أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جواد بشارة - خطاب مفتوح لدولة رئيس مجلس الوزراء العراق د. حيدر العبادي















المزيد.....

خطاب مفتوح لدولة رئيس مجلس الوزراء العراق د. حيدر العبادي


جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي

(Bashara Jawad)


الحوار المتمدن-العدد: 5687 - 2017 / 11 / 3 - 16:29
المحور: كتابات ساخرة
    


خطاب مفتوح لدولة رئيس مجلس الوزراء العراق د. حيدر العبادي
د. جواد بشارة/ باريس
[email protected]

دولة رئيس مجلس الوزراء في جمهورية العراق الدكتور حيدر العبادي الموقر تحية وتقدير

من متابعتي الحثيثة للشأن العراقي باعتباري سياسي من المعارضة السابقة للنظام الصدامي البائد على مدى نصف قرن تقريباً، وباعتباري إعلامي ومتخصص بالشأن العراقي والعربي والشرق أوسطي والدولي، وأعمل في وسائل إعلام عالمية وعربية وعراقية، أنظر لبلدي الحبيب العراق وقلبي يتمزق حينما أقارن بينه وبين دول العالم المتحضر، التي عشت في إحداها ما يزيد على الأربعة عقود، وأرى أن لا مجال للمقارنة ولا بنسبة واحد بالمليون، وأنت يا دولة رئيس الوزراء زرت مؤخرا هذه الدولة التي أعيش فيها وهي فرنسا، ولو على نحو خاطف، وتجولت في أنحاء باريس والتقيت بسياسييها وشركاتها ورجال الأعمال فيها وبالجالية العراقية المقيمة فيها، وكنت أنت أيضاً قد عشت لعقود طويلة في بلد غربي متطور، في لندن بالتحديد، وهي إحدى العواصم المتقدمة في العالم، وتعرف معنى ما أقول واقصد، أفلا يعني ذلك لك شيئاً؟ تقول عبر مكتبك الإعلامي وفي أحاديثك المباشرة مع الجمهور ووسائل الإعلام، ، وكان من بينها لقاء مباشر لك مع الجالية العراقية المقيمة في باريس وكنت أحد الحضور، أنك تريد وتنوي تطوير وإعادة بناء العراق الخرب جراء الحروب والإرهاب وعقود الدكتاتورية الطويلة، ولكن ماذا فعلت على أرض الواقع؟، يدور الحديث عن محاولة لفرض قانون رجعي متخلف للأحوال الشخصية بديلاً عن القانون السابق، وعن مفوضية للإنخابات ، يفترض أن تكون مستقل، لكنها نسخة أسوء من سابقتها مبنية على المحاصصة الطائفية التي تدعي أنك ترفض وتحاربها وتريد إنهائها واتباع منطق ومبدأ المواطنة والمساواة بين المواطنين العراقيين في الحقوق والواجبات، أياً كانت انتماءاتهم العرقية أو الإثنية أو الدينية أو المذهبية، كما تحدث عن حث رجال الأعمال والشركات العالمية ، ولا سيما الفرنسية، على الإستثمار في العراق، فهل تعرف أن أسوأ قانون استثمار في العالم هو القانون العراقي ، مقارنة بالقانون الأردني أو المصري أو العماني، والذي يستحق أن نسميه القانون الطارد للاستثمار والمستثمرين ، بدلا أن يكون مشجعاً وجاذباً للاستثمار، لأنه مليء بالتعقيدات والشروط التعجيزية وغياب الضمانات ، ويستخدمه الفاسدون والمرتشون والكتل السياسية المتنفذة للكسب الحرام وأخذ الرشاوي والعمولات غير الشرعية وابتزاز المستثمرين العرب والعراقيين ناهيك عن الأجانب الذي لا يفقهون شيئاً من هذا القانون ، كما إنهم يخافون من تدهور الوضع الأمني والصورة القاتمة والخطرة التي لديهم عن العراق وتفشي الإرهاب والجريمة والعصابات المسلحة والجريمة المنظمة وتفشي خطر الخطف وطلب الفدية للأجانب وهيمنة الميليشيات المسلحة من جميع الأصناف والأشكال والانتماءات التي تخرق القانون وتتحداه بل وتتحدى حتى هيبة الدولة والقانون والنظام، وأنت تعرف ذلك جيداً ، وكذلك عليك أن تعرف أن المستثمرين ورجال الأعمال الأجانب يتابعون كل صغيرة وكبيرة ويستأنسون بآراء الخبراء والمراقبين والمحللين لا سيما من أصول عراقية، والقريبين منهم لأخذ النصيحة والمشورة منهم في كل ما يتعلق بالأوضاع السائدة في العراق على الصعيد الاقتصادي والمالي والعسكري والاجتماعي والأمني والتجاري والإداري الخ..، إلى جانب الصعوبات الجمعة التي عليهم مواجهتها للقدوم إلى العراق رغم المخاطر ، والمتمثلة بنظام السفر وآلياته، فلا يوجد خط مباشر بين باريس كعاصمة دولية وبغداد، على سبيل المثال لا الحصر، مما يضطر المستثمر الفرنسي ورجل الأعمال والشركات الفرنسية والأوروبية إلى صرف عشرات الساعات وتضييع الوقت عبر المطارات والترانزيت عبر دول ثالثة من أجل الوصول إلى بغداد، فغالبا ما ينتظرون بين 6 ساعات إلى 12 ساعة ترانزيت في مطارات أو فنادق تابعة لدولة ثالثة كالأردن أو قطر أو تركيا أو لبنان، التي تستفيد مادياً من ذلك على حساب العراق ومصالحه، إضافة لساعات السفر الطويلة المتعبة، مع ما يترتب على ذلك من نفقات إضافية ومشاق السفر وتضييع الوقت الثمين عندهم، عدا عن معاناتهم من أجل الحصول على تأشيرات السفر والمعاملة السيئة التي يتلقونها في سفارات العراق في الخارج، ثم تأتيهم معضلة التنقل بين المطار والعاصمة