|
|
القرآن يثبت على نفسه بأنه ليس من عند الله !
فيصل يعقوب
الحوار المتمدن-العدد: 5840 - 2018 / 4 / 9 - 15:12
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
القرآن يثبت على نفسه بأنه ليس من عند الله !
جاء في القرآن .
( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا)النساء (82)
و بحسب بعض التفسيرات للآية :
ـ فإن ذلك لو كان من عند غير الله لاختلفت أحكامه، وتناقضت معانيه، وأبان بعضه عن فساد بعض.
ـ إن القرآن لا يكذّب بعضه بعضًا، ولا ينقض بعضه بعضًا، ما جهل الناس من أمرٍ، فإنما هو من تقصير عقولهم وجهالتهم!
ـ قول الله لا يختلف، وهو حق ليس فيه باطل، وإنّ قول الناس يختلف.
و الآن لنرى
ـ إرادة الله :
بحسب القرآن أن إرادة الإنسان تخضع دائماً لإرادة الله فحتى لو أراد الإنسان أي شيء فلأن الله أراد له ذلك و إلا فلا يمكن له أن يريد . و لننظر لهذه الآية
(...وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ...) النحل(16)
و الآن لنقرأ هذا التفسير و لاحظوا كيف حتى المفسر نفسه يناقض و يخالف نفسه.
أن الهداية والإضلال بيد الله تعالى، وأنه سبحانه خالق أفعال العباد، وأنه هو الذي جعل المهتدي مهتديًا وجعل الضال ضالًّا، وأنه لا يقع شيء في هذا الكون إلا بمشيئته سبحانه، فمعنى يضل من يشاء ويهدي من يشاء: أنه يجعل من يشاء مهتديًا، ويجعل من يشاء ضالًّا، وليس معنى هذا نفي مسؤولية العبد عن أفعاله، بل العبد قد ضلّ بمشيئته واختياره وإرادته، ولكنه لم يفعل ذلك إلا بمشيئة الله واختياره، كما قال تعالى: لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ {التكوير:29،28}.
ـ حيث يقول المفسر ( أنه لا يقع شيء في هذا الكون إلا بمشيئته سبحانه ، أنه يجعل من يشاء مهتديًا، ويجعل من يشاء ضالًّا . وأنه سبحانه خالق أفعال العباد. ثم يقول بل العبد قد ضلّ بمشيئته واختياره وإرادته !!!!!!!)
ـ على ظاهرها، هو الذي يهدي من يشاء سبحانه وتعالى، الهداية بيده جل وعلا ، يهدي من يشاء ويضل من يشاء، ليس بيد العبد، العبد ليس بيده إلاَّ دعاء الله والضراعة إليه، والعمل بطاعته، والجد في الطاعة،
ـ إرادة الإنسان :
( .... إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ ......)الرعد (11)
و بحسب بعض التفسيرات للآية :
ـ أخبر الله تعالى في هذه الآية أنه لا يغير ما بقوم حتى يقع منهم تغيير ، إما منهم أو من الناظر لهم ، أو ممن هو منهم بسبب ؛ كما غير الله بالمنهزمين يوم أحد بسبب تغيير الرماة بأنفسهم ،
ـ أي بمعنى جاء إرادة الإنسان قبل إرادة الله فالإنسان أراد التغيير كما في المثال الوارد هنا فـ (بسبب تغيير الرماة بأنفسهم ،غير الله بالمنهزمين يوم أحد ) فلو لم يأتي منهم التغيير لما غيرهم الله !!
هنا نرى أن إرادة الإنسان جاء أولاً قبل إرادة الله فعندما غيروا إرادتهم غيرهم الله !
أي بمعنى التناقض و الأختلاف بين الآيتين النحل (16) و الرعد ( 11)
معنى : إرَادَةٌ : عَزْمٌ ، عَزِيمَةٌ ، مَشِيئَةٌ .
( وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ.....)الكهف (29)
و بحسب التفسير ( يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وقل يا محمد لهؤلاء الذين أغفلنا قلوبهم عن ذكرنا، واتبعوا أهواءهم، الحقّ أيها الناس من عند ربكم، وإليه التوفيق والحذلان، وبيده الهدى والضلال يهدي من يشاء منكم للرشاد، فيؤمن، ويضلّ من يشاء عن الهدى فيكفر، ليس إلي من ذلك شيء، ولست بطارد لهواكم من كان للحقّ متبعا، وبالله وبما أنـزل علي مؤمنا، فإن شئتم فآمنوا، وإن شئتم فاكفروا، فإنكم إن كفرتم فقد أعد لكم ربكم على كفركم به نار أحاط بكم سرادقها، وإن آمنتم به وعملتم بطاعته، فإن لكم ما وصف الله لأهل طاعته.
