مشعل يسار
كاتب وباحث ومترجم وشاعر
(M.yammine)
الحوار المتمدن-العدد: 5511 - 2017 / 5 / 4 - 01:05
المحور:
الادب والفن
لا تسألي كم عمري
لا تسأليني كم دهاني
من ضنى الدهر
أو كم طرقت معابراً
في السهل، في الوعر
لا تسأليني
ما الذي قوّس ظهري
ما الذي جعّدَ جلدي
بعّدَ النفس الوقورةَ
عن سنا الوجدِ
لا تسألي عن شَيبتي
لا تسأليني كم بقي
في هام من أحببتِ من شَعرِ
لا تسأليني كم شربتُ
الخمر من جذَلٍ ومن قهرِ
لا تسأليني كم عشقت من النساء
وكم قرضتُ لهنّ من شِعر
لا تسألي عن رِيبتي
في صدق ما نثروا
وما شعَروا، وما هَمَروا
فدا الإخلاص من حبرِ
***
ما إن لمحتكِ
عدتُ في شوقي كبركانٍ
غلا فيه الصهيرُ احمرَّ كالجمر
لا تَعجبي للشكل
إن الشكلَ خدّاعٌ وفانٍ
فاعجبي لنفائس الفكر
لا تبهرنّكِ ثروةٌ
طال الزمان بها على غيري
وقد آلت إليه من جنى
من أدَّ في الفقر
***
أحببت فيك جمالكِ
وفتونكِ وعذوبة الثغرِ
أحببت رفعة نهدكِ
متآبَيا طَوداً على نَحرِ
ونحرُكِ مرمريٌّ ناعمٌ
ذو ملمسٍ يغري
إن تَحنُ فوقه يبتليكَ
العشقُ حتى آخر العمر
أحببت فيك رِقّة الأنثى
وظلاً فائق السحر
ودَلاًّ لا إله له
فيحيي الرِمَّ في القبرِ
لكم أحببتُ أن في إثركِ أجري
أمرّغَ كبرياءَ رجولتي
من أجلكِ وأُهينَ قدري
أن أمرّغَ في لظى تحنانك ثغري
ومن شفتيكِ أرتشفَ الرحيق
الحلوَ كالقطرِ
لكم أحببت نفسي في هيامك
راتعاً في غمرة السكر
***
يا حلوتي، لا تسأليني
كم هو عمري
لا عمر للحب الكبير فإنه
مهما كبرنا في المدى
بحرٌ بلا قعر
***
م.ي. - أيار 2017
#مشعل_يسار (هاشتاغ)
M.yammine#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