بغداد ذهاباً وإياباً. ففي كل مطارات العالم يكون المطار مسؤولاً عن إيصال المسافرين القادمين مجانا إلى حيث يمكن لذويهم استقبالهم أو استخدام مواصلات عامة أو خاصة كالتكسيات أو السيارات الشخصية التي تنتظر الركاب عند أبواب المطار لنقلهم إلى حيث يريدون، والحال إن ما يجري في العراق هو استغلال المسافر بسيارات شركة تابعة لقريب وزير أو شريك له أو لحزبه، لمجرد إيصاله إلى منطقة فاصلة وعازلة بينها وبين مدخل المطار وهي ( ساحة عباس ابن فرناس مثلاً)، إلى جانب الإجراءات الأمنية المتشددة والتفتيش المتكرر، كل بضعة أمتار حيث يتوجب على المسافر أن يحمل حقائبه بنفسه أو الدفع لحمالين يقومون بذلك نيابة عنه، وإيصالها إلى نقاط التفتيش، ، وغالباً ما يتم نقل المسافرين من المطار إلى نقطة تبعد بضعة أمتار وبأسعار خيالية، فهذا ظلم للمسافر واستغلال المسؤول لمنصبه للتكسب له ولأقاربه بشكل غير شرعي لأنهم يحتكرون وسيلة النقل بين المطار وساحة عباس بن فرناس بذريعة أمنية واهية. فالأجنبي لا يعرف عن ذلك شيئاً ويجري استغفاله وابتزازه ولا يمكن لأحد من معارفه أو شركائه أن يأتي إلى المطار بسيارته الشخصية لنقله للفندق أو لجهة تنتظره في العراق.
قد يقول البعض ان هناك باصات مجانية أو بأسعار زهيدة .نعم لكنها لا تتحرك بأوقات منتظمة بل متباعدة وغالباً ما ينتظر السائق امتلاء كل المقاعد ولو استغرق ذلك ساعة أو أكثر. الأمر ذاته ينطبق على المغادرين فهناك هم حقيقي في حالة القدوم وفي المغادرة على حد سواء مما تدفع الكثيرين ، وحتى العراقيين المغتربين، من القيام بمغامرة القدوم إلى العراق وزيارته ناهيك عن الاستثمار فيه، ولقد شهدت وعشت بنفسي هذه المحنة.
الدول المحترمة تتفنن في تسهيل حياة مواطنيها وحفظ كرامتهم وهذا جزء من محركات الشعور بالانتماء للوطن والاعتزاز به لكن الذي يحدث في العراق هو العكس تماماً وأنا أتحدث هنا عن تجربة ومعاناة شخصية لأنني ممن يزور العراق بانتظام ثلاث أو ربع مرات في السنة تقريباً مرافقاً لشركات أجنبية ، فرنسية وأوروبية، ترغب في العمل والاستثمار في العراق. وبهذه المناسبة أود أن أشير إلى دولتكم الكريمة أنني وبصفتي مستشاراً للعديد من الشركات الراغبة في العمل في العراق أرسلت لجنابكم الكريم رسالة شخصية في غاية الأهمية لأنها تتضمن مشروعاً للمساهمة في إعادة إعمار وترميم وبناء العراق المخرب جراء الحروب والإرهاب وبطريقة الهبة المجانية وليس القروض أو العقود أو الاستثمار، والأمر برمته يتعلق بموافقة أو عدم موافقة دولتكم الكريمة برسالة تقول فيها أنكم ترحبون أو ترفضون هذه الهبة من منظمة عالمية معروفة ، وأرسلت الرسالة عن طريقين الأول شخصي بيد أحد السياسيين العراقيين المعروفين الذي يمكنه أن يوصل لجنابكم الكريم رسالتي حيث تعهد بذلك، والثاني هو الطريق الرسمي الدبلوماسي وفق الأصول المعمول بها ، أي السفارة والخارجية العراقية ومن ثم إلى مجلس الوزراء وإلى دولتكم الكريمة شخصياً، ومن المفترض أن تصل لدولتكم ، ولا أدري إن كانت قد وصلت لأنني لم أتلق من جنابكم الكريم أي رد لحد الآن ، ربما لأن إرسال رسالة لمقامكم الرفيع ربما سوف تحتاج لشهور إن لم اقل لدهور عديدة كي تصلكم وفق قانون الروتين والبيروقراطية المطبقين في العراق ، وربما يرتأي البعض أنها لا يجب أن تصل إلى أيديكم الكريمة لكي لا تتطلعوا عليها وتعملوا بها ،وتسجلون بذلك إنجازاً للعراق يسجل بإسمكم ويعود عليكم بالفائدة والدعاية والسمعة الحسنة والشعبية التي تستفيدون منها في الانتخابات القادمة، كما فعلوا سابقاً وعرقلوا الكثير من المشاريع المهمة التي كان يمكن أن تساهم في إعادة بناء وإعمار العراق المهدم لأنهم لا يريدون لأي جهة أخرى غيرهم أن تقدم خدمة حقيقية للمواطن العراقي وترفع من شأن تلك الجهة وشعبيتها لدى الشعب. وأخيراً وليس آخراً سبق لي أن قمت بمبادرة مشابهة إثر نشري لمقالة في وسائل الإعلام غير العراقية تحت عنوان " لو كنت وزيراً للكهرباء" في محاولة لإنهاء أزمة الكهرباء المستعصية" وكانت عبارة عن خطاب مفتوح موجه للسيد نوري المالكي رئيس مجلس الوزراء السابق ، لأنني لم أتمكن من إيصالها إليه عبر الطرق التقليدية فاضطررت إلى نشرها عبر سائل الإعلام وبالتحديد موقع إيلاف الإلكتروني الموقر، وتلقاها بواسطة مكتبه الإعلامي ومستشاره الإعلامي النشط السيد ياسين مجيد ، وعند أول مناسبة له أثناء زيارته الخاطفة إلى باريس اتصل بي مستشاره الإعلامي وطلب مقابلتي والتقيت به للحديث حول مضمون ما اقترحته عليه من أفكار للخروج من أزمة الكهرباء التي يعانى منا العراقيون منذ أكثر من عقدين من الزمن. فهل سيقوم طاقمكم الإعلامي بمثل هذه المبادر ويوصل لكم خطابي هذا؟ بانتظار ردكم تقبلوا وافر شكري وتقديري.



