطة لديهن فانه لم يجر اي تغيير جوهري في اوضاع المرأة»،
واعتبرت بان السمة الاساسية لفترة حكم الرئيس محمد خاتمي تتمثل في عدم وجود اية «قطيعة» مع الفترة السابقة وبان حكومته لاتريد باية حال من الاحوال الدخول في مواجهة مع المحافظين حول موضوع شائك وحساس جدا مثل «حقوق المرأة» لكن هذا لايمنع واقع وجود امرأتين عملتا في الفريق المقرب من الرئيس خاتمي عند انتخابه للمرة الاولى عام 1997 هما السيدة «زهرة شجاعي» رئيسة مركز قضايا مشاركة المرأة والسيدة «مسعودة ابتكار» الطبيبة المختصة بجهاز المناعة التي تم تكليفها من موقع «نائبة» الرئيس بملف حماية البيئة بالمقابل لم تكن هناك اية امرأة بمنصب وزاري باية حكومة بعد انتخاب خاتمي للمرة الاولى عام 1997 وللمرة الثانية عام 2001 لكن المؤلفة تشير بنفس الوقت الى عدد من الوقائع ذات الدلالة شهدتها ايران خلال الفترة الاخيرة وليس اقلها ملاحظة ان نسبة الطالبات المقبولات في مسابقات الدخول لجامعة طهران التي تأسست عام 1936 قد تجاوزت للمرة الاولى نسبة الطلبة بواقع 52% من الطالبات مقابل 48% من الذكور وبلغت نسبة قبول الطالبات 57% خلال عام 20002001 و62% للعام الدراسي 20012002.
وفي المحصلة العامة ترفض مؤلفة هذا الكتاب في تحليلاتها عملية الفصل «الجذري» التي يحاول العديدون في الشرق كما في الغرب تأكيدها بين العالمين الغربي والاسلامي لتؤكد بان الجميع ينتمون الى نفس العالم مع التأكيد بنفس الوقت على خصوصيات كل مجتمع وحيث تبقى الاسرة والعلاقات القائمة بداخلها وموازين «القوة» التي تسيطر داخلها بمثابة «المجال» الذي تتحدد بداخله طبيعة العلاقة بين السلطة والمجتمع نفسه.
وتاريخ ايران منذ عام 1979 كما تراه عيون امرأة ايرانية



#رحيم_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العولمة، الحركات الاجتماعية، والأمميات الجديدة
- تجربة الحروب الصليبية
- القصة العائلية لسيغموند فرويد
- تاريخ الفكر الفرنسي في القرن العشرين
- بوشكين
- أمرأة حكمت الهند..
- في بيتنا خادمة
- الروحانيون
- خاتمة السو ء...
- الفن والمجتمع
- يهود الجزيرة العربية
- من التعايش الى تحالف الحضارات
- فيلم لم يفهمه الجمهور
- لن يُصلب المسيح من جديد
- عنزة في حديقة إدوارد ألبي
- إدغار ألن بو..قصائده وتنظيره للشعر
- القصة العائلية لفرويد
- منعطفات ارثر ميللرالزمنية
- ماركسية ماركس
- قراءات في الفلسفة المثالية الألمانية


المزيد.....




- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رحيم العراقي - النساء الايرانيات بين الاسلام والدولة والاسرة