أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مشعل يسار - رسالة إلى شعوب بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا














المزيد.....

رسالة إلى شعوب بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا


مشعل يسار
كاتب وباحث ومترجم وشاعر

(M.yammine)


الحوار المتمدن-العدد: 5847 - 2018 / 4 / 16 - 01:38
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


قصف سوريا من قبل عسكريي دولكم ليل 14 أبريل/نيسان بذريعة منع استخدام الأسلحة الكيميائية هو فعل مباشر من أفعال العدوان ضد دولة ذات سيادة، ومرحلة خطيرة جداً من مراحل ازدياد عزمهم على تدمير هذا البلد واستعباد شعبه، ومظهر من مظاهر الفاشية في السياسة الخارجية، على غرار فظائع النازيين.
هم يخدعونكم بوقاحة ما بعدها وقاحة. فالجيش السوري لا يمكن منطقياً أن يستخدم الأسلحة الكيميائية، لأنها أخرِجت منذ فترة طويلة من أراضي تلك الدولة وتحت رقابة دولية. كما أن الحاجة لمثل هذا الاستخدام غير منطقية: فالجيش السوري يحرر بنجاح أراضي بلاده من دون استخدام أي أسلحة كيميائية، بدعم من القوات الروسية الجوية والفضائية التي تقدم بناء على طلب من الحكومة الشرعية كل مساعدة في صد الهجمات على أراضي هذه البلاد ذات السيادة من قبل "داعش" ومن يسمون بـ"المتمردين" الذين تنظمهم وتمولهم وتزودهم الولايات المتحدة الأمريكية والسائرون في فلكها.
في الوقت نفسه عثر في مدينة دوما التي تحررت من "المتمردين" على مختبر لإنتاج الأسلحة الكيميائية. ولئن كان هناك من استخدام للأسلحة الكيميائية، فإن هذا فقط من فعل "المتمردين". فهم وحدهم بإمكانهم أن يفجروا ذخيرة كيماوية لتحميل مسؤولية هذه الوحشية للجيش السوري وإعطاء حجة لمهاجمة سوريا علانية. ومع ذلك، ومهما يكن من أمر، لا يحق لأي أجنبي أن يفرض الأمن والنظام في أراضي دولة ذات سيادة دون طلب من حكومتها الشرعية.
إن سوريا لم تهاجم المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة أو فرنسا. بل إن هذا الثلاثي هو من هاجم سوريا سعيا للقضاء على هذه الدولة ذات السيادة، واستعباد شعبها وقتل زعيمها، كما كان الحال مع يوغسلافيا وليبيا والعراق. هذه الدول تريد أن تحتل هذه المنطقة المهمة استراتيجيا لأجل المزيد من التوسع، وفرض حكومة ممالئة لها هناك، والاستيلاء على الثروات الطبيعية وغيرها العائدة للشعب السوري، الاستيلاء عليها لا لأجل شعوب دولها المعتدية، بل لأجل أوليغارشييها.
في ثلاثينيات القرن الماضي، أحرق النازيون مبنى الرايخستاغ بغية اتهام الشيوعيين الألمان بهذه الفعلة وبدء الانتقام منهم ومن الوطنيين الآخرين. فألبسوا رجال استخبارات الـSS زي بولنديين لأجل القيام بهجمات استفزازية على حرس الحدود الألمان، وتبرير الهجوم على بولندا والشعب البولندي لاستعباده وتدمير دولته.
لقد أخذ المعتدون الأمريكيون أساليب الخداع العالمي عن الفاشيين. فلتبرير هجومهم على فيتنام، شنوا هجوما على سفينة أميركية في خليج تونكين، عازين ذلك إلى الفيتناميين. ولتبرير العدوان على العراق، اتهموا زورا الزعيم العراقي صدام حسين بمحاولة الحصول على أسلحة الدمار الشامل، ودمروا العراق من غير أن يعثروا عليه.
والآن، يتم استخدام الخدعة المضللة نفسها ضد سوريا وقائدها، فيفتضح أمرهم كمعتدين أخذوا عن هتلر وغوبلز نيتهما السيطرة على العالم.
إن العدوان على سوريا مظهر من مظاهر الفاشية المعاصرة التي تمتلك الآن، على عكس هتلر، أسلحة الدمار الشامل، وبالتالي تشكل خطرا مميتا على البشرية جمعاء. ولذلك، وبالنظر إلى أن سوريا تخوض صراعاً من أجل التحرر الوطني ضد الفاشية الحديثة، ينبغي أن توقف هذه القوى عند حدها الآن لمنع العدوان عى سوريا من أن يتحول الى حرب عالمية ثالثة قد تكون نتيجتها إما استعباد البشرية جمعاء، وإما هلاكها.
لقد جلبت الحروب المحلية التي شنتها القوى الامبريالية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط لشعوب أوروبا بواكير الصعوبات الكبيرة في شكل حشود من اللاجئين. فماذا سيحدث يا ترى لو انخرطت روسيا في الحرب، وهو ما يحاول المعتدون تحقيقه؟ لو حصل اشتباك مسلح بين حلف الناتو ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تتراسها روسيا؟ ألن يستحيل عدوان حكام بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا بعد ذلك مأساة لشعوب هذه البلدان كتلك التي عاناها بجريرة هتلر الشعب الألماني، فكان غير قادر في الوقت المناسب على منع الخطط الشريرة القاتلة لهتلر وأسياده من عداد الأوليغارشيا المالية العالمية؟
لذلك كله ندعو شعوب بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا التي أتت إلى السلطة بكل من ماي وترامب وماكرون إلى أن تمنعهم من تدمير شعوبهم وتدمير الحضارة كلها، وأن تلجم بحزم تواطؤهم الدموي ضد الشعب السوري ودولته السيدة.
جمعية "من أجل الاتحاد والحزب الشيوعي الاتحادي" (جمهورية بيلاروسيا)
مينسك. ١٤ أبريل ٢٠١٨.
ترجمة مشعل يسار