( الذين أغفلنا قلوبهم عن ذكرنا) أي بمعنى الله أغفل قلوب بعض الناس عن ذكره !؟ لماذا إراد ، شاء ، فعل الله هذا ؟؟؟
غفَّلَ فلانًا : أغفلَه ، تركَه
( وبيده الهدى والضلال يهدي من يشاء منكم للرشاد، فيؤمن، ويضلّ من يشاء عن الهدى فيكفر،..)! ( وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ...) إذاً كيف للإنسان الذي يشَاء أن يُؤْمِن بامكانه أن يفعل ذلك و الهدى و الضلال بيد الله فهو يرشد و يدل و يضل من يشاء ؟؟؟
و السؤال كيف لله العادل ، الرحمن الرحيم ،الحكيم الذي يريد الخير و السعادة لعباده أن يضل عباده و يحرفهم عن الطريق الصحيح و بعدها يقوم بمعاقبتهم على القرار ليس لهم فيه أي إرادة أو مشيئة أو حتى رأي ، القرار الذي الله نفسه هو المسؤول عنه و فُرض عليهم بغير إرادتهم أو علمِهم ؟؟
ـ ( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ ) النحل(103).
و بحسب التفسير ( ولقد نعلم أن هؤلاء المشركين يقولون جهلا منهم: إنما يعلم محمدا هذا الذي يتلوه بشر من بني آدم، وما هو من عند الله ، يقول الله تعالى ذكره مكذّبهم في قيلهم ذلك: ألا تعلمون كذب ما تقولون ، إن لسان الذي تلحدون إليه: يقول: تميلون إليه بأنه يعلم محمدا أعجميّ ، وذلك أنهم فيما ذُكر كانوا يزعمون أن الذي يعلِّم محمدا هذا القرآن عبد روميّ، فلذلك قال تعالى ( لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ) يقول: وهذا القرآن لسان عربيّ مبين.
و مُبين : واضح بليغ ، بيِّن ظاهر
نَصْرٌ مُبِينٌ مِنَ الله : وَاضِحٌ لاَ غُبَارَ عَلَيْهِ
أي لا يحتاج إلى تفسير أصلاً و لكن يوجد في القرآن الكثير من الكلمات غير العربية التي هي غير مبينة ( مبين ) للعرب و هنا بعض منها ـ أباريق: فارسية، معناها: أواني
* الواقعة56: 18ـ إنجيل: يونانية، معناها: بشارة
* آل عمران3: 48ـ تابوت: قبطية، معناها: صندوق
* البقرة2: 247ـ جهنم: عبرية، معناها: النار
* الأنفال8: 36ـ زكاة: عبرية، معناها: حصة من المال
* البقرة2: 110ـ زنجبيل: بهلوية، معناها: نبات
* الإنسان76: 17ـ سجَّيل: بهلوية، معناها: الطين المتحجر
* الفيل105: 4ـ سرادق: فارسية، معناها: الفسطاط
* الكهف18:29ـ سورة: سريانية، معناها: فصل
* التوبة9: 124ـ طاغوث: حبشية، معناها: الأنداد
* البقرة2: 257ـ فردوس: بهلوية، معناها: البستان
* الكهف18: 107
ـ (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ(( وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ ))فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) آل عمران (7)
و بحسب التفسير ( وأخر متشابهات ) أي : تحتمل دلالتها موافقة المحكم ، وقد تحتمل شيئا آخر من حيث اللفظ والتركيب ، لا من حيث المراد .وقد اختلفوا في المحكم والمتشابه ، فروي عن السلف عبارات كثيرة ، فقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس [ أنه قال ] المحكمات ناسخه ، وحلاله وحرامه ، وحدوده وفرائضه ، وما يؤمر به ويعمل به .
وكذا روي عن عكرمة ، ومجاهد ، وقتادة ، والضحاك ، ومقاتل بن حيان ، والربيع بن أنس ، والسدي أنهم قالوا : المحكم الذي يعمل به .
فكيف هو مُبين ؟؟
فـ يعقوب
#فيصل_يعقوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
 |
بحث
|
 إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صوتك
-
الماضي
-
السيميائي و الراعي
-
القضية الكوردية و الديمقراطية
-
يا قمر
-
مرايا
-
تحت المطر
-
القديشة
-
على وسادتي
-
يا أهرمان
-
رقصات جسدك
-
أنشودة الجيل القادم
-
السياسة ، الأحزاب الكردية ، القضية الكردية .(بأختصار)
-
ذات مساء
-
آيات ليست سماوية
-
الغروب على بحر الشمال
-
الأمريكان و دمقرطة العراق
-
العقائد و الايديولوجيات و خطورتها على المجتمعات .
-
واقع الإنسان الكُردي
-
تطور المجتمعات وعدم وصول المجتمع الكردستاني إلى مرحلة التطور
...
المزيد.....
-
مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى
...
-
تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
-
الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين
...
-
مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج
...
-
حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين
...
-
قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا
...
-
العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي
...
-
مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى
...
-
مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
-
الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد
...
المزيد.....
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو دبريل
-
تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل
...
/ عبد المجيد حمدان
-
جيوسياسة الانقسامات الدينية
/ مرزوق الحلالي
-
خطة الله
/ ضو ابو السعود
المزيد.....
|
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
