أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بشارة - سوريا في مرمى الإصابة الأمريكية مرة أخرى














المزيد.....

سوريا في مرمى الإصابة الأمريكية مرة أخرى


جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي

(Bashara Jawad)


الحوار المتمدن-العدد: 5844 - 2018 / 4 / 13 - 02:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سوريا في مرمى الإصابة الأمريكية مرة أخرى
د. جواد بشارة

مرة أخرى ، وهي لن تكون المرة الأخيرة قطعاً، التي تثير الولايات المتحدة العالم من خلال تهديداتها بتوجيه ضربة عسكرية مؤثرة ضد سوريا ، وكان آخر تداعيات هذا التصعيد هو تصريح ممثلة الولايات المتحدة الأمريكية الدائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والتي صرحت " أننا سنذهب نحو تنفيذ العقوبات العسكرية ضد نظام بشار الأسد سواء من داخل مجلس الأمن أو من خارجه" ، لأنها توقعت استخدام روسيا لحق النقض الفيتو في مجلس الأمن الدولي ضد أي قرار دولي بالسماح لمهاجمة سوريا بذريعة استخدامها للسلاح الكيميائي، وهو ماحدث بالفعل مما أثار غضب الدول الغربية صاحبة مشروع القرار . افتتحت إسرائيل حملة التصعيد العسكري وقامت بشن هجوم جوي بأربع طائرات أف 15 و أف 16 تحمل ثمانية صواريخ ضد مطار عسكري سوري مهم تصدى لها سلاح الجو السوري وأسقط خمسة صواريخ منها قبل اصابتها لأهدافها ولكن تمكنت ثلاث صواريخ من بلوغ أهدافها مما ادى إلى مقتل أربعة عشر شخصا سبعة سوريين وسبعة مستشارين عسكريين إيرانيين ولقد حذرت روسيا من مغبة توجيه ضربة عسكرية واستعدادها للرد عليها بكل السبل بما فيها العسكرية ما يعني انتقال مستوى التصعيد إلى درجة خطيرة تقرب من احتمالات المواجهة العسكرية المباشرة بين القوى العظمى كما وجهت الصين بدورها تحذيرا مشابها للدول الغربية حيال أية مغامرة عسكرية غير محمودة العواقب في هذه المنطقة الحساسة.
في حقيقة الأمر تتجاوز الأوضاع المتفجرة في المنطقة إطار سوريا ومايدور على أراضيها. فالمطلوب حالياً من وجهة نظر الغرب هو إعادة توزيع الأوراق وتعديل الحدود والتقسيمات الدولية التي نجمت عن اتفاقية سايكس بيكو قبل قرن من الآن ولقد بدأ السيناريو التدميري منذ سنة 2001 في أعقاب أحداث الحادي عشر من أيلول وضرب برجي التجارة العالمية في نيويورك ، وهو الحدث الذي ينطوي على الكثير من الألغاز والأسرار ولم تكن الإدارة الأمريكية وأجهزتها الاستخباراتية بعيدة عنها . تدخلت أمريكا على نحو مباشر في إسقاط نظام طالبان في أفغانستان الداعم لتنظيم القاعدة الإرهابي المتهم بجريمة ضرب برجي التجارة بالطائرات المدنية ، وفي نفس السياق شنت الولايات المتحدة الأمريكية غزوها للعراق سنة 2003 وإطاحة نظام صدام حسين بحجة منعه من استخدام أسلحة الدمار الشامل ونجحت في تدمير كل شيء في العراق وعلى رأس قائمة التدمير هو الشعب العراقي والبنية التحتية العراقية وإخراج العراق من معادلة الشرق الأوسط وتحويله إلى دولة فاشلة بكل معنى الكلمة. ثم التفت الغرب إلى بقية الدول الشرق أوسطية المناهضة للمشروع الغربي والسايكس البيكو الجديد وذلك من خلال إشاعة الفوضى الخلاقة وإطلاق ماسمي بالربيع العربية سنة 2011 وقامت بتدمير ليبيا واليمن وإلى حد ما تونس وتتربص بالجزائر واستمرارها بتدمير العراق ، إلا أن حصة الأسد كانت من نصيب سوريا ، مع استمرارها في التخطيط لتركيع إيران بالرغم من انصياع هذه الأخيرة لإملاءات الغرب وإراغمها على التفاوض بغية توقيعها على الاتفاق النووي. أساءت الدول الغربية تقدير مدى التدخل والإلتزام الروسي في الملف السوري وبالتالي وجدت نفسها وجها لوجه أمام إصرار فلاديير بوتين على عدم السماح بإسقاط نظام بشار الاسد مهما كانت التداعيات ومهما بلغت كلفة مثل هذا الموقف . هناك بالطبع عمليات تنسيق وتشاور سرية في تقسيم النفوذ بين الأطراف الدولية المتصارعة على الساحة السورية، فلايمكن لإسرائيل ، على سبيل المثال أن تشن غارة جوية على سوريا بدون علم وإذن روسيا، وإلا تعرضت طائراتها وصواريخها لمضادات منظومة صواريخ أس 400 المتطورة التي بامكانها اصطياد جميع الطائرات المغيرة التي تخترق الأجواء السورية، فهناك دائما حسابات سرية بين الدول المتورطة بالملف السوري وهي دولية وإقليمية حيث أن لتركيا وإيران وإسرائيل والسعودية وقطر ولبنان من خلال حزب الله، دور مؤثر وفاعل على مجرى العمليات العسكرية وإدارة دفة الحرب الأهلية الدائرة في سوريا الآن. قد يبدو للعيان أن الولايات المتحدة الأمريكية تتخبط في سياستها الخارجية الشرق أوسطية، فتارة يعلن الرئيس الأمريكي سحب قواته من سوريا بعد القضاء على داعش في العراق وسوريا، وفي اليوم التالي يتراجع عن قراره ويقرر تعزيز قواته والتهديد بضرب سوريا ولقد توجهت مدمرة أمريكية بالفعل من سواحل قبرص إلى سواحل سوريا استعدادا لتوجيه صواريخ كروز وتوماهاوك ضد سوريا، ويعود ذلك الى تعدد مراكز القرار الاستراتيجي في أمريكا وهي ليست محصورة بالرئيس أو البيت الأبيض. هناك مؤسسات أمنية وعسكرية واستخباراتية وهناك سلطة الكونغرس والسلطة الدبلوماسية وغيرها التي يمكن فرض وجهات نظرها وتحليلاتها وتغيير موقف الرئيس الأمريكي. أما إسرائيل فهي تسعى بأي ثمن إلى تدمير البنية التحتية والآلة العسكرية السورية ومنع تمركز إيران على الأراضي السورية بالقرب من حدودها، في حين أن إيران ترغب في تواجد دائم في سوريا على غرار رغبة روسيا بالبقاء بقوة على الأراضي السورية بالقرب من المياه الدافئة واحتفاظها بقاعدتها البحرية في طرطوس، بيد أن الجميع أقر ببقاء نظام بشار الأسد لفترة زمنية طويلة قادمة ولقد اعترفت تركيا والسعودية بذلك بعد ان بذلوا الكثير من المال والسلاح لتحقيق هذه الهدف منذ العام 2011، ما يغير من قواعد اللعبة واستراتيجيات التدخل في الشأن السوري لكنهم لم يتوصلوا إلى الحل السياسي المقبول من قبل الجميع. الأيام القليلة القادمة ستشهد تطورات دراماتيكية على الساحة السورية حتى لو كانت محدودة قد تقتصر على ضربات عسكرية على بعض الأهداف العسكرية السورية لكن ذلك لايمنع من حدوث تطورات ماساوية وقد تفلت الأمور عن السيطرة ويتحول التصعيد الكلامي إلى موجهات عسكرية مباشرة بين الأطراف المتورطة بالأزمة السورية دولياً وإقليما وتنفجر حربا شاملة مدمرة سوف تأكل الأخضر واليابس .