#مشعل_يسار (هاشتاغ)       M.yammine#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الآن نعود إلى نقطة الصفر في كل ما حققه جيشنا في سوريا-
- في مقابلة مع أناتولي واسرمان: ستالين بريء الذمة من القمع-
- روسيا ليست لا العراق ولا ليبيا، ولا سورية ولا أوكرانيا
- كارثة كيميروفو: الرأسمالية تقتل
- -الذكرى السنوية ال100 لثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى: المثل ...
- في ذكرى فيكتور أنبيلوف Viktor Anpilov*
- لنعلن سنة 2018 -سنة ماركس-!
- -سيريزا- روسيا تدعم رأس المال!
- استقلالنا الموهوم
- في المرة القادمة سوف تتم الأمور بصورة أفضل!
- الثورة المضادة لن تمر! - نحو الذكرى المئوية لثورة أكتوبر
- فلاديمير بوشين* والمصادر الحقيقية لللاسامية
- ليس مستقبلنا الرأسماليةَ، بل عالمٌ جديد يخرج من أحشاء ثورة ا ...
- كذبة -الاستسلام-!!!
- روسيا بين الدول الخمس الاوائل الأسوإ بالنسبة للمتقاعدين
- في -الستالينية- غير الماركسية
- ستالين لا يزال الأول!!!
- بين الرغبة والرهبة
- لا تسألي كم عمري
- حول المشاركة في أعمال الاحتجاج التي ينظمها الليبراليون


المزيد.....




- كيف تصدّى المسلمون والشيوعيون لمحاولات طمس البوسنة؟
- ترامب ونتنياهو: عدُوَّان فتَّاكان للشعوب في الشرق الأوسط و ف ...
- حرب أمريكا وإسرائيل على ايران وتداعياتها. ندوة سياسية لمنظمة ...
- حزب التقدم والاشتراكية يستقبل وفداً من المنظمة المغربية لحقو ...
- تحركات في الكونغرس الأميركي لتصنيف البوليساريو منظمة إرهابية ...
- غدًا تجديد حبس القيادي العمالي شادي محمد وشباب قضية “بانر فل ...
- النظام المصري يواصل حبس المتضامنين مع فلسطين
- احتجاج بلا تصعيد، وغضب بلا قيادة: وقفة نقابة المحامين تكشف ع ...
- بيان لصحفيين مصريين: الاعتداء الأمريكي على إيران من أرض عربي ...
- المحامين قالوا كلمتهم.. نعم للإضراب


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مشعل يسار - رسالة إلى شعوب بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا