ناس حدهوم أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 5846 - 2018 / 4 / 15 - 17:26
المحور:
الادب والفن
لدي كنز من الأحزان ودخيرة هائلة من الحنين يفوق كل الفصول بشتائها وخريفها وربيعها وصيفها . لدي شوق جارف للذكريات مع بقايا من أحلام . يخنقني الحب والهيام للأحباب فأموت وأحيا في كل اللحظات والساعات.
والتاريخ كله لا يكفيني والدنيا لا تسعني . أحلم وأحلم وأحلم لأنسى خوفي من الحياة والموت . أسمع الأصوات في الصمت . أشارك قلبي مع أشجار المساء وروحي أدمجها في ينابيع الجرح . ثم أطير نحو الأثير .
لأحدق في الأعالي مع السماويات ولأراني هناك مع الأطياف اللامرئية . وأنتحب مع النجوم ناسيا وعيي المهمل بين زوايا الرموش . مشاعري كالثلج المتجمد ناصعة في البرق أحيانا وأخرى تسيل ساخنة كدموع الوجع في
الصهد . لا أدري كيف أعيش ولا متى أموت . الأفكار تحضنني كما تحضن الأزهار عبيرها في الريح وأذوب في أوتار الألحان كما يذوب العسل فوق اللسان . تبهرني البحار والمحيطات . الأنهار والساقيات . أعشق الليل
والقمر والصباحات المشرقة والأطيار المموسقة وسناء الشمس المبتسمة وجماليات الطبيعة العدراء . ثم ألج بساتين الكون الراقص في صحو الخيال والذرر المتحركة . ورفرفة الفراشات الزاهية و العائمة . ثم إني أصلي
وأتلو قصائدي الحالمة في طقوسي المنسية . كل الأزمنة لا تكفيني كل الأمكنة لا ترضيني . جل الحقائق لا تقنعني . فلا أستطيع أن أصدق أنني موجود . كما لا أصدق أبدا أنني غير موجود . تصفعني الأسئلة عمن أكون إذن ؟ لا هي
تجيبني ولا أنا أسمعني . فأشتعل لأحرقني . وأحاول أن أنسى أنني مجرد قطعة ثلج لا تملك أن تموقعني .
#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