|
واقع الإنسان الكُردي
فيصل يعقوب
الحوار المتمدن-العدد: 5740 - 2017 / 12 / 27 - 19:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
واقع الإنسان الكُردي أستيقظت في هزيع الليل على زمجرات الريح و قرقعات المطر في أحدى أفضل المدن في العالم ،خطر في ذهني الكثير من الأسئلة منها، هل أعرف نفسي أكثر من محتلي و مغتصبي وطني و هل شعبي يعرف نفسه أكثر من مغتصبي وطنه ؟ فكرت في واقعنا المتخلف و المقهور حيث نعاني من تسلط المحتل المغتصب و من التسلط من قبل العقلية المتخلفة القمعية من أبناء جلدتي فالإنسان الكردي يولد و هو خاضع للمتسلط و ليس له الحق سوى رضوخ للواقع الذي ولد فيه ، وهذا الواقع يشكل لديه مشاكل و توترات نفسية كبيرة تجعل من شخصيته شخصية غير متوازنة و بالتالي عدم قدرته على تكوين ذاته المستقلة و فقدان قيمة نفسه و الخجل منها و إهمالها بدون أن يعي بأنه بهذه الطريقة إنما يساعد المحتل و المتسلط في اضطهاد نفسه و من مثله بل يعيب على باقي أبناء شعبه على الواقع الذي هو نفسه فيه مما يؤدي إلى الصراع بينه و بين من هم مثله فيضع ذاته و قدراته في خدمة محتليه و المتسلطين على شعبه دون وعي منه ، بل و يصبح تابعاً للمتسلط و المحتل ما أن يكذب أحدهما عليه بوعود كاذبة بمنح بعض الحقوق أو بعض الاصلاحات حتى يقع في دهاليز ألاعيبه و أصبح الكذب جزء من حياته و حياة المجتمع ككل و بهذه الطريقة يلجأ إلى ألاعيب يرسمها له المحتل و المتسلط ليضحك عليه و يستغل هو بدوره باقي أبناء شعبه . أعتقد من أهم أسباب التخلف في مجتمعنا و الذي ينتج عنه علاقات التسلط هو ١ـ الجهل الذي ينشأ منه الاستبداد و يولد منه المتسلط، ليصبح قائداً و بطلاً و منقذاً في نظر الجهلاء، و يصبح خطره على الشعوب و الافراد أكبر عندما يجد ممن يسمون أنفسهم بالمثقفين في التغطية على الأخطأ و النواقص و تمجيد المتسلط ، عندها يكون خطر تلك المثقفين لا يقل عن خطر المستبد نفسه. ٢ـ الفقر أو التخلف الأقتصادي ، حيث يوجد الفقر يوجد الجهل و التخلف و الامراض و في المجتمعات الفقيرة يبقى الإنسان إنساناً عشائرياً و قبلياً و أمياً و يكون تفكيره مقصر على قوت عيشه و طرق معيشته و يعجز عن متابعة الأحداث و فهمها و بالتالي سيكون اهتماماته المعرفية و السياسية محدودة أو حتى معدومة و بهذا يصبح التحكم به سهلاً من قبل المستبدين و الطغاة و يمكن أستخدامه لغاياتهم و اهدافهم ٣ـ غياب المحاسبة و المراقبة ،لدى الحكومات و السلطات المستبدة والمتسلطة حيث يجري التخطيط و ما يجب القيامه به خلف الكواليس و بعيدة عن أعين الناس و الصحافة، و تجري الاتفاقيات و المساومات و التبادلات في غرف مغلقة دون أن يكون هناك أي مراقبة أو محاسبة لأفعالهم و أعمالهم و بالتالي هم لا يحترمون القانون الذي وضعه هم بأنفسهم ، و بهذا الشكل تتحول السلطة المستبدة إلى مجموعات مافيوية و عصابات يتحكمون بالبلاد و العباد بحسب أهوائهم و رغباتهم بدون رادع أو محاسبة ،فهم الدولة و هم القانون . ٤ـ انعدام المعرفة القانونية لدى الناس ،هناك الكثير من العلوم المعرفية و الثقافات الهامشية لا يخشها المستبد و المتسلط بل قد يشجع عليها أكثر ليظهر بمظهر المدافع و الحامي للعلوم و الثقافات ،و لكنه يرتعد و يخاف من تلك العلوم الواقعية التي تجعل من إنسان أن يتعرف على حقوقه الفردية و الجماعية و واجبات الحكومة اتجاهه و اتجاه المجتمع و واجبات الحاكم اتجاه من يحكمهم و وظيفته الأساسية في خدمة المجتمع و أفراده . إن انعدام المعرفة القانونية يجعل من المستبد و السلطة المستبدة أن يصدروا أوامر و أحكام على أهوائهم و مزاجهم . فيلجأ هذا الإنسان إلى حماية نفسه بسبب عدم تحمله القهر و الاضطهاد إلى القدر و الاستسلام له من أجل الوصول إلى نوع من التوازن في ذاته لكي يستطيع الأستمرار بهذا الحل الوهمي ، و قد تكون محاولة منه لأنتظار الفرصة المناسبة لقلب الوضع لصالحه و لكن كما تبين لنا قبل أكثر من خمس سنوات عندما أتاحت الفرصة أن هذه الشخصية لم تكن قادرة على تغيير و لا لها القدرة على تلبية الأحتياجات على المدى البعيد ، مما يزيد من مآسي و الأحزان التي تسيطر على الحالة المزاجية العامة و تنعكس في أشعارنا و أغانينا و أدبنا بشكل عام ، و هذا الواقع الذي يعيشه يجعل من المستقبل مجهولاً لديه و قدرته على تحكم بزمام الأمور غير متوفرة و يعلق آماله على الأحداث الخارجية ما قد يكون ضده أو لصالحه وتتغير مزاجه و حاله النفسية تبعاً لتلك الأحداث و يبرر لنفسه عدم مسؤوليته عما يحدث له . فـيصل يـعقوب
#فيصل_يعقوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تطور المجتمعات وعدم وصول المجتمع الكردستاني إلى مرحلة التطور
...
-
ما هي اشكاليات المجتمعات الشرق الاوسطية (الإسلامية) و هل يمك
...
المزيد.....
-
?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو
...
-
أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال
...
-
الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ
...
-
مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
-
تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو
...
-
ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
-
بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري
...
-
قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
-
8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
-
لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|