#جواد_بشارة (هاشتاغ)       Bashara_Jawad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولادة وطفولة الكون المرئي المختلف عليها: هل الكون المرئي لقي ...
- إشكالية الخلق والأزلية
- صراع القوة داخل الإدارة الأمريكية
- أمريكا هي أساس الجحيم الشرق أوسطي
- التعاقب الحضاري للبشر واختلاق الديانات -2-
- التعاقب الحضاري للبشر واختلاق الديانات -1-
- في نقد الأيديولوجية الدينية - في نقد الأيديولوجية الدينية : ...
- الذكاء الصناعي نعمة أم نقمة؟
- السفر عبر الزمن والذهاب للمستقبل
- فيروسات الإيمان بالله والأديان
- مصادر تسليح داعش
- كان يا ما كان في رواية الزمكان
- داعش فرانكنشتاين إسلامي يهم بالتهام خالقيه
- السينما الممسرحة والمسرح المؤفلم
- الإسلام الحركي من السياسة إلى الجهاد الإرهابي: من الإخوان ال ...
- النقلات القادمة على رقعة الشطرنج في الشرق الأوسط
- وهم الوجود بين الواقع والخيال عند الإنسان: نحو مستقبل كوني ل ...
- خارطة الصراعات في عراق ما بعد داعش
- دونالد ترامب ومستقبل عراق ما بعد داعش
- هل ما يزال هناك من يراهن على ترامب بعد؟


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جواد بشارة - خطاب مفتوح لدولة رئيس مجلس الوزراء العراق د. حيدر العبادي