#جواد_بشارة (هاشتاغ)       Bashara_Jawad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق الكافكوي رؤية من الداخل
- الملف الكامل لدراسة ألغاز الكون العصية
- مقدمة لنظرية كونية بديلة لكنها غارقة في القدم
- ألغاز الكون المرئي الصامدة – 2 - شيفرة الكون الخفية
- عراق الغد: هل هناك تغيير ممكن في الأفق؟
- فرانكنشتاين يدعى داعش مسخ القرن الواحد والعشرين
- صدور كتاب - إله الأديان وإله الأكوان : بحث في نشأة الإلوهية ...
- عرض كتب د. جواد بشارة الثلاثة عن الكون الصادرة في الأردن عن ...
- ألغاز الكون المرئي الصامدة – 1 -
- خطاب مفتوح لدولة رئيس مجلس الوزراء العراق د. حيدر العبادي
- ولادة وطفولة الكون المرئي المختلف عليها: هل الكون المرئي لقي ...
- إشكالية الخلق والأزلية
- صراع القوة داخل الإدارة الأمريكية
- أمريكا هي أساس الجحيم الشرق أوسطي
- التعاقب الحضاري للبشر واختلاق الديانات -2-
- التعاقب الحضاري للبشر واختلاق الديانات -1-
- في نقد الأيديولوجية الدينية - في نقد الأيديولوجية الدينية : ...
- الذكاء الصناعي نعمة أم نقمة؟
- السفر عبر الزمن والذهاب للمستقبل
- فيروسات الإيمان بالله والأديان


المزيد.....




- صراخ ومحاولات هرب.. شاهد لحظة اندلاع معركة بأسلحة نارية وسط ...
- -رؤية السعودية 2030 ليست وجهة نهائية-.. أبرز ما قاله محمد بن ...
- ساويرس يُعلق على وصف رئيس مصري راحل بـ-الساذج-: حسن النية أل ...
- هل ينجح العراق في إنجاز طريق التنمية بعد سنوات من التعثر؟
- الحرب على غزة| وفد حماس يعود من القاهرة إلى الدوحة للتباحث ب ...
- نور وماء.. مهرجان بريكسن في منطقة جبال الألب يسلط الضوء على ...
- الحوثي يعلن استهداف سفينتين ومدمرتين أميركيتين في البحر الأح ...
- السودان: واشنطن تدعو الإمارات ودولا أخرى لوقف الدعم عن طرفي ...
- Lenovo تطلق حاسبا متطورا يعمل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي
- رؤية للمستقبل البعيد للأرض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بشارة - سوريا في مرمى الإصابة الأمريكية مرة أخرى